آخر تحديث: 26/02/2023

كيفية أداء صلاة الخوف؟

كيفية أداء صلاة الخوف التي ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بحالات متعددة ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم هي ما سنتعرف عليه تفصيلياً في موقع مفاهيم مع توضيح تعريفها، والأصل في مشروعيتها من القرآن والسنة، وما إذا كانت بدعة أم لا، وغيرها الكثير من المعلومات الهامة حول أداء صلاة الخوف بشكل عام.
كيفية أداء صلاة الخوف؟

ما هو تعريف صلاة الخوف؟

هي صلاة يقوم جمع من المسلمين بأدائها في الحرب، وعادةً ما يقومون بتأديتها في أوقات خطر غير الحرب عند توقع حدوث أي مكروه لهم. كما يجب أن ينقسم هذا الجمع إلى مجموعتين، وأن تتكون كل مجموعة منهم من 3 أفراد على الأقل.

ويرجع الهدف من تقسيمهم لمجموعتين إلى تصدي المجموعة الأولى للعدو بينما تؤدي المجموعة الثانية فرض الصلاة خلف الإمام حتى يقوموا بالتسليم. ثم يتبادلون الأدوار مرة أخرى مع المجموعة الأولى فيحرسوا المكان، ويتصدوا للعدو بينما تؤدي المجموعة الأولى صلاتها خلف الإمام.

وبالنظر إلى تعريفها في الشرع فهي "صلاة سببها الرئيسي الخوف من حرب أو غيره، وتتكون من طائفين أقلهم 3 أشخاص". ومن هنا يمكننا الانتقال للتعريف عن أنواع الخوف، وهي:

  • النوع الأول هو الخوف الحاد الذي ينتج عنه عدم قدرة الفرد على الصلاة، وفي هذا النوع تكون كيفية أداء الصلاة متعلقة بحالة الخوف. على سبيل المثال:
    • يصلي الفرد واقفاً.
    • أو يصلي جالساً.
    • أو يصلي وهو يجري في اتجاه القبلة، أو في غير اتجاهها.
  • النوع الثاني وهو الخوف المحتمل الذي يستطيع فيه الفرد أداء الصلاة بشكل طبيعي وفقاً لأحكام الشريعة المفروضة.

حكمة مشروعية صلاة الخوف

قبل توضيح كيفية أداء صلاة الخوف يجدر بنا توضيح الأصل في مشروعية صلاة الخوف من القرآن الكريم والسنة النبوية والإجماع وأول ما نبدأ به هو الأصل في المشروعية من القرآن الكريم.

شرَّع الدين الإسلامي صلاة الخوف في كل حرب، وقتال مباح كقتال اليهود والكفار. كما يوجد دليل على مشروعيتها من القرآن الكريم في سورة النساء.

قوله تعالى "وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ودَّ الذين كفروا لو تغفلون عن اسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلةً واحدةً ولا جناح عليكم إن كان بكم أذىً من مطرٍ أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذاباً مهيناً".

الأصل في المشروعية من السنة النبوية

صح القول في السنة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أدى صلاة الخوف 24 مرة في 4 غزوات مختلفة، وهي:

  1. الغزوة التي حدثت بعد غزوة الخندق، والمعروفة بغزوة ذات الرقاع.
  2. غزوة بطن نخل وهي منطقة موجودة على أرض غطفان تحديداً في نجد.
  3. غزوة عُسفان وهي مدينة تبعد عن شمال غرب مكة المكرمة بمسافة تصل إلى 80 كيلو متر.
  4. غزوة ذي قرد المعروفة بغزوة الغابة التي حدثت في المدينة سنة 6 في ربيع الأول قبل صلح الحديبية.

وقد وردت الأحاديث النبوية حول صلاة الخوف، وأحد هذه الأحاديث هي ما ورد عن سهل بن أبي حثمة حين صلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف في صفين متتاليين وتأخر الصف الثاني عن الركعة الثانية فقام النبي ثم صلى بهم ما تخلفوا عنه.

كما ورد أيضاً عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بحذيفة وعلي بن أبي طالب وأبو موسى الأشعري صلاة الخوف، وقال "صلوا كما رأيتموني أصلي" فأجمع الصحابة سوياً على فعلها.

الأصل في المشروعية من الإجماع

اتفق جمهور العلماء وأجمعوا على أن حكم صلاة الخوف باقٍ بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك قال الحافظ "أن هذا هو المعتمد".

وقال ابن القيم حول كيفية أداء صلاة الخوف "أنها في الأصل 6 صفات"، واختلف الرواة في كونها أكثر من ذلك لكن كل ما ثبت عن كونها أكثر من ذلك هو من اختلاف الرواة، وليس من فعل النبي.

كما قال الخطابي فيما نقل عن شرح مسلم للنووي حول صلاة الخوف "أنها أنواع مختلفة، وأشكال متباينة قام النبي بتأديتها في أيام مختلفة".

كيفية أداء صلاة الخوف؟

تختلف كيفية أداء صلاة الخوف في صورها لكنها تتفق في معناها والغاية المرجوة منها وسننتقل بكم لتوضيح الحالات الأربعة لتأدية صلاة الخوف وهي

1- الحالة الأولى لصلاة الخوف

  • هي الصفة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم بشكل مستقل دون الحالات الأخرى، وهي "صلاة المجموعة الأولى من المسلمين خلف الإمام، وبالمثل تبقى المجموعة الأخرى لترقب العدو، وبعد التسليم ينصرفوا باتجاه العدو، وتأتي المجموعة الأخرى لأداء الصلاة فيصلي الإمام بهم مرة أخرى ثم يتموا الصلاة، ويسلموا".
  • الدليل عليها من السنة هو ما ثبت عن صالح بن خوات حول حرب يوم ذات الرقاع "أن طائفة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم صفت معه، وطائفة في وجاه العدو…"إلخ، متفق عليه.

2- الحالة الثانية لصلاة الخوف

هي إذا كان العدو يعيق صلاة المسلمين ويقف في الوسط بينهم وبين القِبلة في هذه الحالة تختلف طريقة أداء الفرض عن الطريقة الطبيعية للصلاة فتكون كالتالي:

  • يقف الجيش كاملاً خلف الإمام في صفين ثم يكبر الإمام ويكبروا جميعاً بعده لبداية الصلاة.
  • يركع الإمام بعد ذلك فيركع الجيش كاملاً خلفه.
  • ثم يرفع الإمام من الركوع، ويرفع الجيش خلفه أيضاً.
  • لكن في السجود يقوم الإمام بالسجود، ويسجد معه الصف الأول فقط ليبقى الصف الثاني في حراسة العدو، ثم يقوم الإمام بعد السجدتين، ويسجد جماعة الصف الثاني بعد ذلك السجدتين اللتين تخلفوا عنهما.

3- الحالة الثالثة لصلاة الخوف

  • هي عندما يُقَسِّم الإمام جيشه إلى طائفتين فتقف المجموعة الأولى خلفه في صف، ويصلي بهم الإمام الركعة الأولى ثم تتراجع هذه المجموعة أثناء الصلاة قبل التسليم. وتأتي بعدها المجموعة الثانية خلف الإمام مكان المجموعة الأولى لأداء الركعة الثانية مباشرةً ثم يقوم الإمام بالتسليم.
  • لكن هذا يعني أنه يجب على كل مجموعة منهم أن تقضي الركعة التي تخلفت عنها بالتناوب مع بعضها البعض على الحراسة أمام العدو.
  • كما يمكن في هذه الحالة أيضاً أن يصلي الإمام بكل مجموعة منهم على حدى صلاة منفردة. أي أنه يصلي بالمجموعة الأولى ثم يسلم، ويصلي بعد ذلك بالمجموعة الثانية ثم يسلم.

4- الحالة الرابعة لصلاة الخوف

  • هي إذا كان الخوف شديد جداً، ونتيجة لذلك لم يتمكن الإمام من أن يصفّ جيش المسلمين في مجموعتين خلفه.
  • في هذه الحالة يقوم كل فرد من أفراد الجيش بأداء صلاة فردية مع نفسه سواء كان جالساً، أو واقفاً، أو راكضاً مستقبلاً للقبلة، أو غير مستقبل.

الأسئلة الشائعة حول كيفية أداء صلاة الخوف

ما هي شروط أداء صلاة الخوف؟

  • يجب أن يخاف المسلمين المجاهدين هجوم العدو، أو حدوث أي مكروه محتمل حدوثه أثناء الصلاة.
  • يجب أن يحلّ قتال العدو، بعبارة أخرى يجب أن يكون العدو من الكفار لا من المسلمين أو ممن يحرم قتاله.
  • يجب أن يتم التأكد من حضور العدو في مكان القتال يقيناً، وليس شكاً.

ما هو حكم تأخير صلاة الخوف عن وقت الخوف؟

  • يجب على المسلم تأدية صلاة الخوف قدر المستطاع، ولا يجوز تأخيرها عن وقت الخوف، ولا يجوز أن يؤثر الخوف على عدد الركعات.

أكثر ما يستحب تنفيذه أثناء تأدية صلاة الخوف هو؟

  • أخذ السلاح باليد، وأخذ الحذر بالرؤية والوعي لقوله تعالى "وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم".

حكم صلاة الخوف في السفر والحضر؟

  • يجوز القصر في صلاة الخوف عند السفر، بينما يباح أداء صلاة الخوف في الحضر أيضاً لكن عند الحاجة إليها فقط بسبب نزول العدو في أحد البلدان القريبة منها.
هكذا نكون قد وصلنا إلى ختام هذا الموضوع بعد أن تعرفنا من خلال فقراته على كيفية أداء صلاة الخوف، وتعريفها في الشريعة، والأصل في مشروعيتها من الكتاب والسنة، إلى جانب الإجابة على أبرز الأحكام الشرعية حول كيفية أداء صلاة الخوف. ونحن مستعدون تماماً لاستقبال أي أسئلة تدور في أذهانكم من ناحية أخرى في التعليقات للإجابة عنها.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع

  • وهبه الزحيلي ، كيفية أداء صلاة الخوف أو صفتها ، كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي ، 
    https://shamela.ws/book/384/1417
  • ، ظن الخوف المرخص في صلاة الخوف ، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية ، 
    https://shamela.ws/book/11430/18401
  • مرعي الشهري ، صلاة الخوف ، كتاب أحكام المجاهد بالنفس في سبيل الله عز وجل في الفقه الإسلامي ، 
    https://shamela.ws/book/1933/122