كتابة :
آخر تحديث: 18/07/2021

دور الأسرة في تنشئة الطفل ومرحلة ما بعد الطفولة

دور الأسرة في تنشئة الطفل ومرحلة ما بعد الطفولة، إن الأسرة هي المؤسسة الاجتماعية الأولى للطفل، فهي التي يولد ويعيش فيها الطفل حياتهُ، فاعتماده الكلي يكون عليهم، وتنشئته تنشئة سليمة وسوية دور الأسرة الأولى.

دور الأسرة في تنشئة الطفل ومرحلة ما بعد الطفولة

تعتبر الأسرة هي الخلية الأولى في البناء الاجتماعي للطفل، ويتجلى دورها في:

  • الطفل يكتسب خبراته، وسلوكياته، ومعارفه من الأسرة، فإما أن يتعرض الطفل لمؤثرات تربوية تكون إيجابية، أو يتعرض لمؤثرات تربوية تكون سلبية ويكون ذلك خلال مراحل حياته.
  • فالأسرة هي المسئولة في تكوين شخصيته الذاتية، وهي المسئولة عن تكوين شخصيته الاجتماعية.
  • فالطفل عندما يولد يكون خالي من أي خبرة، ويتلقى دروسه من والديه، فمن خلال ذلك يساعد في تكوين شخصيته المتوازنة ويجعله إيجابيًا مع الآخرين.
  • ودور الأسرة في تنشئة الطفل ومرحلة ما بعد الطفولة، فأول ما يجب تنشئته هو التنشئة الاجتماعية.

وهذه التنشئة لها عدة أهداف، هي:

  1. توفير جو اجتماعي وإيجابي للطفل، وصحي وهو اللازم لعملية التنشئة الاجتماعية، وذلك يتوفر من خلال وجود أسرة متكاملة من الأب والأم، والإخوة أيضًا أن وجد، وكل منهما لهُ دور مهم جدًا في حياة الطفل.
  2. غرس عوامل ضبط للسلوك لدى الطفل، وهو أن يكون الأب والأم قدوة لطفلهم، وأن يحرصا ألا يأتيا بأي سلوك مخالف للدين والآداب الاجتماعية.
  3. تحقيق النضج النفسي للطفل وذلك عن طريق تفهم الوالدين وإدراكهما لمعاملة الطفل، ووعيهما بحاجاته العاطفية والسيكولوجية وهي المرتبطة بنموه، وتطوير فكره عن نفسه، وعلاقته مع الآخرين.
  4. إدراك الأب والأم لحاجات الطفل ورغباتهُ وما هي دوافعه، وأخطائه ومعرفة ما لا يستطيع التعبير عنه.

ما هي الشروط التنشئة الاجتماعية التي يجب توفرها للطفل؟

هناك عدة شروط يجب توفرها لتوفير بيئة اجتماعية سليمة للطفل، وهي:

وجوده داخل مجتمع :

  • فالإنسان بطبعه اجتماعي لا يعيش بمفرده في الحياة، فمنذ ولادته يمر بأناس مختلفين على مر حياته، فيحقق من ذلك إشباع حاجاته الاجتماعية، فعندما ينشئ الطفل اجتماعيًا وثقافيًا، يتحقق من ذلك التنشئة الاجتماعية السليمة.
  • وذلك من خلال نقل الثقافة والمشاركة في تكوينه للعلاقات مع باقي أفراد أسرته، ليحقق من ذلك تماسك اجتماعي.

توفير الطابع الإنساني :

  • وهو تنشئة الطفل ذو طبيعة إنسانية سليمة، وذلك من خلال قدرته على أن يقيم علاقات وجدانية مع الآخرين، والمشاركة تعتبر من أكثر العواطف أهمية.
  • وهي تكتسب عن طريق العقل وعن طريق المشاركة، وتزول هذه العواطف إذا كان منطويًا على نفسه.
  • وهنا يأتي دور التنشئة الاجتماعية، وهي دفع الطفل إلى مشاركة الآخرين مشاركات فعالة في واقعه الاجتماعي المحيط به.

ويتلقى الإنسان التنشئة الاجتماعية من خلال:

  • الأسرة.
  • المدرسة.
  • وسائل الإعلام.
  • المهن- والعمل.
  • وسائل الترفيه.
  • وتبدأ التنشئة الاجتماعية ببداية الحياة، وتنتهي بموت الإنسان.

دور الأسرة بعد مرحلة الطفولة مع أبنائهم

إن الطفل أصبح واعي بما حوله، يعرف الصواب من الخطأ، مدرك ما يفعلهُ، فهو منذ طفولته قد غرست فيه قيم ومبادئ، ورأى ذلك أيضًا في والديه، فاكتسب الكثير منهم، ولابد في فترة الطفولة أن نجعل الاحتمال يتحملوا جزء ولو بسيط من المسئولية، فبعد سن ثلاث سنوات الطفل أصبح مدرك ماذا يفعل الآخرون حوله، ملم بجزء من المحيط الذي حوله، يمكنك أن تعطيه بعض المسئوليات مثل:

  • أن يأكل بمفرده دون مساعدتك.
  • أن يدخل إلى الحمام بمفرده دون مساعدتك.
  • عندما يستيقظ في الصباح يغسل وجهه وأسنانه بمفرده وكذلك قبل النوم.
  • ينظف ما حوله بتوفير أدوات نظافة تناسبه.
  • تجعله يشارك الآخرين ويتفاعل معهم دون مساعدتك.
  • تشاركه في ألعابه ويكون هو القائد وتنفذ ما يقول.

كل هذه الأشياء تساعد على الأتي:

  • تخلق بداخل الطفل تحمل المسئولية، فبعد مرحلة الطفولة، أصبح الآن قادر على فعل أشياء كثيرة دون مساعدتك، أنت بجانبه وتسانده لكن هو من يقوم بفعل ذلك بمفرده، يبني داخل الطفل كيف يكون قائدًا.
  • الابن أو الابنة طبيعي فعل الكثير من الأخطاء وهم أطفال، يجب توجيههم بطريقة سليمة وصحيحة، دون أن تغضب أو تضرب، أو تقلل منهم بالكلام السلبي، فيجب على الإباء تجنب قول أي كلام سلبي لأبنائهم إذا أخطئوا.
  • فذلك سيؤثر بالسلب عليهم عندما يكبروا، سيفقدون الثقة بأنفسهم، ويشعرون بالإحباط، سيتأثرون بكلام من حولهم السلبي، فضرورة تجنب أي كلام سلبي لهم.
  • على الأسرة جعل الأبناء يشاركون في الكثير من الأنشطة الاجتماعية، والأنشطة الرياضية، والأنشطة الثقافية، وتوفير مكتبة خاصة بهم للقراءة والتطلع ومعرفة العالم الخارجي، وجعلهم يدخلون في مسابقات، ويقومون من أنفسهم، هذا كله سيبني داخلهم شخصية مثقفة مدركة بالعالم المحيط بها، تعلم الصواب والخطأ دون الرجوع إلى الوالدين.
  • ضرورة حثهم على الصلاة وحفظ القرآن منذ الصغر، وأن يروا ذلك في والديهم، سيكبر الطفل وسيصلي بمفرده دون توجيه من والديه، ويعلم الحلال من الحرام، يشارك أهله ويستشيرهم في أمور الدنيا وهل هذا يصح أم لا يصح، جعله يبني علاقة قوية مع الله بذكر فضله ونعمه عليه.

ما هي العوامل المؤثرة على تربية وتنشئة الأطفال؟

كما ذكرنا أن العائلة هي أول عالم اجتماعي للطفل، وأول من يوجههم، فالأسرة هي مرآة الطفل، فهو يرى نفسهُ في أسرته، لكن هناك عوامل مؤثرة على دور الأسرة في تنشئة الطفل، وهي:

العوامل الداخلية :

  • الدين: فالدين يؤثر بشكل كبير في عملية التنشئة الاجتماعية للطفل، ويرجع ذلك بسبب اختلاف الأديان والطباع، فالدين الإسلامي يحرص على ضرورة تنشئة أفراده على مبادئ الإسلام واحترام الاختلاف.
  • الأسرة: هو العامل المؤثر في تكوين شخصية الطفل وأساليب ممارستها مع الطفل، وعدد الأسرة يؤثر على تربية الطفل، فكلما كان عدد الأسرة قليل كلما كان الاهتمام بالطفل أكبر.

العوامل الخارجية:

  • المؤسسات التعليمية: وهي الحضانة أو المدرسة، وهي تختلف تربيتها عن تربية الأسرة، لكنها عامل مهم جدًا في تربية الطفل، سواء جسديًا أو روحانيًا، وهي أيضًا مسئولة عن تكوين شخصية الطفل.
  • والطفل يأخذ معلمه قدوة بأفعاله الحسنة واحتوائه لهم، فالمعلم يلعب دور مهم في بناء البعد الأخلاقي للطفل، وكونهِ قدوة لتلاميذه من خلال أفعاله وسلوكه.
  • الأصدقاء: أن الأصدقاء لهم دور كبير أيضًا في تنشئة الطفل وتربيتهُ، فيجب الحرص أن يكون أصدقاء الطفل يتعاملون مع بعضهم بطريقة إيجابية.
  • العبادات: أن المساجد والأجواء الدينية كرمضان والعيد تؤثر تأثير كبير في حياة الطفل، وتغرس بداخله التوجيهات الإيمانية الدينية، وتؤثر في الطفل أخلاقيًا، وقصص رسول الله مع الأطفال وكيف يحبهم وكيف كان يتعامل معهم، كل ذلك يؤثر على الطفل إيجابيًا من الناحية الدينية.

المواصفات التي يجب توفرها في الأب والأم لتنشئة الطفل وتربيته

  • أن يكون الأب والأم سليمين جسديًا وعقليًا.
  • أن يكون الأب والأم ملتزمين بتطبيق الشريعة الإسلامية.
  • أن يكون الأب والأم بينهم مشاركة في تربية الأطفال.
  • أن يكون الأب والأم لديهم معرفة بكيفية تربية الطفل تربية صحيحة.
وفي النهاية فمسئولية تربية الأطفال مسئولية كبيرة، تحتاج جهد كبير وعناية خاصة بالأطفال، لتنشئة طفل ذو طبيعة إنسانية وأخلاقية واجتماعية سليمة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ