كتابة :
آخر تحديث: 04/08/2024

بحث حول الذاكرة في علم النفس: أنواعها/ مراحلها/ وأهميتها

الذاكرة في علم النفس، يمكن تعريف الذاكرة على أنها عملية عقلية معرفية يقوم فيها مخ الإنسان بتخزين وحفظ المعلومات والمواقف وذلك لغرض استرجاعها واستعادتها وقت الحاجة وقد يكون بعد مدة طويلة او قصيرة، الذاكرة في الأساس هي وظيفة معرفية مهمة في حياة الإنسان، ويمكن تحسينها وتطويرها بالتدريب المستمر من خلال عدد من الأدوات، وفي موقعكم مفاهيم نتعرف بشكل مفصل على الذاكرة في علم النفس، تابعونا...
بحث حول الذاكرة في علم النفس: أنواعها/ مراحلها/ وأهميتها

تعريف الذاكرة

  • تعد أحد أشكال الأنشطة العقلية، وتقوم على حفظ كافة التجارب السابقة التي مر بها الإنسان واسترجاعها واستخدامها عند اللزوم، فالأمر أن الذكريات نعني بها أحداث مرتبطة بالوقت الماضي، وعند ذكر أحد هذه الموضوعات الماضية تبدأ الذاكرة باسترجاع كافة المعلومات الخاصة بذلك الموضوع.

بحث عن الذاكرة في علم النفس

  • علم النفس اهتم قبل مئات السنين بموضوع الذاكرة، وذلك من خلال نشأة أحد فروعه المسمى بعلم النفس المعرفي، ويعرف هذا العلم على أنه القيام بدراسة أساس العمليات العقلية بمختلف الأشكال والمستويات كعمليات الفهم والتذكر والتعلم والاستيعاب وغيرها من العمليات في الدماغ البشرية لها قدرة غير محدودة على الاحتفاظ بالمعلومات وتتكون الذاكرة البشرية بشكل عام من عدة أنواع.

الذاكرة في علم النفس المعرفي

تُعتبر الذاكرة في علم النفس المعرفي من العمليات العقلية الأساسية التي تتعلق بتخزين واسترجاع المعلومات. تعتبر الذاكرة جزءًا أساسيًا من كيفية معالجة الأفراد للمعلومات واتخاذ القرارات والتعلم. يشمل علم النفس المعرفي دراسة الذاكرة من جوانب متعددة، بما في ذلك كيفية عملها، وتصنيف أنواعها، والعمليات التي تؤثر عليها.

أهمية الذاكرة في علم النفس المعرفي

للذاكرة دور أساسي في حياة الإنسان، وترجع أهمية الذاكرة فيما يلي:

  • تقوم الذاكرة بعملية ترميز للمعلومات ووضعها في أطر محددة ثم تخزينها وتجهيزها عند الرغبة في استرجعها.
  • تساعد على تذكر الأحداث في الماضي.
  • وضع أطر محددة للأحداث والتجارب الماضية في محاولة لاسترجعها والاستفادة منها.
  • تخزين المعلومات.
  • دعم خاصية التخيل عند الإنسان.
  • الذاكرة تجعلنا أكثر تفاعل اجتماعي مع البيئة المحيطة.
  • الذاكرة تساعد على تقوية الإدراك الاجتماعي لدى الأفراد.
  • الذاكرة تساعد على خلق علاقة تكافلية ترابطية بين المعلومات المخزنة والمعرفة الجديدة.
  • الذاكرة تعمل كمرشحات تحمي عقولنا من الكم الهائل من المعلومات التي نواجهها يوميًا.

قياس الذاكرة في علم النفس

هناك عدة اختبارات يمكن استخدامها لقياس الذاكرة في علم النفس ومن أهم هذه الاختبارات ما يلي:

اختبار استدعاء المسلسل الفوري

  • وهو اختبار بسيط يتم استخدامه لقياس قوة الذاكرة الفورية، ويتم من خلال قراءة تسلسل عشوائي للأرقام وبعض الكلمات البسيطة، والطلب من الشخص استدعاء هذا التسلسل بشكل مرتب. وإذا قم الشخص باستعادة هذا المسلسل بشكل مرتب تصبح الذاكرة قوية والعكس صحيح، ولكن يمكننا القول أن هذا الاختبار قد يتأثر بالأحداث والمواقف التي يمر بها الإنسان، وكذلك طبيعة الأرقام وتركيها والكلمات.

اختبار استدعاء بسيط فوري

  • هو محاولة ذكر الأرقام أو الكلمات بشكل عشوائي دون الترتيب الذي قاله الشخص المختبر، مثل أرقام (55- 12-60 -99 -112 -50) الأهم في هذا الاختبار هو أن يعرف الشخص جميع الأرقام ويستعدها من الذاكرة بغض النظر عن تسلسلها، والجدير بالذكر كلما كان هناك تقار في الأرقام أو الكلمات كلما كان فصة استدعاءها أفضل من الأرقام المتباعدة أو الكلمات ليست ذات صلة.

اختبار استدعاء التلميح

  • وفي هذا الاختبار يعطي إشارات محددة للشخص المراد قياس ذاكرته لمعرفة الشيء المراد تحديده، على سبيل المثال، إذا أردنا أن نختبر الشخص في معرفة كلمة ذيل الكلب. فإننا نقوم بالتلميح له أنه حيوان، يمكن أن يعيش في المنزل أو الشارع، قد يكون أليف أو شرس، يهز عضوه هذا دائما. فحتما قد يصل الشخص من التلميح إلى الشيء المراد الوصول إليه، ولكن الصعوبة تكمن في الارتباطات المشتركة بين الأشياء.

اختبار قياس ذاكرة التعرف

  • هذا الاختبار لقياس الذاكرة هدفه هو التفرقة بين العناصر الجديدة والعناصر القديمة ومزجهم معا في اختبار، وعلى المشترك تحديد العناصر القديمة والحديثة، وقد يكون التخمين صحيح في بعض الأحيان. وقد يقع الفرد في الحيرة في التفرقة خاصة أن العناصر ممزوجة ولا يستطيع التفرقة بينهما، ومن هنا يتم تحديد قوة الذاكرة.

اختبار قياس الذاكرة المستقبلية

  • يعتمد هذا القياس للذاكرة على وضع أكثر من مهمة مستقبلة في وقت محدد مع ربط حدوث حدث معين إذا لم يتم تذكر هذه المهام بأكملها، على سبيل المثال، يمكن الطلب من المشترك القيام ببعض المهام المنزلية في وقت محدد عشر دقائق، الطلب منه إنهاء حتى يستطيع إحضار الأطفال من الدرسة خوفا من تعرضهم لحوادث الطريق.

أنواع الذاكرة في علم النفس

أثبتت الدراسات إلى أن الانفتاح المعرفي الغزير في تعريف وتجزئة أنواع الذاكرة، أدى إلى تصنيفها إلى الآتي:

  • الذاكرة قصيرة المدى
  • الذاكرة طويلة المدى
  • الذاكرة الدلالية
  • الذاكرة المعرفية
  • الذاكرة الإجرائية
  • ذاكرة العادات

إلا أن في نهاية الستينيات من القرن العشرين ظهر نموذج نهائي وقسم الذاكرة تبعا إلى المدى الزمني للمعلومة وجعلها تقسم إلى ثلاث مكونات هي الآتية:

الذاكرة الحسية

  • أن الاستيقاظ من النوم، يجعل الدماغ يستقبل كم هائل من المعلومات من خلال الحواس الخمسة، فيتعرف العقل على البيئة المحيطة بالإنسان، وكل هذا التعرف والفهم يحدث في مدة زمنية أقل من الثانية، وعلى الرغم من تلك القدرات الفائقة والقدرة على استيعاب هذا الكم الكبير من المعلومات إلا أن الذاكرة الحسية لا تستطيع تخزين المعلومات التي تستقبلها في الصباح إلا لبضع ثوان فقط.
  • بالتالي تصبح مهنة الذاكرة الحسية حسب علماء النفس القدرة على استقبال المعلومات والمدخلات، والقدرة على نقلها سريعا إلى الذاكرة قصيرة المدى عن طريق عملية الانتباه.

الذاكرة قصيرة المدى

  • يأتي دور الذاكرة قصيرة المدى عند استقبال المعلومات والمدخلات من الذاكرة الحسية، ولكن الذاكرة قصيرة المدى لا تستطيع أيضا الاحتفاظ بهذا الكم من المعلومات والمدخلات لفترة طويلة، حتى تستطيع تلقي مدخلات ومعلومات جديدة، وتنقل الذاكرة قصيرة المدى كافة المعلومات إلى الذاكرة طويلة المدى.

الذاكرة طويلة المدى

  • هذا النوع من الذاكرة يشبه بشكل كبير الهاردوير في أجهزة الحاسوب، وتأتي تلك المعلومات من الذاكرة قصيرة المدى والذاكرة طويلة المدى لديها القدرة على تخزين المعلومات فيتم تخزين كافة الأحداث والتجارب التي مر بها الإنسان طوال حياته.

أنواع الذاكرة عند الإنسان

نقدم لكم لمحة صغيرة عن الأنواع الأخرى من الذاكرة من أجل التعرف أكثر على الذاكرة في علم النفس وهذه الأنواع الآتية:

الذاكرة الضمنية

  • في هذا النوع من الذاكرة يتم تخزين الأشياء المكتسبة التي يقوم الإنسان بحفظها عن ظهر قلب ولا نحتاج الى العقل الواعي، وتعد أيضا من ذاكرة العادات لأنها تحتفظ بالعادات، لذلك إذا أراد الإنسان تغيير أحد العادات فلا بد من استحضار واستخدام العقل الواعي.

الذاكرة التعريفية

  • تتبع الذاكرة طويلة المدى، وهذا النوع من الذاكرة المسمى بـ الصريحة أو التعريفية، تمكّن الإنسان من تذكر المعلومات والمواقف بالعقل الواعي في الذاكرة الصريحة مسؤولة عن تذكر أحداث معينة وقعت في أحد الأوقات مثل: لقاء الإنسان شخص معين أو حضور مناسبة ما.

الذاكرة الدلالية

  • ترتبط بالذاكرة طويلة الأمد وهي النوع المسؤول عن التعرف على المفاهيم والحقائق في البيئة التي تحيط بالإنسان، وهذا النوع من الذاكرة يستخدم لتذكر معاني الكلمات إذا ما كان الشخص يستطيع التحدث بأكثر من لغة، كما تستخدم أيضا لتذكر مفردات الكلام.

مراحل الذاكرة في علم النفس

إن أي نشاط يقوم به الإنسان يجب أن يمر على الذاكرة، ولكي تتم عملية الحفظ بالذاكرة على المعلومات او المدخلات، وهذه المراحل هي:

1. مرحلة التعلم

  • تعرف هذه المرحلة على أنها عملية فهم المواقف وتحليلها وإدراكها، ثم التخزين كنتيجة عملية الإدراك.

2. مرحلة تخزين المعلومات

  • وهو المدة الزمنية التي يحتاج إليها الإنسان حفظ البيانات والمدخلات، ويتم حفظها في الذاكرة قصيرة المدى وطويلة المدى في حالة استيفاء الشروط الخاصة بالنقل بين الذاكرتين.نفسية تعد من أحد العوامل لها.

3. مرحلة الاستفادة من هذا الكم من المعلومات

  • وهي مرحلة توظيف الخبرات السابقة، واستعادة المعلومات والمدخلات المطلوبة ويتم ذلك على هيئة مخرجات لفظية او حركية يقوم بها الانسان بعد استرجاعها من الذاكرة.

أسباب اضطرابات أو ضعف الذاكرة في علم النفس المعرفي

بعض الأشخاص يصابون بضعف أو اضطراب في الذاكرة نتيجة عدد من الأسباب قام علماء علم النفس حصرها فيما يلي:

1. الحالة النفسية للإنسان

  • الحالة النفسية تعد أحد أبرز العوامل التي قد تعيق عملية التذكر، فشعور الإنسان بالغضب أو التوتر يؤثر سلبا على قدراته على التفكير بشكل سليم وعلى تذكر الأحداث، فمن الممكن بعد الشعور بالغضب وانتهاء الموقف تتذكر شيء ما كان من الصعب تذكرها أثناء الشعور بالغضب.

2. قلة الثقة بالنفس

  • ثقة الإنسان بنفسه احد العوامل المؤثرة التي تجعل عملية التذكر ضعيفة، وقلة الثقة بالنفس تولد لديه الشعور بالتردد والشك في قدراته على تذكر شيء ما.

3. التشتت وعدم التركيز

  • تشتت انتباه الإنسان وعدم ترتيب للأولويات وتائها تركيزه على اكثر من شيء في نفس التوقيت، قد تجعله غير قادر على تذكر الأشياء وبالتالي قد تضعف الذاكرة في استرجاع أي من المعلومات التي يحتاجها بسبب انشغال الدماغ في الأشياء الأخرى.

4. تعرض الإنسان للكثير من المعلومات في وقت قصير

  • إن تعرض الإنسان للكثير من المدخلات والمعلومات في مدة زمنية قصيرة، تجعله يواجه صعوبة في حفظ تلك المعلومات واسترجاعها بشكل سريع، وذلك بسبب الضغط والعمل الزائد الذي يتم على الدماغ البشري.

5. النسيان

هو عدم قدرة الإنسان على التذكر واسترجاع المعلومات المخزنة في الذاكرة طويلة المدى، ولكن هناك فرق بين النسيان والتناسي في التناسي هو التعامل مع الأشياء وكأنها غير موجودة وهو نوع من أنواع إنكار الواقع وتعددت أسباب الإصابة بالنسيان إلى الأتية:

  • النسيان نتيجة صدمة.
  • النسيان نتيجة مشاكل صحية في المخ.
  • النسيان نتيجة التعرض لحادث.

خاتمة عن الذاكرة في علم النفس

بعد أن تعرفنا على الذاكرة في علم النفس، ومدى أهمية أن تكون الذاكرة قوية ونشيطة للإنسان، نقدم لكم بعض النصائح الواجب إتباعها من أجل تنشيط عملية الذاكرة وهي الاتي:

  1. شرب المياه والعصائر الطبيعية بكميات كافية، يساعد على ترطيب الجسم والمخ مما يجعله في حالة من النشاط والتركيز.
  2. تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية والألياف والفيتامينات والابتعاد نهائيًا عن الوجبات السريعة.
  3. ممارسة رياضة التأمل لمدة لا تقل عن عشر دقائق يوميًا.
  4. البعد عن كل ما هو سبب للتوتر وتشتيت الانتباه قدر الإمكان.
  5. احرص على النوم بالقدر الكافي والذي لا يقل عن ثمان ساعات وأخذ قسط كافي من الراحة خلال اليوم.
  6. عدم الإفراط في تناول المنبهات مثل الكافيين والبعد تماما عن المشروبات الغازية.
أنواع الذاكرة في علم النفس، كثيرة ومتشعبة وطريقة عملها معقدة للغاية فالعلماء والدارسين المهتمين بمجالات علم النفس حتى الآن لا يزالون يبحثون في الذاكرة وتشعباتها وكل ما يتعلق بآليات عمل الدماغ البشري الدقيق والمعقد.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع