كيف تتعامل مع القهر النفسي وتعالجه؟
جدول المحتويات
كيف تتعامل مع القهر النفسي؟
في البداية يجب أن يعلم كل إنسان بأن الصراع في هذه الحياة أحد أهم عناصر تلك الحياة إثارة ومتعه، حيث أن الصراع والاختلاف أمر وارد جداً ونراه يومياً، فهناك من يصارع أو يسابق الزمن من أجل تحقيق أحلامه، وهناك من يصارع مخاوفه ويحاول أن ينمي شجاعته.
كما أننا نجد أن الصراع أمر طبيعي في البيئة المحيطة بالإنسان، حيث أننا نجد الحيوانات تصارع بعضها البعض، ونجد أيضاً الحشرات تدافع عن نفسها أمام الكائنات الأخرى، فالصراع أمر طبيعي في تلك الحياة.
الخسارة في الصراع أمر طبيعي..
والخسارة في صراعات الحياة أمر طبيعي، ففي اليوم الواحد قد تجد نفسك مهزوماً في بعض الصراعات، مثل خسارتك لنقاشك مع أحد أصدقائك، أو خلافك في الرأي مع والديك، أو حتى خسارتك لمباراة رياضية تلعبها مع من تحبهم.
تكمن المشكلة في أن بعض البشر لا يملكون خبرة التعامل مع تلك خسارة، ولا يثقون في أنهم سيحققون المكسب يوماً من الأيام، وذلك لأنهم اعتبروا خسارتهم لبعض صراعاتهم مصيبة كبرى وذنب لا يغتفر، ومسألة كبرياء وكرامة يجب الدفاع عنها.
القصور في فهم بعض الصراعات..
- كما ذكرنا في الفقرة السابقة، فإن الخبرة المكتسبة لدى الإنسان خلال رحلته بالحياة لها دور كبير في التعامل مع تلك الصراعات بنجاح، والخروج منها إما بخطوة تجاه النجاح أو اعتبارها هزيمة نفسية وسبباً للقهر النفسي.
- وتلك الخبرة الحياتية المكتسبة هي الفارق بين شخص تعرض لموقف من المواقف فاعتبره دافعاً للنجاح، وشخص آخر تعرض لنفس الموقف بنفس التفاصيل واعتبرها سبباً للفشل، مثل الطالب الذي يتعلم خطواته الأولى في حل المعادلات الرياضية، فهناك من يرى في صعوبة المعادلة متعة، والخطأ في الوصول لحل المعادلة تحد جميل.
- وهناك من يرى في الخطأ في الوصول للمعادلة الصحيحة أزمة كبيرة، فهولا يرى في هذا المظهر سوى الإرهاق الذهني الذي يستنزفه دون الوصول لحل المعادلة.
الفهم الصحيح للصراع يقي من الهزيمة النفسية..
- نعم تلك هي الحقيقة التي يجب أن يتعلمها كل إنسان، فما خسرته اليوم من الممكن جداً أن تكسبه غداً، وما كسبته اليوم من الممكن جداً أن تخسره غداً، وتفوقك في مجال من المجالات اليوم من الممكن جداً أن تفقده غداً ثم تعاود النجاح بعد ذلك.
- ولكن ولأن بعض الأشخاص لا يملكون في تاريخهم النفسي ما يؤيد تلك الفكرة السابقة، فهم لا يرون هذا المبدأ السابق بشكل واقعي وممكن، فهم يرون أنه مبدأ خيالي، فمستحيل أن يحصلون على التقدير أو النجاح أو الفوز يوماً، لأنهم ببساطة لم يحصلوا عليه من قبل ولم يجربوا هذا الشعور.
- وهنا يجب التنويه على أهمية تعويض الخبرات الناقصة بشجاعة كبيرة على خوض التجارب الجديدة أياً كانت نتائجها، ومن المهم جداً تسمية الأحداث بمسمياتها الحقيقية بغير تضخيم أو تهويل.
- فالخسارة في النهاية اسمها خسارة، ليست طامة كبرى، وليست نهاية العالم، وليست جرح العمر، ولكنها في النهاية حدث، مجرد حدث يليه أحداث جديدة من بطولتك أيضاً عزيزي القارئ.
القهر النفسي وعلاقته بأفكار المجتمع..
- حين تدرك أن الخسارة أمر وارد، ستدرك أيضاً أن هناك بعض الأوقات ستفقد فيها السيطرة على مقدراتك لبعض الوقت، وليس لكل الوقت، نعم، فقد تفقد السيطرة النفسية لصالح طاعة والديك بعض الوقت في بعض الأمور البسيطة، وقد تفقد السيطرة النفسية لصالح تنفيذ أوامر مديرك في العمل.
- ولكن حين تعلم أن فقد السيطرة أمر وارد وطبيعي في الحياة، وأنك في الوقت المناسب تملك استعادة سيطرتك على مقدراتك، حينها لن تشعر مطلقاً بالقهر النفسي، لأنك تدرك تماماً أنك صاحب الكلمة العليا في الموضوع.
- ولكن تكمن المشكلة في أنك حين تفقد السيطرة على بعض اختياراتك لصالح أشخاص آخرين، يكون ذلك بغير تخطيط منك، وبغير توقيت واضح تنتهي فيه تلك الحالة، فتعتقد أن تلك الحالة دائمة وأبدية ولا نهاية لها.
- ولكن تلك الفكرة خاطئة من الأساس، فما من شيء في تلك الحياة إلا وله بداية ونهاية ووقت محدد، وما من حدث إلا وله حيز زمني لا يمتد بعده، ولكن المهزوم نفسياً يستمر في تذكر هذا الحدث المؤلم رغم انتهاؤه، اعتقاداً منه أن هذا الحدث يستمر في تأثيره إلى ما لا نهاية.
- يجب عليك عزيزي القارئ أن تعلم أن الحياة عبارة أن أيام وساعات، يغير الله فيها كل شيء في لحظات، يغير المناخ الذي نعيش فيه، ويغير جغرافيا المكان الذي نحيا فيه، فالأنهار تنبع وتجف، والغابات تحترق وتتصحر، فالتغير سنة من سنن الله في الكون.
- فلا تعتقد أبداً أن الحدث الذي تراه سبباً لقهرك نفسياً مستمر حتى الآن، فقوانين الصراع في الحياة تؤكد على أنك أقوى من هذا الحدث، طالما خرجت منه حياً ولم تمت فأنت الآن قادر على اكتساب الخبرة التي تمكنك من الفوز في صراعك وعدم تكرار هزيمتك.
- وكم من الناجحين الذين حولوا خسارتهم في البداية لخبرة ومكسب، فهم لم ينظروا أبداً للخسارة في البداية على أنها قهر وهزيمة، ولكن رأوها خبرة وعزيمة.
العلماء والمخترعون لم يسلموا أنفسهم للقهر النفسي..
يجب أن تعلم عزيزي القارئ أن المخترعون الذين قدموا للبشرية اختراعاتهم الرائعة، وتفتخر بهم بلدانهم، لم يكن طريق البحث العلمي لهم مفروشاً بالورود، فقد كانت عليهم العديد والعديد م الضغوط النفسية والمجتمعية وعدم التصديق لما يقومون به، بل والسخرية أيضاً من تجاربهم الفاشلة.
فأديسون خاض العديد من التجارب الخاطئة الفاشلة حتى وصل لاختراع المصباح الكهربي، ولو أنه صدق الأقوال المحبطة التي رافقت تجاربه الفاشلة لما وصل للنجاح.
أنت أيضاً في إمكانك تحقيق النصر
نعم أنت أيضاً عزيزي القارئ في إمكانك تحقيق النصر في أي صراع تخوضه في تلك الحياة، وعدم الاستسلام لها والشعور بالقهر النفسي تجاهها، فأنت أقوى ألف مرة مما تظن.
فالأشخاص الذين سببوا لك الشعور بالقهر النفسي لا يملكون إلا بعض التصرفات التي يمكنك حماية نفسك منها وذلك بعدم تصديقها وعدم الاعتداد بها.
فأولى مراحل النجاح هو اليقين من قدراتك واليقين من مهاراتك وعدم تصديق الأقوال المثبطة للهمم، فحين تحقق ذلك فقد وصلت لأولى خطواتك نحو النجاح الحقيقي.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_12654