كتابة :
آخر تحديث: 01/07/2019

قواعد تربية طفل سوي نفسيا و إجتماعيا

حين يرزقك الله بطفل يجب أن تسأل نفسك عددا من الأسئلة سيتحدد من خلالها ما نوع التربية الذي يجب أن تتبعه مع ابنك، أهم هذه الأسئلة هي: ما نوع الطفل الذي تتمنى أن يكون عليه ابنك؟ والسؤال الثاني: "ما دورك كأب في تربية ابنك؟" وكذا نفس الأسئلة بالنسبة للأم، لأنه من خلال إجاباتكما على هذه الأسئلة ستعرفان ما خطوات تربية طفل سوي نفسيا و إجتماعيا حتى تقدما الرعاية و التربية السليمة لطفلكما، على عكس الكثير من الأطفال الذين يعانون من مشكلات كثيرة تؤثر على شخصياتهم في المستقبل القريب والبعيد.

ومن خلال هذا الموضوع المهم، نرصد عددا من القواعد الأساسية التي يجب السير على نهجها حتى نستطيع أن يكون لدينا طفل سوي، يواجه الحياة بعد سنوات بلا عقد أو أمراض أو أعباء نفسية تعيق تقدمه وتعامله مع الآخرين.

قواعد تربية طفل سوي نفسيا و إجتماعيا

متى تبدأ التربية

كل أب وأم يعتقدون أن تربية الطفل تبدأ عندما يبدأ الكلام والمشي، ولكن هذا أول وأكبر خطأ يمكن ارتكابه، فتربية الطفل تبدأ منذ الشهر الثالث لولادته، نعم إن كنتما تريدان تربية طفل بشكل صحيح، وتجعله يكتسب الأخلاق الحميدة والصفات الجيدة، لا تنتظران إطلاقا تربيته في سن البلوغ فهذا وقته كي يقول "لا.. أنا سيد قراري"، لذا عليكما إدراك أن دوركما يبدأ مبكرا جدا، ووفقا لدراسة علمية، فإن الأطفال يفهمون الأشياء منذ عمر 90 يوماً، والأطفال الذين يبلغون من العمر 12 شهرا، بإمكانهم تمييز السلوكيات الصحيحة من الخاطئة، لذا لا تتصرف أمامه أي تصرف مشين لا تقبل أن يقوم به، واعلم أنه مرآتك.. إن كنت جيدا بحق سيكون كذلك وإن صدرت صورة سلبية عنك، بالطبع سيطبعها في عقله ويبدأ في تقليدك.

لا تعاقب

عزيزي الأب عزيزتي الأم احرصا على عدم معاقبة اطفالكما عندما يقومون بتصرفات لا ترضيكما، فقد أثبتت الكثير من الدراسات أن العقاب المستمر يتسبب في الكثير من الآثار الجانبية التى تضر بالأطفال خاصة في مراحل طفولتهم المتقدمة، حيث تؤثر على نفسية الطفل بشكل كبير وتجعله يفقد الثقة في نفسه كما أنه قد يضطر إلى الكذب في بعض الأحيان لتفادي العقاب، وقد يتسبب ذلك في اكتئاب الطفل أو انطوائه بعيدًا عن المحيطين به.

وحسب الدراسات العلمية، فإن الصراخ في وجه الطفل لا يعتبر أسلوب عقاب ناجح على الإطلاق، إذ يؤدي إلى توتر الطفل، كما أن المنزل الذي يسيطر عليه الصوت العالي والصراخ، ليس بيئة مناسبة لنمو الطفل واستقرار نفسيته، ويؤدي بلا شك إلى مزيد من المشاكل النفسية والسلوكية.

القراءة غذاء العقل

من أساسيات تربية طفل سوي هو أن تعلمي طفلك أنه لا حياة دون قراءة، فباصطحاب طفلكِ إلى المكتبات العامة عندما يبدأ في تعلم القراءة، وكذا تعويده منذ طفولته على القراءة في أوقات محددة من اليوم، علميه أن تقرأي له القصص قبل نومه من كتاب، ولا تحكيها له من خيالك، وكذا عليك توفير "مكتبة صغيرة" في المنزل تحتوي على العديد من الكتب التربوية التي تساعد طفلكِ على اكتساب صفات جيدة عبر القصص القصيرة والروايات، وغيرها من الكتب المتوفرة في كل مكان، وبأسعار رخيصة جدا.

لأنه لا تنتظري التطور من طفل لا يقرأ، وأكبر ظلم قد تعرضي طفلك له هو أن يكبر وهو لم يعتد القراءة ولا يعرفها ولا يعرف فضلها، وسيبذل الكثير من الجهد والوقت في شبابه لمحاولة تعلم القراءة، ومن الممكن ألا ينجح في ذلك، لأنه كما تعلمي " التعلم في الصغر كالنقش على الحجر".

الحب والعطاء

عزيزتي الأم، عليك مكافأة ابنك على سلوكاته الجميلة كما تعاقبينه على أخطائه، فهذا حسب الدراسات العلمية، يشجع الطفل على حسن التصرف، فلا تقعي في فخ أن حسن تصرف ابنك "أمر عادي"، واعتمدي نظرية "تثبيت الخصال الجيدة بالمكافأة"، حتى يعتاد على فعل ما هو جيد دائما.

وتذكري أنه عليك دائما ألا تمنحي طفلك صلاحيات أكبر من حجمه، واستخدامي الحزم في الوقت المناسب، وتذكري أن صفة "الاحترام" من أهم ما يجب أن يتعلمه الطفل في سن مبكرة، و إلجئي إلى اللطف واللين والمحبة مع طفلك في الكثير من الأوقات حتى يمتلئ قلب ابنك بالعاطفة، التي يحتاجها كثيرا في حياته، وتساهم بشكل كبير في استقرار شخصيته..

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ