ما هو حكم الرضاعة بدون حمل للمرأة؟

نعم، تستطيع المرأة أن ترضع دون إنجاب، وذلك من خلال عملية تُعرف باسم الإرضاع المستحث أو التحفيز على إنتاج الحليب، والجدير بالذكر أن الإسلام يحث على رعاية اليتامى وكفالة الأطفال، بشرط ألا يتم نسب الطفل إلى المرأة أو الرجل القائمين على تربيتهما. لذا، إن كان القصد من الإرضاع هو تحقيق المحرمية، فهذا مشروع ومن ثم يمكن للمرأة استخدام الطرق التحفيزية لإدرار اللبن في الثدي.

وتعتمد هذه العملية على تحفيز الثديين بطرق معينة، ويمكن أن تتم بإحدى الطريقتين التاليتين:

1. استخدام الأدوية الهرمونية: يمكن للأطباء وصف أدوية تحتوي على هرمونات، مثل الإستروجين والبروجسترون، لمحاكاة التغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء الحمل. بعد فترة من الاستخدام، يتم تقليل هذه الهرمونات، وقد يتم أيضًا استخدام أدوية أخرى تحفز إفراز الحليب، مثل دومبيريدون (Domperidone).
2. التحفيز الميكانيكي للثدي: يمكن استخدام مضخة الثدي بانتظام، حيث يعمل التحفيز المستمر على زيادة إنتاج الحليب في الثديين. هذا الأمر يتطلب التزامًا وصبرًا لفترة قد تستمر لأسابيع، إلى أن يبدأ الثدي بإفراز الحليب.

هل يمكن للمرأة الغير حامل أن ترضع؟

• هناك بعض حالات النساء التي يفرز ثديها الحليب دون أن تكون حامل، والسبب في ذلك هو هرمون البرولاكتين، وهو المسؤول عن تحفيز إنتاج الحليب في الثديين. يتواجد البرولاكتين في الدم لدى جميع النساء (وكذلك الرجال) بكميات صغيرة في الحالات العادية، ولكن مستوياته تزداد بشكل ملحوظ أثناء الحمل وبعد الولادة، مما يساعد على بدء عملية الرضاعة الطبيعية.
• أما الحالة التي يمكن فيها أن تنتج المرأة الحليب دون أن تكون حاملاً، فهي تُعرف بـ فرط برولاكتين الدم (Hyperprolactinemia). في هذه الحالة، يكون مستوى هرمون البرولاكتين مرتفعًا في الدم، ويمكن أن ترضع خلاله المرأة.

هل يجوز إرضاع طفل غير طفلي بدون سبب

إرضاع طفل ليس من نسل المرأة (أي ليس طفلها البيولوجي) يعتبر جائزًا في الإسلام، ولكن يجب مراعاة بعض الأمور المهمة. إليك النقاط الرئيسية المتعلقة بهذا الموضوع:

1. تحقق المحرمية:

• إذا قامت المرأة بإرضاع طفل غير طفلها، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى إنشاء علاقة محرمية. وفقًا للشريعة الإسلامية، يجب أن ترضع المرأة الطفل خمس رضعات مشبعات قبل بلوغه سن الحولين (سنتين) ليصبح الطفل ابنًا لها من الرضاعة، ويترتب على ذلك تحريم الزواج بين المرأة والطفل.

2. دوافع الإرضاع:

• إذا كان الهدف من الإرضاع هو تلبية احتياجات الطفل أو توفير الحليب لطفل يتيم أو طفل بعيد عن والدته، فإن ذلك يُعتبر عملًا نبيلًا ومحببًا. في هذه الحالة، يُشجع على إرضاع الطفل.

3. النية:

• يجب أن تكون النية من إرضاع الطفل واضحة، بحيث تُعتبر إرضاعًا للنفع والخير، وليس لمجرد الرغبة في فعل شيء غير مُفيد.

حكم الرضاعة بدون حمل عند الشيخ بن عثيمين

• قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عليه أن المرأة إذا أرضعت طفلا بدون حمل وهذا يحدث كثيرا أن ترى امرأة متزوجة أو غير متزوجة ليس فيها حليب طفلا صغيرا يبكي فتلقمه صدرها ومن قدرة الله تعالى يبعث لهذا الطفل غذاءه فدر اللبن في صدرها.
• ثم يقوم هذا الطفل بالرضاعة من هذه السيدة خمس رضعات مشبعات أو أكثر فهل يكون هذا الطفل ولدا لهذه السيدة التي أرضعته؟ أجاب الشيخ محمد بن صالح العثيمين بقوله لا يكون هذا الطفل ولدا لها وعلل إجابته بأن هذه الرضاعة قد حدثت بغير حمل.

رأي الأئمة الثلاثة في حكم من أرضعت طفلا بدون حمل

ذهب الأئمة الثلاثة في تحريم الطفل على هذه الأم الذي أرضعته وهذا يعني:

• أن الطفل إذا رضع من هذه المرأة خمس رضعات مشبعات صار ولدا لها سواء كانت هذه المرأة بكرا أي لم تتزوج أي أم كانت في سن اليأس أو كانت متزوجة.
• وقد استدلوا على ذلك بعموم قوله تعالى "وَأُمَهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُم" كما أنهم استدلوا بأنهم لا يوجد في القرآن الكريم نص صريح ولا في السنة النبوية ما يدل على شرط أن يكون اللبن الموجود في ثدي المرأة ناتجا عن حمل.

ما حكم المرأة التي تتناول أغذية أو أدوية تدر لبنا في ثديها؟

يمكننا توضيح حكم المرأة التي تتناول أغذية أو أدوية تدر لبنا في ثديها من خلال الآتي:

• إذا تناولت المرأة أدوية أو طعمة معنية ساهمت في إدرار الحليب في صدرها ثم استخدمت هذا اللبن في إرضاع طفلا خمس رضعات.
• وقد كان عمر هذا الطفل دون السنتين فالحكم أن هذا الطفل قد صار لهذه المرأة ابنا لها بالرضاعة ويترتب على ذلك تحريم النكاح من هذه السيدة ويجوز له الخلوة والنظر.
• كما يجوز له أن يكون محرما لها في السفر ولكن لا يثبت لهذا الطفل نسبا لها ولا تجب عليها النفقة عليه كما لا يحق له أن يرثها.

حكم المرأة ّإذا تناول شيئا در لبنها فأرضعت به طفلا؟

الجواب على هذا السؤال أن هذا الطفل يعد طفلا لها وثبت عليه الأحكام السارية على الطفل الذي رضع من مه نتيجة حمل واستدلوا على ذلك برواية مالك أن لبن النساء يحرم على كل حال كما أنهم استدلوا بظاهر قوله تعالى "وَأُمَّهَاتُكم اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُم وَأَخَوَاتُكُم مِنَ الرَّضَاعَة".