آخر تحديث: 26/11/2022

خصائص الرواية الواقعية في الأدب العربي ونشأتها وأشهر روادها

كثرت المدارس الأدبية في الأدب العربي ولكل مدرسة اتجاهاتها الخاصة وأفكارها التي شكلها الأدباء والشعراء في الحقبة الخاصة بهم وتوجهاتهم التي أعربت عن المدرسة الخاصة بهم في توليد الشعر والروايات وجاء أبرزها المدرسة الواقعية وخصائص الرواية الواقعية في الأدب العربي، التي انتشرت في العصر الحديث على مستوى الأدب العالمي بشكل عام والعربي بشكل خاص، سوف نعرض لكم بواسطة مفاهيم كل ما يخص خصائص الرواية الواقعية في الأدب العربي.
خصائص الرواية الواقعية في الأدب العربي ونشأتها وأشهر روادها

خصائص الرواية الواقعية في الأدب العربي

تعتمد المدرسة الواقعية في أعمالها على خصائص الرواية الواقعية في الأدب العربي، حيث جاء أبرزها فيما يلي:

  • تحرك العقل وتعمل على خلق شعور الإرادة والقوة لدى القرّاء وتثير الوجدان؛ فضلًا عن اشتراك القارئ لأحداث الكاتب في عمله الأدبي من ناحية نسج الخيال والبحث والتساؤل، وإيجاد الحلول المناسبة لما يسرد من مشاكل.
  • تبرز مدى التوافق بين النص الأدبي وتفوق العلم، وكيفية الاستفادة من العلم المتعلق بالطبيعة في مادة الأدب.
  • تعتمد الكتابة الواقعية على الارتجالية والكتابة بدون تجميل أو تكلف أو محاولة لتحسين الواقع لدى القارئ، كما أن الأمر الذي يجعل القارئ منتبهًا لما يقوله الشاعر أو الأديب طيلة الوقت.
  • تتميز بأنها تعطي وصفًا دقيقًا لكافة التفاصيل التي يتكلم عنها الأديب في عمله الأدبي، مثل وصف الأصوات والألوان والحركات.
  • تعتمد على البحث وراء الظواهر في النص والأسباب الكامنة فيها وتأملها والقيام بتحليلها ووصفها على أكمل وجه ممكن.
  • سُميت بالواقعية لأنها مأخوذة من الطبيعة، ومن واقع المجتمع الذي يعيش فيه الإنسان، وتعتمد فيها على الصراع القائم على الإنسان في العالم الذي يعيشه وتقوم بنقله وتصويره بشكل واقعي.
  • ترتكز أعمال المدرسة الواقعية على المشاكل المجتمعية التي يتعرض لها الإنسان، وقضايا تلامس عمق كينونته الآدمية مثل الفقر والجهل والمرض والظلم، وذلك بهدف إلقاء الضوء على تلك المشاكل بهدف علاجها وإيجاد حل لها.
  • أصحاب المدرسة الواقعية تقوم أسس النقد خاصتهم على تحليل النص الأدبي وعرضه بكل حيادية، دون التطرق لسياسات وتوجهات الكاتب وآرائه.

المدرسة الواقعية ونشأتها

سطع ضوء المدرسة الواقعية وخصائص الرواية الواقعية في الأدب العربي منذ منتصف القرن العشرين، واستطاع الأدباء العرب أن ينفردوا بـمعتقداتهم وآرائهم وسياستهم الصارمة في تطبيقه على أرض الشرق، رغم أن المدرسة الواقعية غربية المنشأ، ومن أهم سماتها:

  • أن الأدباء العرب اعتمدوا على الجانب الإيجابي في سرد أعمالهم والقضايا التي تمس المجتمع بشكل حيادي وموضوعي دون التطرق إلى بعض المشاكل والتي منها كثرة التشاؤم ورفض الحياة.
  • وبدأ يذيع اسم المدرسة الواقعية على الساحة الأدبية والنقد في القرن العشرين بشكل عام، في فترة الخمسينيات والستينيات بشكل خاص، ويرجع الفضل بذلك إلى الاتجاه الذي اعتمده العرب ألا وهو المنهج الصحيح في دراسة الأدب وكتابة مبادئه ودراسته.
  • ويعود سبب نشأة المدرسة الواقعية في الأدب العربي إلى تبادل الثقافات بين العرب وروسيا والذي بدأ في الأدب الروسي المنهج الماركسي الذي ظهر وقتها وحمل أسماء متعددة، لكن قام العرب بإضفاء منهجًا نقديًا عليه، ومدرسة أدبية خاصة لأجل إنتاج الأعمال الأدبية على أساسها ونقدها ودراستها.
  • الفترة الأبرز التي ظهرت فيها المدرسة الواقعية في الأدب العربي بالشكل الكبير حينما عانق الأدباء والشعراء الظروف والأزمات التي تعرضوا إليها في مجتمعاتهم.
  • واعتمد الأدباء في أعمالهم على الأداة التي تساعدهم في تصوير واقعهم ووصفه بشكل دقيق في رواياتهم وشعرهم، فضلًا عن نقل الحقائق والتعبير عن مكنونات صدورها بآدابهم وأعمالهم التي قدموها.

ويعد من أبرز أسماء هؤلاء النقاد العرب الذين أدرجت أسماؤهم تحت المدرسة الواقعية وصارت منهجًا لهم في أعمالهم الأدبية هم:

  • محمد مندور الكاتب الذي اهتم بـالاشتراكية والوجودية، والتي يركز فيها على أساس النقد الواقعي وأساسياته.
  • والناقد رئيف خوري، الذي قد تبنى فكرة النقد العقائدي الفلسفي.

أنواع الرواية ومفهومها

كثرت أنواع الروايات وتعددت من حيث أشكالها، وما تتميز به من خصائص أدبية وفنية، وبما تحويه من:

  • اتجاهات وأبعاد مختلفة في فن كتابتها؛ لذلك تباينت الآراء حيال وضع مبدأ مفهوم يربط فيه كافة خصائص الرواية الواقعية في الأدب العربي، ونظرًا لتعدد وتباين الأعمال الروائية للمدرسة الواقعية وعدم وجودِ القاسم المشترك بين الأعمال.
  • فاتفق أصحاب المدرسة على أن يكون مفهومها جزئي لما تحتويه الرواية من أبعاد واتجاهات، كما جاء رأي الأدباء حول مفهوم الرواية بشكل عام هو بما يتحدث عنه الأديب بعدد كلمات، أطول من القصة القصيرة، ومنهم من ذكر أنّها ينبغي كونها أكثر من خمسين ألف كلمة، ومنهم من اعتمد على الجوهر الأدبي الذي يقدمه الأديب في روايته.
  • ومنهم من أشار إليها على كونها فن أدبي نثري لا يتقيد بتوجهات معينة، وقد اعترف الكثير من النقاد والأدباء على أنه لا يوجد معنى ثابت وشامل للرواية؛ لكونها فن أدبي قابل للتطور والتحديث منه بشكل دائم.
  • ولكن المجمل اتفقوا على أنها فن أدبي يعتمد على السرد من قبل كاتبها، وليست مثل الأسطورة، وتختلف عن الخبر التاريخي، لأنّها من وحي الخيال، ولا تربطها صلة عن الملحمة، لأن الملحمة من الأجناس النثرية.

كما تختلف الرواية عن الحكاية والأقصوصة، لأنّها عمل أطول منهما، وتختلف عن الخبر، وجاء أبرز أنواعها فيما يلي:

  1. الرواية الرومانسية: وهي التي تقوم بالتركيز على الحب والغرام، كما أنه يقوم فيها الشاعر بالاعتماد على القلب والعاطفة، بالإضافة إلى أن في الروايات الرومانسية تنتهي بالزواج السعيد وأخرى تنتهي بالفراق، وجانب ثالث ينتهي بفضيحة أو جريمة وفي هذا الجانب تكون النهاية غير متوقعة.
  2. رواية الطبقات الاجتماعية العليا: والتي ظهرت في أوائل القرن التاسع عشر، وهي من الروايات التي تعكس صورة الطبقات الراقية في بلاد أوروبا.
  3. الرواية التعليمية: والتي سطعت شمسها في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، كما خصصت لأجل مناهج التدريس للصغار، والحبكة فيها ليس بها أي تكلف بهدف تسهيل استيعاب الطفل.
  4. الرواية السياسية: هي التي تعتمد على مناقشة القضايا السياسية التي يتعرض لها الشعب، ويكون ذلك إما بشكل مباشر أو من خلال موضوعات عن طريق استخدام الرمزية أو الإسقاط على شيء معين.
  5. الرواية الحربية: هي الروايات الوطنية التي تحكي عن الوطن وحبه والبحث عن الحرية من ظلم وطغيان الاستعمار الذي يمثل الظلم، ويمثل الأحداث في الرواية الحربية بطل واحد بعينه الذي يقدم نضال شعب بأكمله.
  6. الرواية النفسية: وفيها يقدم البطل كافة أبعاده النفسية ومشاعره وأفكاره وكذلك الشخصيات المساعدة للبطل، وكل ما يجذب اهتمام للقارئ بدرجة مساوية لدرجة تثير أفعاله ومعرفة الأحداث الخارجية للرواية.

أثر المدرسة الواقعية

  • يتأثر أصحاب المذهب الواقعي في الأدب العربي تأثرًا شديدًا حينما يتعلق الأمر بالرواية وخصائص الرواية الواقعية في الأدب العربي، بسبب كون الرواية هي القالب الأدبي الأكثر اتساعًا وشمولًا عن غيرها من الأنماط الأدبية كالمسرح والشعر.
  • وذلك لأن من خلالها يستطيع الأديب أن يظهر مهاراته الأدبية والإبداعية والوصف الحر للأحداث وجذب القارئ، لذا فإن الرواية لها نصيب الأسد في المذهب الواقعي.

ومن أبرز أعمال ونتائج المدرسة الواقعية العربية، جاء فيما يلي:

  • روايات زقاق المدق وخان الخليلي، قصر الشوق للأديب نجيب محفوظ: والذي يعد هو رائد الواقعية في مصر، وذلك لأنه اعتمد على سرد واقع المجتمع بأسلوب يجذب القارئ فضلًا عن تقديم فلسفة عميقة عن الحياة.
  • رواية المعذبون في الأرض للكاتب الناقد طه حسين: والتي عبر فيها عن رفضه لقضايا مثل الفقر التي انتشر بمصر في تلك الفترة الراهنة، وكانت الرواية عبارة عن مجموعة من الأحاديث المتفرقة نُشرت في إحدى الجرائد قبل أن تُجمع في كتاب واحد، وما يتميز به طه حسين أنه يجمع بين الأسلوب الجذاب في القصص والأحداث المحزنة التي عمت في الشارع المصري.

اتجاهات واستخدامات المذهب الواقعي

من أبرز ما جذب الأدباء والشعراء إلى تمسكهم بالمذهب الواقعي هو الميل للواقعية والخيال معًا بدرجة تجعل القارئ متورطًا مع العمل الأدبي الذي يقدمه الأديب مما جعل المذهب ينقسم إلى عدة اتجاهات، وهي:

  • النظرية الماركسية، أو الواقعية الاشتراكية: ومحورها حول الأساس الاقتصادي للمجتمع، وتنص تلك النظرية على الارتباط بالواقع التاريخي الذي يمر به البلاد والبُعد الاجتماعي.
  • نظرية الانعكاس: قام على أساسها الأديب جورج لكاش، وذلك لأنه كان مبتغاه هو المعرفة الحقيقية للواقع والحياة الاجتماعية، وشدد على تطبيقه في قالب فني لإظهار خاصية الانعكاس، وبذلك يخفف من التصوير الجمالي الدقيق بجعل القارئ يعكس حياته الاجتماعية في الرواية بدلًا من الواقع.
  • واقعية باختين: رأي باختين في الواقعية أن اللغة هي وسيلة التواصل الأدبي والمجتمعي، وذلك لأنها تركز على أن اللغة هي التي تشكل إيديولوجيا المجتمع وبذلك تكون اللغة شيء متصل ليس أساس العمل الأدبي بشكل بحت.
  • واقعية أدرنوا: كان لـ أدرنوا رأي مختلف عن رواد الرواية الواقعية، إذ يرى أن الفن يحمل معرفة متناقضة مع المجتمع الحقيقي، لكن لا يعني ذلك أنه ضد الواقعية، لكنه يرى أن الأدب يجب أن يكون بمثابة هزة للرؤية الكلاسيكية للواقع، وخروج عن المألوف في الرواية الواقعية.

نماذج من الأدب الواقعي

من أشهر نماذج الأدب الواقعي:

  1. الدون الهادئ للكاتب الروسي شولوخوف، الحاصل على جائزة نوبل للآداب، وتحكي عن رواية ملحمية يعكس فيها واقع الطبقة العاملة الثورية، وهيمن فيها شولوخوف الطابع الإنساني على روايته.
  2. الطعام لكل فم مسرحية من تأليف الكاتب المصري توفيق الحكيم، ويبرز فيها معالجة مشكلة الجوع، وهي المشكلة الاجتماعية البارزة في ذلك العالم، فضلًا عن أنه أدبيًا حاول بالمزج بين الواقعية واللامعقول بوضع سيناريوهات لم تحدث على أرض الواقع.
  3. رواية الأم كتبها مكسيم جوركي وهو الكاتب الروسي الذي مثل الواقعية الاشتراكية بشكل جدير في أعماله الروائية، وتتناول الرواية الطبقة العمالية الثورية، والتي تعكس الوعي السياسي الموجود بالطبقة في تلك الحقبة، وفي الرواية كانت الأحداث تتطور بقدر طور كل شخصية بالرواية.
وأخيرًا نكون قد تحدثنا بالتفصيل عن كل ما يخص خصائص الرواية الواقعية في الأدب العربي، وتعد الرواية نوع من أنواع الفنون وهي تحتوي على العديد من العناصر تترابط مع بعضها البعض، وأحداثها تسير في تسلسل معين، كما أنها في بعض الأحيان تقوم بوصف تجربة شخصية لدى الكاتب.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع

ذات صلة من مقال

خصائص الرواية الواقعية في الأدب العربي ونشأتها وأشهر روادها