كتابة :
آخر تحديث: 11/05/2022

تعرف على ثقافة الاحتواء وشروط تحققه

يعرف الاحتواء بأنه حاجة الإنسان لإنسان آخر من أجل تحقيق رغباته، والتنفيس عما يشعر به من مشاعر، أي أنه غلاف ممزوج بعقل وعاطفة، لذا سوف نتحدث معا في موقع مفاهيم عن ثقافة الاحتواء.بالإضافة إلى ذكر أنواع متعددة من الاحتواء على المستوى النفسي والجسدي، كما سوف نقوم بالإجابة عن جميع الأسئلة المطروحة من أجل توعية الإنسان بأهمية وضرورة الاحتواء.
تعرف على ثقافة الاحتواء وشروط تحققه

ثقافة الاحتواء وشروط تحققه

يحدث الاحتواء لدى الإنسان بدرجات متفاوتة، عند نضوج العقل ونمو العاطفة، يحدث الاحتواء بين شخصين، لكن هناك عدة شروط يجب توافرها من أجل نجاح عملية الاحتواء، فبتحقق تلك الشروط يتم نجاح العلاقة، تلك الشروط هي: -

  • أن يكون لدى الطرفين قدرة على العطاء.
  • إن يحملان قدر هائل من الإيجابية لمعاونه أحدهما على تخطي الظروف والمواقف الصعبة.
  • أن يكون لدى الطرفين سعة بال وحنان.
  • أن يكون بينهما احترام وثقة متبادلة.

أهمية الاحتواء

يعد الاحتواء من الأشياء الهامة في حياتنا، فنجاحه يعود على الفرد والمجتمع بإيجابية، وترجع أهميته إلى: -

  • القدرة على جذب الطرف الآخر إليه في حاجة وجود حاجة أو نقصان بدون اللجوء إلى طرف ثالث، حيث يصبح ذلك الشخص هو الأمن والأمان.
  • كسر الحواجز بين الطرفين وبناء علاقة قوية تعتمد على الحب والإخلاص.
  • يتجنب المرء القيام بأفعال مزعجة للآخرين، حيث يعمل الاحتواء على تحسين الحالة النفسية للأشخاص.
  • الشعور بالراحة والسعادة.
  • ازدياد رغبة الفرد في القيام بجميع الأنشطة اليومية.
  • التغلب على صعوبات الحياة المختلفة.
  • منع انتشار فكرة الانتحار بين البشر.
  • تعزيز العمل والمقاومة من أجل حياة أفضل.
  • ينمي لديهم الرغبة والتمسك في الحياة والتخلي عن الأفكار السلبية التي قد تؤدي إلى الانتحار.
  • القدرة على تخطي مصاعب الحياة ومواجهة تحديات المستقبل.
  • بناء حياة جديدة مبنية على الحب والعطاء وتكوين أسرة سوية تعتمد على المبادئ الأخلاقية.

أنواع الاحتواء

الاحتواء أنواع متعددة وعلی الشخصين أن يقوما بتبادل الأدوار، دور المحتوي والمحتوی، وذلك وفقا للظروف التي يمر بها وحاجة كل شخص إلى الدعم والغ، من أجل بناء علاقة صحية ومستمرة، وتتمثل أنواع الاحتواء في: -

  • الاحتواء الأسري: حيث يختلف أسلوب الاحتواء في الأسرة الواحدة، فمثلا نجد أن العلاقة بين الآباء والأبناء تختلف كثيرا عن العلاقة وبين الأب وزوجته، فالاحتواء يرتبط على النقاش والتحاور فيما بينهم ومحاولة تلبية احتياجات أطفالهم مع الدعم النفسي وتشجيعهم على العمل والمذاكرة، كما يجب التنفيس عنهم في الإجازات وقضاء وقت ممتع معا، أنا عن العلاقة بين الزوجين فإن الاحتواء بينهم يعتمد على التفاهم ومشاركة الأوقات الصعبة والمفرحة معا، كما أنه لا حرج على الطرفين في القيام بمعاتبة أحدهما الآخر مع الالتزام بقواعد الأدب.
  • الاحتواء المهني: وهو شعور الموظف بانتمائه إلى المؤسسة التي يعمل بها، مع ضرورة تقدير المؤسسة لعمله وما يبذل من جهد وعناء في تحقيق أهدافها، فعند الشعور بالاحتواء فإنه يكون أكثر تفهما وثقة بأن تعبه وعناءه سوف يعود عليه بتقدير وعرفان وزيادة في المرتب، فعندما يحدث فشل في الاحتواء وبين الموظف والمؤسسة فنجد هناك تقصير من الجوانب المهنية، وعلى المؤسسة إن تقوم بتوزيع المهام بين الموظفين بالعدل، لأن عدم فعل ذلك يسبب الشعور بالغربة، ويعود ذلك بالسلب على المؤسسة وعدم إخلاص الموظف في عمله.
  • الاحتواء الذاتي: ‏والمقصود به احتواء المرء لمشاعره المبعثرة والأحاسيس المضطربة، إلى جانب محاولة مداواة جروحه ولملمة أوجاعه، ووضع جميع الهزائهم في مكيال الصبر وتقايضها في احتساب الأجر، ويعد ذلك النوع من أصعب الأنواع لأن الفرد يعتمد فيه على نفسه ويتخلى عن فكرة مشاركة بالآخرين سواء في الفرح أو الحزن، كما أن ذلك من الممكن أن يعود عليه بالسلب نتيجة دخول في العزلة.
  • الاحتواء العاطفي والجسدي: يعتمد ذلك الاحتواء على تبني فكرة الحب والتفاهم، وزيادة الاهتمام حتى وقت الانشغال، مع ضرورة مشاركة كلاهما للآخر في الأفراح والأحزان، وتفهم طبيعة كلا منهم، كما لا بد من الحرص على تقديم الدعم والمقاومة المادية والمعنوية عند الحاجة إليها.

أساليب الاحتواء

لا يقتصر الاحتواء على العلاقة بين المرأة والرجل فقط، ولكن يجب أن يتحقق الاحتواء لجميع الأشخاص في عدة مناسبات مثل:-

  • العمل: لا بد أن يحصل جميع الموظفين على الاحتواء في أماكن عملهم، من أجل الشعور بالانتماء إلى المؤسسة التي يعملون بها، كما أن العميل الذي يثق في شراء منتج معين أو في مؤسسة معينة فإنه يشعر بالاحتواء تجاه تلك المؤسسة، مما يعود ذلك بالنفع على الفرد والمؤسسة.
  • الفقر: لا علاقة بالفقر أو الغني في تقديم الاحتواء، حيث إن المستوى المادي أو الاجتماعي للفرد لا يكون عائقا أمامه لنيل ذلك الشعور الحسن، والدليل على ذلك هو أن الأغنياء قد لا يشعر الكثير منهم بالسعادة، في حين يجد العديد من الفقراء أكثر سعادة وانبساطا رغم ضيق الظروف المعيشية التي يمرون بها، أكدت العديد من الدراسات العلمية إن أعلى نسب للانتحار في الدول التي ترتفع فيها دخل الموظف العادي، في حين تقل في الدول النامية، نتيجة لتقديمهم الدعم بعض وتبادل أدوار الاحتواء بينهم

أسباب فشل الاحتواء

يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى فشل الاحتواء، بعضها يكون ناتج عن رفض الشخص نفسه في تقربه من شخص آخر وتملكه حاله من الحزن والغضب، والبعض الآخر يكون نتيجة تعرض الشخص إلى عدة صدمات جعلته يتوقف عن المحاكاة والتعامل مع الآخرين، أمثلة على ذلك: -

  • الفشل الأسري: ويكون ناتج عن قيام أحد الأبوين بضرب أبناءهم أو الصراخ عليهم من أجل الكف عن البكاء، إن ذلك الموقف يوضع الطفل في حالة من الحزن والغضب الشديد، فهو لا يستطيع التحدث كي يعبر عما يزعجه ومع تكرار ذلك الموقف يصبح الطفل أكثر حزنا واكتئبا ويصاب بحالة من اللامبالاة فلا تعنيه قرب الأشخاص أو بعدهم عنه.
  • الفشل العاطفي: نتيجة تعرض أحد الطرفين للصدمات متتالية وخذلان، وعدم قدرة الشخص على إعطاء ما يريد الطرف الآخر من حب وحنان، مما ينتج عنه حالة من البعد والفتور وقد ينتهي بفشل العلاقة والطلاق.

النتائج المترتبة على فشل الاحتواء

ثقافة-الاحتواء

يترتب على فشل الاحتواء العديد من المشاكل النفسية التي تؤثر على حياة الفرد بالسلب، مما تؤدي إلى: -

  • حدوث خلل في تطور الأطفال النفسي، مما يؤدي إلى عدم قدرتهم على ضبط النفس والشعور بالثقة تجاه بالآخرين خاصة البالغين من حولهم.
  • الخذلان وفقدان الثقة.
  • انحراف العاطفة تجاه شخصا ثالث من أجل البحث عن الاحتواء، مثل اتجاه الزوج أو الزوجة إلى الخيانة مع شخصا آخر.
  • الفشل الجسدي وينتج عن الضعف والفتور الجنسي والذي قد يؤدي إلى الطلاق أو الخيانة لعدم تحمل الشخص الآخر تلك العلاقة.
  • الابتعاد عن المشاركة الجماعية واتخاذ العزلة موطنا وأمانا له.
  • كثرة التفكير السلبي في الحياة والذي يؤدي للإصابة بالعديد من الاضطرابات النفسية مثل اضطراب النوم، الحزن، الاكتئاب.
  • عدم الرغبة في مواجهة صعوبات الحياة والاستسلام التام لما يحدث له نتيجة الإصابة بحالة من اللامبالاة.
من هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية موضوعنا في الحديث عن ثقافة الاحتواء، كما تناولنا معا أهمية الاحتواء وشروط تحققه، إلى جانب ذكر جميع أنواع الاحتواء ومعرفة طرق تنميتهم من أجل حياة سعيدة خالية من التعب والمشاكل، وأن يكون لديك قدرة على المواجهة والتحدي مهما بلغت مصاعب الحياة من حزن وألم.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ