ما هي فوائد الاستغفار للإنسان؟
جدول المحتويات
الاستغفار لله تعالى
الاستغفار عبادة ولها فوائد جمة، ويقصد بها أن يطلب العبد من ربه المغفرة لخطاياه التي قام بها سواء كان قيامه عن قصد أو سهو أو نسيان، وله فضل عظيم، فيغفر الله له ذنوبه ومعاصيه، ويجعل أعماله الصالحة مقبولة فيكتب له مزيداً من الحسنات وتغفر وتمحي عنه الذنوب، فما من عبدٍ إلا وقد أخطأ وعصى، فالبشر خطاؤون وخيرهم التوابون عن خطأهم، وترجع أهمية الاستغفار فيما يلي:
- ما من نبي أو رسول إلا وطلب المغفرة فهو مسلك الأنبياء الصالحين وسنتهم في حياتهم، وقد جاء في النسائي عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه أنه قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم "طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً".
- وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم من المستغفرين الأخيار، ودائم الذكر في الاستغفار، حتى روى عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال "كنا لنعُد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مئة مرة: ربي اغفر لي وتُب علي إنك أنت التواب الرحيم".
- والاستغفار لا يجب أن يكون عن ذنب بعينه، بل على الإنسان أن يلزم ذكره لما ذكر في فضائله، وأن الإنسان لا يخلو من سهو يوقعه في ذنب دون أن يشعر، فأساس النفس السويّة أن تلوم ذاتها على الأخطاء وتمحوها بالاستغفار، فأيما قام بيت المسلم على طلب الغفران إلا وكان له حظ من ما طلبه، فيأتي يوم القيامة بسيئات قليلة وحسنات لا تعد بفضل الاستغفار، والنية الصادقة في طلب الغفران.
- وعلى الآباء والأمهات أن يعلموا أولادهم ضرورة طلب الغفران، وأن يعودوا ألسنتهم على ذكره كثيراً، فمن شبّ على شيء شاب عليه ولزمه، فقد كان لقمان دائم الوصايا لابنه.
- ومن وصاياه قوله له "يا بني عوٍد لسانك الاستغفار فإن لله ساعات لا يُرد فيها سائلا"، فالله عز وجل يستجيب لدعائنا، فإن كان دعائنا طلباً للاستغفار ورجاء بغفران ذنوبنا معلمنا منها وما لم نعلم، ما ذكرنا منها وما لم نذكر، جئنا يوم القيامة ونحن مسرورون في الآخرة، بل إن هناك في الدنيا أيضاً فهل تعلمون فوائد الاستغفار؟.
ما هي فوائد الاستغفار؟
إن تساءل مسلم أو غيره ما هي فوائد الاستغفار، نقول أن للاستغفار فوائد لا حصر لها وإن فضله عند الله عظيم ومن فوائد الاستغفار وفضله ما ذكره من:
- إن الله ليغفر الذنوب والخطايا بالاستغفار فهو الغفور لعباده الرحيم بهم، وقد أوصى النبي بكثرة الاستغفار وملازمة اللسان له، فما يزال الإنسان يستغفر حتى يغفر الله له، فطلب المغفرة قلعة حامية، تقينا من شر عذاب الآخرة، وملجأ من غضب الله وعذابه لكثرة ذنوبنا، قال عبدالله بن عباس رضي الله عنه "كان فيه أمانان" ويقصد الإسلام" نبي الله والاستغفار فذهب النبي صلى الله عليه وسلم وبقي الاستغفار) وأما الأمان الأول فقد انتهى بموت الرسول صلى الله عليه وسلم، وظل الاستغفار ملازماً لنا وباقي إلى يوم القيامة.
- الاستغفار جالب للرزق والرحمة، كما أنه يجلب الأمطار أن أمسكت السماء، بفضله تكبر وتنمو الزروع والثمار وتكثر البنين ويبارك الله في النسل والأولاد قال عز وجل "وقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمد كم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهار" سورة نوح.
- من فوائد الاستغفار التمتع بالحياة والراحة للبال في الدنيا، وأن ينزع عن الإنسان ثقلها وهمومها، فينال من فضل ربه في الطمأنينة يقول عز وجل "أن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعاً حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير" سورة هود.
- دفع الابتلاء ومنع وقوع الضرر وجلب الحسن من فضل الله والتحصين من وقوع الشر وعذاب الله قال عز وجل "ما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون" سورة الأنفال.
- وعلى الرغم من اختلاف العلماء في الذنوب التي يغفرها، فمن من قال إن كان الاستغفار لا تصاحبه توبه، فإن يغفر ويكفر عنه صغائر الخطايا والذنوب، وقال بعضهم إن كان الاستغفار بتذلل ونية في عدم العودة الذنب ومجاهد النفس فإن الاستغفار يكفر ويمحو خطايا الذنوب وكبائرها وصغائرها.
- وأن الاستغفار لهو ضرباً من ضروب الدعاء، فنحن ندعو الله أن يغفر ذنبنا، ويكفر خطايانا ويأتينا من خيره ويعين أنفسنا على مواجهة صعوبات الحياة، وأن يرزقنا الحكمة التي تعيننا على حل الأمور المعقدة.
صيغ الاستغفار
بعد التعرف على "فوائد الاستغفار" يمكننا توضيح أن صيغ الاستغفار عديدة، وجميعها المقصد منها هو طلب المغفرة والتقرب لله ومحو السيئات، وفيها صدق النية والندم على ارتكاب الذنب إن علمناه وإن وقع منا عن سهو، ومن هذه الصيغ:
- سيد الاستغفار وأبلغهم في طلب الغفران، وصيغته أن يردد العبد: "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، وأبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت".
- ومن صيغ الدعاء والاستغفار الذي كان يدعوا به النبي الكريم قوله "اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير".
- اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا الله فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم.
- استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.
- وقولك رب اغفر لي، وربنا اغفر لنا، واستغفر الله العلي العظيم من كل ذنب عظيم، كل ما يذكر فيه لفظ يدل على طلب المغفرة، فهو صالح ويجوز الاستغفار وطلب المغفرة به.
أوقات الاستغفار
- يستحب الاستغفار بعد الصلاة والعبادات كالحج فإنه أدعي لقبولها.
- كذلك إذا كان الإنسان في مجلس وقد تناول فيه من القصص والكلام ما قد يكون فيه من غيبة دون قصد أو ظناً دون عمد، فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالاستغفار عند القيام من المجالس فقال:"من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك".
- من الأوقات المستحب للإنسان أن يستغفر بها، الأسحار فقد قال عز وجل في سورة آل عمران "الصابرين والصادقين والقانتين والمنافقين والمستغفرين بالأسحار".
- ولا يكون الاستغفار فيه استجابة دون استحضار العبد لقلبه، والعزم على عودته إلى الذنب، والتأكد من تحقيق شروطه حتى يكون طلبه للاستغفار مستجاباً ومقبولاً، وأن يعترف الإنسان بذنبه اعترافاً بيناً دون مراوغة، وأن يصطحب طلبه التذلل والتكرار الكثير فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستغفر في اليوم مائة مرة ويزيد.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_16163