كتابة :
آخر تحديث: 22/10/2024

ما هو الفرق بين التفكير الإبداعي والناقد؟

يجب على كل إنسان مبدع ومبتكر أن تكون لديه قدرة التفكير النقدي في نفس الوقت، حيث يُمكن التفكير النقدي صاحبه من تحليل الأمور بشكل مفصل أكثر، وهذا الأمر يعطي للشخص نظرة أعمق للأمور، ومن ثم الإبداع بشكل أكبر في الحياة أو في مجال معين بالحياة. لذا سنتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن ما هو تعريف التفكير الناقد والإبداعي؟ وما هو الفرق بين التفكير الإبداعي والناقد؟ وكيفية تعزيز كل منهما؟
ما هو الفرق بين التفكير الإبداعي والناقد؟

ما هو تعريف التفكير الإبداعي والناقد؟

قبل معرفة الفرق بين كل من التفكير الإبداعي والناقد يجب معرفة ما تعريف كل منهما، يمكن تعريف التفكير الإبداعي على أنه:

تعريف التفكير الإبداعي

  • التفكير خارج الصندوق كما يطلق عليه البعض، كما يمكن تعريف هذا النوع من التفكير على أنه القيام بالنظر والتفكر في الأمور أو المواقف في الحياة بشكل مختلف أو غير اعتيادي.
  • هذا بالإضافة إلى أن التفكير الإبداعي يمكن من خلاله إيجاد حلول غير تقليدية للمشكلات التي تواجه الشخص في الحياة من خلال النظر بشكل مختلف لهذه المشكلات.

تعريف التفكير الناقد أو النقدي

  • حتى الآن لم يجد العلماء تعريف معين لهذا النوع من التفكير، واختلف العلماء فيما بينهم تجاه تعريف هذا التفكير، واجتهد كل واحد منهم في تعريف التفكير الناقد. وهو تفكير ناتج عن التأمل في الأمور بشكل عميق وشامل، وهذا تعريف الفيلسوف جون ديوي.
  • كما يقول عنه الفيلسوف إدوارد جليسر أنه التفكير المبني على خبرة الشخص في أمر معين في الحياة خاصة إذا تعرض هذا الشخص لمواقف صادمة وصعبة في حياته.

ما هو الفرق بين التفكير الإبداعي والنقدي؟

توجد العديد من الاختلافات بين كل من التفكير الإبداعي والتفكير الناقد، وهذا ما سنتناوله بالتفصيل في الآتي:

أولا: التفكير الناقد

تعريف التفكير الناقد:

  • تحليل وتقييم المعلومات والأفكار للتأكد من صحتها ومنطقها، ويهدف إلى الوصول إلى استنتاجات دقيقة ومنطقية.

هدف التفكير الناقد:

  • اتخاذ قرارات مبنية على الأدلة والمعطيات، والتأكد من صحة الأفكار وحل المشكلات بطرق منطقية.

آلية عمل التفكير الناقد:

  • يتطلب التحليل والتفكير المنهجي والنقدي للأفكار، والتركيز على التفاصيل والدقة.

خصائص التفكير الناقد:

  • يركز على تقييم الأفكار الموجودة وتحليلها بناءً على معايير معينة مثل الصواب والخطأ.
  • منطقي ومنظم، يعتمد على البيانات والتحليل والبحث.
  • يعتمد على التقييم، والبحث عن الدقة والأدلة
  • يعتمد التفكير الناقد على أكثر من مهارة منها التعرف على حقائق الأمور، وفلترتها، ومن ثم محاولة إثبات صحتها.
  • كذلك يقوم التفكير الناقد على تجميع أكبر قدر من المعلومات الخاصة عن أمر معين أو حقيقة ما من أجل دراستها، وأثبتت صحة الحقيقة التي ينظر في أمرها هذا النوع من التفكير.
  • بالإضافة إلى أن التفكير الناقد يعتمد في تجميع المعلومات على المصادر الموثقة أو الموثوق بها من أجل التأكد من حقيقة معينة يبحث فيها هذا التفكير.
  • كما أن التفكير الناقد يبحث في الأدلة والبراهين الخاصة بحقيقة معينة من أجل التأكد من صحة هذه البراهين والأدلة، ودراسة أي اختلاف أو تعارض فيما بينها للتوصل إلى الحقيقة الكاملة.

نتائج التفكير الناقد:

  • يقدم التفكير الناقد حلول دقيقة ومنطقية تعتمد على الحقائق والأدلة.

مخاطر التفكير الناقد:

  • قد يقود إلى تقييد الإبداع إذا كان التركيز مفرطًا على النقد والمنطق.

ثانيًا: التفكير الإبداعي

تعريف التفكير الإبداعي:

  • توليد أفكار وحلول جديدة وغير تقليدية، ويهدف إلى الابتكار والتفكير خارج الصندوق.

هدف التفكير الإبداعي:

  • إنتاج أفكار إبداعية وحلول مبتكرة تتجاوز الأنماط التقليدية.

آلية عمل التفكير الإبداعي:

  • يتطلب الحرية في التفكير وتوسيع الآفاق دون التقيد بالقواعد الصارمة.

خصائص التفكير الإبداعي:

  • يركز التفكير الإبداعي على توليد أفكار جديدة وابتكار حلول متعددة للمشكلات دون حدود.
  • هو تفكير عفوي وغير تقليدي، يعتمد على الخيال والتفكير الابتكاري.
  • يعتمد على الاستكشاف والتجريب وفتح مجالات جديدة للأفكار.
  • يعتمد التفكير الإبداعي على مهارات عدة منها مهارة إيجاد أكثر من حل أو فكرة لمشكلة أو موقف ما.
  • يعتمد على أن تكون الأفكار والحلول المقترحة من الشخص بها شيء من الاختلاف والتميز عن الحلول التقليدية أو العادية.
  • كما يجب أن يكون الشخص المبدع لديه مهارة الذكاء العاطفي أو الشعور بالأمور بشكل أعمق، والذكاء والفطنة التي تجعله يدرك المشكلات بشكل أسرع، ومن ثم إيجاد حلول مبتكرة لها.

نتائج التفكير الإبداعي:

  • أفكار وحلول مبتكرة وغير تقليدية، وقد تكون غير قابلة للتطبيق على الفور.

مخاطر التفكير الإبداعي:

  • قد يؤدي إلى أفكار غير عملية أو صعبة التنفيذ إذا لم يتم توجيهها بشكل منطقي.
  • مهارات التفكير الإبداعي والناقد نجد أنها مهارة تعتمد على الحس والعاطفة والعقل. ولكي يصل الشخص لدرجة عميقة من التفكير الإبداعي أو الناقد أو كلاهما معا عليه أن يدرب العقل والجانب الشعوري منه على عدة أمور حتى يستطيع الشخص أن يفكر بشكل إبداعي أو ناقد.
  • والجدير بالذكر أن التفكير الناقد والإبداعي مكملان لبعضهما. بينما يساعد التفكير الإبداعي على توليد أفكار جديدة، يساعد التفكير الناقد على تقييم هذه الأفكار واختيار الأفضل من بينها للتطبيق.
  • يمكن استخدام التفكير الإبداعي لإيجاد حلول جديدة، ثم استخدام التفكير الناقد لتحليل هذه الحلول واختيار الأنسب منها.

أنواع التفكير الإبداعي

التفكير الإبداعي ينقسم إلى عدة أنواع، كل نوع له أسلوبه وطرقه الخاصة في توليد الأفكار الجديدة والمبتكرة، وإليك أبرز أنواع التفكير الإبداعي:

  1. التفكير التقاربي (الاستدلالي): يعتمد على دمج الأفكار المختلفة للوصول إلى حل واحد، ويركز على إيجاد أفضل الحلول من بين عدة خيارات.
  2. التفكير التباعدي (الاستقرائي): يتميز بتوليد العديد من الأفكار والاحتمالات الممكنة في وقت قصير، ويهدف إلى فتح أفق التفكير واكتشاف حلول متعددة لمشكلة معينة.
  3. التفكير البصري: يعتمد على الصور والمخططات والأشكال لتوليد الأفكار وحل المشكلات، يتميز بالتركيز على كيفية تمثيل الأفكار بصريًا.
  4. التفكير المتخيل (الخرافي): يعتمد على استخدام الخيال لتوليد أفكار غير تقليدية، يساعد على التفكير خارج الصندوق واستكشاف حلول جديدة غير معتادة.
  5. التفكير التحليلي: يركز على تحليل العناصر وتفكيك الأفكار إلى مكوناتها الأساسية للوصول إلى استنتاجات منطقية، ويستخدم بشكل كبير في حل المشكلات المعقدة.
  6. التفكير التجريبي: يعتمد على التجربة والخطأ لاكتشاف حلول مبتكرة، ويتضمن اختبار أفكار جديدة والتعلم من النتائج للوصول إلى الحلول الفعالة.
  7. التفكير العاطفي: يعتمد على استخدام المشاعر والعواطف لتحفيز الإبداع، ويمكن أن يساهم في ابتكار أفكار تعبر عن الاحتياجات والرغبات العاطفية.
  8. التفكير التعاوني: يحدث عندما يتعاون عدة أشخاص لتوليد الأفكار معًا، يستفيد من الأفكار والمساهمات المختلفة للوصول إلى حلول مبتكرة بشكل جماعي.
  9. كل نوع من هذه الأنواع يسهم بطريقته في تطوير الأفكار الإبداعية وحل المشكلات بطرق غير تقليدية.

مهارات التفكير الإبداعي والناقد

يتطلب التفكير الإبداعي أو التفكير الناقد مجموعة من المهارات التي تساعد على الوصول للنتائج المرجوة، ومن هذه المهارات ما يلي:

مهارات التفكير الإبداعي

  1. المرونة: القدرة على تغيير الاستراتيجيات أو وجهات النظر للتعامل مع المشكلات بطرق جديدة وغير تقليدية.
  2. الخيال: استخدام الخيال لتوليد أفكار مبتكرة، ورؤية الاحتمالات المستقبلية بطرق غير اعتيادية.
  3. التفكير التباعدي: توليد أفكار متعددة ومتنوعة لحل مشكلة معينة، دون التقيد بحل واحد فقط.
  4. العصف الذهني: استكشاف جميع الأفكار الممكنة دون تقييمها فورًا، بهدف إنتاج أكبر قدر من الأفكار.
  5. تحمل الغموض: تقبل الغموض وعدم وضوح التفاصيل، ما يتيح اكتشاف فرص جديدة وإيجاد حلول مبتكرة.
  6. المجازفة المحسوبة: الجرأة على تجربة أفكار جديدة رغم المخاطر أو الشكوك المحتملة، مع تقييم النتائج لاحقًا.

مهارات التفكير الناقد

  1. التحليل: القدرة على تقسيم المعلومات إلى أجزاء صغيرة وتقييم كل جزء على حدة لفهم المشكلة بشكل أفضل.
  2. التقييم: فحص الأدلة والبيانات للتأكد من موثوقيتها ودقتها، ومن ثم اتخاذ القرارات بناءً على هذا التقييم.
  3. الاستنتاج: القدرة على الوصول إلى استنتاجات منطقية بناءً على المعلومات المتاحة.
  4. المقارنة: مقارنة الأفكار أو الحلول المختلفة لتحديد الأنسب بناءً على معايير محددة.
  5. التواصل الفعال: القدرة على توضيح الأفكار والأدلة بشكل واضح للآخرين من خلال الحوار والنقاش المستند إلى منطق.
  6. التفكير المنهجي: اتباع خطوات منطقية ومنهجية لحل المشكلات أو اتخاذ القرارات.
  7. الشك البناء: توجيه الأسئلة وفحص الافتراضات لفهم مدى صحة الفكرة أو المعلومة بشكل أعمق.

كيفية تعزيز التفكير الإبداعي والنقدي؟

توجد بعض الخطوات التي ينصح بها العلماء في كل من مجال علم النفس والوعي الذاتي التي تمكن الشخص من تعزيز التفكير الناقد والإبداعي لديه، هذه الخطوات تتمثل في الآتي:

أولا: تدريب العقل على التخيل

  • هناك بعض الأشخاص لا يستطيعون تخيل أمور بسيطة بسبب انشغال العقل بالأمور الحياتية أو الأعمال الروتينية المعتادة. ولكي يفعل الشخص قدرة التخيل لديه على أنه يهدأ عقله، ويكون ذلك من خلال بعض التمارين.
  • من أهم التمارين التي تجعل عقل الشخص هادئ وقادر على التخيل هي التأمل. حيث توجد العديد من أنواع التأملات التي تهدأ من الأفكار في العقل، والتي تجعل العقل في حالة من الاسترخاء العميقة التي تمكنه من التخيل.
  • كما أن التأمل يعتمد بالأساس على النخيل، ومع الاستمرار مع ممارسته تمكن الشخص من تخيل العديد من الحلول غير التقليدية للمشكلات التي تواجهه.
  • حيث ستكون نظرة هذا الشخص لهذه المشكلات مختلفة تماما عن السابق، أي قبل ممارسة التأمل، ولذلك ستكون الحلول النابعة من هذا الشخص مختلفة أيضا عن السابق.
  • من الأمور التي تساعد على استرخاء العقل هي ممارسة رياضة اليوجا حيث توجد بعض التمارين المعينة في اليوجا المخصصة لهدوء العقل، وتفعيل قدرة التخيل به.
  • أيضا يعتبر التنفس من الأمور التي بها يسترخي العقل، ويكون هذا التنفس مختلف تماما عن التنفس العادي المتعارف عند الكثيرين.
  • حيث توجد أنواع عديدة من تمارين التنفس الخاصة باسترخاء العقل، والتي يجب على الشخص التوجه إلى متخصص في التنفس من أجل ممارسة تمرين التنفس المناسب له خاصة إذا كان هذا الشخص يعاني من مرض ما في الجهاز التنفسي.
  • كذلك يجب على الشخص عدم ممارسة تأملات لاسترخاء العقل أو تمارين يوجا لأشخاص غير معروفين أو متخصصين في هذا المجال.
  • بل يجب أن يتأكد الشخص من أن المدرب الذي يقدم التأمل أو تمرين اليوجا هو أهل ثقة لذلك.
  • ومن الممكن أن يجد الشخص لنفسه مدربًا مختصًا في التأمل أو اليوجا لمعرفة ما هو المناسب له منها.

ثانيًا: ممارسة هواية ما

  • عندما يقوم الشخص بممارسة هواية ما يحبها ويفضلها فإنه بذلك يقوم بفصل عقله عن العالم الخارجي أو الحياة لبعض من الوقت.
  • عندما يقوم الشخص بإشغال عقله عن مشكلات الحياة بأمر آخر مثل ممارسة الرسم أو لعب الموسيقى هنا يبدأ العقل في الاسترخاء، والتفكير في الأمور والمشكلات من زاوية أخرى، ومن ثم إيجاد حلول مبتكرة لها.
  • لذلك يجب على الشخص أن يخصص وقت خلال اليوم أو الأسبوع من أجل ممارسة هواية معينة لتدريب العقل على الهدوء والاسترخاء.
  • بالإضافة إلى ضرورة الاستمرار على ممارسة هذه الهواية، وجعلها ضمن روتين الشخص اليومي أو الأسبوعي.
في نهاية التعرف على ما هو الفرق بين التفكير الابداعي والناقد يمكن استنتاج أن كلاهما يعتمد بالأساس على استرخاء وهدوء العقل، والتفكير بشكل إيجابي تجاه الأمور من أجل الحكم عليها بشكل صحيح أو دراسة مشكلة ما من أجل إيجاد حلول مناسبة لها. ويكون ذلك من خلال تدريب العقل على الاسترخاء من خلال بعض الممارسات الروحية أو النفسية التي تم ذكر بعض منها في المقال.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ