ما هي أسباب اضطراب الشراهة في الأكل وأعراضه الشائعة
ما هو اضطراب الأكل بشراهة ؟
رغم أن الأمر قد لا يبدو بتلك الخطورة إلا أن الأكل بشراهة يدخل ضمن اضطرابات الأكل المرضية المعترف بها والتي تستدعي العلاج. هذا الاضطراب يكون مصاحباً بنوبات متكررة من تناول كميات كبيرة من الأكل بشراهة وبسرعة مع فقدان التحكم بالنفس أثناء الأكل. وحسب الإحصائيات فإن ما يعادل 2٪ من الأشخاص حول العالم يعانون من هذا الإضطراب.
يُعتبر كذلك اضطرابا نفسيا لأنه غالبا ما يكون نتاج مشاكل وحالات نفسية مثل الإكتئاب أو القلق. وعلى عكس باقي اضطرابات الأكل الأخرى، فإن الأشخاص المصابين به لا يعمدون إلى تقيؤ ما تناولوه أو ممارسة الرياضة، وهنا تكمن خطورته بحيث ستكون له عواقب وخيمة على الصحة في حالة لم يُعالج.
أسباب اضطراب الأكل بشراهة
لأن علاج أي مشكلة يبدأ عند أسبابها، وجب التعرف على الأسباب الكامنة وراء الرغبة الجامحة التي تحدو البعض في تناول الاكل بشراهة، ورغم أن الأبحاث حولها مُبهمة نوعا ما هذه أدناه ابرز الأسباب المؤكدة :
- الإصابة باضطراب الاكل بشراهة قد تقف وراءها أسباب جينية محضة مِن قبيل حساسية الدوبامين، هذه المادة الكيميائية المتواجدة في الدماغ مسؤولة عن الشعور بالرضا والتحفيز ومكافأة النفس، الأمر الذي يدفع بالفرد لتناول المزيد من الدهون والسكريات والأكل للحصول على ذلك الشعور بالسرور الذي ينخفض بسبب الحساسية لتلك المادة. وعدا عن ذلك أكدت بعض البحوث أن هذا الاضطراب قد يكون موروث.
- بنية الدماغ المختلفة قد تكون هي الأخرى من بين العوامل المسببة لاضطراب الاكل بشراهة، فحسب الأبحاث، تم التوصل إلى أن الأشخاص المصابين به تكون لديهم تغيرات في بنية الدماغ تجُر بهم إلى تناول مفرط للأكل وفقدان ضبط النفس.
- السمنة سبب آخر له يد في تطوير هذا الاضطراب، يمكنها أن تكون السبب والنتيجة للإضطراب، فحسب الإحصائيات ما يعادل 50٪ من المصابين باضطراب الاكل بشراهة يعانون من السمنة، زِد على ذلك أن 25-50٪ من الأشخاص الذين يرتادون العيادات لإجراء جراحة إنقاص الوزن تكون لديهم نفس أعراض هذا الإضطراب.
- العامل النفسي يكون في غالب الأحيان الدافع وراء الأكل بشراهة ودون ضبط للنفس، فالبعض صرح بأن عدم الرضا بشكل جسمه والصورة السلبية التي كونها عن نجسمه أدت إلى تناول الأكل بتلك الوثيرة كنوع من العقاب. الإضطرابات النفسية وكما ذكرنا سابقا تلعب دورا سلبيا على الصحة، فما يقارب 80٪ من المصابين باضطراب الاكل بشراهة صرحوا عن معاناة سابقة لهم من مشاكل نفسية كالإكتئاب والقلق والرهاب، وتعاطي المخدرات والإضطراب ثنائي القطب.الإنفصال، وفاة شخص قريب، الخيانة والتنمر في مرحلة الطفولة بسبب الوزن الزائد، كلها أحداث قاسية تسبب صدمات عاطفية لدى الشخص، وتلك الصدمة تُطور لديه اضطرابات كاضطراب الاكل بشراهة.
أعراض الأكل بشراهة
أعراض هذا الإضطراب تكون واضحة وشائعة بين كل المصابين، وهذه أدناه أبرزها:
كما يدل عليه اسمه الشراهة في الأكل هي أبرز تلك الأعراض، فالمصاب يتناول بنهم وفي فترات زمنية منفصلة في اليوم كميات كبيرة من الأكل بشراهة، وفي المتوسط، مرة واحدة على الأقل في الأسبوع لمدة 3 أشهر تحدث تلك النوبات المتكررة وتتسم بما يلي:
- السرعة والشراهة في تناول الأكل.
- تناول الأكل بعيدا عن أنظار الآخرين بسبب الشعور بالحرج من كمية الأكل.
- مواصلة الأكل حتى بعد الشعور بالشبع.
- تناول الطعام حتى عند عدم الشعور بالجوع.
- الشعور بالذنب والإكتئاب بعد الإنتهاء من الأكل.
- شعور بفقدان التحكم بالنفس أثناء الأكل أثناء النوبة، بحيث لا يستطيع التوقف.
الفئات المعرضة لاضطراب الأكل بشراهة
على ما يبدو الرجال في مأمن من هذا الإضطراب، فبناءا على الإحصائيات، النساء الشابات وفي متوسط العمر هن الأكثر إصابة به إلى جانب 13٪ من النساء الأمريكيات فوق سن الخمسين واللواتي صرحن بأعراض تخص هذا الإضطراب.
غالبا ما تظهر أعراض هذا الإضطراب عند الفتيات في بداية العشريناتن وهي الفترة التي تعيش فيها الفتيات حالات نفسية وعاطفية تكون سبباص وراء ظهوره.
حسب نفس الإحصائيات التي تم إجرائها في الولايات المتحدة، فإن فئة النساء أكثر تعرضا لهذا الإضطراب بمعدل أكثر من 3٪، ما يعني أن أكثر من نصف الأشخاص المصابين بالإضطراب هم من النساء من جميع الأجناس والعرقيات. وحسب نفس الإحصائيات، النساء ذوات الأصل الآسيوي والإسباني والأمريكي بالتحديد أكثر إصابة بهذا الإضطراب.
كذلك فئة الفتيات اللواتي يتبعن نظام غذائي معين هن أكثر عرضة للإصابة بالإضطراب مقارنة مع اللواتي لا يتبعن نظام غذائي خاص.
أضرار الأكل بشراهة
هذا النوع من الإضطراب الغذائي له عواقب وخيمة على الجسم والنفسية معا، وهذه أبرزها:
أضرار نفسية
- عدم الشعور بالراحة أثناء تناول الأكل مع الآخرين.
- الشعور بمشاعر سلبية كالاكتئاب والذنب بعد الانتهاء من الأكل.
- الشعور بالإحراج والخجل من النفس من كميات الأغلفة الفارغة وحاويات الأكل التي تعكس استهلاك كميات مهولة من الطعام.
- تخزين الطعام في أماكن غريبة وسرقته، الأمر الذي يضع المصاب في إحراج دائم مع محيطه.
- الإنعزال عن الآخرين وتخصيص وقت للأكل بشراهة.
- الشعور الدائم بالقلق والانزعاج من شكل الجسم والوزن.
- احتقار النفس وتدني احترام الذات.
أضرار جسدية
- الوزن المتقلب والمتأرجح بين الصعود والنزول
- مشاكل على مستوى الجهاز الهضمي والناتجة عن طريقة الأكل والوثيرة التي تسبب تقلصات في المعدة، الإمساك، والإرتجاع الحمضي.
- إيجاد صعوبة في التركيز.
طرق علاج اضطراب الأكل بشراهة
يمكن تجاوز كل تلك الأعراض المزعجة المصاحبة للإضطراب من خلال علاجات مختلفة أهمها:
العلاج النفسي
من البديهي أن تكون أول العلاجات الموصى بها نفسية، وذلك لأن معظم الأسباب التي تقف وراءه نفسية محضة. عن طريق هذا العلاج بقوم المصاب باستشارة أخصائي نفسي يطلع على حالته عن قرب ويساعده على تغيير سلوكيات وأفكار ضارة.
يقوم المعالج بالإنصات للمصاب، والتركيز على أهمية التحدث عن مشاعره والأمور التي تؤثر عليه وتسُوق به للأكل بشراهة. يكون العلاج إما بشكل فردي مع المعالج أو مع مجموعة من الأشخاص المصابين باضطراب الأكل.
العلاج بالأدوية
تدعيم العلاج النفسي بالأدوية مهم لتسريع العلاج، ويتم ذلك عن طريق وصف الطبيب المعالج للمصاب مضادات الإكتئاب و مثبطات الشهية.
استشارة أخصائي تغذية
الإستشارة الغذائية يمكنها أن تكون عاملا مساعدا خلال رحلة العلاج، فاختصاصي التغذية سيقترح نظام غذائي معين وطرق صحية في تناول الطعام، إضافة إلى المأكولات الصحية التي ستساعد على الشعور بالشبع دون الأكل بإفراط.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_17020