آخر تحديث: 15/02/2022
كيف نجيب على أسئلة الأطفال الغريبة
هناك مشكلة كبيرة تواجه الآباء والأمهات خاصة مع سنوات الطفولة المبكرة، وهي مشكلة الإجابة على أسئلة الطفل، فالطفل يسأل دون قيود عن أي شيء وكل شيء، ويجب أن يقابل كل أب وكل أم تلك الأسئلة بالتصرف السليم.
والتصرف السليم ليس بالهروب من أسئلة الطفل ولا منعه من الاستفسار، ولا بإجابته بإجابات غير مفيدة متسرعة لإنهاء الموقف، ولكن بفهم نفسية الطفل في تلك المرحلة، والتعامل مع تلك الأسئلة بشكل سليم، فمن أهم سمات الطفل في مراحل الطفولة المبكرة هو شغفه في التعرف على العالم المحيط به، ويجب استثمار هذه الرغبة بشكل يجعل الطفل ينمي معارفه بشكل سريع، ويساهم في تنمية ذكاؤه بسرعة، أما صد الطفل ومنعه من التعرف على العالم المحيط به، فيحدد قدراته ويمنعها من التطور، وهذا ما لا يريده أي أب ولا أي أم.
جدول المحتويات
كيف نجيب على أسئلة الأطفال الغريبة والمحرجة
- هناك مرحلة في عمر الطفل يبدأ الطفل في طرح الأسئلة بشكل كبير، تلك المرحلة تبدأ من سن ثلاث سنوات حتى خمس سنوات فما يليها من سنوات، وهناك تطورات ونوعيات لتلك الأسئلة على شكل مراحل.
- ففي المرحلة الأولى يبدأ الطفل في السؤال عن مسميات الأشياء التي يراها حوله، ويجب هنا أن نؤكد على أهمية وجود شخص بجانب الطفل يرعاه ويجيب على أسئلته، ففي بعض الأسر يترك الأب والأم تربية الأبناء في عهدة خادم أو خادمة يقومون برعايته.
- وفي الأغلب يكون هذا الخادم مؤكل إليه العديد من المهام الأخرى بخلاف رعاية الطفل مثل ترتيب المنزل وطهي الطعام، فيترك الطفل وحده في مكان آمن معتقداً أن الطفل لا يحتاج حوله أحد، وهذا الاعتقاد خاطئ جداً، فالطفل يحتاج دائماً إلى أشخاص بجانبه لكي يجيبونه على الأسئلة التي تجول بخاطره، ويتفاعل معهم بالضحك أو البكاء.
- أما ترك الطفل بدون وجود من بجانبه ليجيبه على أسئلته يشعره بالوحدة وأثبتت التجارب أن هناك أطفال في سن الرضاعة تم تزويدهم الطعام والشراب ولكن دون أن يتواصل معهم أي أحد حتى أمهاتهم، فكانت النتيجة أنهم ماتوا جميعاً.
- ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، ما هي الضوابط التي يجب أن يراعيها كل أب وكل أم عند الإجابة على الأسئلة المحرجة، وما هي الأمثلة التي توضح الأسلوب المناسب للإجابة على تلك الأسئلة، هذا ما سنحاول الإجابة عليه في السطور القادمة.
لا تتهرب من أسئلة طفلك
- في البداية لا تتهرب من أسئلة طفلك، بل حاول الإجابة عليها ومناقشته فيها، إن الهروب من أسئلة الطفل أو إجابته بإجابات غير مقنعة وغير شافية لا يجدي بل يزيد من الأمر تعقيداً، فيجب عليك في البداية عزيزي الأب أن تتحمل أٍسئلة طفلك مهما كانت.
- من الطبيعي أن يسأل الطفل الكثير والكثير من الأسئلة، فهو موجود في الدنيا لا يعلم عنها شيئاً إلا من خلالك، فأنت وحدك من تعرفه حقائق الأشياء التي يراها في الدنيا، وفي حالة تهربك من الإجابة عليها، قد يلجأ لشخص آخر يجيبه عنها، وحينها قد لا نضمن سلامة الإجابات التي يجيب طفلك بها.
- فكم من الآباء والأمهات يتعجبون من تغير طباع أطفالهم وكيف تغيروا فجأة على نحو لا يدرك أباؤهم من أين أتى هذا التغيير الذي أصاب أبناؤهم، فالإجابة ببساطة، لأن أبناؤهم وجدوا إجابات تساؤلاتهم من أشخاص آخرين فقاموا بتأسيس رؤيتهم للحياة على مبادئ تلك الإجابات.
- ولو أن آباؤهم ناقشوا أولادهم من البداية، بل من الصغر لكان التأسيس راسخاً من الصغر ولما تمكن أي إنسان من التدخل في أفكار أبنائهم وتغييرها كيف شاء.
حين يسأل الطفل عن الموت
- يواجه الطفل موقفاً غريباً عليه، فهو يحب بعض الأشخاص في حياته، ولكن وبدون أسباب يشهد رحيلهم، وحين يسأل عن سبب رحيلهم، يقال له أنهم قد ماتوا، فمن الطبيعي أن يسأل عن الموت، ما هو الموت؟ وكيف نجيب الطفل على هذا السؤال؟
- فلا تحاول أن تجيب الطفل بإجابات غير حقيقية وغير منطقية، فسرعان ما سيكتشف الطفل عدم معقولية الإجابات التي تزوده بها، ولكن عليك أن تبسط له المعلومات قدر الإمكان، وأن تكون تلك المعلومات حقيقية حتى يقتنع بها الطفل ويبدأ في التعامل معها.
- ففي مسألة الموت يجب أن يعرف الطفل أن الميت قد رحل عن عالمنا، فلا نجيب عليه بأن الشخص الذي يحبه قد سافر لأنه ببساطة سيسأل عن موعد عودته، ويجب أن يفهم الطفل أن الموت ليس شراً ولكنه مرحلة من المراحل التي يمر بها الإنسان.
- كما يمكن تعليم الطفل بعض المعلومات عن الميت، بإخباره مثلاً بأن الميت يصل له دعائنا له، وكلماتنا الطيبة عنه، فهذا يساهم في تخفيف الصدمة عليه، وأن الميت قد يكون في مكان ومكانة أفضل من الدنيا لكنه لا يستطيع إخبارنا الآن عن هذا.
لا تدخل في تفاصيل معقدة
- في إجابتك على طفلك يمكنك أن تجيب على أسئلة طفلك بإجابات حقيقية وبسيطة، فلا تحاول أن تدخل في تفاصيل معقدة عن أشياء قد لا يستوعبها الطفل.
- ولكن هناك مستويات لهذا التبسيط، فكل طفل له أسلوب تفكير خاص به يفهم به المعلومات التي يتم تزويده بها، فمن المعلومات الخاطئة التي يعتقد فيها البعض أن كل الأطفال يفهمون بنفس الطريقة، ولكن الحقيقة أن لكل طفل طريقته الخاصة التي يفهم بها العالم من حوله.
- وعلى كل أب وكل أم محاورة طفلهم ومتابعته بكافة الطرق حتى يتبين لهم الطريقة التي يفهم بها الطفل المعلومات والطريقة التي يبسطون بها المعلومات له.
- فهناك بعض الأطفال يفهمون بطريقة الغناء وهناك بعض الأطفال يفهمون بطريقة المشاهدة، وهناك أطفال يتميزون بقوة اتصالهم بمن حولهم، فلينظر كل أب وكل أم اي نوعية من الأطفال أطفالهم.
كلما زاد سن الطفل كلما تصاعدت مستويات الإجابة
- وجدير بالذكر أنه كلما زاد سن الطفل كلما تمكن الأب وتمكنت الأم من زيادة مستويات التعقيد في الإجابة والدخول في تفاصيل حسب سن الطفل.
- فسؤال الطفل عن المعلومات الخاصة بالجنس مثلاً، الإجابة عليه لطفل في الخامسة من عمره يختلف في الإجابة عن نفس السؤال من طفل في سن السابعة أو العاشرة، فالتفاصيل التي يتم تزويد الطفل بها في كل سن تختلف عن السن الأكبر.
- ففي سن الخامسة من العمر يكفي أن يعرف الطفل أن هناك أماكن في جسم الإنسان لا يجب أن يطلع عليها أي إنسان بخلاف الأب والأم فقط، وأنه لا يجوز لأي إنسان أن يرى لك الأماكن مهما كان، أو أن يتحسس عليها.
- ثم في سن السابعة يتم تزويد الطفل ببعض المعلومات عن كيفية غسيل تلك الأماكن وكيفية تطهيرها، تحذير الطفل من بعض الممارسات الضارة، مثل اللعب بالأعضاء التناسلية أمام الناس، أو ترك آخرين يلعبون بتلك الأعضاء، فهذا ممنوع.
- أما في سن ما قبل البلوغ فيمكن الدخول في تفاصيل أكثر وأكثر ليكون الطفل مستعداً للمرحلة التالية بمعلومات صادقة، ويجب عدم نهر الطفل عند سؤاله عن تلك المعلومات، حتى لا يحاول الحصول على إجابات من مصادر غير آمنة قد تتسبب في تشويه الحقيقة في وعيه وإدراكه.
وأخيراً .. فسؤال كيف نجيب على أسئلة الأطفال المحرجة؟ أمر يحتاج لبحث كبير من كل أب وكل أم، ولا تكفيه مقالة واحدة، بل يجب البحث في طبيعة الطفل نفسه، وفي المعلومات المطلوبة من جهة أخرى حتى تنجح الإجابة في الهدف المطلوب منها.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_12651
تم النسخ
لم يتم النسخ