كتابة :
آخر تحديث: 28/07/2024

ما معنى التكيف الذاتي في علم النفس؟

التكيف النفسي أصله لا يعود لعلم النفس، ولكن يعود لعلم الأحياء حيث أن منشؤه كان في هذا العلم الذي يهتم بالكائنات الحية، وأول من استخدمه هو العالم دارون، ولكن تم نقله لعلم النفس للدلالة على معاني معينة في علم النفس تقترب من الحالة التي هي عليها في علم الأحياء، حيث أنه في علم الأحياء يعني محاولة الكائنات الحية الحفاظ على حياتهم رغم التغيرات المناخية والبيئية، حيث تحدث بعض التغيرات في السلوكيات الخاصة بأسلوب الحياة وأسلوب تلبية المتطلبات الأساسية، وفي هذا المقال في موقع مفاهيم نتعرف على التكيف، تابعونا.
ما معنى التكيف الذاتي في علم النفس؟

ما معنى التكيف في علم النفس؟

والتكيف في علم النفس جاء بمحاولة كما ذكرنا فهم كيفية تحقيق التكيف نفسيا للكائنات التي نجحت في تحقيق التكيف بيولوجياً، فحاول علماء النفس نقل الأساليب والطرق التي حافظت بها تلك الكائنات على حياتها إلى علم النفس، ومنها نذكر ما يلي:

  • ويؤكد علماء النفس على أن التكيف النفسي يعتمد أساساً على فكرة تقبل مبادئ المجتمع والتعايش معها، حيث أن هناك بعض الناس يعتقدون اعتقاداً غير سليم نفسياً يقضي بأن تقبل مبادئ المجتمع والتكيف معها يعد نوع من أنواع الضعف، ولكن الحقيقة أن التكيف يختلف تماماً عن ضعف الشخصية.
  • كما أن علماء النفس يؤكدون من جهة أخرى على حقيقة مؤكدة وهي أن الشخص المتوازن يميل دائماً إلى حب الاجتماع والتعاون مع الآخرين، وأن هذا الاجتماع مع الآخرين يعد حاجة نفسية طبيعية، وكلما نجح هذا الاجتماع وتحققت أهدافه كلما دل ذلك على الذكاء الاجتماعي والتكيف الناجح الإيجابي مع المجتمع والآخرين.

تعريف التكيف النفسي

هناك العديد من التعريفات التي تناولت محاولة فهم التكيف من منظور علم النفس، ولكننا سنحاول انتقاء أبسطها حتى يتفهم القارئ الغير متخصص لمعنى التكيف، ومنها:

  • مجموعة من الاستجابات وردود الفعل التي من خلالها يضبط الفرد سلوكه النفسي أو بيئته الخارجية لتحقيق الانسجام المنشود بحيث يلبي احتياجاته ويلبي متطلبات بيئته الاجتماعية والطبيعية.
  • ومن ذلك يمكن فهم أن التكيف هو سلوك يقوم به الإنسان يحدث به تغييراً في بيئته النفسية وطبيعته الاجتماعية، وهي تنقسم لثلاثة أنواع.

ما هو التكيف الذاتي؟

  • التكيف الذاتي هو عملية نفسية عقلية يتعامل من خلالها الفرد مع التغيرات المستمرة، التحديات، والضغوط الحياتية، ويعكس التكيف الذاتي قدرة الشخص على التكيف مع الظروف المختلفة بطريقة صحية وفعالة، مما يساعده على الحفاظ على توازنه النفسي والعقلي.
  • وقد يساعد التكيف النفسي الذاتي على إدارة المشاعر والتفكير الإيجابي، والمرونة النفسية والقدرة على إتخاذ القرارات وحل المشكلات والحصول على الدعم الاجتماعي.

الجانب الذاتي للتكيف

والجانب الذاتي للتكيف يقصد به تكيف الإنسان مع نفسه ومعتقداته، وهو تكيف مطلوب، وانسجام مطلوب بين الإنسان وذاته، إذ أنه إن لم يحقق التكيف مع ذاته فلن يحقق التكيف والانسجام مع أفراد مجتمعه ومن أهم هذه النقاط هي:

  • ومن صور التكيف الذاتي اقتناع الإنسان بمعتقداته بشكل راسخ، وقدرته على الثبات عليها بالرغم من متغيرات المجتمع مع مرور الزمن، مثل التغير في أساليب الاتصال والتغير في الأنظمة الاقتصادية السائدة في مجتمع معين.
  • إلا أن هذا التكيف الذاتي لا يتحقق ببساطة ولكن يتحقق مع تزايد المعرفة والوعي لدى الفرد، فعندما يتوقف الإنسان عن النمو المعرفي فإنه في الحقيقة يعرض تكيفه الذاتي للخطر.

طريقة التكيف الذاتي

التكيف الذاتي يتطلب مجموعة من الاستراتيجيات والمهارات التي يمكن تطويرها مع الممارسة، إليكم بعض الطرق الفعالة لتحقيق التكيف الذاتي:

  • تحديد المشاعر وفهمها.
  • التحكم في الانفعالات وضبط النفس.
  • الراحة النفسية من خلال استخدم تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا، التأمل، أو المشي في الطبيعة.
  • المحافظة على نمط حياة صحي يشمل النوم الجيد، التغذية المتوازنة، وممارسة الرياضة بانتظام.
  • البحث عن الأفكار الإيجابية والتخلص من الأفكار السلبية.
  • تحديد الأهداف والطموحات.
  • المرونة النفسية وتقبل الفشل.
  • التعلم من التجارب السابقة.
  • الحفاظ على العلاقات الاجتماعية صحية.
  • استخدم نهجًا منظمًا لحل المشكلات.

التكيف الخارجي الاجتماعي

ويعتبر التكيف الخارجي مختلفاً عن التكيف الذاتي الداخلي، حيث أن التكيف الخارجي هو التكيف مع المجتمع الخارجي وأفراده، حيث أن هذا التكيف له أبعاد كثيرة تختلف باختلاف سبب اجتماع الإنسان بمن معه ومن أمثلتها هي:

  • فمثلاً عندما يجتمع الإنسان بزملاء العمل فإن هناك نوع من أنواع التكيف يجب أن يحدث بين هذا الإنسان وبين زملاء العمل، والقيم السائدة في هذا العمل وهذه المهنة.
  • وإذا كان سبب الاجتماع بمن حوله هو الارتباط الأسري وصلة الرحم، فإن هناك حاجة للتكيف مع أفراد الأسرة والقيم السائدة في هذه الأسرة.
  • وهناك أسباب كثيرة لتجمع الإنسان بمن حوله، مثل تجمعه مع الأصدقاء وزملاء لعب لعبة رياضية معينة وغيرها من أنواع العلاقات التي يجب أن يحاول الإنسان لكي يصل لتكيفه معهم جميعاً.

علاقة التكيف بالمعايير الاجتماعية

من الضروري فهم حقيقة علمية أخرى وهي أن الالتزام بالمعايير الاجتماعية لا يعد خضوعاً واستسلاماً مذموماً في كل الأحيان، بل أن لهذه المعايير دورها في الحفاظ على حقوق الأفراد والمجتمعات ومنها:

  • فالتزام أي شخص بالمعايير الاجتماعية يعد صورة من صور الفهم لتلك المعايير، ولا يعني القبول للمعايير الاجتماعية أن يقبل الفرد المعايير بشكل أعمى بدون تبصر ودراسة.
  • والوعي هنا هو أصل فكرة التكيف، فالوعي المبني على علم ودراسة لكثير من أنواع العلوم النفسية والدينية وغيرها من أنواع العلوم يؤدي إلى قبول واع بتلك المعايير.
  • فدراسة عادة معينة من العادات الطعام والشراب أو عادات الزواج وغيرها من العادات لا يمكن للإنسان قبولها إلى في ضوء دراسة العديد من أنواع العلوم المختلفة طبياً وغذائيا ورياضياً حتى يتمكن الإنسان من قبولها بوعي وإدراك.

التكيف الطبيعي المادي

وهو التكيف المتعلق بالجانب المناخي والجغرافي وهو تكيف يحاول الإنسان معه تطويع عناصر المناخ والجبال لصالحه وتقبلها نفسياً وعملياً ومن أمثلتها هي:

  • مثل قيام شخص معين بالهجرة لمكان مختلف في مناخه عن موطنه الأصلي، مثل أن يكون موطنه الأصلي مناخه مرتفع في درجات الحرارة، والموطن الجديد المهاجر إليه منخفض درجات الحرارة جداً.
  • حينها يحتاج الإنسان إلى قدرات نفسية ومعرفية كبيرة حتى يستطيع عبور هذه الفوارق في درجات الحرارة، مثل زيادة وعيه بأساليب التدفئة في البلد الجديد، أو قراءته عن فوائد البقاء في المناطق الباردة.
  • حينها مع تزايد وعيه بالجغرافيا والمناخ ربما استطاع تقبل الاختلافات المناخية، ومن عناصر التكيف أيضاً الجانب الجغرافي الذي قد نراه في بعد المهاجر عن موطنه الأصلي جغرافياً، وحينها ومع زيادة ثقافته الخاصة بوسائل الاتصال ربما استطاع تقبل البعد الجغرافي عن موطنه الأصلي نفسياً.

طبيعة التكيف المتغير

طبيعة الحياة متغيرة وغير ثابتة في بعض العناصر مثل تغير المناخ وتغير عادات الناس، وتغير عادات الملبس والمأكل، ولأنها متغيرة مع مرور الزمن فإنها تتغير معاييرها بشكل مستمر أيضاً ومن هذه التغيرات نذكر ما يلي:

  • وهذا التغير في معطيات البيئة والمجتمع يقتضي وجود تغيراً وتطويراً مستمراً في وعي الإنسان بذاته ومجتمعه بشكل مستمر، فبعض الناس يهتمون بالتعلم والمعرفة والثقافة في مرحلة معينة من حياتهم، مثل مرحلة الشباب، ولكنهم يتوقفون عن تطوير مهاراتهم المعرفية في مراحل العمر التالية.
  • هذا التوقف عن النمو المعرفي والثقافي يلقي بظلاله على أساليب التوافق والتكيف، فربما كان الإنسان متوافقاً مع مجتمعه في مرحلة الشباب، ولكنه فقد التكيف والتوافق في مراحل عمره التالية، فيشعر بالحنين الذي يعيقه عن تلبية احتياجاته الأساسية في باقي مراحل حياته.
  • ولعلك عزيزي القارئ قد لاحظت شخصاً لا يتوافق مع أفراد أسرته، أو لا يتوافق مع زملاء مهنته، أو لا يتوافق مع ذاته وما حققه في حياته، فعندما تسأله عن سبب حزنه يروى لك عن عدم شعوره بنجاحاته في الحياة، فهذا ما يعطي أهمية كبيرة لنشر الوعي بالتوافق النفسي سواء مع الذات أو البيئة أو المجتمع.
وختاماً... فإن الإجابة على سؤال ما معنى التكيف النفسي في علم النفس؟ له جوانبه المهمة التي يجب أن يلم بها كل أفراد المجتمع وليس حصراً على المتخصصين في علم النفس فحسب، ولكن يجب على كل إنسان أن يكون واعياً بأهميتها حتى يتمكن من تحقيقها بشكل يمكنه من تحقيق حياة نفسية سليمة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ