كيف ندافع عن الإسلام ضد الإسلاموفوبيا؟
ما هي الإسلاموفوبيا؟
لاشك سمعت وتسمع عن هذا المصطلح سواء في نشرات الأخبار أو في مواقع التواصل الاجتماعي، فما المقصود بالإسلاموفوبيا؟
- الإسلاموفوبيا أو رهاب الإسلام مصطلح مكون من كلمتين: الإسلام - فوبيا، وتعني الفوبيا من الإسلام، وعلى غرار باقي أنواع الفوبيا، فله أعراض يعاني منها ليس صاحب الفوبيا نفسه بل الطرف الآخر الذي يخَاف منه (الإسلام، المسلمين)، وله أسباب أقل ما يقال عنها أنها عنصرية محضة
- أولى محطات ظهور هذا المصطلح كانت عقب هجمات 11 سبتمبر التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأمريكية، ومن هناك انطلقت وامتدت وانتشرت لمعظم الدول الأوربية وخاصة تلك التي تعرف تواجدا قويا للمسلمين داخلها.
- الإسلاموفوبيا هو بصريح العبارة كره وعداء تجاه الإسلام والمسلمين مع التحريض على العنف والعداء ضدهم وتعريضهم لأبشع صور التمييز.
ما هي أسباب الإسلاموفوبيا؟
منذ هجمات 11 سبتمر 2001 والمسلمين في وجه المدفع، لكن هل هذا يعني أن الهجمات وحدها كانت السبب في ظهور الإسلاموفوبيا وتعزيزها أم أن هذا الرهاب والعداء للإسلام وليد لما قبل 11 سبتمبر؟
- هجمات 11 سبتمبر: لا يمكننا الاختلاف على أن هجمات 11 سبتمبر غيرت حياة المسلمين بشكل بات فيه الحديث عن الحياة ما قبل 11 سبتمبر وبعدها، تلك الهجمات كانت ضربة قوية للإسلام قبل أن تكون للولايات المتحدة الأمريكية.
- كراهية الإسلام قديمًا: من الجدير بالذكر أن مصطلح الإسلاموفوبيا ليس جديدًا أو وليد هجمات 11 سبتمبر، إنه مصطلح قديم تمت مناقشته منذ 1923، ما يعني أن العداء والكراهية تجاه الإسلام ليس حديث اليوم، لكنها توسعت أكثر واتخذت أبعاد قوية وخطيرة منذ 11 سبتمبر
- وسائل الإعلام الغربية: هي كذلك جزء من اللعبة أو لنقل العملية التحريضية، حيث تعمل على وضع الإسلام والمسلمين في قالب إعلامي منمق من الجهل والتطرف والعنف والإجرام، بل والتحريض على التمييز والعنصرية سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر.
كيف ندافع عن الإسلام ضد الإسلاموفوبيا؟
في بعض البلدان وفي أوروبا على وجه الخصوص تتنامى ظاهرة الإسلاموفوبيا بشكل مروع، فتتم مهاجمة الإسلام والمسلمين واتهامهم ومعاملتهم بأسوء الطرق، ولمعرفة كيف ندافع عن الإسلام عليك ب:
تمثيل الدين الإسلامي خير تمثيل
- نسبة من هذه الفئة التي تهاجم الإسلام والمسلمين تكَون لديها العداء بناءًا على تصرفات بعض المسلمين، القلة القليلة، إما من خلال فعل أو حدث منافي للدين الإسلامي قام به شخص مسلم فقاموا بتعميم صفة على كل المسلمين بسبب ذلك الشخص.
- وفي هذا الإطار يعتبر تمثيل المسلم لدينه الإسلامي من خلال تصرفاته وتعامله الوسيلة المثلى والأولى للدفاع عن الإسلام وغلق أفواه المتربصين بالدين الإسلامي وصد الباحثين عن شبه ثغرة واحدة لمهاجمته.
التعريف بالدين الإسلامي
- جهل الكثيرين، من ديانات أخرى، لماهية الدين الإسلامي وجوهره وما ينص عليه، يدفع بهم إلى تصديق كل ما يروج عن الإسلام والمسلمين والإنجرار وراءه وتبني خطاب الكراهية والعنف ضده.
- ولمنع ذلك وفي إطار كيف ندافع عن الإسلام، وجب على المسلمين ومَن هم في منصب يُخول لهم التعريف بالدين والتوعية به، كالمؤسسات الدينية والمواقع الرقمية، بث برامج واستعمال وسائل تواصل تتماشى مع عصرنا ومع الشباب مع تلك الفئة لتنوير ظلام جهلها.
الوعي بالحقوق
- يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح "المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف" فالمسلم أعزه الله بالإسلام ولا ينبغي بأي شكل أن يرضخ ويخضع للتهم والعنصرية والعداء بضعف وانكسار كيفما كانت الجهة الصادرة منها
- فالقانون الدولي ينص على قوانين تمنع بل وتردع العنصرية بكل أشكالها، وتنص الاتفاقية الدولية التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1965، على تعهد الدول على حظر التمييز العنصري والقضاء عليه وضمان حق الإنسان.
تبني المسؤولية
- وهنا نقصد المسؤولية الملقاة على عاتق كل مسلم قاطن في الدول التي تعادي الإسلام، حيث يجب أن يتحلى بمسؤولية عالية في تصرفاته وأخلاقياته، صحيح أن العداء بالأساس ليس مبنياً على أسس منطقية تخول لنا الرد عليها بالمنطق بل مبنياً على رغبة صريحة ومعادية لكل ما هو إسلامي.
- لكن ذلك لا يعني أن ينساق المسلم في تلك الظلامية من العداء وينصب نفسه في وضعية هجوم مع رد السيئة بالسيئة، عليك أن تدرك أن هذا هو السيناريو الأمثل الذي تسعى له تلك الفئات المعادية لتدعم طرحها الهش والمتآكل عن الإسلام.
كيف نرد على من يهاجم الدين الإسلامي؟
كثُرت الهجمات ضد الإسلام وتنوعت الاتهامات ضد المسلمين ما بين إرهابي ومتطرف ديني وعميل واللائحة تطول، فكيف نرد على من يتبنى هذا الهجوم؟
- يجب أن يحرص كل مسلم على الرد بما يتماشى مع ديننا الإسلامي، فالرد بما يتنافى وتعاليم الإسلام فيه ضر بالإسلام أكثر مما ينفع. وأساسا، دين الإسلام ليس في محل ضعف بل هو القوة والعدل والحق، لكن الرد يكون لمنع التطاول وتبيان الحق ودفع الباطل. قال تعالى "وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ".
- لاحظنا في مشاهد كثيرة في فرنسا، الدولة التي لا تخفي عدائها الصارخ ضد الإسلام، قيام بعض الأشخاص بالتهجم والنهب مبررين ذلك بحق الرد والدفاع عن أنفسهم وعن الإسلام، وهذا أمز خاطئ يعزز من النظرية الواهية التي تبذل تلك الدول جهودا لتقويتها ودعمها، ومثل تلك السلوكيات هي كالهدية بالنسبة لهم وضربة في صف الإسلام والمسلمين. قال تعالى "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ"
هل يجوز الدفاع عن الإسلام؟
بعد أن تطرقنا أعلاه إلى كيف ندافع عن الإسلام؟ قد يتبادر لذهن البعض مدى الصواب في الدخول في هذه الحرب الكلامية، والجواب هو:
- يجوز للمسلم أن يدافع عن دينه وعقيدته خاصة عندما تتعرض للتظليل والعداء، إنها واجب على كل مسلم، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، لكن قبل أن أدافع عن ديني يجب أن أكون خير مثال لديني وأكون مطلعًا على تعاليمه وأتسلح بالعلم والمعرفة الكافية لأدافع بحكمة وقوة (قوة الحجة) عن الدين وتعاليمه ولا أدع مجالًا للآخر للتشكيك أو بث تضليله.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_20759