كتابة :
آخر تحديث: 09/05/2021

نبذة عامة عن سوء الامتصاص وكيفية علاجه

مرض سوء الامتصاص هو مرض من الأمراض التي يصاب بها معظم الأشخاص في هذا الزمان، سواء كان الصغار أم الكبار.
وهو حالة من الاضطراب أو الخلل تحدث في الجهاز الهضمي أثناء عملية هضم الطعام، وبعدها يحدث امتصاص للمواد الغذائية من جانب الأمعاء، لذلك سنتطرق في السطور القادمة بنبذة عامة عن هذا المرض وكيف نستطيع علاجه.
نبذة عامة عن سوء الامتصاص وكيفية علاجه

ماذا يحدث أثناء عملية الامتصاص؟

خلال هذه العملية يحدث تغيير بنيوي وكيميائي لجميع مكونات الطعام في تجويف الأمعاء، وبالأخص نجد هذا التغيير على سطح الغشاء المخاطي، أو نجده في خلايا النسيج الطلاني أو ما يسمى بالخلايا الظهارية، هذه الخلايا تعمل على تغطية الغشاء المخاطي، فهذا التغيير يجعل الامتصاص متاح.

يحدث أيضاً في هذه العملية نقل للمواد الغذائية من هذا التجويف، عن طريق النسيج الطلاني، حتى توصله إلى الدورة الدموية والجهاز الليمفاوي.

مراحل عملية الهضم

قبل أن نتطرق لمعنى سوء امتصاص المواد الغذائية، يجب أن نتفهم جيداً مراحل عملية الهضم حتى نستطيع أن نعرف كيف يحدث سوء الامتصاص، فهذه المراحل هي:

الدهون

  • من الأمور التي تقوم بها الهضم هي أنها تشارك في عملية تحليل الدهون إلى أملاح المرارة وإنزيمات البنكرياس التي هي عبارة عن الليباز - والـكوليباز.
  • بعد ذلك، تعود المواد التي تم إنتاجها من هذا التفكيك، ومن بينها؛ الأحماض الدهنية، فتبدأ في التوحد من جديد على هيئة دهون داخل خلايا النسيج الطلائي، ومن بعدها تترك الخلية وتنتقل إلى الجهاز الليمفاوي، ومن بعدها تذهب إلى الدورة الدموية وذلك عن طريق البروتينات الناقلة.
  • تعد عملية امتصاص الدهون وبالأخص عند الاطفال والبالغين من العمليات الناجحة جدا، والسبب الرئيسي في ذلك هو أنه يتم امتصاص نحو (95%) من هذه الدهون حتى تدخل إلى الجسم، أما بالنسبة للأطفال في الشهور الأولى نسبة امتصاص الدهون لديهم قليلة.
  • من الممكن أن يحدث سوء امتصاص للدهون والسبب في ذلك هي إحدى المواد التي يتم مشاركتها في عملية الهضم والامتصاص؛ فقد يحدث نقص في إنزيمات الليباز والكوليباز، وكذلك نقص في أملاح المرارة والسبب في ذلك هي أمراض الكبد، كما قد يحدث انسداد في القنوات المرارية أو يحدث اضطرابات وخلل في امتصاص أملاح المرارة، مما يؤدي إلى حدوث ضرر في الغشاء المخاطي للأمعاء أو اضطرابات في أداء الخلايا الظهارية الموجودة فوق الغشاء المخاطي.
  • وقد يحدث في بعض الأحيان انعدام تام لامتصاص المواد الدهنية بالجسم، وهذه تعتبر من الحالات النادرة جداً في حدوثها، وفي العادة ما تكون هذه الحالة مصاحبة بأن المواد الغذائية الأخرى التي تعتبر أساسية لا يمكن امتصاصها.
  • قد يظهر البراز الدهني وهذه الحالة تعتبر عرضاً من أعراض سوء امتصاص الشديدة جداً، ففي هذه الحالة، تظهر في البراز، كمية من الدهون تصل إلى (50%)، هذه الدهون تدخل للجسم عبر الطعام.
  • ومن الصور التي تظهر عليها هو نقص كبير في إنزيمات البنكرياس، ولكن بشكل أقل في الأمراض الأخرى الخاصة بالأمعاء.

الكربوهيدرات، النشويات

  • الأميلازات هي عبارة عن إنزيمات يتم استخدامها لتهضم النشويات، ويتم افرازها عن طريق الغدد اللعابية والبنكرياس، وتساهم في حدوث عملية تفكيك وتحليل لجميع المواد السكرية.
  • أما التفكيك الإضافي الذي يحدث للسكر هو أنه يتم امتصاصه من على سطح خلايا النسيج الطلاني الموجود فوق الغشاء المخاطي للأمعاء، وذلك عن طريق الإنزيمات التي تتواجد على الحواف الفرشاتية، هذه الحواف تغطي الخلايا الظهارية داخل الأمعاء.
  • وتتعدد أشكال هذه الإنزيمات ومن بينها؛ سوكراز، إيزوملتوز، الجلوكوأميلاز، واللاكتوز، ويعتبر اللاكتوز هو الإنزيم المسؤول عن هضم النشويات في الغشاء المخاطي.
  • أما عملية دخول المواد للخلايا الظهارية التي يتم إنتاجها عن عملية الهضم، تحتاج لعملية مساعدة لدخولها وذلك عن طريق البروتينات الناقلة.
  • ولكي تعمل هذه الناقلات، فهي تحتاج للطاقة، وأيضا تحتاج إلى وجود أملاح ومنها الصوديوم.
  • وتعد الأملاح من الأمور الضرورية في هذه العملية، والسبب في ذلك هو وجود تغييرات كهروكيميائية كثيرة تلعب دوراً مهماً في عملية الامتصاص.
  • قد يحدث سوء امتصاص في النشويات، ولكنها تكون محصورة بأنواع معينة من النشويات، حيث يحدث في الجسم اضطراب سواء كان هذا الاضطراب مولوداً أو اضطراباً مكتسباً، هذا الاضطراب قد يسبب قصور البنكرياس أو نقص في إنزيماتة أو في البروتينات الناقلة، وبالتالي يصاب الشخص بسوء امتصاص.
  • ومن الأعراض المرضية التي تظهر على الإنسان وتؤكد على سوء امتصاص النشويات هي حدوث انتفاخ في المعدة كما يحدث إسهال ولكنه متوقف على كمية النشويات التي تم تناولها، والإسهال سيكون عبارة عن نسيج سائلا وحمضي، لذلك يفضل الابتعاد عن تناول النشويات حتى يحدث توقف في الإسهال، ولكن قد تظهر أعراض أخرى فيما بعد.

البروتينات

  • تساعد إنزيمات البنكرياس على تحليل البروتينات، وبالأخص عن طريق إنزيم البيبتيداز والبروتياز.
  • ففي عملية الهضم والتحليل التي تحدث داخل المعدة توجد العديد من الإنزيمات التي تعمل على استكمال عملية الهضم، ومن بين هذه الإنزيمات هي؛ إنزيمات بنكرياسية أو ما تسمى بالتريبسين، وهناك نجد أيضاً الكيموتريبسين والإيلاستاز، ونجد أيضاً إنزيمات هاضمة للبروتينات وبالأخص للخلايا الظهارية.
  • فمن الممكن أن يحدث سوء في امتصاص البروتينات، والسبب في ذلك هو الخلل الذي يحدث في وظيفة البنكرياس أو الخلايا الظهارية، ففي غالبية الحالات لا يحدث سوء امتصاص متجمع في أنواع معينة من البروتينات، ولكن يظهر سوء امتصاص لبعض المواد الغذائية الأخرى.
  • أما الأعراض المرضية التي تؤكد وجود سوء امتصاص للبروتينات هي حدوث إسهال برائحة كريهة، كما يحدث نقص في الألبومين الموجود في مصل الدم، كما يصاب الشخص بالانتفاخات.

أعراض سوء الامتصاص

هناك أعراض تظهر على المصاب، وحينها يجب أن يلجأ المريض إلى الطبيب المختص حتى يستطيع أن يعالج الحالة المرضية قبل أن تسوء الحالة بشكل كبير، ومن بين هذه الأعراض هي:

  • في غالب الأمر قد يتوجه المريض إلى الطبيب المختص إذا عانى الإسهال المزمن، لمعرفة هل لهذا الإسهال ارتباط بينه وبين إصابة الشخص بسوء امتصاص في المواد الغذائية.
  • يعد مرض سوء امتصاص الطعام مزمناً إذا استمرت الأعراض لمدة تزيد عن 14 يوماً.
  • إذا حدث نقص كبير في الوزن واضطرابات في النمو وبالأخص عند الأطفال، هذا بالإضافة إلى حدوث ضعف وفقر في الدم في جميع فئات العمر.

علاج سوء الامتصاص

حتى نستطيع أن نعالج سوء امتصاص الطعام، يجب أن نتبع هذه الخطوات:

  • العلاج عن طريق تعويض الجسم بالمواد الغذائية التي تأكد نقصها، وذلك من خلال عمل فحوصات شاملة.
  • يجب أن نهتم، بعلاج المرض أو المسبب الذي يتسبب في ظهور هذا المرض حتى نتخلص منه سريعاً.
أخيراً... حاولنا أن نقدم لكم في هذه المقالة نبذة بسيطة عن سوء الامتصاص، وتتطرقنا أيضاً عن أعراضه وكيفية علاجه، ولكن يجب أن نؤكد أن في غالبية الحالات المصابة بسوء الامتصاص للمواد الغذائية، قد تظهر نواقص أخرى، لذلك يفضل عمل اختبارات شاملة حتى نكتشف النواقص وتؤخد الأدوية المناسبة لها، وقد يؤدي العلاج إلى الشفاء التام، ولكن في الحالات الصعبة قد يأخذ وقتاً ويعمل العلاج فقط على التخفيف من الأعراض المصاحبة للمرض.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ