كتابة :
آخر تحديث:

معلومات هامة عن الإنطواء الذاتي

أحد أهم الاضطرابات والمشكلات النفسية التي تواجه الإنسان بصفة عامة عبر مراحل عمره المختلفة هي الإنطواء الذاتي حيث يمكن أن تحدث هذه المشكلة في مرحلة الطفولة وفي مرحلة المراهقة، كما يمكن أن تظهر في مرحلة الشباب.
سوف نتناول في هذا المقال المقصود بالانطواء الذاتي والأسباب التي تؤدي إليه والآليات التي يمكن أن نستند إليها حتى نبدأ في الخطة العلاجية، وطرق التشخيص منذ البداية، فتابعونا في هذا المقال المميز لتجدوا إجابات عن كافة الأسئلة التي تتعلق به.
معلومات هامة عن الإنطواء الذاتي

الإنطواء الذاتي

من أكثر المشكلات النفسية التي لا يرغب فيها الفرد أن يندمج مع الأخرين وأن يتعامل معهم بل يفضل أن ينعزل مع نفسه وهذا ما يعرف بالعزلة الاجتماعية حيث يبدأ في التعامل مع ذاته فقط فلا يقترب من أحد ولا يطلب من أحد أن يساعده في أي شيء من متطلباته ويظل جالساً مع ذاته فترات طويلة من الوقت ويقوم بمهامه منفرداً.

ما هي الأسباب التي تؤدي إلي الانطواء؟

بعد أن تعرفنا علي المقصود بالانطواء الذاتي دعونا نقترب من هذه المشكلة أكثر من أجل التعرف علي الأسباب الرئيسية التي تكمن خلف هذه المشكلة:

عامل التربية

يعتبر عامل التربية أحد أهم العوامل التي تؤدي إلى حدوث هذه المشكلة، فنجد أسلوب تربية كثير من الأسر يقوم علي التوبيخ الشديد للطفل منذ السنوات الأولى من عمره.

بل وكبح جماحه في أن يدلي برأيه في أي شيء وانتقاده بشدة علي مسمع ومرآي الجميع فضلاً عن استخدام العنف والقسوة الشديدة مع الطفل مما يؤثر عليه سلبياً في كافة نواحي تعاملاته مع الغير فيظهر كونه مهزوز الثقة في نفسه ومكسور أمام الجميع ومن هنا يفضل أن يكون منعزلاً وبعيداً عن الجميع حتى لا يسلطوا عليه الضوء.

الأسباب الوراثية

أحد الأسباب الرئيسية التي أكدت الأبحاث والدراسات في المجال النفسي أنها تؤدي إلي الانطواء الذاتي، حيث أنه عندما ينشأ أي طفل في بيت يكونا فيه الأبوان لديهم قدر من العزلة الاجتماعية والانطواء والبعد عن المحيطين بهم.

ومن الطبيعي أننا نجد أن الطفل يقوم من جانبه باكتساب نفس هذه العادات فيصبح هو الآخر مثل أبويه فلا يكترث بالاندماج أو مخالطة المحيطين به فيصبح منطوي علي ذاته.

التغيرات البيولوجية والفسيولوجية

من أكثر الأسباب التي تؤدي إلي الانطواء هي تلك التغيرات التي نجدها تطرأ علي الفرد ولعلنا نجد هذا الأمر ملاحظاً بشكل كبير لدى المراهقين سواء من البنين أو البنات، فنجدهم ينطوا علي أنفسهم بشكل كبير ويتولد لديهم الخوف من مواجهة الآخرين ممن يحيطون بهم ويتزامن ذلك مع التغيرات البيولوجية التي تحدث لهم في أثناء مرحلة المراهقة.

حيث يتولد لدى المراهقين شعور بالانعزال والبعد عن الآخرين وعدم التعامل معهم حتى لا يلاحظوا تلك التغيرات الظاهرة التي تظهر عليهم فيبدأ الأمر بنوع من الخجل الاجتماعي وهنا من الممكن أن يتجاوزه البعض وربما لا يستطيع البعض الاخر أن يتجاوزه ويدخل في دائرة الانطواء ويصبح فريسة وضحية له.

ما هي أعراض الانطواء الذاتي؟

كثير من الأمهات والآباء أرسلوا لنا هذا السؤال عن ماهية الأعراض الظاهرة التي يمكن لهم من خلالها أن يتعرفوا منذ البداية عن وجود مشكلة الانطواء لدى أولادهم، وبناءًا علي ذلك وجدنا انه من المناسب أن نذكر لكم كافة الأعراض الظاهرة :

  • عدم الرغبة في حضور المناسبات المختلفة نتيجة ما بها من تجمعات، فلا يرغب في زيارات أو حضور حفلات الزفاف أو العزائم أو غيرها من المظاهر الاجتماعية التي يكون بها كم من التجمعات.
  • الجلوس منفرداً لفترات زمنية طويلة للغاية وعدم الرغبة في التحدث مع أحد حتى من أفراد أسرته إلا في أضيق الحدود.
  • من اكثر المظاهر الثانوية التي نجدها تلازم الانطواء هي الخوف والقلق، فنجد أن الطفل يكون موضوع تحت ضغط نفسي كبير نتيجة ضغط الأهل عليه حتى يندمج معهم والضغط عليه للقيام بزيارات والتواجد بالتجمعات المختلفة، ومن ثم يظهر مشكلات نفسية أخرى كرد فعل لكل تلك الضغوط.
  • الحدة في المزاج حيث نجد الفرد المنطوي يكون عصبي المزاج بشكل كبير وتلازمه العصبية الشديدة كعرض أساسي من أعراض الانطواء الذاتي.
  • يظهر المنطوي توجهات عدائية كبيرة من جانبه تجاه كل من يوجه له أي انتقاد في شخصيته، وفي نفس الوقت إذا تحدث معه أي أحد تجده يتسم بالصراحة فليس لديه أي مكر أو إخفاء لمشاعره علي عكس ما يعتقد البعض.
  • تكون دائماً دائرة معارفة محدودة للغاية فبناءً علي انعزاله فإننا نجده ليس له أصدقاء بالقدر الكافي بل يحجم عنه كل من يقترب منه حيث يشعروا انه ليس له الرغبة في التواجد بصحبتهم فبالتالي يبعدوا عنه ومن هنا فنجد معارفه قليلون للغاية.

هل هناك علاج للانطواء؟

وبعد أن تناولنا تعريف الانطواء والعوامل التي تؤدي إليه وكافة الأعراض الظاهرة التي تعد مؤشرات على وجوده فقد حان الوقت أن نتعرف سوياً علي إجابة لسؤال ( هل هناك علاج للانطواء ؟ ) وقد توجهنا به إلي أحد استشاري الصحة النفسية والذي أكد لنا أن هناك علاج للانطواء.

ولكن يجب أن يتم تشخيص حالة المريض من قبل متخصص ومن ثم البدء في الخطة العلاجية تحت إشراف طبيب نفسي من ناحية وأخصائي نفسي ومعالج نفسي من ناحية أخرى.

وأكد لنا أن هناك مجموعة من الخطوات التي لا تخلو منها أي خطة علاج تأهيلية للانطواء الذاتي والتي تتمثل في ما يلي:

  • البدء في التدريب علي المهارات الاجتماعية بشكل تدريجياً من ناحية وعملياً من ناحية أخرى حتى نكسر لديه كافة حواجز الخوف والقلق والخجل الاجتماعي التي تكون لديه وتسيطر عليه.
  • تشجيع كل من حوله له علي الاندماج مع الغير، ومن هنا تأتي أهمية الخطة التأهيلية التي يتم تقديمها إلي الأهل حتى يتعاونوا مع الفريق الطبي المتخصص في تقديم كافة الدعم النفسي للمريض وتدريبه بشكل مكثف علي بعض المهارات التي يدرجها الأطباء في الخطة العلاجية مما ينعكس بشكل إيجابي علي حالة المريض.
  • إذا كان يعاني المريض من مشاكل نفسية أخرى أدت به إلي المشكلة الحالية ( الانطواء الذاتي ) فيجب أن يتم التعرف عليها وتشخيصها والتدخل عليها حتى يكتسب المريض الثقة بنفسه ومن ثم يبدأ في أخذ خطوات فعلية في ما يخص التعامل والاندماج التدريجي مع من حوله مما ينعكس إيجابياً علي حل المشكلة الاساسية التي يعاني منها.
  • تنمية مشاعر الحب والانتماء والاهتمام من كافة المحيطين به حتى يشعر بهذا ويتشجع علي المضي قدماً في الخطة العلاجية.
  • الابتعاد عن كافة المشاعر والأفكار السلبية التي يمكن أن تكون بعقل وبفكر المريض وهنا يأتي دور العلاج المعرفي السلوكي والذي أثبتت التجارب الواقعية علي مدى فعاليته في مثل حل وعلاج مثل تلك المشكلات النفسية.
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلي نهاية مقالنا لهذا اليوم والذي تناولنا فيه الإنطواء الذاتي وتعريفه والمقصود به والعوامل التي تؤدي إليه وأهم المظاهر التي تنبأ بوجوده وكيفية التعامل معه والتدخل من قبل المتخصصين.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ