آخر تحديث: 07/03/2022
تعرف على اضطراب البارانويا أو الشخصية النرجسية
اضطراب البارانويا هو اضطراب نفسي يطلق عليه البعض اضطراب جنون العظمة، وهو اضطراب يشعر فيه المريض بأنه إنسان عظيم ليس له مثيل وأن كل من حوله أقل منه في الذكاء والحكمة، ولهذا سنتحدث في هذه المقالة وفي موقع مفاهيم عن هذا الموضوع بالتفصيل.
وإذا كان الإنسان يصف نفسه بأنه إنساناً متميزاً له قدرات كبيرة، وهذا الوصف يستند إلى أسانيد حقيقية مثل الحصول على بطولات دولية في مجال معين، فيصف الإنسان نفسه على أنه بطل العالم في لعبة معينة، معتقداً في نفسه أنه أفضل لاعب في العالم في تلك اللعبة، فإن هذا لا يعد مرضاً نفسياً، ولكن المرض النفسي هو الاعتقاد الخاطئ الغير مستند لأسانيد حقيقية بالأفضلية على الجميع، وأنه وحده صاحب العقل الراجح، ولكن علماء النفس على جانب آخر يؤكدون على أن الشعور بتقدير الذات لا يعد مرضاً في بعض الأوقات، فما هو اضطراب البارانويا؟ هذا ما يحاول موقع مفاهيم مناقشته في تلك المقالة.
جدول المحتويات
مواصفات الشخص المصاب بمرض اضطراب البارانويا
- مصطلح البارانويا هو مصطلح قديم جداً في علم النفس، وهو يشير إلى الشخص الذي يرى نفسه أفضل شخص في العالم، وهذا الاعتقاد لا أساس له في الواقع، ولكنه شعور زائف، فهذا الاعتقاد بعيد كل البعد عن صفاته الواقعية وإمكانياته الحقيقية، ولكنه رغم ذلك لا يصدق الواقع ويعيش في خيالاته المريضة.
- يفكر أن عقله أفضل عقل في العالم، وأن كلماته هي أفضل كلمات في أي مجال، وأن كل الناس تتآمر عليه لذكائه المفرط، لا مجال للاعتراض على كلماته، فإذا اعترضت على كلماته إما أنك اقل منه في مستوى الذكاء، أو أنك تغير منه وتتآمر عليه.
- في العصر الحديث يطلق على المريض باضطراب البارانويا مسمى آخر هو الشخصية النرجسية، فهم وجهين لعملة واحدة، وهي الشخصية التي تحمل تلك الصفات.
- وهو من جهة أخرى شخصية ترفض التعاون مع الآخرين، وإذا ما قبل بالتعاون معك فسيكون لك دوراً واحداً فقط وهو أن تكون بلا رأي وبلا شخصية كل دورك هو إظهاره فقط في دور البطولة، أما انت فتظل العمر كله خادماً له لا أكثر.
- لا مجال لديه لتبادل الخبرات والآراء والنزول على أفضل رأي، فهو كمدير للعمل شخصية مسيطرة لأبعد الحدود، يحتقر أي رأي جديد، ويراه بلا قيمة، ويرى نفسه وحده صاحب الآراء القيمة التي يجب على الجميع تنفيذها بدون مناقشة، ولهم الشرف والفخر أنهم ينفذون آرائه القيمة.
أسباب الشخصية النرجسية
- قد يتساءل البعض عن أسباب الشخصية النرجسية، فهل هي موروثة أم أنها مكتسبة، ولكن علماء النفس يؤكدون على أنها من سمات الشخصية التي يولد بها الشخص، فشعور الإنسان بذاته أمر محمود ومطلوب في علم النفس، ولكن صاحب الشخصية النرجسية لديه تضخم في شعوره بذاته.
- فهو شخصية قد تحمل بعض الصفات المميزة مثل جمال في سمات الشكل، وتميز في بعض المجالات، ولكن لدى الشخصية النرجسية تضخيم في السمات الإيجابية، فهي تظن أنها أجمل سمات شكلية وأفضل شخصية في مجالها، وأن المعترضين عليها لا يرتقون لمستواها الرفيع.
- وعلماء النفس يؤكدون أن قليل من النرجسية مطلوب، فشعور الإنسان بأنه ذكي ولديه المواهب الكبيرة شعور مهم جداً في تدعيم الإنسان لذاته واستغلاله لمواهبه، ولكن صاحب الشخصية النرجسية يبالغ في رؤية ذاته ويضخمها فتنقلب من صفة محمودة إلى صفة مدمرة له ولمن حوله.
معاناة المتعاملين مع الشخصية النرجسية أو المصابين باضطراب البارانويا
- يؤكد علماء النفس على أن المتعاملين مع الشخصية النرجسية يعانون معاناة شديدة، فالشخصية النرجسية تصر دائماً على تصدير رسالة واحدة لكل المتعاملين معها بأنهم عديمي القيمة، وأنهم بلا فائدة، وأنهم بدونه لا يصلحون لأي شيء.
- فالشخصية النرجسية ترسل رسائل دائمة أخرى لمن حولها بأنها نادمة على التعامل مع تلك الشخصيات عديمة الفهم وعديمة القيمة، وأن مكانها ليس في هذا المكان ولكن في مكان آخر يقدر تلك المواهب الفذة.
مريض البارانويا وتعامله مع أولاده
- المريض باضطراب البارانويا لا ينظر لأولاده على أنهم مشروع حياته الذي يقدمه للمستقبل، فهو في نظر نفسه له الأولوية في كل شيء حتى على أولاده، فإن كان هناك ما يجب شراؤه للأولاد وكان أساسياً وله هو شيء ثانوي يمكن تأجيله، فهو لا يستطيع تأجيل نفسه، فنفسه مقدمة على الجميع حتى على أولاده.
- حتى أنه في طريقة المأكل والمشرب، اختياراته هو المقدمة ولها الأولوية على الجميع، ليس هناك ولد أو بنت لهم رأي يعلوا على رأيه، وليس هناك أي أحد له أن يعدل على سلوكياته واختياراته سواء له أو لأولاده، لا مناقشة ولا تبادل للآراء.
- وبالتالي أولاده يعانون من قلة نسبة تقدير الذات لدى أنفسهم، وعدم شعورهم بوجودهم في أسرتهم، لذلك قد يبحثون عن مجال آخر خارج الأسرة ليعبرون فيه عن أنفسهم بعيداً عن مناخ الأسرة الذي لا يسمح بظهور شخصياتهم ومواهبهم ولكن يسمح فقط بظهور الأب وحده فقط.
هل يستطيع مريض البارانويا تبادل الحب؟
- يؤكد علماء النفس على أن مريض النرجسية أو المصاب بمرض البارانويا يحب من يمدحه ويوضح مميزاته، فإذا ما أظهرت أحد النقائص أو العيوب أو الأخطاء حتى ولو كانت عابرة، انقلب الحبيب إلى عدو فجأة.
- فالشخصية النرجسية لا تقبل النقد أو اللوم أو العتاب، لا يستطيع مبادلة الحب لمن ينتقده، فهو يحب من يظهر له الحب فقط، ولا يعرف التضحية لمن يحب، بل أنه يطالب من يحبه دائماً بالتضحية له بكل شيء، لأنه يستحق كل شيء، والآخرين لا يستحقون أي شيء، ويكفي أنه سمح لهم بأن يكونوا معه.
- لديه شعور دائم بالاضطهاد والتآمر ممن حوله، لأنه لا يرضى أبداً بما يقدمه له الآخرون من احترام وتقدير، ويريد دائماً المزيد من كل شيء.
- وفي حالة توقف الحبيب عن مدحه ولو لبعض الوقت، يبحث عن شخص آخر يعطيه ما يحتاجه من مدح واهتمام، وإذا توقف الشخص الآخر عن مدحه ولو لبعض الوقت، بحث عن شخص آخر يمدحه، فهو لا يستطيع العيش بدون أن يبدي الآخرين إعجابهم الشديد به.
فارق مهم في درجات النرجسية
- يؤكد علماء النفس على أن الشخصية النرجسية لها درجات، فهناك بعض الدرجات التي لا تؤذي من حولها ولكنها تشعر دائماً بثقة كبيرة في ذاتها بشكل متضخم، فهذا يطلق عليه شخصية نرجسية، أما إذا ما امتد هذه الشعور حتى أنه يأذي به الآخرين فإنه في تلك الحالة ينقلب من نوع للشخصية لاضطراب في الشخصية يستوجب العلاج.
- ويؤكد علماء النفس على أن معايشة الشخصية النرجسية شيء يحتاج لشخصية متزنة جداً وذلك لصعوبة التعامل مع الشخصية النرجسية على المدى الطويل، لأن صاحب الشخصية النرجسية يريد دائماً أن يكون هو الأول قبل كل شيء ولا أحد يأتي بعده في أي شيء، والكل خادمون له فقط، ورغم تقديم كل شيء له، إلا أنه يشعر أنه دائماً يأخذ أقل من حقه ولا أحد يشعر بقيمته.
وختاماً فإن اضطراب البارانويا أو النرجسية له آثاره المدمرة على نفسه وعلى من حوله، ويجب التعامل معه بحذر حتى لا يصيبك عزيزي القارئ أي ضرر من التعامل معه.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_16071
تم النسخ
لم يتم النسخ