مفهوم الحب في الإسلام بين الرجل والمرأة
جدول المحتويات
الحب في الإسلام بين الرجل والمرأة
يعد الحب من أجمل المعاني وأعظمها حيث أنه من صفة من صفات الله عز وجل والتي حث عليها الدين الإسلامي كما أن الحب من الصفات الفطرية التي يولد بها الإنسان وقد تم تقديس الحب منذ أقدم العصور حتى إن بعض الشعوب قد قاموا بتخليد الحب في صورة تماثيل تجسد الحب ومنذ قديم الزمان والحب قد ساهم في سمو النفس الإنسانية وحلق بها في سماء السعادة والجمال وقد أضفى على حياة الأحبة بهجة وسعادة وقد قيل عن الحب إنه تلك المشاعر التي لا تشتمل على أي مصالح أو فائدة من ورائها.
حيث قام العديد من الباحثين بتعريف الحب بأنه عبارة عن شعور فسيولوجي يؤثر كثيرا على سلوك الفرد سواء بالإيجاب أو السلب كما أن الحب هو عبارة عن شعور داخلي ينشأ داخليا في ذات الفرد ويؤثر بشكل مباشر على أعضائه وجميع حواسه، ومن الجدير أن الحب يتضمن صور عديدة وقد كان للإسلام موقف من هذه الصور ولضبط هذه الصور قد قام الإسلام بوضع مجموعة من القواعد والمعايير آلية تضبط هذه العلاقة بين الرجل والمرأة.
مفهوم الحب في الإسلام بين الرجل والمرأة
هناك اعتقادات خاطئة وهو أن الحب يقتصر على حب الرجل للمرأة فقط وإنما جاء الإسلام ليصحح هذه المعتقدات الخاطئة حي ثان الحب من منظور إسلامي لا يقتصر على حب المرأة للرجل أو العكس وإنما الحب يتضمن أواع عددية منها حب الأم للطفل وحب الأبناء لوالديهم كما يتضمن حب الصديق لصديقه ولعل أسمى أنواع الحب هو حب الله عز وجل ويليه الحب في الله.
ضوابط الحب في الإسلام بين الرجل والمرأة
من المعروف أن الدين الإسلامي هو دين الوسطية ودين الاعتدال ولم يأت الإسلام لمحاربة الحب بل إن الإسلام جاء لكي يشجع على المحبة بين البشر وعلى أن يفصح المحبين عن مشاعرهم لغيرهم بل إن الإسلام قد وضع معايير يستخدمها كل فرد في الدفاع عن حقه في الحب ولكن بشرط أن تنهي علاقة الحب بنهاية شرعية محددة وهي الزواج كما أن الإسلام قد وضع عدة شروط لكي يكون الحب حلالا ولبس حراما ومن أهم هذه الشروط التحلي بفضيلة العفاف والتي تجعل المتحابين لا يقعون فيما يغضب الله عز وجل ولا يجتمع الأحبة سرا وذلك منعا من تدخل الشيطان بينهما يجعلهما يقعان في المحظور الذي يجعل الحب في هذه الحالة حراما.
ما هي الحالات التي يكون فيها الحب حراما؟
بعد أن تعرفت على موقف الإسلام من الحب بين الرجل والمرأة نذكر لك الحالات التي كون فيها الحب حراما وهذه الحالات قد أصدرتها دار الإفتاء المصرية والتي تم التوصل إليها من خلال اتباع تعاليم الدين الإسلامي حيث إن دار الإفتاء المصرية أصدرت بيانا يوضح أن الله تعالى أجاز الحب بين بير الرجل والمرأة ولا مانع من أن يميل الرجل إلى فتاة معنية بسبب خلقها وتقواها وكذلك لا مانع من تعجب الفتاة برجل بسبب ما عرفت عنه من صفات ومزايا مما جعلها ترغب في الزواج منه لمن تحت شروط معينة وهي:
- أن يجوز للرجل والمرأة أن يكون هناك علاقة بينهما أو طريقة تواصل بينهما سواء كانت هذه الطريقة بالكلام أو بالنظرة أو حتى لقاء بينهما خارج إطار الحدود الشرعية التي حددتها الشريعة الإسلامية.
- أن الحب ليس حراما في حد ذاته وإنما الحرام فيه هو ما يفعله الرجل والمرأة من أفعال تحت ستار الحب.
أنواع الحب
إن الحب ينقسم إلى قسمين هما نوع من الحب لا يقدر القلب على رده أو دفعه وذلك بسبب أن هذا النوع من الحب ليحدث دون تدخل للإنسان هذا النوع من الحب ليس فيه حرمانية ولا يأخذ الشخص عليه ذنبا وذلك بسبب أن مشاعر هذا لنوع تحدث دون إرادة الإنسان وعن غير قصد منه ومما يؤدي ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطلب منه الله سبحانه وتعالى أن لا يؤاخذه على ميل قلب آليا فرد دون الآخر.
النوع الثاني من الحب هو الذي يتخير الإنسان في فعله تحت اسم الحب حيث إن الإنسان يقوم بارتكاب أفعال بجوارحه تحت اسم الحب فيتغزل في المرأة ويقوم بمراسلتها تحت اسم الحب وقد يصل هذا الأمر بينهما إلى الخلوة بينهما والاختلاط وهذه الأفعال محرمة شرعا ولها الكثير من الأضرار الاجتماعية السلبية حيث ينتج عنه دمار البيوت وخرابها كما أنها تتسبب في إنشاء العداوة بين الأشخاص وقد جاء تحريم هذا النوع من الحب بنص صريح في القرآن الكريم حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون"
وفي حديث صحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم "إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فزنا العين النظر وزنا اللسان المنطق والنفس تمني وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه"
أمثلة خالدة للحب في الإسلام
يعج التاريخ الإسلامي بالعديد من القصص المليئة بالحب والتي تغنى الشعراء على أنغام هذه المشاعر الرائعة والتي يستدل منها على أن الإسلام لم يحارب الحب ولم يحرمه وذلك إذا كان في إطار حدود الشريعة الإسلامية ومن أشهر هذه القصص ما يلي:
- حب النبي صلى الله عليه وسلم لزوجاته: حيث كان النبي صلوات ربي عليه عاشقا للسيدة عائشة حتى بعد وفاتها فقد ورد في الحديث أن عمرو بن العاص سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول من أحب الناس إليك؟ فقل عائشة.
- علي بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان على بن طالب يحب فاطمة كثيرا وقد جسد علي بن أبي طالب أجمل مشاعر الحب حيث ورد أنه دخل عليها يوما وهي تستخدم السواك فقال مخاطبا السواك" حظيت يا عود الأراك بثغرها أما خفت يا عود الأراك أراك.. لو كنت أهلاً للقتال قتلتك ما فاز مني يا سواك"، وعند وفاتها وقف على قبرها قائلاً: «حبيبي لا يعـادلـه حبيب.. وما لسـواه في قلبي نصيب حبيبي غاب من شخصي وعيني.. ولكـن عن فؤادي لا يغيب. وهذا يدل على أن الحب حلالا منذ القدم طالما في حدود الشرع.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_16667