كتابة :
آخر تحديث: 12/11/2021

ما هو علم النفس المعرفي؟ وما هي أهم مجالاته؟

يعتبر علم النفس المعرفي واحدا من أنواع علم النفس الذي يدرس كيفية اكتساب الشخص للكثير من المعلومات عن البيئة المحيطة به بشكل علمي من أجل تحويلها إلى معرفة وخبرة لتخدمه في تحقيق أهدافه والعيش بسعادة ونجاح.
علم النفس بصفة عامة واحد من العلوم الإنسانية التي تستهدف تطوير الجنس البشري من خلال معرفة الأفكار والمشاعر التي تعيق البشر عن تحقيق أهدافهم في الحياة أو العيش بحرية وسعادة، بالإضافة إلى أن هذا العلم يفيد في إعادة برمجة العقل اللاواعي للبشر بحيث يصبح خادما جيدا لهم من خلال انعكاس الأفكار الإيجابية المزروعة بداخله بدلا من السلبية على الواقع الخاص بهم.
ما هو علم النفس المعرفي؟ وما هي أهم مجالاته؟

ما هو علم النفس المعرفي؟

يقول علماء النفس أن علم النفس المعرفي هو العلم الذي يتم من خلاله دراسة النفس البشرية من خلال أكثر من جانب أو عملية نفسية بها.

ومن ضمن هذه الجوانب الإدراك والحس والتركيز والتذكر والتفكير حتى يتم من خلالها معرفة كيف يتصرف البشر في جوانب الحياة المختلفة باستخدام تلك العمليات النفسية.

كما يعرف علماء علم النفس هذا العلم على أنه مجموع العمليات التي يقوم بها الإنسان من أجل التعرف والتقاط المعلومات والبيانات المختلفة من البيئة المحيطة.

وذلك عن طريق استخدام الحواس الخمس في ذلك، ومن ثم القيام بمعالجتها وتحليلها من خلال التفوض معها وتفسيرها وتحويلها إلى معرفة ثم تخزينها.

وذلك من أجل استخدامها فيما بعد في الوقت المناسب بعد استعادتها من أجل توجيه الشخص للقيام بعمل معين يتناسب مع الموقف أو الوضع الحالي له.

مجالات علم النفس المعرفي

تقول الدراسات العلمية التي أجريت في هذا العلم أنه يتكون من اثنى عشر مجالا.

وهي المجالات التي يستخدمها الشخص أثناء العملية التي يقوم فيها بالتقاط وتحليل وتخزين المعلومات في ذهنه.

ومن أهم هذه المجالات:

أولا: الإدراك

هذا المجال يهتم بدراسة ومعرفة المثيرات والمنبهات التي تثير حواس الشخص، والتي بها يلتقط معلومات وأفكار معينة من تلك المثيرات.

ثانيا: علوم الدماغ

هذا المجال يهتم بدراسته كل من علماء علم النفس المعرفي، وعلماء المخ والأعصاب.

والاثنين يعملان معا من أجل فهم كيفية عمل هذا الدماغ في التقاط المعلومات والبيانات من الحواس وتحليلها وتخزينها.

ثالثا: دراسة النمط الإنساني

في هذا المجال يدرس علماء النفس الأحداث والمواقف التي يتعرض لها الإنسان في حياته، والتي تشكل نمط معين له.

وهذا النمط يكون متماشيا تماما مع حياته، وبدون أن يدرك الإنسان هذا الأمر حيث يكون معتقدا أن كل الأحداث التي تعرض لها لا تشكل واقعه الحالي.

ويعتقد أن هذه الأحداث منفصلة عن هذا الواقع أو لا تشكله أو تساهم حتى في ذلك.

رابعا: الذاكرة

يعرف علماء النفس الذاكرة على أنها مجموع العمليات التي يقوم بها عقل الإنسان أثناء اكتساب البيانات والمعلومات من الخارج عن طريق الحواس الخمسة.

ثم في النهاية يتم حفظ تلك المعلومات في الذهن حتى يتم استرجاعها واستخدامها في الوقت المناسب لذلك.

ويقول علماء علم النفس عن هذا المجال أن العقل يقوم بعمليتين في هذا المجال، وهاتين العمليتين لا يكونان منفصلتين عن بعضها البعض بل يعملان معا.

وذلك من أجل اكتساب المعلومات عبر حواس الإنسان من خلال الإدراك ثم تخزين تلك المعلومات في العقل بطريقة ما في الذاكرة.

ويطلق العلماء على هذه الذاكرة بالذاكرة المؤقتة أو قصيرة المدى، ثم بعد ذلك يقوم العقل بعمل بعض الإجراءات والعمليات الأخرى.

حتى تنتقل تلك المعلومات المخزنة في الذاكرة المؤقتة إلى الذاكرة البعيدة المدى أو الدائمة.

خامسا: تمثيل المعرفة

هي العملية التي يتم من خلالها اكتساب المعلومات والبيانات من قبل عقل الشخص من خلال المثيرات الحسية الموجودة في عالمه.

ومن ثم ترتيب تلك المعلومات في الذهن ثم إضافتها في مكان معين بذاكرة الشخص حسب الخبرات السابقة له.

والتي تتناسب كليا مع تلك المعلومات المكتسبة حيث لا يوجد شخص يتطابق مع الاخر في تلك العملية، كل حسب الخبرات المخزنة بذهنه.

فيما بعد بعض بعض المعلومات التي يكتسبها الشخص من الوعي الجمعي أو المحيط الخارجي له.

والتي تجعله قادرا على العيش وسط هذا المحيط أو العالم الخارجي بشكل صحي وسليم.

سادسا: التخيل أو استخدام الذهن في التخيل والتصور

يعتبر التخيل أو استخدام الذهن في الدخول إلى عالم الخيال أو التصورات الذهنية شكلا من أشكال التمثيل المعرفي.

وهذا المجال يقوم فيه الإنسان بالتقاط وتكوين بعض التخيلات والصور الذهنية للكثير من الأمور التي تمر عليه في حياته.

مثل الأماكن التي زارها أو تفاصيل الأحداث التي عاشها، ومن ثم يقوم الشخص باستدعاء تلك الصور في ذهنه عندما يريد أن يتحدث عنها للآخرين.

ومن ثم يقول الذهن أو العقل بتحويل تلك الصور أو التخيلات إلى كلمات تعبر عن تلك المواقف والأماكن.

سابعا: اللغة

يقول علماء النفس أن اللغة لا تقتصر فقط على الكلمات التي يقولها الشخص وفقا للغة التي تربى أو اكتسبها من المحيطين به منذ الصغر.

وإنما أيضا تشمل كافة الحركات الجسدية والحركية التي يقوم بها الشخص أثناء الكلام مع الآخرين من أجل إيصال معلومة ما لهم.

وتكون هذه الحركات مخزنة هي أيضا في اللاواعي للشخص، ويتم استرجاعها واستخدامها عند الحاجة.

سابعا: مواجهة التحديات والصعوبات

يتعرض الإنسان أثناء حياته للكثير من الصعاب والتحديات والمشكلات التي تجعله في بعض الأحيان عاجزا عن تحقيق أمر ما في الحياة.

ولكن بعد أن يدرك الشخص المشكلة أو التحدي الذي يواجهه يجد أنه مطالب بإيجاد حل أو مخرج من تلك المشكلة.

ويقول علماء علم النفس أن الآلية التي يقوم الإنسان باستخدامها أثناء إيجاد حلول مناسبه لمشاكله هي آلية العملية العقلية.

وهذه العملية تتم من خلال إجراء بعض الخطوات المستخدمة في وصول الشخص إلى الحل المناسب للمشكلة الخاصة به.

كانت هذه بعض مجالات علم النفس المعرفي، والتي عند التعرف عليها يتم استنتاج أمر هام للغاية.

ألا وهو أن تلك المجالات مرتبطة ببعضها البعض، ولا تعمل بشكل منفصل عن بعضها البعض.

فكل مجال منها مبني على المجال الآخر، ولذلك يفيد هذا العلم في معرفة لماذا الإنسان يتصرف بسلوك أو تصرف معين.

وذلك عند تعرضه للكثير من المواقف في حياته، والتي تكون متشابهة إلى حد كبير في أحداثها أو مضمون رسالتها الموجه للشخص.

وذلك لأن الشخص توجد معلومات مخزنة في عقله اكتسبها نتيجة موقف ما تعرض له.

والتي تجعله يكتسب معلومات مشابهة أو احداث مشابهة للمواقف السابقة ليدرك منها أمر أو رسالة معينة.

والتي على الغالب تكون دعوة لتغيير نمط تفكير أو سلوك هذا الشخص لأنه أصبح لا يخدمه.

في نهاية معرفة ما هو علم النفس المعرفي نجد أنه واحدا من أهم العلوم الإنسانية التي تدرس سلوك الإنسان، ولكن بشكل أعمق للتعرف على أسباب اتباعه لسلوك ما في حياته، وكيفية تغيير هذا السلوك أو التصرف من خلال معرفة الأفكار والمعلومات المخزنة في عقل الشخص، والتي اكتسبها من البيئة المحيطة به.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ