ما قصة ليلة الإسراء والمعراج؟ وما حكم الاحتفال بهذه الليلة؟!
جدول المحتويات
ما قصة ليلة الإسراء والمعراج؟
عندما ضاقت مكة وضواحيها على الرسول صلى الله عليه وسلم دعاه الله سبحانه وتعالى إلى رحلة عظيمة إلى السماوات العلا بصحبة جبريل عليه السلام، حتى يظهر مكانته، ومرت هذه الرحلة بثلاث مراحل:
- المرحلة الأولى هي الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.
- المرحلة الثانية هي مرحلة المعراج إلى السماء.
- المرحلة الثالثة هي القرب من سدرة المنتهى حيث لا زمان ولا مكان.
بداية القصة:
- بعدما عاش النبي صلى الله وعليه وسلم 10 سنوات في مكة يدعو الناس إلى توحيد الله، وعبادته وحده وترك الشرك بالله، أسرى الله به إلى السماء، وجاوز السبع طباع، ورفعه الله إلى السماوات السبع.
- أوحى الله على نبينا عليه الصلاة والسلام ما أوحى، وفيها فرض الله على المسلمين الصلوات الخمس: الفجر، والضهر، والعصر، والمغرب، والعشاء.
- فرض الله الصلاة على المسلمين خمسين صلاة، فسأل رسولنا الكريم أن يخفف على المسلمين حتى أصبحت خمس صلوات في اليوم.
- بعدها نادى الله منادٍ: "إني قد أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي"؟، بعدها نزل بها رسولنا الكريم، وأنزل الله على نبينا في هذه الليلة قوله تعالى:
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ) [الإسراء:1]
- في هذه الآية أكد الله سبحانه وتعالى أنه أسرى بنبينا من مكة على البراق (وهي الناقة التي ركبها رسولنا الكريم) فركبها نبينا محمد ومعه سيدنا جبريل ووصل بها إلى بيت المقدس.
- بعدها صلى النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء هناك، ثم عرج إلى السماء، واستأذن له جبرائيل -وهو ملك من الملائكة- عند كل سماء صعد إليها النبي صلى الله عليه وسلم.
- عندما صعد النبي إلى السماء الأولى رأي فيها سيدنا آدم عليه السلام فرحب به وقال: "مرحبًا بالنبي الصالح، والابن الصالح"، وعندما صعد النبي إلى السماء الثانية وجد فيها سيدنا عيسى، وسيدنا نوح عليهما السلام.
- فرحّبا بالنبي صلى الله عليه وسلم، وقالا له: "مرحبًا بالنبي الصالح، والأخ الصالح".
- ثم صعد نبينا إلى السماء الثالثة فوجد فيها سيدنا يوس عليه السلام، فرحب به وقال: "مرحبًا بالنبي الصالح، والأخ الصالح."
- ثم صعد النبي إلى السماء الرابعة فقابل فيها سيدنا إدريس عليه السلام، فرحب به سينا جبريل وقال له: "مرحبًا بالنبي الصالح، والأخ الصالح."
- أما في السماء الخامسة، صعد النبي عليه الصلاة والسلام فقابل فيها النبي هارون عليه السلام فرحب به وقال: "مرحبًا بالنبي الصالح، والأخ الصالح".
- وفي السماء السادسة وجد سيدنا موسى عليه السلام وقال له بعد أن رحب به "مرحبًا بالنبي الصالح، والأخ الصالح".
- وصعد النبي إلى السماء الأخيرة وهي السماء السابعة فقابل أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فرحب به سيدنا إبراهيم وقال له: "مرحبًا بالنبي الصالح، والابن الصالح" مثلما قال نبينا آدم.
- ومن المعروف أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من ذرية إبراهيم لذا رحب به سيدنا إبراهيم قائلًا "الابن الصالح".
- بعدها رفع الله نبينا محمد قلى الله عليه وسلم إلى مستوى رفيع، أعلى من السماء السابعة، حيث سمع فيها نبينا الكريم صوت صريف الأقلام، وهي الأقلام التي يكتب بها القضاء والقدر.
- كلم الله سيدنا محمد وفرض عليه الصلوات خمسين صلاة، فسأل نبينا الكريم أن يخفف الله عن عباده الصلوات، حتى وصلت لخمس صلوات، وهي خمس صلوات في العبادة خمسين في الأجر، وهو فضل من الله وإحسان.
فضل ليلة الإسراء والمعراج
الإسراء والمعراج هي أعظم الإعجازات الحسية التي حدثت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي الليلة التي أسريت فيها روحه وجسده من مكة إلى القدس وسافر مع حيوان اسمه البراق.
- سافر النبي بصحبة جبريل وصلى هناك كإمام للأنبياء، ثم صعد إلى السماء واستمر في الصعود هناك حتى وصل إلى السماء السابعة، وهناك رُفع إلى سدرة المنتهى، ثم إلى البيت المقدس.
- بعد موت عم النبي أبو طالب، وزوجة النبي السيدة خديجة ضاقت به الأرض، حيث لم يجد من يصدقه، وزادت عليه الصعوبات بتكذيب المشركين له، ولذلك سمى هذا العام بعام الحزن.
- قرر النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعوا الناس إلى الإسلام وحده، فذهب إلى الطائف ودعى الناس توحيد الله، وبلغ الناس الرسالة، ولكن هم طردوه، وسلطوا الصبيان لكي يرمونه بالحجارة.
- تأذى النبي صلى الله عليه وسلم كثيرًا، ودعى الله شاكيًا:
"اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، أرحم الراحمين، أنت أرحم الراحمين، إلى من تكلني، إلى عدو يتجهمني، أو إلى قريب ملكته أمري، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تنزل بي غضبك، أو تحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك."
- فأرسل الله جبريل ومعه ملك الجبال، وقال سيدنا جبريل للنبي: "لو شئت نطبق عليهم الجبال" ولكن نبينا الرحيم رفض ذلك، وقال: "لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحد الله."
لذا كرم الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بحادثة الإسراء والمعراج، ومن أهم فضائل هذه الليلة:
- إثبات أن النبي محمد هو خاتم الأنبياء، لكي يصدق الناس هذه النبوة.
- جعل المسجد الأقصى مكانًا مقدساً ورفع مكانته.
- إثبات أن النبي محمد هو خاتم الأنبياء بعد الصلاة إماماً على الأنبياء.
- ثبات أبي بكر وثقته في صديقه والإيمان به عندما كذب أهل مكة قصة الإسراء والمعراج.
- بالرغم من المكانة العالية التي حققها بوصوله إلى سدرة المنتهى، إلا أنها دليل على تواضع النبي محمد كان فقط متواضعًا وعبدًا لله تعالى.
ما حكم الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج؟
على الرغم من أن هناك الكثير من الأقاويل التي تقول أن هذه الليلة تكون في شهر رجب، إلا أنه لم يثبت عن النبي أو أي من الأحاديث الصحيحة أنها في رجب.
ولم يجز لأي للمسلمين أن يخصوها بالعبادة، أو أن يحتفلوا فيها؛ لأن النبي وأصحابه لم يحتفلوا بها، ولو كان الاحتفال بها أمرًا مشروعًا لجازه النبي، أو تحدث عنه، ولكن لم يرد أي حديث عن ذلك.
لا يخشى على المسلمون الوقوع في البدع، ومن المعروف أن كل بدعة ضلالة، لذا يكفي معرفة قصة هذه الليلة، والتدبر في آيات الله فقط.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_9769