هل الحب موجود في الإسلام؟ وما مفهومه في السنة النبوية؟
ما هو الحب؟
قبل أن تتعرف الإجابة على هل الحب موجود في الإسلام ينبغي عليك أن تعرف ما هي حقيقة الحب والحب معناه:
- عبارة عن مجموعة من المشاعر والأحاسيس القوية التي تتميز بتعقدها وينتج عنها قيام المحب بالعديد من التصرفات التي يتم نسجها بعواطف جياشة تتحكم في الفرد وتسيطر على كيانه وجميع احساسيه.
- كما أن هذه المشاعر القوية تجعل الشخص الذي يحبه يشعر تجاهه ومودة وألفة كما أنه تجعله يحترمه ويحافظ عليه ويجعل حساب لمشاعره ويريد أن يحقق له السعادة بكل السبل وليس هذا فقط فن الذي يقع في الحب يسعى جاهدا إلى حماية حبيبه من الأخطار التي يمكن أن تهدد حياته.
- وتجدر الإشارة إلى أن الحب لا يقتصر على حب البشر لبعضهم بل إنه يشمل أيضا حب الإنسان للحيوان الأليف مما يجعله من خلال هذه المشاعر يقدم له الرعاية الكاملة والاهتمام به.
- كما أنه يسعى لحمايته والحفاظ عليه من الأخطار التي قد تضر به، كما أن الحب أيضا يمكن تعريفها بأنها عبارة عن شعور داخلي خاص بالفرد كحب الاستقلال وبناء الكيان الفريد والشخصية المميزة كما يمكن تعريفه بأنه حب الشخص لذاته والعمل على تطويرها نتيجة هذا الحب لها.
تعريف الحب في الإسلام
يتميز الإسلام بمميزات خاصة في بناء شخصية الفرد وتربية الذات الإنسانية، إذ يبني هذه الذات بطريقة عملية بحيث يضمن في تكونيها مراعاة الجانب المادي والجانب الروحاني بحيث لا يطغى أي جانب على الآخر فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز:
" ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير".
- كما أن الدين الإسلامي أثناء بناء الشخصية الإنسانية يراعي أدق المشكلات التي يمكن أن تواجه الشخصية الإنساني بحيث يتمكن الإسلام من إخراج النفس من حالات الضيق والكدر التي تمر بها النفس الإنسانية إلى حالة من السعة واستقرار النفس.
- ومن الجدير بالذكر أن مشاعر الحب من الأشياء الهامة التي لا يمكن للفرد أن يستغني عنها وذلك لأن كل فرد يبحث عن الاستقرار النفسي وعادة ما يحصل الفرد على الاستقرار النفسي من خلال إشباع الجانب الروحي الذي يتمثل في مشاعر الحب.
- لذلك حرص الدين الإسلامي على وضع ضوابط محكمة لهذه المشاعر بما يضم للنفس الإنسانية تحقيق سعادتها.
هل الحب موجود في الإسلام؟
إجابة على سؤال " هل الحب موجود في الإسلام؟" بالطبع أن الحب في الإسلام موجود كما أنه يوجد على أنواع عدة ومن أبرز أنواعه ما يلي:
حب الله وحب رسوله:
- تعد محبة الله ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم شرطا من شروط الإيمان كما أن محبتهما من الأمور التي فرضها الله تعالى على كل مسلم وجعل محبته لا يكتمل إيمان المسلم إلا بها ومن ثم فإن هذه المحبة يترتب عليها وجوب الامتثال لأوامر الله ورسوله وتجنب معصيته وإن حدث وارتكب ما يعصي الله ورسوله كان هذا دليلا على فساد إيمانه ومن الأدلة التي تؤدي ذلك ما جاء في كتاب الله عز وجل:
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ).
- وما جاء في السنة النبوية حيث قال صلّى الله عليه وسلّم-: (لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ).
حب المؤمنين الصالحين وعلماء الدين:
- تعد محبة المؤمنين الصالحين وعلماء الدين من الأمور الواجبة على كل مؤمن وذلك لأنه محبتهم تعد من أفضل القربات والعبادات التي بها يتقرب العبد إلى ربه ومن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تدل على مشروعية هذا النوع من الحب.
- قوله صلى الله عليه وسلم "ثَلَاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَدَ حَلَاوَةَ الإيمَانِ: أنْ يَكونَ اللَّهُ ورَسولُهُ أحَبَّ إلَيْهِ ممَّا سِوَاهُمَا، وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلَّا لِلَّهِ، وأَنْ يَكْرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ كما يَكْرَهُ أنْ يُقْذَفَ في النار"
حب الزوجة والأولاد:
- يعد حب الزوجة والأولاد من أنواع الحب التي تزرع في قلب كل مسلم بالفطرة حيث أن الفرد بطبيعته يميل إلى أن يسكن إلى زوجة صالحة بالفطرة وان من الله تعالى على هذه الزوجة بالجمال ونعمة الدين والأخلاق الكريمة.
- كان كل ذلك سبب في زيادة محبة الرجل لها وكذلك إذا منحها الله تعالى ولدا صالحا فإن والديه يحبونه حبا شديدا ويتمنون له الخير وهذا الحب يكون حب عن طريق الفطرة.
حب الوالدين والأقارب:
- عادة ما يولد الإنسان وينمو في كنف والديه ويكن له في جميع مراحل حياته مشاعر الحب وذلك بسبب إحسانهما إليه وحنوها عليه كما أن الولد يحب والديه بسبب أنهم يقومون بتلبية جميع احتياجاته منذ أن كان صغيرا ولا يزالون يقدمون له الكثير حتى بعد أن أصبح يافعا ويتمكن من تحمل المسؤوليات.
حب كل ما يحبه الله سبحانه وتعالى:
- وهذا النوع من الحب يجعل المرء يدخل في ملة الإسلام ويترتب على هذا الحب أن يكون هذا الفرد محبا لله تعالى ويفعل الأشياء التي تقربه من الله سبحانه وتعالى ويحظى برضاه علما بأن أنه كلما زادت محبة كل ما يرضي الله سبحانه وتعالى في قلب العبد كلما ازدادت مكانته عند الله سبحانه وتعالى ومحبتها الله تعالى له.
- الحب في الله ولله:
- يترتب على محبة العبد لكل ما يحبه الله سبحانه وتعالى الحب لله والحب في الله وقد وعد سبحانه وتعالى الأشخاص المتحابين في الله بأنهم من السبعة الذين يظلهم الله تعالى بظله يوم لا ظل إلا ظله في اليوم الآخر.
- حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح" سبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ) وذكر من هؤلاء السبعة (وَرَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ).
الحب في السنة النبوية
اهتم الإنسان بقلب المسلم كما قام بالاهتمام بعقله وجسده فقد حث الإسلام على طلب العلم وذلك لأن العلم غذاء العقل وأباح للمسلم أن يتناول الطيبات مما لذ من الطعام والشراب وذلك لأن ذلك غذاء الجسد كما أن الإسلام قد قام بضبط مشاعر الإنسان بكيفية معينة ترضي الله ورسوله ومن الأدلة على مشروعية وجود الحب في الإسلام ما ورد من أحاديث والتي منها ما يلي:
- روى البخاري عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أنّه قال: (قِيلَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الرَّجُلُ يُحِبُّ القَوْمَ ولَمَّا يَلْحَقْ بهِمْ؟ قالَ: المَرْءُ مع مَن أحَبَّ).
- روى ابن حبان عن الأشجّ العصري -رضي الله عنه- قال له رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ فيكَ لَخَصْلتَيْنِ يُحِبُّهما اللهُ ورسولُه قال: ما هما؟ قال: الأناةُ والحِلْمُ)
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_16635