كتابة :
آخر تحديث: 29/10/2019

نصائح للتعامل مع مرحلة النفاس

مرحلة النفاس هي مرحلة ما بعد الولادة مباشرة والتي تستمر لأسابيع والتي تتميز بتغيرات على مستوى جسد ونفسية الأم، لهذا وجب التأكيد على ضرورة العناية بصحة الأم والطفل حتى تمر هذه المرحلة بسلام ولا تخلف عواقب على كليهما. لأجل هذا نقدم لكم مجموعة من النصائح للتعامل مع مرحلة النفاس.
نصائح للتعامل مع مرحلة النفاس

أنواع تغيرات مرحلة النفاس

تُعرف الأسابيع الستة الأولى بعد الولادة بفترة النفاس. تتميز هذه الفترة بعدد من التغيرات منها نفسية و جسدية تمر منها الأم.

التغيرات النفسية تتمثل في حدوث التقلبات الهرمونية و إضطراب المشاعر، من فرح لوجود طفل جديد والشعور بكآبة النفاس، كذلك التكيف مع المسؤولية الجديدة وهي الأمومة خصوصا إذا كانت الولادة الأولى.

أما التغيرات الجسدية تتمثل في إنقباضات بسيطة خاصة عند الرضاعة الطبيعية، لأن الرحم يعود إلى حجمه الطبيعي قبل الحمل، والشعور بآلام جرح الولادة بالنسبة للعملية القيصرية.

نصائح للتعامل مع مرحلة النفاس

بما أن فترة النفاس تحتاج إلى الكثير من الإهتمام والرعاية، يجب عليك إتباع مجموعة من النصائح والتوجيهات المهمة التي ستساعدك في التعامل مع تلك الفترة.

الراحة والنوم

تعتبر الراحة ضرورية جدا للأم فى مرحلة ما بعد الولادة، خاصة في الأسبوع الأول. ذلك لأنها تساعد على الشفاء. كما أن أخذ قسط كاف من النوم له دور مهم للعناية بالمولود.
قد تعتقد بعض النساء أن النوم مدة قليلة أفضل لرعاية الطفل لكن هذا خاطئ، أطلبي من زوجك أو أحد أفراد عائلتك الإعتناء بالرضيع وتمتعي ببعض النوم.

كذلك يجب عدم الإسراع في القيام بالأعمال المنزلية الشاقة مثل رفع الأشياء الثقيلة خصوصا في حالة الولادة القيصرية، لأن الجرح يحتاج وقت أطول للشفاء عكس الولادة الطبيعية.

الرضاعة الطبيعية

دائما ما تُنصح الأم ببدء الرضاعة الطبيعيّة بعد الولادة مباشرةً، لما لها من فوائد عظيمة للأم و الطفل أيضا. فهي تساعد على عودة الرحم إلى حجمه الطبيعي لذلك قد تشعر الأم ببعض الانقباضات والتقلصات في الرحم. كما تُقلّل من النزيف بفضل هرمون الأوكسيتوسين الذي يُفرزه الجسم خلال فترة الرّضاعة . من شأنها أيضا التقليل من الإضطرابات الهرمونية التي تحدث في الجسم بعد الولادة.

كما أن للرضاعة الطبيعية فوائد على الطفل، لكونها تقيه من الإصابة بالعديد من الأمراض كالإصابة بفيروسات المعدة، وأمراض الجهاز التنفّسي، والتهاب الأذن، والتهاب السحايا. يمكن أيضا أن تقلّل من خطر الإصابة بسرطان الدم وأمراض القلب والسكري. وتقي الطفل أيضا من متلازمة موت الرضع المفاجئ.

العناية بجرح الولادة

قد تعتقد بعض النساء أن الولادة الطبيعية لا يوجد بها جرح، لكن هذا الإعتقاد خاطئ ففي الولادة الطبيعية يمكن أن يحدث تمزق جزء صغير ما بين فتحة المهبل والشرج يسمى (شق العجان). ذلك لتسهيل عملية الولادة خاصة إذا كانت اﻷم لا تستطيع الدفع بشكل قوي أو أن رأس الجنين أو حجمه أكبر من اللازم.

يتم الإعتناء بجرح الولادة الطبيعية بالإهتمام بنظافة منطقة المهبل وتجفيفها لمساعدة الجرح على الشفاء بسرعة، كذلك تغيير الفوط الصحية باستمرار. كما أن القيام بتمارين الحوض أو ما يسمى تمارين كيجل تساعد على زيادة تدفق الدم إلى تلك المنطقة وتعجيل عملية التئام الجرح الذي يستمر من ثلاثة إلى أربعة أسابيع بعد الولادة.

أما جرح العملية القيصرية فهو يحتاج إلى عناية أكبر حتى لا تحدث أي مضاعفات بعد العملية. يأخذ جرح القيصرية من أربعة الى ستة أسابيع ليلتئم، لذلك يجب أن تكون الأم حريصة فى حركتها ولا تقوم بالأعمال المنزلية أو حمل شئ ثقيل. كما يجب مراقبة الجرح بإستمرار والعناية به حتى لا يصاب بالعدوى ومن علامات هذه العدوى زيادة الألم، الحمى، إحمرار أو صديد في الجرح، إفرازات مهبلية كريهة، ألم أو تورم فى الساق.

الإهتمام بالتغذية

خلال فترة النفاس يجب على المرأة التركيز على التغذية الصحية السليمة، لتفادي المشاكل الناتجة عن سوء التغذية ونقص العناصر الغذائية. لأن الطفل يحتاج إلى أم سليمة وعلى أتم الإستعداد للرضاعة الطبيعية. لذلك يجب الاهتمام بتناول غذاء متوازن يشمل كافة الفيتامينات والمعادن الضرورية للطفل.

يجب أن يتوفر الغذاء على الخضر والفواكه والدواجن والأسماك، البقوليات، الحليب ومشتقاته. كما أن تناول الأطعمة الغنية بالألياف ستمد الأم بالطاقة اللازمة، كما أنها تحميها من الإصابة بالإمساك. كذلك يجب التركيز على تناول الأغذية الغنية بالحديد كاللحوم، الخضر الورقية، الكبد… لتعويض الدم المفقود خلال عملية الولادة وفترة النفاس.

ولا ننسى شرب كمية كافية من الماء تقريبا 2.5 لتر يوميا، لتعزيز إفراز الحليب وتعويض السوائل التي فقدها الجسم. قد تحتاج المرأة إلى تناول المكملات الغذائية مثل فيتامين D ومكملات الحديد خاصة إذا كانت تعاني من فقر الدم الناتج عن نقص الحديد.

العناية بالثدي

من الشائع جدا أن تُعاني الأم من آلام الثدي كتشقق الحلمة أو إلتهابها واحتقان الثدي بعد الولادة، وخلال الرضاعة الطبيعيّة.

يمكن التقليل من الاحتقان بإرضاع الطفل من كلا الثديين في كل مرة، أو شفط القليل من الحليب عند ثقل الثدي. أما بالنسبة لتشقق الحلمة يجب التأكد من أن الطفل يمسك الثدي بشكل صحيح، ودهن الحلمات بزيت الزيتون أو المرطبات الخاصة بذلك بعد كل رضعة.

التعامل مع إكتئاب ما بعد الولادة

الكثير من النساء ليس لديهن علم بقابلية إصابة المرأة بالاكتئاب ما بعد الولادة، وهو أمر لايستهان به. فمن الوارد أن تمر المرأة بتقلبات في المزاج بسبب الإرهاق والتعب وقلة النوم وعدم استقرار الهرمونات.

مما قد يسبب عدم الرغبة في إرضاع الطفل أو الرغبة في البكاء، الرغبة في العزلة والجلوس لوحدك. إذا ظهرت هذه الأعراض فمن الممكن أن يكون اكتئاب ما بعد الولادة ومن المهم لكِ استشارة الطبيب النفسي لتقييم وضعك و لمساعدتك على تخطي هذه المرحلة.

العلاقة الحميمية

يُفضل في فترة النفاس التي تستمر عادة 40 يوما عدم ممارسة العلاقة الحميمية، وذلك حتى يلتئم جرح الولادة سواء في الولادة القيصرية، أو في حالة الولادة الطبيعية.

الإهتمام بالنظافة الشخصية

بعد الولادة يجب على المرأة أن تحافظ على صحتها ونظافتها الشخصية، وألا تتعرض للبرد الشديد أثناء فترة النفاس.

يجب تنظيف منطقة المهبل بشكل مستمر حتى لا يتعرض للإلتهابات. وكذلك استخدام الفوط الصحية السميكة التي لا تسبب الالتهاب.

بالرغم من أهمية العناية بالطفل حديث الولادة إلا أن عناية الأم بصحتها النفسية والجسدية له دور أكبر . فالصحة النفسية والجسدية للأم تساعدها على العناية بالمولود وتوفير العناية التي يحتاجها.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ