كتابة :
آخر تحديث: 02/05/2020

مفهوم التنمية البشرية

تتعد مفاهيم التنمية، وهناك من يقتصر على التنمية الاقتصادية ويعتبرها كمحور أساس لقياس التنمية، إلا أنها تغفل الجوانب الاجتماعية والإنسانية، فيما يرى البعض الآخر أن مفهوم التنمية الذاتية بجب أن يركز على الإنسان ذاته بغية ضمان الرفاه والحياة الكريمةله. فما مفهوم التنمية البشرية؟ وما الأسس التي تعتمد عليها؟ وما أنواع المقاربات المستعملة في دراسة التنمية؟ وما التقسيمات الكبرى التي تسود في العالم؟ كل هذا نستعرضه فيما يلي، قراءة ممتعة!
مفهوم التنمية البشرية

مفهوم التنمية البشرية

التنمية هي التحسين المستدام لشروط حياة السكان على جميع المستويات، انطلاقا من هذا التعريف، تم وضع مؤشر التنمية البشرية الذي يتألف من 3 معايير هي:

  • مستوى الرعاية الصحية: ويشمل أمد الحياة ونسبة وفيات الأطفال
  • المستوى الثقافي والتعليمي: ويحدد على أساس نسبتي التمدرس والأمية.
  • مستوى الدخل الفردي: الذي يساوي حاصل قسمة الناتج الوطني الخام على عدد السكان.

تم تطوير مفهوم التنمية البشرية من قبل الاقتصادي محبوب الحق.في البنك الدولي في السبعينيات، ولاحقًا أثناء اشتغاله كوزير للمالية في بلده باكستان،حيث جادل الدكتور حق بأن المقاييس الحالية للتقدم البشري فشلت في تفسير الغرض الحقيقي للتنمية ألا وهو تحسين حياة الناس، وأن المقياس المستخدم بشكل عالمي للناتج المحلي الإجمالي فشل في قياس الرفاهية بشكل مناسب.

وذلك بالتعاون مع الحائز على جائزة نوبل أمارتيا سين والاقتصاديين الموهوبين الآخرين، ثم في عام 1990، نشر الدكتور حق أول تقرير للتنمية البشرية، بتكليف من برنامجالأمم المتحدة الإنمائي.

ويعتبر مفهوم القدرات من العناصر المركزية في منظور التنمية البشرية.وهي الشروط التي يجب على المرء أن يمتلكها لتحقيق حياة كريمة وذات قيمة.القدرات الأساسية التي يقدرها الجميع تقريبًا هي: الصحة الجيدة، والوصول إلى المعرفة، ومستوى المعيشة المادي اللائق.

يمكن أن تشمل القدرات الأخرى المركزية لحياة مُرضية، القدرة على المشاركة في القرارات التي تؤثر على حياة المرء، والتحكم في البيئة المعيشية للمرء، والتمتع بالحرية وحق التعبير عن الرأس، واحترام المجتمع، وقدر معقول من الترفيه والراحة.

مؤشر التنمية البشرية

في الماضي كان يتم التعبير عن حالة أمة من الأمم من خلال قياس الناتج المحلي الإجمالي، ونتائج سوق الأسهم اليومية، ومستويات الإنفاق الاستهلاكي، وأرقام الديون الوطنية.لكن في الحقيقة هذه الأرقام لا تقدم إلا نظرة جزئية عن الواقع المعاش،حيث تهتم بالجانب الاقتصادي والمادي فحسب.

لسد النقص الذي يعتري مؤشر التنمية الاقتصادية، تم تطوير مؤشر التنمية البشرية كبديل.إنه مقياس رقمي سهل الفهم يتكون مما يعتقد معظم الناس أنها المكونات الأساسية لرفاهية الإنسان: الصحة والتعليم والدخل.

كما أسلفنا، تم تقديم أول تقرير مبني على مؤشر للتنمية البشرية في عام 1990. ومن يومها صارت جمعية الأمم المتحدة تصدر سنويا تقريرا للتنمية البشرية، حيث تصنف تقريبًا كل دولة في العالم من المرتبة الأولى (أيسلندا حاليًا) إلى الرقم 177 (حاليًا سيراليون).

وأصبح هذا المؤشر المركب أحد أكثر مؤشرات الرفاهية استخدامًا على نطاق واسع حول العالم، ونجح في توسيع معايير الرفاه بما يتجاوز حدود الدخلالضيقة رغم أهميتها. وفي عدد من البلدان، أصبح مؤشر التنمية البشرية الآن إحصائية حكومية رسمية.يتم نشرها سنويا وتليها مناقشة سياسية جادة لتحسين ما يمكن تحسينه وسد مكامن الخلل والضعف.

بعض المقاربات المستعملة في دراسة التنمية:

  • مقاربة اجتماعية: تعتمد عدة مؤشرات مثل: نسبة الفقر، نسبة الأمية، المساواة بين الجنسين، معدل التأطير الطبي..
  • مقاربة سياسية: تطور الديموقراطية وحقوق الانسان في البلدان النامية ــ التنمية السياسية ـــ .
  • مقاربة اقتصادية: ونعني بها التمييز بين مستوى التنمية حسب المؤشرات الاقتصادية من قبيل: الناتج الداخلي الخام، معدل الدخل الفردي، نوع وبنية الاقتصاد.
  • مقاربة بيئية: وتتجلى في التنمية المستدامة، التي تراعي البعد البيئي في مخططات التنمية.

التقسيمات الكبرى للعالم وفق خريطة التنمية

بلدان الشمال

ولديها مؤشر التنمية مرتفع، وهي غالبا الدول المتقدمة، والتي بدورها تصنف إلى ثلاث فئات:

  1. دول قوية اقتصاديا: وذات مستوى مرتفع بالقياس إلى مؤشرات التنمية البشرية، كما هو الشأن بالنسبة لأمريكا، دول أوروبا الغربية، اليابان، وأستراليا..
  2. دول أوروبا الشرقية: التي انتقلت من النظام الاشتراكي إلى النظام الرأسمالي.
  3. دول صناعية جديدة: بشرق آسيا والتي عرفت نموا اقتصاديا سريعا في العقود الأخيرة (هونغ كونغ، تايوان، سنغافورة، كوريا الجنوبية..).
بلدان الجنوب

ولديها مؤشر تنمية بشرية متوسط أو ضعيف، ويطلق عليها عادة دول العالم الثالث، وهي أيضا تصنيفات كالتالي:

  1. القوى الاقتصادية الصاعدة: مثل البرازيل والهند.
  2. البلدان المصدرة للبترول: كدول الخليج العربي.
  3. البلدان السائرة في طريق النمو: كالمغرب وتونس.
  4. البلدان الأكثر تخلفا: خاصة دول أفريقيا السوداء.
إن التنمية البشرية في العصر الحاضر، باتت إحدى أكبر الرهانات والتحديات أمام الدول الفقيرة والغنية كذلك، حيث كشف هذا المؤشر عن حقيقة أن وفرة الناتج الداخلي الخام والاقتصاد المزدهر لأمة من الأمم، لا يعكس بالضرورة أنأبناء هذه الأمة يتمتعون بحياة كريمة ومستوى معيشي مقبول، وكذلك الحال مع أغلب الدول ذات الاقتصاد الريعي. وهذهالنقلة غيرت الكثير في المنظور العالمي للتنمية والمخططات الحكومية للدول على أرجاء البسيطة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ