آخر تحديث: 23/01/2023

أبرز خصائص الحضارة الإسلامية

الحضارة هي كل الأشياء التي تساعد الإنسان في جميع النواحي في حياته، كما أنها التقدم المهني والثقافي، والحضارة الإسلامية تعني كل ما قام الإسلام بتقديمه للمجتمع، من قواعد ومبادئ تساعده على التقدم، ويجب العلم أن الإنسان عنصر مهم في نقل الحضارة، كما أن الإسلام جاء يساعد الفرد على تصليح حياته والعيش حياة مستقرة وهادئة، سوف نقدم لكم من خلال مفاهيم خصائص الحضارة الإسلامية.
أبرز خصائص الحضارة الإسلامية

من أين انطلقت الحضارة الإسلامية؟

  • انطلقت الحضارة الإسلامية من المدينة المنورة، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم أول من أسس الدولة الإسلامية وفق مبادئ الشريعة الإسلامية واللغة العربية، بالإضافة إلى أن اللغة والدين هم من أهم أسس الحضارة الإسلامية.
  • وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قائد هذه الدولة التي انتشرت في بقاع الأرض وبدء ذلك الانطلاق من المدينة المنورة خلال العهد النبوي وعهد الخلفاء الراشدين وكذلك عصر الدولتين الأموية والعباسية، بالإضافة إلى وصول الحضارة الإسلامية إلى ثلاث قارات والتي تتمثل في العالم القديم وهم آسيا وأفريقيا وأوروبا.

خصائص الحضارة الإسلامية

من أهم الخصائص التي تتميز بها الحضارة الإسلامية ما يلي:

1. الاعتناء ببناء الإنسان نفسيًا وجسديًا وعقليًا وسلوكيًا

  • كما أن الإنسان هو أساس الحضارة ولهذا فيجب أن يتم تهيئة ذلك العنصر جيدًا للقيام بتلك المهمة، وتلك الخطوة تعد من أهم خصائص الحضارة الإسلامية.

2. حضارة تحث أفرادها على التقدم والنهوض

  • خصائص الحضارة الإسلامية أنها حضارة روح ومادة أي أنها تجمع بين الحث على التقدم، ولكن يعد ذلك في إطار أخلاقي راقي، ولهذا فهي تتميز عن غيرها من الحضارات التي أغفلت عن الأخلاق وركزت على المدنية البحتة فقط، والمدنية هي التقدم في العلوم المختلفة.

3. حضارة ربانية إيمانية

  • كما أن الحضارة الإسلامية ربانية إيمانية فالدين هو الأساس لقيام الحضارة وإعمار الأرض وفق شرع الله تعالى، فلذلك ظهر أثره في الأقوال والأعمال والأحوال.
  • بالإضافة إلى تأصيل الولاء للدين فقط وهذا دون النظر لأي مرجعية أخرى، كما أن المسلمون من أصول متفرقة وألسنة متباينة وبلاد متباعدة، ولكنهم يجمعهم الدين وهذا الذي جعلهم يساهمون في بناء الحضارة الإسلامية.

4. حضار تدعو للتحلي بالأخلاق والمساواة وتقبل الآخرين

  • كما أن المساواة ورفض كل أنواع التعصب والعنصرية والطبقية والقومية وهي من خصائص الحضارة الإسلامية.
  • فريضة العلم والحث على البحث والتفكير، كما أن الابتكارات لم تحدث إلا بالملاحظة والاكتشاف والتجربة.
  • مكارم الأخلاق والالتزام بالعمل بها في جميع المعاملات، وعدم التنازل عنها وهذا بغض النظر عن الطرف الذي يتم التعامل معه المسلم أو الظروف.
  • التوازن بين الحياة الدنيا وعمارة الأرض وبين العمل الديني ابتغاء الآخرة.

5. حضارة أساسها العدل وإعمار الأرض

  • كذلك مبدأ عمارة الأرض التي خُلق الإنسان من أجلها والحث على العمل وجميع مجالات الحياة بكل ما هو نافع ومفيد.
  • العدل هو أساس الحكم فيما بين المسلمين أو غيرهم، وهذا من أهم ما يحفظ كرامة الإنسان كما أنه يحث الإنسان على العطاء.
  • احترام عادات وتقاليد المجتمعات ما لم تخالف الدين.
  • والعمل على الجهاد لنشر التوحيد وكذلك تحرير العقول من عبودية المادة، ومن ظلم الحكام ورفع الظلم الاجتماعي وأثر الفساد وإرساء قيم الحق.

بعض نماذج من علماء المسلمين

من أهم النماذج الإسلامية من العلماء المسلمين الذين أضافوا الكثير للبشرية بفضل اكتشافاتهم في الحضارة الإسلامية ما يلي:

  • البيروني: هو الذي اكتشف الأرصاد والنظرية الفلكية.
  • الرازي: وهو الذي اكتشف الجراحة ومؤسس علم الصيدلة.
  • الخوارزمي: وهو مؤسس علم الجبر.
  • عباس بن فرناس: وهو كان عالم موسوعي كما أنه أول من حاول الطيران.
  • الإدريسي: وهو الذي وضع واحدة من أهم الخرائط الصحيحة للأرض في عصره.
  • الحسن بن هيثم: وهو أبرز من فكر في إنشاء السدود بالإضافة إلى أنه كان له مساهمات هامة في علم البصريات.

أنواع الحضارة الإسلامية

هناك العديد من الأنواع المختلفة للحضارة الإسلامية، ومن أهمها ما يلي:

  • حضارة مصدرها الوحي: وهي التي تعتمد على الإيمان بالله تعالى والتوحيد الكامل والمطلق، كما أنها تعطي لمختلف الأنظمة في الحياة الطابع التوحيدي القائم على التوحيد في العبودية، والربوبية والتشريع، وكذلك النظر إلى الكون والإنسان الذي يعيش فيه.
  • حضارة إنسانية: وهي التي تكرم الإنسان وتخدمه وتهدف إلى التقدم والرقي وهذا في مختلف نواحي الحياة، كما أنها تضم مختلف الأجناس دون التفريق بينهم وكذلك تعطيهم فرصًا متساوية في الحياة.
  • حضارة أخلاقية: فتلك الحضارة لا تعبث بالقيم الإنسانية التي من خلالها تبني مسمى النسبية، كما أن الناس تتساوى فيها وهذا دون الخضوع إلى معايير مزدوجة، كما أن القيم الأخلاقية هي التي تحكمها وتنظمها ومنها العدل والصدق وكذلك الوفاء بالعهود، وغيرها من القيم الأخرى التي حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • حضارة عقلية وعلمية: فهذه الحضارة تحث على العبادة بالتفكير والتأمل وإعمال العقل مع الوحي، كما أن العلم والدين لا يناقض أو يصادم كل منهما الآخر، بالتالي يأتي التصادم من تداخل الأهواء وقلة الوعي وكذلك نقص من وضعية العقل.
  • حضارة تقوم على التسامح: لم تظهر حضارة قبلها اتصفت بالتسامح كما اتصفت بها الحضارة الإسلامية، خصوصًا التسامح بين الأديان، بالإضافة إلى أن الحضارة الإسلامية تعايشت مع جميع الأديان.
  • حضارة العدل والمساواة والرحمة: وهذه الحضارة تعتمد على تكامل الجانب المادي وكذلك الجانب المعنوي، كما أن جميع الأفراد في الحضارة الإسلامية أمام شرع الله سواء، بالإضافة إلى أنها توازن بين الرجل والمرأة وبين الفرد والمجتمع وبين الدين والدنيا، فلا تصادم فيما بينهم، فهي بذلك تكون حضارة قائمة على التكامل.
  • حضارة حيوية: وتلك الحضارة ترفض اليأس من الحياة، كما أنها تسعى إلى تحقيق السعادة في الدنيا والآخرة، وتنادي بإعمار الأرض باسم الله تعالى.
  • حضارة شاملة: فهي التي تشمل أحكام الدنيا والآخرة والكون بأكمله، وهذا ليس للإنسان فقط، بالإضافة إلى أنها حضارة تتفاعل مع العقائد الأخرى، كما أنها نقلت العديد من الفنون والعلوم إلى أنحاء أوروبا، كما أنها استفادت من الحضارات الأخرى وأفادتها.
  • حضارة تراعي عادات المجتمع: ويجب ألا تخالف تلك العادات والتقاليد الدين وكذلك الشرع.
  • حضارة تدرك قيمة الزمن: فإن الرسول صلى الله عليه وسلم حث على الاهتمام بقيمة الوقت والزمن، فالإنسان سوف يسأل عن عمره فيما أفناه، وعلمه فيما عمل به، وماله كيف كسبه وكيل أنفقه، وجوده فيما أبلاه.
  • حضارة صالحة لكل زمان ومكان: فهذا لا يقتصر على مكان أو منطقة معينة أو فئة محددة من الناس.
  • حضارة اللغة العربية لغتها الأصلية: فهي لغة الدين والعلوم والأحكام والثقافة، كما أنها لغة ذات أصول ثابتة بالإضافة إلى أنها قابلة للتجدد دائمًا.

تأثير الحضارة الإسلامية على الحضارات الأخرى

  • لقد امتدت الحضارة الإسلامية إلى بلاد الغرب مع دخول الجيوش إلى البلاد المفتوحة، بالإضافة إلى أن تجار المسلمون الذين نقلوا كثيرًا من الحضارة.
  • فعرف الغرب معارفه من منابع الثقافة الإسلامية وانبهر بأصالتها وسعة المعرفة والعلم لدى المسلمين مقارنة بحال العالم في أوروبا في ذلك الوقت.
  • بالإضافة إلى أن في العمارة خلفت الحضارة الإسلامية مدنا كثيرة تحكي عن تميزها وفنونها مثل إسطنبول وما فيها من مساجد وعمارة.
  • وفي شرق آسيا في بخارى وسمرقند ودلهي وحيدر أباد وكذلك قندهار وزنة بوزجان.
  • والعديد من المدن في أوروبا مثل طليطلة وقرطبة ومرسية وغيرها وكذلك في بلاد فارس مثل نقيا وأصفهان وتبريز وغيرها من المدن الإسلامية.
أخيرا نكون قد تحدثنا بالتفصيل عن كل ما يخص خصائص الحضارة الإسلامية، وهي تمتلك العديد من المميزات التي جعلتها تختلف عن غيرها من الحضارات التي مرت في التاريخ البشري الطويل، كما أنها تتميز في تطور علومها ونقاء فكرها وقوة تأثيرها على غيرها من المجتمعات الإنسانية، بالإضافة إلى أنها تعتني ببناء الإنسان نفسيًا وجسديًا وعقليًا، كما أن الحضارة الإسلامية قامت عليها خصائص تميزت بها أهمها العقيدة وشمولية الإسلام وعالميته والحث على طلب العلم.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ