كتابة : Sara
آخر تحديث: 16/11/2021

ما هي ظاهرة الاحتراق الذاتي؟ وما هي أسباب حدوثها؟

تعتبر ظاهرة الاحتراق الذاتي للبشر من الظواهر الغامضة التي لم يجد لها العلماء تفسيرا معينا حتى الآن، إلا أن بعض العلماء وضعوا بعض النظريات أو الأسباب الخاصة بهذه الظاهرة، ولكنها ليست الأسباب الأكيدة لها.
تعتبر هذه الظاهرة من الظواهر المخيفة والمرعبة التي واجهت البشرية حتى الآن، حيث تشتعل النيران فجأة في جسد الإنسان حتى يصبح جثة متفحمة في غضون دقائق، وقد أودت هذه الظاهرة بحياة الكثيرين منذ سنوات عديدة، ولم يجد العلماء تفسيرا واضحا لها حتى الآن، إلا أنهم اجتهدوا في وضع بعض النظريات التي تفسر حدوث هذه الظاهرة.
ما هي ظاهرة الاحتراق الذاتي؟ وما هي أسباب حدوثها؟

ما هي ظاهرة الاحتراق الذاتي؟

قام العلماء بتعريف هذه ظاهرة على أنها اشتغال الجسم من تلقاء نفسه دون أن يتعرض لمصدر حراري.

أو أي مصدر خارجي آخر يتسبب في اشتعال هذا الحريق بالجسد.

كما أن الجسد يحترق ذاتيا وهو بعيد تماما عن أي مصدر قابل للاشتعال، حيث يحترق الجسد بالكامل فيما عدا الأطراف.

بالإضافة إلى أن عظام الجسد تحترق وتذوب تماما من شدة درجة الحرارة التي تحرق الجسد ذاتيا.

حيث تتراوح درجة هذه الحرارة ما بين 2500 إلى 3000 درجة مئوية.

والغريب في الأمر أن أطراف الجسد لا تمسها هذه النيران أبدا، ويحترق الجسد بأكمله من الداخل والخارج، وتبقى هذه الأطراف سليمة.

نبذة عن ظاهرة الاحتراق الذاتي

كان الظهور الأول لهذه الظاهرة في عام 1637م حيث كانت سيدة، واتهمت السلطات زوجها بقتلها.

لكن المحكمة في نهاية الأمر اقتنعت أن سبب موتها هو احتراق جسدها ذاتيا، حيث كان لا يوجد مبررا واضحا أو سببا معينا لقتل زوجها لها.

نُشرت هذه القضية في كتاب العالم الفرنسي يوناس دوبونت، والذي كان يوجد به العديد من الدراسات الخاصة بظاهرة احتراق الجسد ذاتيا.

تم تشخيص حالات احتراق الجسد ذاتيا بشكل رسمي مع بداية القرن السابع عشر الميلادي.

حيث ذكر هذا الأمر في تقارير بعض المستشفيات في دول أوروبا، كما أن عدد الحالات المتوفاة بسبب هذه الظاهرة حتى نهاية القرن الماضي تصل إلى 250 حالة.

يقول العالم البيولوجي لوريان فورد أن ظاهرة الاشتعال الذاتي للجسد تُحدث ألما كبيرا به.

وذلك بسبب وجود الكثير من مستقبلات الألم في الجسم، والتي تتسبب في شعور الشخص بهذا الألم الشديد أثناء الاحتراق.

أسباب حدوث الاحتراق الذاتي

قام العلماء بوضع الكثير من النظريات التي تفسر ظاهرة احتراق الجسد ذاتيا، والتي منها:

نظرية لوريان فورد

  • لوريان فورد هو عالم جيولوجي، وأستاذا في جامعة ليسيستر، حيث قام بالعديد من الدراسات الخاصة بهذه الظاهرة.
  • ووجد أن السبب الرئيسي وراءها هو ارتفاع مستوى مادة الأسيتون في الجسم.
  • وأوضح أن هذه المادة تزيد أو تتراكم بالجسم عندما يكون الشخص مدمنا للمشروبات الكحولية.
  • وعند مستوى معين من الإدمان تكون هذه المادة مهيأة للاشتغال، حيث تكون متراكمة في الخلايا الدهنية بالجسم.
  • والسبب وراء اشتعالها هو سيجارة كان يشربها المدمن أو اقترابه من أي مادة قابلة للاشتعال قامت بتحفيز مادة الأسيتون في الخلايا الدهنية.
  • وجعلتها تشتعل، ومن ثم بدأ الجسم هو أيضا في الاشتعال حتى يصبح الشخص رمادا فيما عدا أطرافه.
  • لكن الكثير من العلماء لم يقتنعوا بهذه النظرية ونفوا صحتها تماما، إلا أن فورد يصر عليها.
  • ويؤكد أن العلم سيصل في النهاية إلى ما توصل هو إليه بشأن هذه الظاهرة.

نظرية ستيفن نوفيلا

  • هو الطبيب وعالم الدماغ في جامعة بيل، والذي قال أن ظاهرة اشتغال الجسد ذاتيا ما هي إلا بسبب مصدر خارجي قام بإشعال الحريق في الجسد.
  • وأكد أنه كل الحالات التي توفيت بسبب هذه الظاهرة كان واضحا عليها أنه تم إشعال النار في جسدها بواسطة مصدر خارجى للنار.
  • وقال أن أكثر الحالات التي توفت بسبب هذه الظاهرة كان بسبب السجائر التي وجدت بجانب الضحايا.
  • كما قال أنه كان هناك مصادر خارجية أخرى لإشعال النيران في جسد الضحايا مثل الشموع والفوانيس، والتي وجدت أيضا بجانب الضحايا.
  • كما قال ستيفن أن السبب الرئيسي وراء اشتعال الجسد فقط دون الأطراف هو هو ظاهرة تأثير الفتيل.
  • حيث فسر ستيفن ظاهرة الفتيل وقال أن دهون الجسم هي الوقود الأساسي لاشتعال النيران به.
  • وهذه الدهون عندما تحترق تترك أثرا على ملابس الضحية، مما يبطئ من قيام النار بحرق جسم الضحية.
  • وينتج عن ذلك مادة زيتية لونها بني تغطي أطراف الجسم، والتي تمنع احتراقها مثل الجسم.
  • وأكد دكتور ستيفن على نظريته من خلال إجراء بعض التجارب على أجسام الخنازير، والتي أكدت وجود ظاهرة الفتيل.
  • كما أكدت هذه التجارب وفقا لما قاله دكتور ستيفن أن ظاهرة اشتعال الجسد ذاتيا لا تتم إلا بوجود مصدر خارجي.
  • ولا يمكن أن يحترق الجسم ذاتيا أو من تلقاء نفسه دون هذا المصدر.

نظرية الجسيمة الصغيرة أو البايروترون

  • صاحب هذه النظرية هو عالم الفيزياء لاري ارنولد، حيث قال أن السبب الرئيسي لهذه الظاهرة موجود في علم الفيزياء النظرية.
  • وقال ارنولد أن كمية الطاقة اللازمة لجفاف الجسم من السوائل الموجودة به ليصبح هشا أو رماد تكون ناتجة عن وجود جسم أصغر من حجم الذرة، ويطلق عليه البايروترون.
  • ينتج اشتعال الجسد ذاتيا عن تحرك هذه الجسيمات الصغيرة في الجسم، حيث يقابلها الجسم بالكثير من المقاومة.
  • مما ينتج عن ذلك تفريغ كميات هائلة من الطاقة الكامنة داخل الجسم بشكل فجائي.
  • وهو الأمر الذي يجعل الماء يجف بسرعة في الجسم، وينتج عن ذلك احتراق الجسم ذاتيا حتى يصبح رمادا فيما عدا الأطراف.

نظرية التفاعلات النووية بالجسم

  • يقول العلماء أن السبب الرئيسي وراء اشتعال الجسم ذاتيا هو حدوث تفاعلات نووية به، ولكن بشكل فجائي ومبالغ به.
  • حيث يقول علماء هذه النظرية أن جسم الإنسان يكون له مصدر طاقي بداخله.
  • وهذا المصدر هو عبارة عن مجموعة من التفاعلات النووية التي تحدث داخل خلايا الجسم.

كانت هذه بعض النظريات التي فسرت ظاهرة احتراق الجسد ذاتيا، ومنها ما اختلف عليه العلماء كثيرا، ومنها ما اتفقوا عليه.

إلا أنه حتى الآن لم يتم التوصل إلى سبب مقنع لحدوث هذه الظاهرة المرعبة، حيث يتفحم الشخص في غضون دقائق، ولا يتبقى منه سوى ساقين ويدين فقط.

والغريب في الأمر أن المكان الذي تكون الضحية متواجدة به أو الأشخاص الموجودين معها لا يحترقون هم أيضا.

ومعظم الضحايا كانوا في وضعية الجلوس أو النوم عندما حدثت لهم هذه الحادثة، مما يجعل الأمر مرعبا وغريبا.

في نهاية مقالنا عن الاحتراق الذاتي نتوصل إلى أن الإنسان مهما قام من اختراعات واكتشافات، ومهما بلغ من العلم سيظل عاجزا أمام بعض الظواهر التي تحدث في الكون، والتي لا يجد لها تفسيرا منطقيا أبدا، ولكن من المحتمل في المستقبل سيتوصل العلماء إلى السر أو السبب الرئيسي لحدوث هذه الظواهر الغربية، والتي منها ظاهرة احتراق الجسد ذاتيا حيث تعتبر الأغرب والأكثر رعبا من بين الظواهر الكونية التي لم يعرف سبب حدوثها حتى الآن.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ