كتابة :
آخر تحديث: 02/06/2022

ما الفرق بين التكيف والتوافق النفسي؟ وما أهم أنواعهم؟

الكثير من البشر لا يعرفون ما هو الفرق بين التكيف والتوافق النفسي، ويعتقدون أن الاثنين واحد، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ، فكلاهما مختلفان تماما من حيث التعريف، وأنواعهما أو المهارات الخاصة بهما. لذا سنتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن ما الفرق بين التكيف والتوافق النفسي.
ما الفرق بين التكيف والتوافق النفسي؟ وما أهم أنواعهم؟

ما الفرق بين التكيف والتوافق النفسي

يوجد فرق كبير بين كل من التوافق النفسي والتكيف النفسي من حيث تعريف كل منهما، ويشمل الآتي:

أولا: تعريف التوافق النفسي

  • يقول علماء علم النفس أن التوافق النفسي هو عملية تحدث للشخص على الصعيد الداخلي له، والتي يصبح فيها الشخص أكثر اتزانا من الناحية النفسية.
  • حيث يصبح الشخص الذي يحدث له توازن نفسي أكثر تقبلا لنفسه وللآخرين مهما كان وضعه أو وضعهم.
  • فمن خلال التوافق النفسي يتحرر الشخص من كل الطاقات السلبية التي تُنشأ بداخله حالة من الصراع الداخلي.
  • ففي حالة التوافق النفسي التي تحدث للإنسان يمكن للشخص أن يعيش بشكل أكثر إيجابية مع الظروف التي يتعرض لها مهما كانت صعوبتها.
  • بالإضافة إلى أن الشخص الذي يعيش توافق نفسي يستطيع التعامل بشكل إيجابي مع كافة الشخصيات المحيطة به لوجود طاقة عالية بداخله من القبول للذات، ومن ثم للآخرين.

ثانيا التكيف النفسي

  • عملية التكيف النفسي هي العملية التي يقوم فيها الشخص سواء بشكل واعي أو غير واعي من الشخص بالتكيف مع مجريات الأمور من حوله حتى يظل هذا الشخص على قيد الحياة.
  • فعملية التكيف النفسي هي في الغالب تتم على المستوى الجسدي أو البيولوجي للإنسان.
  • حيث يقوم الجسم أو الجهاز العصبي للإنسان بعمل حيلة دفاعية معينة تحمي الشخص من خطر التعرض للأم النفسي أو العاطفي نتيجة تعرض هذا الشخص لصدمة ما أو موقف صعب.
  • والحيلة الدفاعية التي يقوم بها الجسم هي من أجل التكيف النفسي مع الألم النفسي الذي يشعر به الشخص من خلال إخفاء هذا الألم في اللاشعور حتى يكون الشخص مستعدا للتعامل معه فيما بعد.
  • كذلك من الممكن أن يقوم الشخص بعمل هذه الحيل الدفاعية بشكل واعي منه ليتشتت عن الألم النفسي الذي يشعر به.
  • كما يقوم الشخص بعمل هذه الحيل الدفاعية بوعي منه من أجل ألا يندمج بشكل كبير مع الأزمة التي يمر بها، ومن ثم يجد حلول أسرع لها أو يخرج منها بأسرع وقت ممكن، وبأقل الخسائر.

أنواع التوافق النفسي

بعد أن تعرفنا على الفرق بين التكيف والتوافق النفسي من حيث تعريف كل واحد منهما، يمكن الآن التعرف على ما هي أنواع التوافق النفسي، والتي تشمل الآتي:

أولا: التوافق الوظيفي أو المهني

  • هذا النوع من التوافق النفسي يقوم فيه الإنسان باختيار الوظيفة أو المهنة المناسبة له، والتي يشعر فيها الشخص بالشغف والرغبة في الإبداع والابتكار.
  • كذلك من خلال هذا النوع من التوافق النفسي يبدأ الشخص في تهيئة نفسه من الناحية النفسية والذهنية والبدنية للعمل في المهنة التي تمثله أو يرغب في العمل بها.

ثانيا: التوافق النفسي الاجتماعي

  • يذهب ذهن البعض عندما يقرأ كلمة التوافق النفسي الاجتماعي إلى أن الشخص الذي يكون لديه هذا النوع من التوافق النفسي هو شخص لديه علاقات عديدة وكثيرة مع معظم المحيطين به، ولكن هذا الاعتقاد غير صحيح.
  • فالتوافق النفسي الاجتماعي هو الذي يقوم الشخص من خلاله باختيار العلاقات المناسبة له سواء علاقات الصداقة أو الزواج.
  • كما أن علاقات الشخص الذي تكون لديه مهارة التوافق الاجتماعي تناسب هذا الشخص وفقا لعدة معايير خاصة بها، والتي منها الأخلاق والقيم.
  • والذي يميز علاقات هذا الشخص هو أنه يوجد بها نوع من أنواع المرونة بحيث لا يشعر الشخص فيها بالاضطهاد أو الكبت لمجرد أنه مختلف عن المتواجدين معه في هذه العلاقات.
  • كذلك لا يكون الشخص الذي لديه توافق اجتماعي قاسيا في ردود أفعاله وآرائه تجاه أي أمر خاص بهذه العلاقات أو بفرض رأيه فيها لمجرد أنه يرى أنه صاحب الرأي السديد أو الصحيح.

أنواع التكيف النفسي

توجد أكثر من مهارة أو نوع من أنواع التكيف النفسي التي يمارسها الإنسان لفترة زمنية معينة بدون وعي منه أو بوعي ليتخطى مرحلة صعبة في حياته، فمن خلال التكيف النفسي يبقى الشخص خلال فترة ما بعد الصدمة باقيا على قيد الحياة، ومن أهم أنواعه:

أولا: التشتت الذهني أو العقلي

  • من الممكن أن يقوم الشخص بعمل تشتت لذاته في الفترة التي تلي الصدمة أو الموقف الصعب الذي تعرض له أو أثناء وجود مشكلة ما لديه.
  • هذا التشتت الذي يقوم به الشخص يجعل الشخص في حالة إيجابية عالية من المشاعر والأفكار.
  • وهذه الحالة الإيجابية العالية تجعل الشخص الذي يمر بأزمة يفكر بشكل أفضل وإيجابي تجاه الأمر الذي يواجهه.
  • ومن ثم يكون هذا الشخص قادرا على وضع حلول مناسبة لمشكلته أو إيجاد طريقة ما للخروج من الأزمة.
  • ومن الطرق التي يتبعها الشخص لعمل تشتت ذهني وعقلي ليبعد ذهنيا ومشاعريا عن طاقة الأزمة التي يمر بها هي ممارسة الرياضة خاصة العنيف منها.
  • كذلك من الممكن أن ينغمس الشخص في أي نشاط اجتماعي معين مثل رعاية كبار السن في دور العناية بهم أو التطوع في عمل خيري مثل توزيع الطعام على الفقراء والمساكين.
  • ومن الممكن أيضا أن يقول العقل اللاواعي للشخص بعمل هذه المهارة من التكيف النفسي بشكل تلقائي أو بدون وعي من الشخص.
  • وذلك لحماية الشخص من الانهيار أو التحكم نفسيا بعد مواجهة هذا الشخص لمشكلة ما أو أزمة صعبة.
  • لكن يجب الانتباه لأمر غاية في الأهمية هو أنه في حال شعر الشخص أنه يشعر بالتشتت والضياع دون تدخل منه لفترة زمنية طويلة يجب عليه التوجه إلى الطبيب النفسي لأن ذلك ينذر بوجود مشكلة خطيرة عند الشخص أو مشكلة سيعاني منها في المستقبل على الصعيد النفسي والعقلي.

ثانيا: تبلد المشاعر

  • هذا النوع من أنواع التكيف النفسي يجعل الشخص لا يشعر بأي مشاعر سواء كانت إيجابية أو سلبية.
  • وهذه المهارة أو آلية الدفاع يقوم بها الجسم بدون إرادة من الشخص نتيجة تعرض هذا الشخص لتوتر شديد للغاية جعله غير قادر على تحمل الألم النفسي الذي يشعر به.
  • ويستمر الشخص يشعر أنه متبلد مشاعريا لفترة معينة من الزمن حتى يكون مستعدا على مواجهة فيضان المشاعر المكبوت وراء هذه الآلية الدفاعية.
  • وفي حال استمر الشخص يشعر بتبلد المشاعر لمدة زادت عن شهر فمن الأفضل أن يراجع الشخص طبيبا نفسيا لأن هذا الأمر له أضرار جسيمة على صحة الإنسان النفسية والعقلية.
كانت هذه بعض المعلومات التي توضح ما الفرق بين التكيف والتوافق النفسي من حيث تعريف كل واحد منهم، ومن حيث أنواع أو المهارات الخاصة بهما، والتي توضح أن هناك فرق شاسع بين المفهومين، وأنهما لا يشبهان بعض كما يعتقد الكثيرون.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ