متلازمة ليما Lima Syndrome وعلاقتها بمتلازمة ستوكهولم
قصة متلازمة ليما
في نهاية عام 1996 في بيرو في منطقة تدعى ليما تواجدت حركة بقيادة مجموعة من الاشتراكيين الذين عارضوا الحكومة البيروفية، وتم تسميتها حركة توباك أمارو الثورية (MTRA) وقام أعضاء MTRA باحتجاز عدد كبير من ذوي السلطة والمسؤولين التابعين للحكومة والدبلوماسيين ورجال الأعمال في ليما في السفارة اليابانية كرهائن.
وكان شرط أعضاء MTRA لإطلاق سراح الرهائن أن يتم تحرير عدد من سجناء MTRA، وقيل في الأخبار إن أعضاء MTRA قد أحسوا بأنهم متعاطفين مع أسر الرهائن، إثر ذلك تم إطلاق سراح ما يزيد عن نصف عدد الرهائن خلال شهر ثم لقبت هذه الظاهرة بداء ليما.
ولكن استمر حجز الرهائن لما يعادل 126 يومًا، وتم إنقاذ بقية الرهائن وقت اقتحام قوات بيروفية خاصة لمكان تواجدهم في المبنى الخاص بالسفارة اليابانية، وتم التخلص من أعضاء MTRA الذين قُدر عددهم بحوالي 14 شخصًا.
تفسير اضطراب ليما
تم وضع عدة تفسيرات لتوضيح اضطراب ليما وواحدة من التفسيرات المنطقية لداء ليما، وكون الإنسان فطريًا يمتلك غريزة تمكنه من إبداء التعاطف مع بقية البشر، وتتفاقم غريزة التعاطف تلك حينما يرى ويشاهد الحالة السيئة التي وصل إليها شخص آخر، ونتيجةً لذلك يُبدي تعاطفه مع ذلك الشخص فورًا وحينما يكون طفلًا صغيرًا أو امرأة على وجه الخصوص.
فمثلًا إذا قام شخص ما باختطاف امرأة ووضعت تلك المرأة في وضعٍ صعب، فمن المتوقع أن يلين قلبه ناحيتها ويرأف بحالها وربما كذلك يقع في الحب معها، وكذلك فإنه في الغالب ما يحس الإنسان بالسوء والذنب عندما يتسبب في أذى لغيره، أو من يقوم باختطافه، وربما يظن كذلك أنه كان على خطأ من البداية حينما قام باختطافه، حيث إن ذلك لشخص ليس له ذنب في شيء أو لم يفعل شيئًا خاطئًا من الأساس ويتفطن لأنه لا فائدة ترجى من استمرار اختطاف ذلك الشخص.
ومن التفسيرات التي تم وضعها لتوضيح داءليما، إنه عندما يبقى أحد مع أحدٍ آخر، تتولد مشاعر التعلق فيما بينهما، ويهتم كلًا منهما بالآخر، وربما كذلك تتواجد اهتمامات ورغباتٍ متماثلة بينهم، وتتطور العلاقة فيما بينهم وربما تصل حد الصداقة.
علاقة اضطراب ليما بمتلازمة ستوكهولم
يُذكر كذلك إن ما يحدث في داء ليما هو عكس ما يحدث في متلازمة ستوكهولم تمامًا، ويمكننا توضيح ذلك من خلال الآتي:
- فيتم تعريف متلازمة ستوكهولم على إنها تعاطف المجني عليه ناحية الجاني، أما في اضطراب ليما فالجاني هو الذي يشعر بالتعاطف تجاه المجني عليه.
- كذلك يمكننا اعتبار إن اضطراب ليما ومتلازمة ستوكهولم وجهان لعملةٍ واحدة، كما يذكر أنه ربما قد تكون متلازمة ستوكهولم سببًا في حدوث اضطراب ليما.
- فحينما تظهر مشاعر التعاطف من الضحية ناحية الخاطف يلين الخاطف كذلك تجاه الضحية ويبين له مشاعر المحبة ويبدأ بالاهتمام به ومعاملته كإنسانٍ حر فتنشأ بينهما رابطة.
- لذلك إذا ظهرت متلازمة ستوكهولم على الضحية فيحتمل أن تظهر اضطراب ليما على الخاطف نتيجةً لها، كما إن التجاذب بين الأشياء يُحدث تجاذب بين الخاطف والضحية.
أسباب متلازمة ليما
توجد مجموعة من الأسباب التي قد تؤدي إلى تعاطف الخاطف مع ضحيته، ومنها ما يلي:
- أن يكون تم إجبار شخص ما على القيام بذلك الدور، بينما هو ليس خاطفًا حقيقيًا في الواقع.
- أن يكون الشخص مريضًا نفسيًا ويعاني من اضطرابات كاضطراب الشخصية المعادية للأشخاص والمجتمع.
- أن يكون هناك أسباب أجبرته على الخطف، كتلبية احتياجه للمال على سبيل المثال.
- أن يكون الجاني امرأة، فمن المحتمل كونها امرأة أن تبدي تعاطفًا مع المجني عليه.
- شعور بالندم حيال الأسلوب الذي تم اتباعه مع الضحية، والإحساس بأن الأمر كله كان مبالغًا فيه.
- توصل الجاني إلى أنه في مأزق، وإنه قد أوقع نفسه في ورطةٍ كبيرة، فالخطف له عقوبة شديدة.
- أن يكون أول مرةٍ يقوم باختطاف شخصٍ ما، فلا يدري كيفية التصرف جيدًا في تلك المواقف.
- أن يكون الخاطفون مجموعة من الأشخاص ولكلٍ منهم رأي مختلف، فتقوم النزاعات فيما بينهم، ويتم إطلاق سراح الضحية في نهاية المطاف.
أعراض اضطراب ليما
تسيطر مجموعة من المشاعر والأفعال على شخصية الجاني، وهي تتجلى كما في الآتي:
- الشعور بالتعاطف بشكلٍ كلي ناحية الضحية.
- عدم التسبب بأي أذى للضحية.
- مراعاة ما تشعر به الضحية، وكذلك مراعاة صحتها الجسمانية والنفسية.
- التعامل مع الضحية كشخصٍ حر، وفعل ما يطلبه.
- الاهتمام بالضحية ومعالجتها إذا مرضت.
- الحرص على إطعام الضحية، وتزويدها بالأطعمة الصحية والماء.
- قيام علاقة ودودة بين الخاطف والضحية.
- تحدث الخاطف مع الضحية، وإخبارها عن تجاربه الشخصية.
- حديث الخاطف مع الضحية عن نواياه ومشاعره وما يجذب اهتمامه.
- قيام الخاطف بتهدئة روع الضحية وإخبارها كلمات مثل " لا تقلق كل شيء سيكون على ما يرام "، " لا تخاف، أنا لن أقوم بإيذائك ".
- القلق الكبير على الضحية والخوف من أن تصاب بمكروه.
- ربما يطلق سراح الضحية في نهاية الأمر.
صفات الشخص المعرض لاضطراب ليما
بعدما تم دراسة أسباب اضطراب ليما، قام الخبراء بوضع مجموعة من السمات التي يتسم بها مريضي اضطراب ليما، والتي تكون كالتالي:
- مريضي اضطراب ليما في الغالب يكونون من المراهقين أو الشباب.
- محاولة الاختطاف تلك تكون في الغالب أول محاولة لهم.
- لا يتمتعون بسجلٍ إجرامي.
- لا يكون الهدف غالبًا إيذاء شخصٍ معين، ولكن يحدث الاختطاف نتيجة لدافعٍ ما.
- لا يتمتعون بخبراتٍ سابقة في مجال الاختطاف أو القتل أو الأنشطة الإجرامية عامةً.
- لا يكون ضروريًا للخاطف في العادة أن يكون من ذوي الأمراض النفسية كمرض الشخصية المعادية للمجتمع.
- يشعر الخاطفون بالندم ويشعرون بالذنب حيال ما فعلوه، وما سببوه من مشكلات، حتى إذا اتصفوا بالعدائية في بداية الأمر.
علاج متلازمة ليما
اضطراب ليما تصنف على أنها متلازمة نادرة الحدوث، ونتيجةً لذلك أضحت المعلومات المتوافرة عنها غير كافية حتى يتم ابتكار علاجٍ مناسبٍ لها، كما أن داء ليما تعتبر غير واضحة وغير مفهومة بعض الشيء، ولم يتم توافر معلومات كافية عن كيفية تأثيرها على الشخص المصاب بها، حيث إنها متلازمة نادرة فأصبح من الصعب توفر مجموعة كافية من الخاطفين المصابين بها لدراستها من جميع الجوانب.
ورغم ذلك فإن الدوافع والأسباب النفسية التي كانت السبب في حدوث الجريمة من البداية يمكن أن تُعالج، حيث يتم عمل جلسات نفسية علاجية بانتظام للخاطفين المصابين باضطراب ليما، حتى يتم معرفة جذور المشكلة، والسعي في وصف العلاج المناسب لذلك.
كذلك فإن تلك الجلسات النفسية التي يتعرض لها الخاطفين المصابين باضطراب ليما تساعد على تعديل سلوك الخاطف وكذلك ما يعتقده، بالإضافة إلى أنه يتم توجيه أفكاره وطاقته إلى طريق إيجابي وتحفيز عقله على اتخاذ القرارات السليمة.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_17593