حكم الانفصال بين الزوجين بدون طلاق
معنى الانفصال بين الزوجين
حالة انهيار في العلاقة الزوجية، حيث يتخذ الزوجان قرارًا بالابتعاد عن بعضهما البعض، وعدم الدخول في مناقشات أو تقارب لفظي أو جسدي واستقلال كل فرد بحياته الشخصية وعدم إبداء أي اهتمام لشريكه، وقد يكون قرار الانفصال بين الزوجين عبر إجراءات متنوعة، منها الطلاق الرسمي أو ببساطة الابتعاد الفعلي والعيش منفصلين دون طلب الطلاق.
أنواع الانفصال بين الزوجين
هناك العديد من أشكال وأنواع الانفصال بين الزوجين ، وهذا ما يهدد الحياة الآسرية بالفشل وعدم الاستمرار، ومن هذه الأنواع ما يلي:
- الانفصال بين الزوجين عن طريق الطلاق: بمعنى أن يطلق الرجل زوجته أو يقول لها ( أنت طالق)
- الانفصال بين الزوجين عن طريق الخلع : بمعنى أن تخلع المرأة زوجها في المحكمة الشرعية نظرا لرفضه طلاقها.
- الانفصال بين الزوجين بدون طلاق: بمعنى أن يحدث مشكلة ما وتغضب الزوجة وتذهب لبيت أهلها وتظل فترة كبيرة دون أن ترجع لبيت زوجها أو أن يردها زوجها له.
- الانفصال العاطفي والجنسي والجسدي بين الزوجين: بمعنى أن يكون الزوجان في نفس البيت ولكنهما يستقلان عن بعضهما البعض فيكون لكل منهما حياته المستقرة فينام كل منهما في غرفة بمفرده كما يأكل كل منهما ويشرب بمفرده ولا يجتمعان في مكان أبدا.
الانفصال بين الزوجين بدون طلاق
- هي ظاهرة انتشرت إلى حد كبير في المجتمع فعندما لا يتوافق الزوجين في الطباع يحدث مشكلات كثيرة مما يؤدي لغياب الود الحب بينهما، فيلجأ كل منهما للعيش حياة مستقلة، ويرجع السبب في عدم طلاقهما وجود أطفال بينهما وهما لا ينفصلان بسبب الأولاد أو بسبب وجود عمل مشترك بينهما أو أن المنزل هما شريكان فيه.
الانفصال النفسي بين الزوجين
- ويعني هذا الانفصال عدم وجود أي شعور نفسي يجمع الزوج بالزوجة مثل مشاعر الخوف على الطرف الأخر فلا يخاف أي منهما على الأخر، أو مشاعر الاشتياق فلا يشتاق الزوجين لبعضهما ولا يقلقان على بعضهما في حالة الغياب، وأيضا مشاعر الفرح فلا يفرح الزوج بقدوم الزوجة أو لا تفرح هي بقدومه للمنزل، وغيرها من المشاعر النفسية كالحزن وغيره.
حكم الانفصال بين الزوجين بدون طلاق في الإسلام
- لقد حلل الإسلام الطلاق في حالة استحالة العيش بين الزوجين للعديد من الأسباب حيث جعل الله ذلك رحمة للناس لأن هناك حالات يصعب العيش معها.
- أما بالنسبة لحكم انفصال الزوجين بدون طلاق في الإسلام فيكون مباحا في حالة سير كل من الزوجين في طريقة دون أن يؤذي الطرف الأخر.
- بمعنى أنه إذا كان رجوع العلاقة طبيعية صعبا فلا حرج في الدين أن يظل كل منهما في نفس البيت مراعيا لأولاده وأن يرى كل منهما حاله فمن الممكن أن يتزوج الرجل بزوجة أخرى ويعيش أيضا في بيت أولاده.
- قد تضطر الظروف لعيش الزوجان مع بعضهما البعض دون اللجوء للطلاق نظرا لتعدد الأسباب التي تمنعهما من الطلاق فقد يخافان على الأطفال من التشرد أو العادات والتقاليد الاجتماعية بأن الطلاق فضيحة، أو غيرها من الأسباب.
- فيجب على كل من الزوجين أن يتقيا الله ويفتحان صفحة جديدة وان لم يستطيعان التعامل مطلقا مع بعضهما فيمكن أن يعيش كل منهما حياته من أجل الأطفال بشرط التعامل باحترام دون الصراعات التي تؤذي نفسية الأولاد، فإن كان انفصالهما بدون طلاق ليس فيه ضرر لأي منهما أو للأطفال فلا حرج عليهما في ذلك.
علامات قرب انفصال الزوجين
هناك بعض العلامات والدلالات التي يمكن الاستدلال منها أن هذان الزوجان يعيشان حالة من الإنفصال في علاقاتهم الزوجية، ومن هذه العلامات ما يلي:
1. عدم التوافق بين الزوجين مطلقا
- عندما تكون الاهتمامات مختلفة ويكون كل منهما له هوايات مختلفة فتبدأ المشكلات والصراعات بينهما ويبتعد كل منهما عن الأخر.
2. عدم رغبة الزوجين في التحدث مع بعضهما
- عندما يكره كل من الزوجين التحدث للطرف الأخر فتشعر بانعدام الحوار بينهما ونشعل كل منهما عن الأخر ويصبح الحديث من خلال الأطفال.
3. عدم وجود الرغبة الجنسية بينهما
- فيكره الرجل العلاقة الجنسية كما تكرهها المرأة أيضا ويصبح كل منهما ينام بمفرده.
4. الانفصال العاطفي بين الزوجين
- يعني الانفصال العاطفي بين الزوجين عدم وجود الحب أو مشاعر الحنان أو الرغبة الجنسية، فلا يكون بينهما أي مشاعر أو قرب ولا يحنو أي منهما على الأخر ولا يرغب كل منهما في الأخر.
أسباب الانفصال بين الزوجين
يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي لانفصال الزوجين سواء بالطلاق أو بدون الطلاق وهذه الأسباب كما يلي:
أسباب اقتصادية
- تتمثل في الفقر وعدم وجود المال الذي يكفي لعيش الإنسان حياة كريمة، فقد يكون الزوج فقير لا يقدرا أن يأتي بكل متطلبات الزوجة، أو قد يكون غير فقير ولكنه بخيل يكره أن ينفق عليها ويظل يمنع عنها المصروفات حتى تختنق منه وتطلب الطلاق، أو قد لا تطلب الطلاق وتذهب للعمل ثم تنقطع العلاقة بينهما وهما في منزل واحد.
أسباب دينية
- فالممكن أن يكون الزوج متدين جدا ويكون قد تزوج وهي غير محجبة على أساس أنها سوف تغير ذلك بعد الزواج، ثم يجدها لن ترتدي الملابس التي يريدها مثلا هي ترتدي بنطلون وطرحة وهو يريدها ترتدي عباءة أو إسدال، وهي ترفض ذلك فتظل الصراعات قائمة بينهما ثم ينفصلان.
- وفي هذه الحالة يكون الزوج هو المخطئ لأنه طالما رفض ملابسها كان يجب ألا يتزوجها من البداية، أو يتزوج أي امرأة أخرى.
أسباب تعود لطباع ومعاملة كلا منهما
- يوجد الكثير من الطباع المختلفة بين الرجال والنساء فقد يكون الزوجان ذو طباع مختلفة عن بعضهما البعض، فيكون الزوج اجتماعي والزوجة انطوائية أو يكون الزوج غير مرح والزوجة مرحة، مما يشكل حدوث تصادمات في المعاملة.
- بالإضافة إلى أن المعاملة القاسية من الزوج للزوجة تجعلها لا تحب أن تتعامل معه، وقد تكون طباع الزوجة سلبية وعنيدة فتحدث كثير من المشكلات مما يؤدي للانفصال بينهما.
علاج الانفصال العاطفي بين الزوجين
من الممكن أن يتم حل الخلافات الزوجية قبل التفكير في الانفصال عن طريق بعض الخطوات كما يلي:
أن يتدخل طرف ثالث ليتفهم المشكلة ويعمل على حلها
- فمثلا إن كان الزوجان لا يقدران على حل مشاكلهما بنفسهما فمن الممكن أن يتدخل أحد من الأهل ليتعرف على أسباب المشكلات ويحاول تقديم النصح لكلاهما حتى يقربهما من بعضهما البعض.
بداية صفحة جديدة للحياة الزوجية
- عندما يبدأ الزوجان في تقبل الحديث من بعضهما من الممكن أن يجلسا سويا ويفكران في التخطيط لحياة جديدة وبداية صفحة جديدة ومحو كل الأحداث القديمة والحرص على ألا يغضب أحدهما من الأخر وأن يتحمل قليلا حتى تستمر العلاقة بنجاح.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_3530