كتابة :
آخر تحديث: 28/03/2023

علاج عدم التركيز

علاج عدم التركيز حلم جميل يحلم به كثيرين، خاصة من الذين يدفعون ثمن عدم تركيزهم باهظاً في أعمالهم وحياتهم اليومية. وحتى نستطيع علاج هذه الحالة يختلف من شخص لآخر، ومن بيئة لأخرى، وذلك حسب أسباب عدم التركيز، والخلفية المرضية للإنسان، فمشتتات الانتباه كثيرة وهي لا تنجح إلا بعد المرور بعدة مراحل تنجح في سرقة الانتباه من الشيء المراد التركيز عليه، ليفكر الإنسان في شيء آخر يرى فيه رغبة أكبر وشغف أكبر من الشيء الآخر، وهذا ما سنتناوله الآن في موقع مفاهيم.
علاج عدم التركيز

علاج عدم التركيز عند الكبار

  • ولعلاج هذه الحالة عند الكبار ينجح حينما نتفهم الخلفية النفسية الحقيقية لهذا الكبير في السن، وبمعنى أدق، إذا ما استوعبنا التاريخ المرضي للمريض، وتعرفنا على سر شغفه، وسر ما يسرق انتباهه، فإننا هنا نكون قد وصلنا إلى كلمة السر، وإلى مفتاح اللغز، الذي لا يحل المشكلة لدى كبير السن فقط، ولكن يحل المشكلة لدى مختلف الأعمار في كثير من الحالات الغير مرضية.
  • وهذا يعني أننا إن تمكنا من سماع تاريخ هذا الكبير في السن، ونعلم عن مهنته، سواء كان مدرساً أو طبيباً أو عاملاً، فالمهم أنه له تاريخ فيما يركز فيه من أشياء تشد انتباهه.
  • حينها سنتمكن من فهم طبيعته النفسية وتزويد ما نريد الاهتمام به بما يشد انتباهه، مثل مواعيد العلاج مثلاً، فإذا كان من النوع الذي تعجبه الأشكال الفنية، فمن الممكن أن نكتب مواعيد العلاج في شكل فني بسيط.
  • ولكن يجب علينا أن نفرق بين عدم التركيز الناتج عن أسباب نفسية فقط، وعدم التركيز الناتج عن تأثير نقص بعد الهرمونات في الجسم، فهذا النقص يجب أن يتم التعامل معه طبياً كيميائياً لكي تنجح الحلول النفسية.
  • أو أن يكون عدم التركيز ناتج من أثر جانبي سببته أحد العقارات الكيميائية التي يتناولها هذا الكبير في السن، فهذا أيضاً يجب الانتباه له، وعند التعرف على هذا العقار المسبب لتلك الحالة من الممكن التوجه للطبيب المختص لطلب تغييره في الحال لتجنب آثاره الجانبية الكبيرة على الإنسان.

علاج عدم التركيز والنسيان

  • في الحقيقة إن عدم التركيز والنسيان لا يسير بنفس الصورة مع كل المرضى، فهناك من يعاني من عدم التركيز والنسيان في بعض الأمور بينما يتذكر أمراً اخرى، وهناك من يعاني من عدم التركيز والنسيان بشكل عام في كل الأمور.
  • وفي حالة إجراء التحاليل اللازمة والتأكد من أنه لا يوجد سبب عضوي يسبب هذه الحالة، فإن التعامل النفسي مع تلك الحالة يحتاج إلى صبر وقوة ملاحظة بشكل كبير.

مرحلة الوعي بالذات

  • إن مرحلة الوعي بالذات من أهم المراحل التي يجب أن يمر بها كل مريض نفسي للوعي بصفات نفسه ومميزاتها، والوعي بالعيوب الخاصة به على نحو لا يقبل الشك أو التأويل.
  • وتلك المرحلة من الممكن أن يقوم بها الإنسان مع نفسه حتى قبل اللجوء لمختص، وذلك من خلال تسجيل الملاحظات اليومية ومقارنتها ببعضها البعض ومقارنتها بالماضي ومحاولة استنباط بعض النتائج البدائية التي تساعد في فهم الإنسان لنفسه.
  • تلك المرحلة مهمة في الكشف عن أسلوب تفكير المريض، وعن الكشف عما يفضل تذكره عما يحاول نسيانه.

في حالة الكشف عن مشكلة نفسية

  • في بعض الأحيان بعد الخوض في مرحلة استكشاف الذات والوعي بها، يجد الإنسان نفسه في حالة من المفاجأة والصدمة النفسية، حيث أنه قد يكتشف أنه لم يختار العديد من اختيارات الحياة التي يعيشها، وأنه في الحقيقة لا يحبها، ولا يريد الاستمرار فيها، ولكنه عاشها لأنه اعتقد أنه لا خيار غيرها.
  • كأن يجد الإنسان نفسه يعمل في مجال المبيعات وهو ذو ميول يدوية، أو أنه يعمل طبيباً وميوله في فنون الطبخ أو تصميم الملابس، حينها يعيش الإنسان صراعاً كبيراً مع نفسه، وتستخدم نفسه للحد من توترات هذا الصراع حيلاً دفاعية كثيرة منها حيلة النسيان، وهي محاولة من النفس لنسيان معلومات العمل الذي لا يتناسب مع خصائص الشخص.
  • وعندما يتجه الإنسان للعمل في المجال المناسب يجد حالة النسيان وعدم التركيز قد اختفت تماماً وحل محلها نجاح وتفوق غير متوقع.

معالجة عدم التركيز عند الأطفال

  • عدم التركيز عند الأطفال نجده واضحاً حين نأمر الطفل بأن يركز انتباهه على صورة معينة ونسأله بعد مشاهدتها عن تفاصيل تلك الصورة مثل سؤاله عن حرف أبجدي أو رقم نجد الطفل لا يتذكره.
  • وقد نجد الطفل ينظر في أماكن أخرى بخلاف الصورة التي نطلب منه التركيز عليها، وفي تلك الحالة يؤكد المتخصصون بأن أهم سبب لعدم التركيز هو الإفراط في استخدام الألعاب الإلكترونية والكمبيوتر.
  • حيث يؤكد الأطباء على أن هناك خلل حقيقي يحدث لطريقة استقبال الطفل للمثيرات من حوله بعد الإفراط في استخدام الألعاب الإلكترونية.
  • حيث أنه بدلاً من أن يتفاعل الطفل بجسده كله مع العالم المحيط، فيلعب مع أقرانه في الملعب الحقيقي، ويلعب مع أبويه في المنزل، أو حتى يلعب بلعبته التي يحبها مع نفسه، فإنه في تلك الحالة الحقيقية يستخدم كل جسده وحواسه في التعامل مع الحياة.
  • ولكن ومع الإفراط في استخدام تلك الألعاب الإلكترونية يجعل التفاعل كله يحدث من خلال العينين فقط، ويظل باقي الجسم في حالة سكون، فيظل البصر ثابتاً فترات طويلة جداً على مثير واحد لمدة قد تصل للساعات المتواصلة، هذا الثبات الذي يؤثر سلباً على أسلوب اتصال الطفل بالواقع المحيط.
  • ويحتاج الطفل لإعادة تأهيل مرة أخرى لتصحيح طريقة الاتصال بالواقع وسحب الواقع الافتراضي منه، وذلك لتحقيق التركيز الأكبر في الواقع وليس في الواقع الافتراضي.

مرحلة التأهيل للتخلص من عدم التركيز

  • الصعوبة الرئيسية في هذه المسألة أن الطفل يكون في علاقة شبه إدمانية مع الواقع الافتراضي الذي أحبه، فهو يتذكره ولا يريد تذكر أي شيء آخر غيره، وهو بذلك لا ينتبه أو يركز على أي مثير واقعي آخر.
  • ولكي ننجح كسر تلك العلاقة الضارة بالطفل يجب علينا أن نفهم تركيب العلاقة الخاطئة بداخل الطفل، وندرك على وجه اليقين أي من الأشياء التي تستهويه في هذا الواقع الافتراضي، فإذا ما وضعنا أيدينا عليه، فإننا بذلك نكون قد قطعنا شوطاً كبيراً نحو النجاح في فهم طريقة جذب انتباه الطفل لنستثمرها في شد انتباهه في الواقع.
  • فمن الأطفال من يستهويه حدث معين، أو أسلوب إلقاء معين، أو ألوان معينة، أو سيناريو معين، إذا ما وضعنا أيدينا على هذا السيناريو أو هذا اللون، فإننا بإمكاننا أن نضع هذا المثير في لعبة واقعية، أو نشاط واقعي، مثل تدريب رياضي، أو نشاط ثقافي، أو حتى مسرحية تمثيلية يمثلها الطفل كلعبة.
  • والنجاح في تلك الحالة يكون بالتدريج، فلا يجب أن يتسرع الأبوين في الحصول على نتائج باهرة في هذا الشأن ولكن النجاح الحقيقي يكون بطيئاً ولكن في الاتجاه الصحيح.
وأخيراً..علاج عدم التركيز من الأمور الهامة جداً والتي يمكن تحقيق نجاحات كبيرة فيها إذا ما توافرت شروط النجاح، ومن تلك الشروط العزيمة والعلم والإصرار على النجاح.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ