آخر تحديث: 28/12/2021
ما هو الانطفاء النفسي في علم النفس؟ وما هي أعراضه وطرق العلاج ؟
قد يصاب الشخص في فترات معينة من حياته بنوع من أنواع تبلد المشاعر أو الانطفاء الشعوري أو النفسي خاصة بعد التعرض لصدمة كبيرة أو مفاجئة، وهذا الأمر يكون بشكل مؤقت، ولذا سنتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن ما هو الانطفاء النفسي، وكيفية التعامل معه.
لا يصنف الطب النفسي حالة تبلد المشاعر التي يصاب بها الشخص بعد تعرضه لأمر جليل في حياته على أنها مرض نفسي أو عقلي، بل يصنف الطب النفسي تبلد المشاعر على أنه عرض أو حالة يصاب به الشخص لفترة مؤقتة، ويقول علماء الطب النفسي أنه عبارة عن حالة دفاعية من العقل اللاواعي حتى يستطيع الشخص العيش بسلام وبدون ألم نفسي كبير بعد استيعابه لما مر به من مواقف صعبة ومؤلمة.
ما هو الانطفاء النفسي في علم النفس؟
هناك الكثير من التعريفات الخاصة بمفهوم انطفاء النفس، والتي منها ما يلي:
- شعور الشخص بالبرود أو تبلد المشاعر تجاه الكثير من الأحداث والمواقف في حياته.
- بحيث يكون الشخص غير قادرا على تحديد شعوره وأفكاره تجاه تلك المواقف، وذلك بشكل متعمد منه أو تجنبي.
- حيث يكون الشخص وقتها لا رغبة في الشعور بمشاعر مؤلمة أو غير مرغوب فيها.
- كما يعرف الانطفاء النفسي على أنه حالة من فقدان الشغف في الحياة أو الشعور بعدم الانتماء للحياة أو الآخرين.
- ويشعر الشخص الذي يعاني من الخدر العاطفي أو تبلد المشاعر بالرغبة في الانعزال أو الصمت لفترات طويلة.
ما هي أهم أعراض الانطفاء النفسي؟
توجد الكثير من الأعراض التي يعاني منها الشخص المصاب بالخدر العاطفي، وهذه الأعراض تتمثل في:
1. فقدان الشغف
- هنا يعاني الشخص من فقدان الرغبة أو الشغف تجاه الكثير من الأمور التي كان يمارسها في الماضي.
- والتي كانت تجلب له السعادة أو الرضا مثل العمل أو ممارسة هواية أو رياضة معينة، أو القيام بنشاط تطوعي أو اجتماعي ما.
- ويصبح الشخص محبطا أو يائسا تجاه ذاته كلما مارس تلك الأمور أو عاد لممارستها بدون مشاعر جيدة.
- أو بدون الشعور بمشاعر جيدة من بعد ممارستها كما كان يحدث في السابق.
2. حب العزلة عن الآخرين
- هنا الشخص يكون محبا للانعزال أكثر عن الآخرين بعد أن كان منخرطا معهم في الماضي.
- و يتبدل حاله من كونه شخص اجتماعي ومتكلم ومتحدث جيدا مع الآخرين إلى شخص منعزل، وصامت معظم الوقت.
- بالإضافة إلى أن الشخص يكون رافضا أو غير راغبا في إبداء رأيه تجاه الكثير من الأمور التي تحدث من حوله، كأنه لا يبالي أو غير مهتم بها.
3. الرغبة الشديدة في البكاء دون سبب معين
- الشخص المصاب بالخدر العاطفي من الوارد جدا أن تصيبه حالات بكاء شديدة أو متوسطة بدون سبب أو لسبب تافه.
- ويشاع هذا الأمر أكثر بين النساء المصابات بهذا الأمر، ويعتبر نوع من أنواع التنفيس أو تحرير المشاعر السلبية المكبوتة بداخل الشخص.
- ويقول أطباء علم النفس أنه من الجيد أن يبكي الشخص المصاب بالخدر العاطفي كل فترة.
- لأن كبت المشاعر له أثر سلبي على الشخص من الناحية النفسية والجسدية.
4. الشعور بالملل معظم الوقت
- المصاب بتبلد المشاعر يشعر طوال الوقت بالملل تجاه نفسه والآخرين، وتجاه الأمور التي يقوم بها.
- ويكون لديه شعور دائم بالعجز أو عدم القدرة على استكمال ما بدأ فيه أو أنه غير قادر على القيام بمهام عمله.
- أو الأنشطة الروتينية التي كان يقوم بها في السابق، ويرغب في القيام بها سريعا أو الانتهاء منها بسرعة.
كيفية علاج الخدر العاطفي ؟
- من الجيد معرفة أن حالة انطفاء النفس أو الخدر العاطفي ليست مرض نفسي أو عقلي، وتستمر لفترة مؤقتة.
- ومن الممكن أيضا أن تزول حالة انطفاء النفس من تلقاء نفسها بعد فترة معينة، خاصة إذا كان الشخص واعيا لما يمر به، ويتعامل مع نفسه برفق.
- بالإضافة إلى قيام الشخص بمساعدة نفسه للخروج من حالة الخدر العاطفي التي يمر بها.
- أما في حال كان الشخص غير واعيا بتلك الحالة أو يصعب عليه التعامل مع ذاته أثناء الإصابة بحالة تبلد المشاعر.
- فمن الممكن أن يلجأ لأحد المتخصصين في علم النفس لمساعدته في تخطي تلك الحالة، والعودة إلى الحياة مرة أخرى بنسخة أفضل من السابق.
ولكن في هذا المقال سنقوم بذكر بعض الخطوات الهامة التي تساعد على تخطي الشخص لحالة تبلد المشاعر بشكل سهل وسريع، وهذه الخطوات تتمثل في:
أولا: القبول
- يجب على الشخص أن يتقبل الوضع الذي يعيش فيه أو إصابته بحالة الخدر العاطفي أو تبلد المشاعر.
- وذلك من خلال وقوف الشخص مع ذاته، والاعتراف بينه وبين نفسه أنه يمر بوقت صعب أو حالة نفسية تجعله غير قادرا على التواصل مع ذاته والآخرين.
- وأيضا الاعتراف بأن حالة الخدر العاطفي التي يمر بها الشخص تجعله غير متصلا أو متواصل مع مشاعره وأفكاره.
- ويمكن ممارسة هذا الأمر من خلال وقوف الشخص أمام المرآة، والاعتراف لنفسه بهذا الأمر، وهو ينظر بداخل عينيه أمام المرآة.
- كما يجب ممارسة هذا التمرين أكثر من مرة حتى يشعر الشخص أنه متقبلا لما هو عليه الآن.
- فالقبول معناه تسليم الشخص إرادته لله بشكل مباشر، وطلب العون من الله في العلاج أو الخروج بسلام من أمر معين.
- كما أن التقبل معناه الرضا بقضاء الله وقدره، وتقبل الشخص لذاته وهو مريضا أو به علة معينة.
ثانيا: معرفة أسباب الإصابة بالخدر العاطفي
- ذكرنا من قبل أن السبب الرئيسي للإصابة بالخدر العاطفي هو تعرض الشخص لصدمة مؤلمة أو مفاجئة.
- وعلى الشخص المصاب بالخدر العاطفي أن يعرف ما هي الصدمة التي تعرض لها قبل الدخول في حالة الانطفاء العاطفي.
- ومحاولة الشخص التعامل مع تلك الصدمة من خلال الرجوع إليها، وتحرير المشاعر والأفكار السلبية المكبوتة في العقل اللاواعي للشخص تجاه تلك الصدمة.
- ويكون ذلك إما مع الطبيب النفسي أو المعالج النفسي أو الشعوري أو من خلال قيام الشخص بذلك مع نفسه.
- وذلك من خلال استخدام الشخص لتقنية من تقنيات تحرير المشاعر الموجودة مجانا على المواقع الإلكترونية.
- ويكون ذلك في حال كان الشخص قادرا على القيام بهذا الأمر بمفرده، ويمكن أيضا استخدام الكتابة في تفريغ المشاعر السلبية للصدمة.
ثالثا: تناول طعام صحي
- من الأمور التي تساعد الشخص على الخروج من حالة الخدر العاطفي هو تناول طعام صحي ومتوازن.
- والحرص على تناول الخضروات والفواكة الطازجة بشكل مستمر خاصة التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن مثل فيتامين B12، والحديد والكالسيوم.
- كما يجب على الشخص تناول الماء بكميات كافية خلال اليوم لتنشيط الدورة الدموية بالجسم.
- حيث أن الطعام الصحي وشرب الماء يمد الشخص بالطاقة اللازمة له لممارسة بعض الأمور والأنشطة التي تساعده في التعافي من الخدر العاطفي مثل ممارسة الرياضة.
كانت هذه بعض المعلومات التي توضح حالة الانطفاء النفسي التي يصاب بها الكثيرون، وتسبب لهم القلق والتوتر أو الكآبة والملل، ونستنتج من معرفة هذه الحالة النفسية أن الوعي بها هو نصف العلاج أو الخروج منها، ولذلك على الشخص الذي يمر بتلك الحالة أن يقرأ أكثر عنها، ويجد حلولا مناسبة له للخروج من حالة الخدر العاطفي بسلام وحب، ولا مانع من الاستعانة بأحد المتخصصين في هذا الأمر، لكن الأهم من ذلك هو التقبل، وتفعيل الحب واللطف مع الذات أثناء المرور بحالة الخدر العاطفي.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_14566
تم النسخ
لم يتم النسخ