ما هي ليلة موت الإيجو؟ وما هو تعريف الإيجو؟
جدول المحتويات
تعريف الإيجو (الأنا السفلى)
قبل التعرف على ما هي ليلة موت الإيجو يجب أولا معرفة ما هو الإيجو، والذي يسبب معاناة كبيرة للشخص في حال عدم الانتباه له ومراقبته.
الإيجو بشكل بسيط هو الأنا المزيفة للشخص أو التي يعتمد عليها في تعريف نفسه سواء أمام ذاته أو الآخرين.
فعلى سبيل المثال شخص يُعرف نفسه على أنه حائز على شهادات علمية من أكبر الجامعات العالمية.
وبالتالي لا يحق لأي أحد أن يناقشه أو يجادله، أو أنه على صواب دائما.
هناك شخص آخر يكون الإيجو لديه هو عبارة عن نسبه لعائلة ما أو جنسيته أو أنه ينتمي لدولة ما، أو المستوى الاجتماعي والاقتصادي الذي يعيش به.
كما أن هناك بعض السيدات يهتمن بالمظهر الخارجي أو بإبراز جمالهن أكثر من اللازم من أجل الاعتماد عليه في تعريف أنفسهن، وجذب أكبر عدد ممكن من الأنظار أو اهتمام الآخرين.
بالإضافة إلى أن الإيجو لا يشترط أن يكون لدى الشخص مستوى عالي جدا من التعليم أو الوضع الاجتماعي أو الاقتصادي أو المظهر الخارجي.
بل من الممكن أن يكون الشخص يرى ذاته قليل جدا أو يشعر بالدونية والعار بسبب حالته الاقتصادية والاجتماعية المتوسطة أو الضعيفة.
أو يشعر بالدونية بسبب مظهره الخارجي البسيط أو عدم امتلاك جمال ملفت.
فمظاهر الإيجو مختلفة وكثيرة جدا، ولكنها في النهاية يقوم الشخص من خلالها بتعريف ذاته.
وفي حال فقد الشخص هذا الإيجو أو مظاهره يشعر بالدونية أو الانهيار، وفي بعض الحالات يصل الأمر إلى الانتحار أو الإصابة بالأمراض النفسية والجسدية الخطيرة.
ما هي ليلة موت الإيجو
كما قد أشرنا في الفقرة السابقة إلى تعريف الإيجو ومظاهره، فكل شخص على وجه الكره الأرضية لديه مظهر الإيجو الخاص به سواء كان واعيا به أم لا.
ولكن الكثيرين يجهلون أمر غاية في الأهمية، وهو الأمر الذي أدى إلى تضخيم الأنا المزيفة أو الإيجو عند البشر.
وهذا الأمر هو نسيان البشر لحقيقتهم الأصلية أو الأنا الحقيقية لهم، ألا وهي أن أصل البشر هي الروح، والتي تكون نفخة من روح الله عز وجل.
وأن الجسد أو الحياة الدنيا ما هي إلا تعبير عن هذه الروح في الكرة الأرضية، وليست مرتبطة بها.
ولذلك الكثير من البشر الذين لا يدركون هذه الحقيقة يعيشون في الأرض فقط وفقا للبرمجيات أو العادات والتقاليد التي تربوا عليها.
والتي تجعلهم ينتهجون سياسة القطيع، ويسعون ويركضون وراء المادة من أجل تعبئة فراغ ما بالداخل، أو ليعرفوا أنفسهم بهذه المادة.
وذلك من أجل الحصول على اهتمام وإعجاب أو احترام الآخرين، وفي حال أدرك الشخص حقيقته الأصلية لن يقوم بمثل هذه الأمور.
بل سيشعر بالاكتفاء الذاتي دون الحصول على هذه الكماليات أو المادة، ولا يربط قيمته بها.
بل على العكس تماما حيث يحدث أن المادة أو الأمور المادية التي يسعى لها البشر هي التي ستركض وراء الشخص الذي عرف حقيقته، وروض الإيجو لديه.
حيث سيكون هذا الشخص غير متعلقا أو في حاجة شديدة لمثل هذه الأمور.
ولذلك ليلة موت الإيجو هي الليلة التي تموت فيها الأنا السفلى أو المزيفة للشخص.
ويكون ذلك بسبب تعرضه لهزة أو صدمة قوية تجعله يشعر بالعجز والخوف والدونية.
وذلك بسبب أنه اكتشف أن ما يُعرف به ذاته للآخرين أو في الدنيا بشكل عام قد انهار أو أصبح لا يُجدي نفعا مثلما كان في السابق.
ولذلك يمر البعض بهذه الليلة دون قصد منهم أو وعي منهم بذلك، ويمر بها الآخرون بوعي أو بقصد منهم.
وذلك من خلال التأمل في مغزى الحياة والنظر إلى الحياة بمنظور آخر، ويبدأ الشخص هنا يسأل نفسه مجموعة من الأسئلة الوجودية.
مثل هل الحياة فقط تعليم وزواج وإنجاب أطفال والحصول على المال والسفر أم أن الغرض منها أعمق من ذلك بكثير.
وغالبا ما يمر بالليلة المظلمة للنفس بوعي ممن منهم هم كبار السن الذين مروا بتجارب عدة.
أو افترق عنهم أبنائهم بسبب مشاغل الحياة أو وصلوا لسن التقاعد أو المعاش.
والتي منها عرفوا أن الحياة لا تساوي كل هذا السعي والمجهود النفسي والذهني الذي بذلوه في الماضي.
كما أن الليلة المظلمة للنفس ليس معناها ليلة واحدة بل هي فترة معينة من عمر الإنسان أو الشخص الذي يحدث له هذا الأمر.
حيث يبدأ فيها بمواجهة ذاته ومخاوفه، ويرى أنه ليس كل ما عرف نفسه به أو ليس هو الإيجو، وأن حقيقته أكبر من ذلك بكثير.
وبالطبع الأمر ليس بهذه السهولة حيث يدخل الشخص في حالة من العزلة عن الآخرين، وتصيبه نوبات من الهلع والبكاء الهستيري.
ويشعر أنه فقد جزء كبير من هويته ألا وهو الإيجو الذي مات بداخله، والذي شكل جزءا كبيرا من هويته لسنوات عديدة.
وبعد انتهاء هذه المرحلة من مراحل الليلة المظلمة للنفس يدخل الشخص في حالة من الاكتئاب والحزن الشديد والانفصال عن الواقع وعن الآخرين.
وذلك بسبب حزنه على موت شيء به أو موت هويته القديمة التي كانت تعتمد على الإيجو بشكل كبير.
حيث تمثل هذه المرحلة مرحلة الحداد على موت الإيجو، ومن ثم يدخل الشخص في مرحلة أخرى ألا وهي التعرف أو الوعي بحقيقته الحقيقة.
ويبدأ في التعرف على ذاته الحقيقية شيئا فشيئا، ويدرك أنه ليس هذا الجسد ولا المشاعر ولا الأفكار وإنما هو الروح أو الوعي الأكبر من كل هذه الأمور.
وأن الجسد والمشاعر والأفكار ما هي إلا وسيلة أو أدوات تجعله يعيش تجربته الأرضية بأفضل الاحتمالات أو بأفضل حال.
ويبدأ الشخص في تطهير عقله الباطن من الصدمات والمشاعر السلبية التي كونت لديه الإيجو من قبل.
حتى يبدأ في الترقي روحيا أكثر فأكثر، ويحب ويقدر ذاته أكثر فأكثر، ثم يبدأ بالخروج من عزلته، ومواجهة الحيلة ولكن بشكل مختلف وبمنظور أعمق.
ويبدأ في البحث عن شغفه ورسالته في الحياة، ويسعى وراء تحقيق هذا الشغف أو هذه الرسالة.
وهذا الشخص تبدأ الوفرة والثراء في الدخول إلى عالمه أكثر فأكثر، وبشكل سلس وسهل للغاية وسريع، لأن قوة جذبه للأشياء الجيدة في الحياة تكون سريعة وسهلة.
سواء كانت هذه الوفرة في العلاقات أو المال أو الأولاد أو أي أمر آخر.
بالإضافة إلى أن تعلقه بمثل هذه الأمور يكاد يكون معدوم، ولا يعرف ذاته بها كما كان يفعل في الماضي.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_12583