كتابة :
آخر تحديث: 19/09/2022

كل ما تحتاج أن تعرفه عن عدم تحمل هضم سكر اللبن

لا يخفى على أحد أهمية تناول الأطعمة المتوازنة، التي تزود جسمنا بالفيتامينات والمعادن الضرورية لعمل الزمن، إلا أن الأطعمة المختلفة قادرة على أن تخونك وتلحق الضرر في جسمك بدلًا من تزويده بالصحة والعافية، وهذا ما يعرف في وسط للمجتمعات الطبية بحساسية الطعام، وهي ذات أنواع منوعة ومختلفة ومنتشرة بنسبة لا بأس بها في مختلف المراحل العمرية، فعلى سبيل المثال، يسبب الجلوتين الموجود في القمح ومنتجاته حساسية للكثير من الناس، ما يجعلهم عرضة للكثير من الأعراض الهضمية الصعبة، ولا يعد هذا النوع من الحساسية الوحيد في هذا المجال، بل نجد أن الكثير من الأشخاص يصابون بحساسية من اللبن أو عدم تحمل هضم سكر اللبن، وهي الحالة التي تعرف باسم حساسية اللاكتوز، التي يتلقى نظرة أقرب عليها عبر مفاهيم.
كل ما تحتاج أن تعرفه عن عدم تحمل هضم سكر اللبن

ما هو اللاكتوز؟

يعرف اللاكتوز:

  • بأنه المادة التي توجد بشكل طبيعي في حليب الثديات كالأبقار والأغنام وغيرها، كما تعرف باسم سكر الحليب أو سكر اللبن. ومن المعروف أن هذا الحليب هو المادة الأولية للكثير من المنتجات الغذائية، مثل اللبن بأنواعه المختلفة والأجبان.
  • وتجد الإشارة إلى أن نسبة اللاكتوز مختلفة من منتج لآخر، فربما نجدها بكميات كبيرة أو أخرى معدومة، إذ تكون الأخيرة مناسبة للمصابين بعدم تحمل هضم سكر اللبن.
  • من ناحية أخرى، نجد أن اللاكتوز ملازم لحليب الثدييات ويمكن أيضًا عزله عن هذا المصدر الأصلي، وبلورته لاستخدامه كعنصر في الأطعمة مثل المخبوزات والكراميل والصلصات وغيرها.

ما هو عدم تحمل هضم سكر اللبن؟

يعد عدم تحمل هضم سكر اللبن، بأنه:

  • حالة مرضية مزمنة تنجم عن عدم إنتاج الجسم لما يكفي من اللاكتاز وتؤدي إلى ظهور أعراض جسدية مثل الانتفاخ والتشنجات البطنية والإسهال والغازات. مع الإشارة إلى أن تلك العملية بيولوجية، يحددها الحمض النووي لكل شخص.

أعراض حساسية اللاكتوز

تترافق الإصابة بالاضطراب الناتجة عن حساسية الأطعمة بعدة أعراض مختلفة، والحقيقة أنها تختلف من شخص إلى آخر. إلا أن أكثر الأعراض الأكثر شيوعًا، نعرضها لكم في النقاط التالية، لكن من الضروري أن نذكر ظهور أعراض عدم تحمل هضم سكر اللبن، يظهر خلال 30-60 دقيقة بعد تناول الطعام الذي يحتوي على مادة اللاكتوز، وفيما يلي أبرز الأعراض:

  • إسهال
  • انتفاخ في البطن
  • غثيان
  • غازات
  • مغص
  • القيء
  • آلام أسفل البطن

أنواع حساسية اللاكتوز

تأتي حساسية اللاكتوز أو حالة عدم تحمل هضم سكر اللبن، بعدة أنواع مختلفة وتحديدًا ثلاثة أنواع هي:

عدم تحمل اللاكتوز الأولي

  • يعد هذا النوع الأكثر شيوعًا من حالة عدم تحمل هضم سكر اللبن، إذ تحدث عادةً كلما تقدم الشخص في السن. نظرًا لتنوع الأنظمة الغذائية التي يتناولها البالغون.
  • من ناحية أخرى، يعد عدم تحمل اللاكتوز الأولي شائعًا لدى الأشخاص ذوي الأصول الآسيوية والإفريقية والإسبانية.

عدم تحمل اللاكتوز الثانوي

  • تسبب الأمراض المعوية مثل مرض الاضطرابات الهضمية ومرض التهاب الأمعاء (IBD) أو الجراحة أو إصابة الأمعاء الدقيقة، عدم تحمل اللاكتوز الثانوي في حالات كثيرة. وعليه يتوقف نوع العلاج الصحيح على علاج المشكلة الصحية الأساسية المسببة لتلك الاضطرابات الهضمية.

عدم تحمل اللاكتوز الخلقي

  • يعد هذا النوع من حالة عدم تحمل هضم سكر اللبن نادرًا جدًا، وهو ناتج عن جين ينتقل من أحد الوالدين إلى الطفل.
  • إذ يسبب ذلك غياب وجود اللاكتاز الضروري لهضم اللاكتوز، وبالتالي لن يتحمل الطفل حليب الأم ما يعرضه للإسهال وغيرها من المشاكل الهضمية. فيما يمكن معالجة الحالة بسهولة عن طريق إعطاء الطفل تركيبة خالية من اللاكتوز بدلاً من الحليب.

أسباب حساسية اللاكتوز

إن السبب الرئيسي وراء حالة عدم تحمل هضم سكر اللبن، هو:

  • عدم قدرة الأمعاء الدقيقة على إفراز كمية مناسبة من إنزيم اللاكتاز. وهو الأنزيم الذي يوجد في جسمنا لمساعدتنا على هضم اللاكتوز، الذي تأخذه من الحليب الحيواني ومنتجاته المختلفة.
  • إذ يمر اللاكتوز غير المهضوم إلى القولون فتكسر البكتيريا الموجودة في القولون اللاكتوز وتنتج السوائل والغازات.
  • من ناحية أخرى، قد تكون حساسية اللاكتوز أمرًا جينيًا بحتًا.
  • إذ يولد بعض الناس بعدم قدرتهم على تحمل سكر اللبن، وهو أمر يمكن أن يكشفه الطبيب المختص، عند فحص الطفل الرضيع. الذي تظهر عليه أعراض اضطرابات هضمية بعد الرضاعة، بسبب احتواء حليب الأم على اللاكتوز في طبيعة الحال.
  • في حين نجد هذه الحالة منتشرة لدى الأطفال الخدج أو الذين يولدون مبكرًا عن موعد ولادتهم، فنجد الأمعاء الدقيقة غير قادرة على إنتاج اللاكتاز بصورة مناسبة.
  • وعلى الرغم من ظهور حالة عدم تحمل وحساسية هضم سكر اللبن منذ الولادة، فقد يطور الجسم حساسية تجاه اللاكتوز نتيجة التقدم في السن، أو نتيجة الإصابة بأمراض واضطرابات هضمية مختلفة مثل العدوى أو الأمراض أو الحالات الأخرى التي تصيب الأمعاء الدقيقة ، مثل مرض كرون أو الداء البطني. الأمر الذي يقلل من مستوى إنتاج اللاكتوز في الأمعاء الدقيقة.

طرق تشخيص حساسية اللاكتوز

يوجد عدة طرق يستخدمها الأطباء المختصين، حتى يتمكنوا من تشخيص الإصابة بحساسية اللاكتوز. نعرض لكم فيما يلي أبرز هذه الطرق:

اختبار تنفس الهيدروجين

  • يعد هذا النوع من الاختبارات الطبية، أساسيًا لتشخيص حالة حساسية اللاكتوز. إذ يقوم الاختبار على أن يشرب المريض سائلًا يحتوي على مستويات عالية من اللاكتوز.
  • وعليه يقيس الطبيب كمية الهيدروجين في النفس على فترات منتظمة. إذ يشير استنشاق الكثير من الهيدروجين، إلى أن جسم المريض لا يقوم بهضم وامتصاص اللاكتوز بشكل كامل.

اختبار تحمل اللاكتوز

  • لا يختلف مبدأ اختبار تحمل اللاكتوز للكشف عن وجود حالة حساسية عدم القدرة على تحمل هضم سكر اللبن، عن اختبار تنفس الهيدروجين.
  • إذ يقوم الطبيب المختص بإعطاء المريض سائلًا ليشربه، بحيث يكون هذا السائل غنيًا باللاكتوز. ومن ثم يخضع المريض لاختبارات الدم لقياس كمية الجلوكوز في مجرى الدم بعد ساعتين من ذلك.
  • وعليه إذا لم يرتفع مستوى الجلوكوز لدى المريض، فهذا يعني أن الجسم لا يهضم ويمتص المشروب المليء باللاكتوز بشكل صحيح.

علاج حساسية اللاكتوز

  • يختلف علاج حالة حساسية اللاكتوز باختلاف السبب الكامن وراء حدوثها. ففي حال كانت هذه الحالة ناجمة عن الإصابة باضطرابات هضمية محددة، سيتوقف نوع العلاج على معالجة تلك الحالات في المقام الأول.
  • في حين يساعد اتباع حمية غذائية دقيقة تحتوي على كميات مدروسة من اللاكتوز، في تجنب المشاكل الناتجة عن حساسية اللاكتوز.

وبغض النظر عن سبب يمكن اتباع النصائح التالية، بالتنسيق الجيد مع طبيبك المختص نقدمها لكم في النقاط التالية:

  • احرص على عدم الإكثار من تناول الحليب ومنتجات الألبان الأخرى
  • احرص على تضمين حصص صغيرة من منتجات الألبان في وجباتك العادية
  • تناول واشرب الآيس كريم والحليب قليل اللاكتوز
  • أضف سائل أو مسحوق إنزيم اللاكتاز إلى الحليب لتفتيت اللاكتوز
وفي الختام، لا تعد حساسية اللاكتوز من الحالات المرضية الخطيرة التي لا يمكن علاجها. فكل ما تحتاج إليه هو المتابعة مع الطبيب المختص واتباع حمية غذائية مدروسة، حتى تتمكن من التغلب على هذه المشكلة. وتذكروا أن الانتباه للأعراض التي تشير إلى وجود مشكلة واستشارة المختصين، هو الخطوة الأولى للشفاء من أي مرض. دمتم وأحبتكم بخير وصحة وعافية.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ