كتابة :
آخر تحديث: 17/04/2022

ما هي آنواع آليات الدفاع النفسي؟ وما هي آلية عملها؟

لا يدرك الكثير من البشر عن أنواع آليات الدفاع النفسي التي يقومون بها لتجنب التفاعل مع حدث غير جيد أو الاندماج مع هذا الحدث، لأن معظم هذه الآليات تتم بشكل غير واعي. لذا سنتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن أنواع آليات الدفاع النفسي، العقل الباطن للإنسان يعمل بشكل غبي وذكي في نفس الوقت، فهو غبي لأنه لا يفلتر نوعية الأفكار التي تتخزن بداخله، وذكي لأنه يحمي الإنسان من الأمور غير الجيدة مثل التعرض لموقف صادم.
ما هي آنواع آليات الدفاع النفسي؟ وما هي آلية عملها؟

ما هي آلية الدفاع؟

قبل التعرف على أنواع آليات الدفاع النفسي يجب أولا معرفة ما هي آلية الدفاع أو ما يطلق عليها في علم النفس الحيلة الدفاعية، ويقصد بتعريف الحيلة الدفاعية ما يلي:

  • أول من اكتشف الحيل الدفاعية أو آليات الدفاع النفسي عند الإنسان هو العالم النفسي الشهير سيجموند فرويد.
  • الحيلة الدفاعية أو آلية الدفاع النفسي هي طريقة يستخدمها الشخص الواقع تحت صدمة أو أزمة ما من أجل أن يشعر بالراحة والأمان.
  • كما أن الحيلة الدفاعية تجعل الشخص مبتعدا كل البعد عن النظر للأمور بشكل غير واقعي أو غير منطقي، ومن ثم يكون الشخص غير قادر على إيجاد حلول منطقية المشكلة أو الأزمة التي يعيشها.
  • هذا بالإضافة إلى أن الحيلة الدفاعية هي آلية يقوم بها الشخص بشكل لا وعي أو لا شعوريا، بمعنى أن العقل الباطن هو الذي يقوم بها وقت وقوع الشخص تحت صدمة ما.
  • كنوع من أنواع الإنقاذ لحياة هذا الشخص، وعمل توازن نفسي له لكي يستمر في الحياة أثناء وقوعه تحت هذه الصدمة.
  • ولذلك يقال عن الحيل الدفاعية التي يقوم بها الإنسان أثناء الأزمات هي عبارة عن مسكن للألم النفسي أو البدني الذي يشعر به الشخص، نتيجة وقوعه في أزمة أو مشكلة كبيرة، ولكن هذه الحيل الدفاعية لا تعالج هذه المشكلة من الجذور أو من الأساس.
  • فالوظيفة الأساسية للحيل الدفاعية هي إخفاء الألم النفسي عن وعي الشخص، وبمجرد أن يقوم الشخص بالتصالح أو التحرر من هذه الحيل الدفاعية يبدأ شعوره بالألم النفسي المختفي وراء هذه الحيل الدفاعية في الظهور.
  • ومن ثم يبدأ الشخص في التفاوض مع هذا الألم، والتحرر منه حتى يرتاح نفسيا وبدنيا.
  • يجب العلم أن التحرر من الحيل الدفاعية وما تخفيه من ألم نفسي ورائها لن يكون بالأمر السهل أو البسيط بل هو أمر مؤلم للغاية، ويحتاج أن يتوجه الشخص إلى طبيب مختص يساعده في التحرر من هذه الآلام النفسية حتى يستعيد توازنه العاطفي والنفسي.

أنواع آليات الدفاع النفسي

توجد أكثر من آلية دفاع يقوم بها الإنسان عندما يكون تحت ضغط كبير أو يشعر بالقلق والتوتر الشديد، ومن ضمن هذه الآليات:

أولا: الرفض

  • يعتبر الرفض واحدا من أشهر أنواع آليات الدفاع النفسي التي يقوم بها الإنسان بشكل لا شعوري.
  • كنوع من أنواع التخدير عند حدوث موقف مفاجئ أو مؤلم للشخص.
  • فمن خلال الرفض يرفض الشخص أو ينكر عقله أو الإيجو الخاص به أمر معين أو حقيقية صادمة تعرض لها الشخص مهما كانت هذه الحقيقة.
  • بمعنى هل هي حقيقة كان الشخص يجهلها أم أنها حقيقة معروفة بالنسبة له، ولكن بشكل مختلف عما تعرض له.
  • ويقوم الشخص المصدوم باتباع تلك الحيلة الدفاعية من أجل إنكار الغمر العاطفي الذي يتعرض له وقت الصدمات والأزمات.
  • حيث تكون المشاعر الناتجة عن الصدمة متأججة بشكل كبير مما يصعب على الشخص التعامل معها.
  • ويقوم الشخص برفض الصدمة أو الحقيقة التي تعرض لها أو اكتشفها من أجل تفادي الشعور أو التعامل مع المشاعر المؤلمة الناتجة عن الصدمة.

ثانيا: الكبت

  • يعتبر الكبت واحدا من الحيل الدفاعية التي يقوم بها الإنسان المصدوم، والتي من خلالها يتجنب الشخص التعرض لموقف سيء.
  • أو أي فكرة أو شعور سلبي يذكر بموقف أو صدمة معينة تعرض لها في الماضي.
  • ويكون ذلك بسبب اعتقاد الشخص أن هذا الأمر سينسيه صدمته الأساسية أو التي يتهرب من مواجهتها.
  • ولكن هذا الاعتقاد خاطئ، فالهروب ليس حلا للمشكلات بل يزيد الأمر سوءا.
  • وفي حال تفاقمت مشاعر الصدمة في العقل اللاواعي للشخص، فآجلا أو عاجلا سيتعرض الشخص لموقف مشابه للصدمة القديمة.
  • حتى يتحرر من مشاعر هذه الصدمة، ومن الممكن أن يتأثر الشخص على الصعيد النفسي والجسدي في حال ظل هاربا من مواجهة مشاعر الصدمة.
  • بالإضافة إلى أنه ستتأثر معظم جوانب حياته من هذه الصدمة خاصة جانب العلاقات.

ثالثا: التبرير

  • يستخدم هذه الآلية النفسية الدفاعية الأشخاص الذين لديهم شعور عال بالعظمة أو الكبر والغرور.
  • حيث يبدأون في تبرير كل أفعالهم السيئة تجاه الآخرين أو تجاه أنفسهم من أجل تخفيض أهمية الحدث.
  • أو جعل الحدث أقل تأثيرا عاطفيا ونفسيا عليهم، ومع الوقت يصدق هؤلاء الأشخاص أنفسهم أنهم بالفعل لا يؤذون أنفسهم أو الآخرين.
  • بل أنهم ضحايا للظروف أو الحياة أو الآخرين، ويقوم الشخص بهذه الحيلة الدفاعية بشكل لاواعي منه.

رابعا: الانعزال

  • في الكثير من الأحيان يقوم الشخص الذي تعرض لصدمة ما أو موقف مؤلم نفسيا بالانعزال عن الآخرين.
  • أو كما يطلق عليه البعض الانطواء أو الانسحاب من العالم المادي إلى عالم آخر يصنعه الشخص في خياله.
  • يجب التفرقة هنا بين الشخص الانطوائي بطبعه وبين الشخص الذي كان يحب الانخراط مع الآخرين، وبعد حدوث أمر صعب له انعزل.
  • أو قرر الانعزال عن الناس كنوع من أنواع الحيل الدفاعية التي يقوم بها هذا الشخص حتى لا يكون في حالة صراع نفسي مع المحيطين به.
  • أو أن يتذكر من خلال الجلوس معهم الصدمة التي تعرض لها، بمعنى أنه من الممكن أن تكون هناك علاقة بين أحداث الصدمة وبين المحيطين بهذا الشخص.
  • ويبدأ هذا الشخص في ترديد بعض العبارات بينه وبين نفسه بخصوص عزلته مثل البعد عن الناس غنيمة.
  • ومن الممكن أن يصاب الشخص فيما بعد بسبب العزلة بمرض نفسي يسمى الفصام.
  • وهو مرض ينعزل فيه الشخص عن العالم الخارجي، ولا يستطيع القيام بمهام يومه أو عمله، وتبدأ حالته المادية والنفسية في الانهيار شيئا فشيئا.
  • ولذلك من المهم جدا أن يطلب هذا الشخص المساعدة من أحد المختصين حتى يخرج من هذه الحالة قبل أن تتفاقم.
كانت هذه بعض المعلومات الخاصة بأنواع آليات الدفاع النفسي التي يقوم بها أي شخص يقع تحت تأثير صدمة قوية أو يعيش فترة صعبة في حياته، ويقوم بها هذا الشخص بشكل لاواعي حتى يشعر بالراحة النفسية من خلال تجنب مواجهة مشاعر مؤلمة ناتجة عن التعرض لصدمة، ويجب على الشخص المصدوم أن يتوجه فورا للطبيب المختص من أجل أن يحرر الآلية الدفاعية النفسية التي يقوم بها من أجل خروج المشاعر السلبية المختفية ورائها، والتحرر منها حتى لا تؤثر سلبا على حياة الشخص أو على صحته النفسية والبدنية.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ