كتابة :
آخر تحديث: 06/04/2022

ما هي الأعراض الجسدية للأمراض النفسية؟

العلاقة بين النفس والجسد يجب أن تكون علاقة تعاون وتكامل وليس علاقة كبت وإنكار، فالمفترض أن يقوم الإنسان بعلاج مشكلاته النفسية أولاً بأول بمجرد الإصابة بها، ولكن ولصعوبة تناول تلك المشكلات فور حدوثها، ولعدم وجود ثقافة طبية نفسية في أحيان أخرى، قد يلجأ الإنسان لحيل نفسية لتأجيل حل المشكلات النفسية، ولكن تلك المشكلات لها تأثيراتها الجسدية على الإنسان، لذا سوف نتعرف على هذا الموضوع في موقع مفاهيم على ما هي الأعراض الجسدية للأمراض النفسية؟
ما هي الأعراض الجسدية للأمراض النفسية؟

ما هي الأعراض الجسدية للأمراض النفسية؟

هناك مثال شائع لكي نبسط الموضوع للقارئ العادي، وهو وجود مغص لدى التلميذ الذي لا يريد الذهاب للمدرسة صباحاً، فنجده يصاب بمغص حتى لا يذهب للمدرسة وبهذا:

  • قد يلجأ التلميذ لتلك الحيلة عندما يتعرض لصدمة نفسية في المدرسة، مثل وجود مشكلات بينه وبين أقرانه، أو وجود علاقات غير سوية بينه وبين أستاذه مثل وجود حالة من حالات عدم التكيف النفسي وعدم الانسجام مع قوانين المدرسة.
  • كما أن هناك مثال آخر شائع جداً، وهو الشعور بتوتر شديد عند التعرض لامتحان مهم أو وجود مقابلة عمل مهمة، كل ذلك قد يؤدي إلى ظهور بثور في الوجه أو حبوب كتعبير عن التوتر.
  • كذلك قد تظهر الأعراض الجسدية للأمراض النفسية حين تصاب السيدة بقلق نفسي يؤدي إلى تأخر أو تقدم موعد الدورة الشهرية الخاص بها.

أمراض جسدية تتأثر بالحالة النفسية

كما أن هناك بعض الأمراض الجسدية ولكنها تتدهور بسبب الحالة النفسية السيئة، وذلك لعلاقة تلك الأمراض بالحالة النفسية بشكل كبير حيث:

  • فالمرضى المصابين باضطراب نسبة السكر في الدم يتأثرون بشدة بحالتهم النفسية، وكذلك مرضى ضغط الدم وخلاف ذلك من الأمراض.
  • كما أن تلك الأمراض تتحسن بتحسن الحالة النفسية بشكل كبير، فالجهاز الهضمي يتأثر بشدة بالحالة النفسية فكثير من اضطرابات المعدة لها أصول نفسية.
  • مرضى القولون العصبي أيضاً يتأثرون بشدة بحالتهم النفسية، فحالات الغضب الشديد وحالات السعادة المفرطة لها تأثير كبير على حالة القولون العصبي.
  • كما أن هناك العديد من الأمراض الجلدية تتأثر بشدة بالحالة النفسية بشكل كبير، فكما ذكرنا في صدر تلك المقالة فإن هناك بعض الحبوب قد تظهر عند الشعور بقلق شديد.

نوبات الهلع المصاحبة لأعراض جسدية

نعم عزيزي القارئ فهناك العديد من نوبات الهلع التي قد يصاب بها المريض يصحبها أعراض جسدية مثل رعشة اليدين أو الإغماء وأيضا:

  • قد يفقد المريض مع حالة الهلع احد حواسه مثل السمع أو النظر أو قد يفقد السيطرة أثناء الهلع على أحد أعضاء جسده مثل الوقوف على القدمين.
  • وهناك بعض الأزواج حديثي الزواج يفقدون القدرة الجنسية بشكل مؤقت ليلة الزفاف من شدة الخوف من تلك الليلة، وذلك بسبب الشائعات التي قد تكون منتشرة في بعض المجتمعات عن تلك الليلة، كما قد تحجم الزوجة عن الاتصال الحميم ليلة الزفاف وذلك بسبب القلق الشديد من تلك الليلة أيضاً.
  • وهناك بعض الزوجات وصلت بهن حالة الفرحة الشديدة بليلة الزفاف والزواج إلى الوفاة من شدة الانفعال النفسي بتلك الليلة سواء فرحاً أو قلقاً أو حزناً.
  • ومن العلامات التي قد نجدها في تلك الحالة من القلق الشديد وجود عرق باليدين وذبول في العينين وضيق في التنفس، وقد تتشابه تلك الأعراض مع بعض الأمراض مثل وجود جلطة بالقلب، وعند الكشف عليه يجد الأطباء أن القلب سليماً ولكن هناك أعراض أصلها نفسي وليس عضوي.

تأجيل العلاج النفسي يؤدي للأعراض الجسدية

يؤكد علماء النفس عزيزي القارئ على أن من أهم عوامل ظهور أعراض جسدية للأمراض النفسية هو إهمال المريض للعلاج النفسي وعدم إقدامه على علاج مشاكله النفسية سريعاً قبل تفاقم الحالة وتدهورها لذلك:

  • من عوامل التأجيل للجوء للمختص النفسي وعدم العلاج هناك الكثير من العوامل منها ما هو مجتمعي ومنها ما هو شخصي.
  • فهناك بعض المجتمعات ترى أن المرض النفسي يعتبر وصمة عار يجب إنكارها، ويتجنبون معالجتها بأي شكل من الأشكال، وذلك بغرض عدم تشويه الصورة الذهنية الخاصة بهم في مجتمعاتهم، فهناك من يعتقد بأن مجرد الوجود بعض الأعراض للأمراض النفسية نوع من الجنون الذي يسبب العديد من المشكلات في مجتمعاتهم.
  • كما أن هناك أسباب شخصية لتأجيل علاج المرض النفسي مثل وجود خبرة سلبية عن المرض النفسي مثل وجود شخص تم علاجه بطريقة نفسية خاطئة الأمر الذي معه يتجنب المشاهدون لتلك التجربة تكرار تلك الحالة مرة أخرى مع أنفسهم.
  • كما أن ثقافة المجتمع التي يسود فيها الإيمان ببعض الوسائل التي يعتقدون أنها تعالج الأعراض النفسية مثل اللجوء للسحر غيرها من الوسائل التي تعتمد عليها بعض المجتمعات بشكل أساسي في علاج بعض الأعراض للأمراض النفسية.

الوسواس القهري وأعراضه الجسدية

من الأمراض النفسية التي ينبه العلماء على وجود أعراض جسدية لها مرض الوسواس القهري، ففي بعض الشخصيات التي تغسل يديها باستمرار بشكل مفرط يصابون في الأغلب بأكزيما نتيجة هذا الإفراط في غسل اليدين لذلك نلاحظ:

  • إذا لم يتم علاج الوسواس القهري بشكل سريع واحسم قد يؤدي إلى حالة اكتئاب شديدة وقد يؤدي إلى نوبات من الهلع الشديد نتيجة التأخر في العلاج.
  • وبشكل عام فنسبة سبعين في المائة من مرضى الاكتئاب لديهم أعراض جسدية بسبب هذا المرض، تظهر بأي وسيلة على الجسم.
  • كما أن هناك حالات من الصداع الشديد ووجود آلام شديدة بالجسد قد يصاب بها مريض الوسواس القهري وتحتاج إلى اللجوء لمتخصص لبدء العلاج الشافي والنهائي، أما إذا تم علاج العرض فقط مثل تناول بعض المسكنات للآلام فهي في النهاية ستسكن الآلام لبعض الوقت ولكن لن تقضي على الآلام نهائياً إلا بمواجهة المرض النفسي.

طاقات مهدرة والطريق بسيط

إن الهرب من علاج المرض النفسي له آثاره الجسدية المريرة التي تجعل الإنسان ينفق ماله على محاولة التعامل مع الجانب الجسدي فقط دون مواجهة الجانب النفسي فقد نلاحظ:

  • نجد أن الشخص ينفق الكثير من المال على شراء المسكنات التي لا فائدة منها تذكر، كما أن وجود المرض النفسي يفوت العديد من الفرص على المريض.
  • فهناك العديد من فرص العمل تضيع وهناك فرص من تطوير الذات يمكن أن تتحقق، ولكن يتم تأجيلها أو عدم اقتناصها بسبب المرض النفسي، الذي إن تم علاجه سيؤثر إيجابياً على حياة الإنسان بشكل سريع، فلنا أن نتخيل شخصاً يحاول الحياة بآلام نفسية ويحاول إنكارها ولكنها تسيطر عليه في كل نواحي حياته.
  • كما أن الصورة الذهنية للإنسان عن ذاته تكون في أقل معدلاتها أثناء تأجيل المرض النفسي، فحتى إن نجح المرض في تسكين الألم لفترة من الزمن، فإن صورته الذهنية عن ذاته تكون غير قادرة على ممارسة الحياة بشكل سليم وواع.
وختاماً .. فإن الإجابة على سؤال ما هي الأعراض الجسدية للأمراض النفسية؟ سؤال له تاريخ طويل يمتد لآلاف السنين تعد الأعراض الجسدية للأمراض النفسية من المسلمات التي لا نقاش فيها في الطب الحديث.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ