نبذة عن كتاب قصة الحضارة
نبذة عن كتاب قصة الحضارة
هو كتاب موسوعي، وكما ذكر أن مؤلف هذا الكتاب هو الفليسوف الأمريكي والمؤخر ويل ديورانت، وقد ساهمت زوجته أريل ديورانت في تأليف هذا الكتاب، حيث أنها بذلت قصارى جهدها في تأليفه، فهذا الكتاب يعتبر موسوعة في فلسفة التاريخ، ويرجع ذلك إلى :
- حيث أن مؤلف هذا الكتاب ظل يكتب في مؤلفاته وأجزاءه لمدة عشر سنوات.
- وقد ذهب هذا الكاتب إلى جميع أنحاء العالم من شرقه إلى غربه، فيظهر مدي الجهد المبذول من قبل الكاتب من خلال رأي القارئ في الكتاب، وذلك عن طريق الرجوع إلى المراجع العامة والخاصة للكتاب المكتوبة في آخر كل جزء من الأجزاء.
- فنجد أن في بداية الأمر كانت سلسلة الكتاب تتضمن خمس مجلدات لكن كان للبحث دور كبير، حيث زادت من خلاله هذه المجلدات إلى سبعة ثم تجاوزت هذا العدد وتقررت القصة في احدي عشر مجلداً.
- فكان الكتاب يتضمن الحديث عن جميع الحضارات البشرية منذ بدايتها وحتى بداية القرن التاسع عشر فكان من صفات الكتاب أنهم يتسم بالموضوعية والمنهج العلمي، فقد استمر الكتاب في كتابته لمدة 40 سنة منذ عام 1935 حتى عام 1975.
- ويتعدى عدد كلمات الكتاب أربعة ملايين كلمة، ولكن لم يستطيع الكاتب ويل ديورانت وزوجته استكمال سلسلة الكتاب بالرغم من أن الكاتب قد أبدي برأيه في أنه يريد أن يدرج التاريخ الغربي إلا أن السلسلة قد انتهت في عصر نابليون بونابرت لأن زوجة الكاتب توفت في ثمانينيات القرن الماضي.
- وتوفي الكاتب بعدها في التسعينات في القرن الماضي، لذلك لم تستكمل سلسلة كتاب الحضارة.
عوامل الحضارة في كتاب قصة حضارة
قيام الحضارة يتطلب عدة عوامل وفيما يلي نتناول الحديث عن هذه العوامل كل منها على حدة:
1. تعريف الحضارة:
- يعد تعريف الحضارة عامل من عوامل قيامها المذكورة في كتاب الحضارة، فنجد أن الحضارة هي عبارة عن نظام اجتماعي يمكن من خلاله تمكين الإنسان من زيادة وعيه الثقافي والحضاري.
- فالحضارة تتضمن أربعة عوامل أساسية وهي الموارد الاقتصادية والتقاليد الخلقية ومتابعة العلوم والفنون، فهي تقوم عندما ينتهي الاضطراب والقلق.
2. العوامل الجيولوجية:
- تعتبر العوامل الجيولوجية هي ثاني عامل من عوامل قيام الحضارة التي ذُكرت في الكتاب، فنجد أن العوامل الجيولوجية تتمثل في كون الحضارة مرحلة تتوسط عصرين من الجليد، فتيار الجليد قد يعاود الأرض في أي وقت فيغمرها من جديد.
- حيث أن الجليد له القدرة على هدم منشآت الإنسان عن طريق بركام من الثلوج والأحجار فيؤدي ذلك إلى تضيق نطاق الحياة في سطح الأرض وشيطان الزلازل الذي نبني حواضرنا في غفوته.
3. العوامل الجغرافية:
- تعد العوامل الجغرافية من أهم العوامل الطبيعية التي تدخل ضمن عوامل قيام الحضارة، كما أنها تعتبر من العوامل الرئيسية التي ذكرت في الكتاب، فنجد أن حرارة الأقطار الاستوائية وما يجتاح هذه الأقطار لا تدخل ضمن الأشياء التي تكون في دائرة الحصر.
- فعادة يسود تلك الأقطار الخمول والأمراض فهي مشهورة بالنضوج المبكر والانحلال.
4. العوامل الاقتصادية:
- تعد العوامل الاقتصادية من أكثر العوامل ذات التأثير في قيام حضارة ناجحة والمذكورة في كاتب قصة الحضارة، فنجد أن للشعب مؤسسات اجتماعية منظمة وتشريع خلقي رفيع وفنون متطورة كما هو الأمر مع الهنود الأمريكيين، ولكن مع التطور الذي حدث في مجال الفنون ظل الصيد البدائي هو السائد في العديد من الحضارات.
- فقد اعتمد على وجوده ما عسي أن يصادفه من قنائص، فليس من الممكن أن تتحول حرفة الصيد من الهجمية إلى المدنية تحويل بشكل كلي.
- فقد تبدو قبيلة البدو مثل بدو بلاد العرب لديهم قوة خارقة من الذكاء والفتوة فبدون اطراد موارد القوت سوف تنفقه في مخاطر الصيد ومقتضياته.
التراث الإنساني للحضارة
قد تم تقسيم التراث الإنساني للحضارة إلى خمسة أقسام وفيما يلي نتناول الحديث عن كل تراث على حدة:-
1. التراث الشرقي:
- يدخل ضمن هذا التراث مصر والشرق الأدنى بأكمله، الذي كان محتل من قبل السيطرة اليونانية والرومانية على التوالي وحتى وفاة الإسكندر المقدوني، ويتضمن أيضاً التراث الشرقي دولة الهند واليابان والصين حتى وقتنا الحالي.
2. التراث الكلاسيكي:
- يدخل ضمن نطاق هذا التراث حضارة اليونان وروما والشرق الأدنى الذي كان تحت سيطرة كل من السيادة اليونانية والرومانية والذي ذكر في الكتاب.
3. التراث الوسيط:
- يدخل ضمن نطاق التراث الوسيط حضارة أوروبا الكاثوليكية والبروتستانتية وأيضاً الحضارة الإسلامية والحضارة اليهودية في بلاد آسيا وأفريقيا وإسبانيا ثم النهضة الإيطالية بعد ذلك.
4. التاريخ الأوروبي:
- يدخل التاريخ الأوروبي ضمن نطاق التراث الإنساني حيث يبدأ تاريخ دولة أوروبا منذ الاصطلاح البروتستانتي إلى وقت قيام الثورة الفرنسية.
5. التراث الحديث:
- تناول هذا التراث الحديث عن المخترعات المادية والفكرية في كل من (السياسة والعلوم والفلسفة والدين والأخلاق والفنون) في دولة أوروبا بشكل خاص كما هو مذكور في الكتاب فكان ذلك منذ تولي نابليون بونابرت الحكم حتى عصرنا الحالي.
النقد الموجه لكتاب قصة حضارة
كتاب قصة الحضارة من أكثر الكتب المميزة والمعروفة في العالم لكن هذا لا ينفي أنه يخلو من بعض السلبيات والانتقادات التي لا ينجو منها أي كتاب من تأليف البشر، فنجد أن هناك بعض الانتقادات التي وُجهت إليه بالاستناد إلى الأسس العلمية ولكن بالرغم من ذلك فظل هذا الكتاب يحظى بقيمته لأنه ثمرة جهد عظيم في المجال التاريخي وفيما يلي نتناول الحديث عن أهم الانتقادات الموجه إليه:-
- اعتمد الكاتب ويل ديورانت في كثير من المواضع أثناء تأليفه لكتاب قصة حضارة على الشك أو التكهن وبالتحديد أثناء حديثه عن العصور القديمة التي كانت قبل عصور التدوين.
- اعتمد الكاتب ويل ديورانت على ما يوجد عند بعض القبائل البدائية التي تتواجد في كثير من الأراضي حول العالم، فهو ارتكب خطأ بسبب هذا الاعتماد، حيث أن كان من الواجب عليه البحث عن أي دليل يثبت حقيقة هذه الأقوال.
- كان يميل الكاتب ويل ديورانت في أسلوب الكتابة إلى إقحام مشاعره وعواطفه الجياشة، فنجد أن النقد الموجه هنا اعتماده على هذه المشاعر والعواطف لأن الكتب التاريخية يجب أن تكون بعيده تماماً عن العواطف في تأليفها.
- من الانتقادات الموجه لكتاب قصة حضارة أن الكاتب وقف موقف عدائي ضد الدين بشكل عام وهذا يخالف الحضارة الإسلامية ويثير الغضب.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_9230