كيفية التخلص من العادات السيئة في الحياة؟

تقف العادات السلبية عائقا أمام تقدمك وتغيير حياتك نحو الأفضل، فإذا أردت بناء نظام يومي يساعدك على النجاح، عليك أولا التخلص من العادات السيئة التي تمارسها، والتي قد تؤثر على حياتك الصحية والنفسية وحتى الإجتماعية. لكن لماذا يصعب التخلص من هذه العادات ؟ ذلك لأن العادات تتطلب التكرار والممارسة المستمرة، والأمر نفسه ينطبق على كسرها، فالأمر لا يتعلق بقرار تقوم به على الفور وتتخلص من عادتك السيئة في الحين. الأمر يتعلق بشخصيتك ومدى إرادتك على التخلص من ذلك السلوك السلبي، لذلك يقدم لكم مفاهيم لائحة لاستراتيجيات ناجعة ستساعدك على التخلص من تلك العادات.

ما هي أسباب العادات السيئة ؟

قبل الشروع في الحديث عن كيفية التخلص من العادات السيئة، لنتحدث أولا عن أبرز الأسباب التي تقود الفرد لممارسة عادة سيئة ما. فالتعرف على الأسباب أمر بالغ الأهمية في مسار التخلص منها، هنا دعني أخبرك أن هذه الأخيرة تنجم في الغالب عن:

التوتر والملل، إذ أن معظم السلوكيات السلبية ليست إلا وسيلة للتعامل مع التوتر والقلق، بدءا من قضم الأظافر إلى إدمان التسوق أو التدخين وإضاعة الوقت على الانترنت وغيرها، كل هذه العادات ماهي إلا استجابة بسيطة للتوتر والفراغ وضغوطات الحياة، لكن الأمر لا يجب أن يكون على هذا النحو.
في الواقع، قد يكون السبب وراء عادة سيئة نابعا من مشاكل أعمق، لكنها بالطبع لا تحل مشاكلك بل تضيف الى حياتك المزيد منها، فبدل التعامل بشكل واقعي وإيجابي مع موقف معين، تستجيب لسلوك سيئ فقط للتهرب منه، وكأن تلك العادة تقدم لك نوعا من الفائدة اللحظية، بالرغم من كونها تدمر نواحي أخرى من حياتك.
بمعنى ٱخر تلبي العادات السيئة احتياجات معينة في حياتك، ولهذا السبب، من الأفضل استبدال عاداتك السيئة بسلوك أفضل وإيجابي يلبي نفس الحاجة. فإذا كنت تتوقع أنك ستتخلص من العادات السيئة بسهولة دون استبدالها، ستصبح لديك احتياجات معينة لن يتم تلبيتها وسيكون من الصعب التخلي عنها لفترة طويلة جدا. وهذا يفسر لماذا المدخن يعود للتدخين بعد مدة من الإقلاع عنه، ذلك أنه لم يستبدل التدخين بعادة إيجابية كممارسة الرياضة على سبيل المثال.

برنامج للتخلص من العادات السيئة

نوضح لكم أدناه أبرز المفاتيح التي ستضع حدا لأي عادة سلبية أنت متشبث بها وتعويضها بأخرى جيدة، وتشمل هذه المفاتيح مايلي:

1. كن صادقا مع نفسك

للتغلب على عاداتك السلبية، من الضروري والبديهي أن تكون صادقا مع نفسك، عليك أولا الإعتراف بأن لديك عادة سلبية عليك التخلص منها، فلا يمكنك حل مشكلة دون الإقرار بوجودها.
وهذا يساعدك على وضع خطة لما يمكنك فعله لكسر تلك العادة، علاوة على ذلك فإن الصدق مع نفسك ومع الآخرين عموما، هو سبيلك نحو تحقيق الأهداف التي تنوي بلوغها.

2. حدد العادات التي تريد تغييرها

بعد الإعتراف بوجود عادة سيئة، يجب عليك تحديد السلوكيات السلبية التي تنوي التخلص منها، وفهم الاستراتيجية التي تلزم لتغييرها بشكل دائم، في هذا الصدد يؤكد الأخصائي الإجتماعي 'روبرت طيبي' أنه لكسر عادة سيئة.
أنت بحاجة إلى التفكير في سلوكيات محددة وقابلة للتنفيذ، بمعنى آخر إبدأ بإجراء تغييرات صغيرة بدلا من تغييرات كبيرة. هذا سيساعدك على العمل بشكل سريع وفعال، فالتغيير الكبير يبدأ من تغيير سلوكيات بسيطة تمهد لك الطريق نحو كسر العادات السيئة تدريجيا.
على سبيل المثال، اذا كنت تريد تجنب السكر تماما، عليك في بادئ الأمر أن تخفض نسبة السكر تدريجيا حتى تتخلص منه نهائيا في ما بعد.

3. ابحث عن سبب العادة السيئة

معرفة سبب قيامك بعادة سيئة يشكل نصف الحل، مثلا إذا كنت مدمنا على المأكولات السريعة، فمن الواضح أنك تأكل الكثير منها خلال اليوم، وإذا أمعنت النظر في السبب وراء ذلك ستجد أنك تفعل ذلك لأنك مشغول جدا (أو كسول أيضا).
كل ما عليك القيام به هو إدارة وتنظيم وقتك، لتجد حيزا تعد فيه أكلا صحيا. إن اكتشاف سبب العادات السيئة، يمكنك من معالجة المشكل من جذره و والتمكن من استبداله بعادة جيدة.

4. تحديد الأهداف وإنشاء خطة لاستبدال العادة السيئة بعادة جيدة

بعد الخطوة السابقة، انت بحاجة إلى وضع استراتيجية للتخلص من العادة السلبية، وتحديد الطرق التي ستساعدك على تنفيذ تلك الاستراتيجية، لذلك قم بوضع أهداف قابلة للتنفيذ على المدى القصير والبعيد، وتحلى بالانظباط والالتزام لتحقيق مرادك.
سيساعدك كتابة هذه الأهداف على الإلتزام بتنفيذها، لا سيما إذا وضعتها في مكان يمكنك رؤيتها فيه يوميا.

5. ادفع غرامة مقابل كل عادة سيئة

قد يساعدك دفع مبلغ مالي مقابل قيامك بعادة سيئة تريد كسرها، على تجنب تلك العادة مع الوقت، فعلى سبيل المثال دفع مبلغ مالي ولو كان بسيطا مقابل تدخين سيجارة سيساعدك على تغيير تفكيرك حول التدخين.
باعتبارها عقابا لإتخاذك عادة مضرة، بصحتك وبجيبك أيضا. ولك أن تتخيل ما تكلفك المبالغ التي تنفقها على التدخين، وما يمكنك القيام بتلك الأموال فيما هو صالح لك.

6. ابحث عن مسببات التوتر لديك

عموما، يغذي التوتر والفراغ العادات السيئة، فإذا عرفت كيف تتعامل مع التوتر سيساعدك ذلك على تغيير السلوك السلبي أو استبداله بآخر إيجابي.
على سبيل المثال، إذا كنت منن يجعلهم التوتر يفرطون في تناول الوجبات السريعة، أو مأكولات غير صحية، عليك ممارسة سلوك جديد صحي كلما أحسست بالتوتر كممارسة الرياضة أو التأمل.

7. غير محيطك

يلعب تغيير البيئة دورا هاما في التخلص منها في المراحل الأولى، إذ لا يمكنك تغيير عادة بشكل قاطع من خلال البقاء في نفس البيئة، في الواقع تشكل العادات ثلاثة مراحل : أول مرحلة هي الإشارة التي يتلقاها عقلك لاتباع سلوك معين.
ثم يتبع ذلك الأداء الفعلي لذلك السلوك، ومن ثم الفائدة التي تتلقاها من فعله، فإذا كنت مثلا تنوي الإقلاع عن التدخين فمن الأفضل تجنب الأماكن التي كنت تقوم بشراء السجائر فيها، اذ أن هذا يعيق بشكل كبير من تخلصك من تلك العادة السيئة.

8. ممارسة التأمل

حسب علماء الأعصاب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، تتشكل العادات على مستوى قشرة الفص الجبهي في الدماغ، هذه المنطقة الصغيرة هي المسؤولة عن السلوك الذي يتم اتباعه في نقطة زمنية معينة، وقد يكون لهذا السلوك جذورا أعمق في الدماغ، لكن هذا الأخير لديه القدرة على كسر ذلك السلوك.
يساعد التأمل على رؤية تأثير اتباع العادات السيئة والوعي التام بضرورة التخلص منها، زد إلى ذلك أن التأمل يساعد على تنشيط قشرة الفص الجبهي المسؤولة عن التخطيط والتركيز واتخاذ القرارات، كما يساعد على تقليص اللوزة الدماغية المسؤولة عن المشاعر السلبية.

9. امنح نفسك الوقت الكافي

القيام بعادة ما سواء كانت جيدة او سيئة يتطلب الممارسة والتكرار، وكذلك الأمر بالنسبة للتخلص من العادات السيئة، لذلك لا تتوقع أن تكون مدة التخلص من العادات السيئة بين ليلة وضحاها، عليك أن تدرك أن الأمر سيأخذ بعض الوقت.
فعقلك يحتاج إلى مزيد من الزمن لتطوير سلوكيات جديدة وإيجابية. لذلك اعمل على وضع أهداف صغيرة وقصيرة المدى، لتحفزك على القيام بما هو أكبر وأهم.

10. لا تستسلم

التخلص من العادات السلبية خطوة صعبة وشاقة، سيكون هناك لحظات من الضعف وقد تتعثر في بلوغ هدفك، لكن الصبر وعدم الاستسلام هي أهم طريقة لكسر السلوك السلبي واستبداله بآخر إيجابي، لذلك استمر نحو تحقيق هدفك وان فشلت فلا تتردد من البدء من جديد حتى تخلق لنفسك حياة أفضل.

في الأخير، لا تنس أن تحقيق أي شيء مهم في الحياة، يجب أن يرافقه التزام حقيقي وجاد بتحقيق أهدافك، إذ أن استبدال عاداتك السيئة بعادات إيجابية، سيساعدك على تحسين سلامك الداخلي وتقليل التوتر وبالتالي عيش حياة أكثر صحة وأكثر انتاجية.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

https://mafahem.com/sl_17632

تم النسخ

لم يتم النسخ