حكم النوم على جنابة وأضرار تأخير الغسل
حكم النوم على جنابة
تم الإشارة من قبل الفقهاء إلى جواز النوم على جنب وذلك لما جاء عن عبد الله بن قيس حيث قال سألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقلت (كيفَ كانَ يَصْنَعُ في الجَنَابَةِ؟ أكانَ يَغْتَسِلُ قَبْلَ أنْ يَنَامَ؟ أمْ يَنَامُ قَبْلَ أنْ يَغْتَسِلَ؟ قالَتْ: كُلُّ ذلكَ قدْ كانَ يَفْعَلُ، رُبَّما اغْتَسَلَ فَنَامَ، ورُبَّما تَوَضَّأَ فَنَامَ) وهذا يعني أن الشخص يمكنه أن ينام على جنابة.
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم في بعض الأحيان يؤخر الغسل حتى يبين للأمة جواز هذا الأمر وإمكانيته وذلك من أجل رفع الحرج عن الأمة وحتى يستطيع أن يسهل عليهم بعض الشيء، وتعتبر الطهارة أو الاغتسال قبل النوم من الأمور المحببة والتي تضيف إلى الشخص طابع النظافة.
أضرار تأخير الغسل
وبعد أن تعرفنا على حكم النوم على جنب سنتعرف على أضرار هذا الأمر من خلال الآتي:
الإصابة بالالتهاب والفطريات:
- حيث أن من المعروف بأن فرص إصابة الشخص بالفكريات والالتهابات تزداد بدرجة أكبر عند النوم على جنب أو عند تأخير التطهر والاغتسال وذلك بسبب تشجيع نمو البكتيريا والفطريات الضارة في هذه الحالات.
- وذلك لأن البكتيريا والفطريات تعتبر هذا الأمر بيئة مناسبة بالنسبة لها حيث رطبة تحفز انتشارها ونموها، ومع زيادة وانتشار البكتيريا والفطريات الضارة في هذه المناطق سنلاحظ زيادة التهيجات التي تؤدي إلى حكة شديدة في هذه المناطق.
- مما يؤدي إلى زيادة الأمر سوء حيث تنتشر هذه البكتيريا في أماكن أخرى وتزداد المناطق القريبة من الأعضاء التناسلية في انتشار البكتيريا وفي بعض الأحيان قد تؤثر على خصوبة الشخص.
- فيما يخص النساء لا يصح أن يتم استخدام الدش المهبلي في عملية التنظيف وذلك لأنه من الأمور التي تساعدوا على انتقال الجراثيم أو البكتيريا الضارة إلى المنطقة الداخلية من الحوض مما يتسبب في التهابات داخلية تكون أصعب ويفضل أن يتم استخدام المطهرات الطبية التي أعدت خصيصا لمثل هذه الأمور.
الإصابة بحرقان البول:
- إن تأخير الغسل من الجنابة من الأمور التي تؤدي إلى انتشار البكتيريا والفطريات الضارة بالقرب من المناطق التناسلية مما يتسبب في شعور الفرد بالحكة والآلام صعبة في هذه المناطق.
- كما أن الأمر يتطور ليصل إلى مجرى البول وذلك من خلال شعور الفرد بآلام وحرقة عند التبول ولهذا الأمر يجب الإسراع في القضاء على الجنابة من الأمور المهمة للغاية.
- ويلزم التأكد من تطهير الأماكن المحيطة بالأعضاء التناسلية بشكل جيد من أجل التأكد من التخلص من السائل بشكل كامل حتى لا يتعرض الفرد للمخاطر المختلفة.
- إن تأخير الغسل أو التطهر من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور روائح غير مقبولة من الفرد وذلك بسبب تكون البكتيريا الضارة والفطريات وتجميعها في المناطق الحساسة الأمر الذي يؤدي إلى ظهور رائحتها الكريهة على الشخص.
- كما أنها من أهم الأمور التي تتسبب في الإصابة بما يسمى بالالتهابات الجرثومية وهي تتميز بروائح كريهة وغير مقبولة كما أنها تتسبب في والحكة والتهيجات بشكل أكبر.
الإصابة بآلام في الظهر:
- حيث أن من المعروف بأن بعد ممارسة العلاقة الجنسية الحميمة يشعر الفرد بارتخاء العضلات بشكل أكبر من المعتاد كما يزداد الضغط على الفقرات الأمر الذي يتسبب في إصابة الشخص بالآلام شديدة في الظهر.
- ولكن مع الاغتسال مباشرة بعد ممارسة العلاقة الحميمة يؤدي الاستحمام إلى تدفق الدماء يشكل أفضل وتكون الدورة الدموية أنشط الأمر الذي يؤدي إلى تدفق الدم إلى الغضروف بشكل أكبر.
- وبالتالي يستطيع الشخص أن يقي ذاته من آلام الفقرات وآلام أسفل الظهر وليس هذا فحسب بل إن الاغتسال بعد ممارسة العلاقة الجنسية مباشرة من الأمور التي تساعد على الوصول إلى درجة عالية من درجات المرونة الخاصة بالعظام والمفاصل وبالتالي فإن الشخص يقي نفسه من آلام العظام والآلام الزراعين أو الآلام الظهر.
- ومن أهم الأضرار التي يسببها النوم على جنب أو تأخير الغسل الإصابة بالكسل أو الخمول:
- o وذلك لأنها تتسبب في الركود وعدم تنشيط الدورة الدموية وبالتالي يتدفق الدم بشكل أقل في السرعة ولكن عند الاغتسال من الجنابة بشكل مباشر فإن تدفق الدم يكون يشكل أفضل وتكون الدورة الدموية ذات شكل نشط.
- o وبالتالي يعود الأمر بالنفع على الجهاز العصبي الذي يقوم بتنشيط الشبكة العصبية الحسية الأمر الذي يساعد الشخص على القضاء على الكسل والخمول ويكون الشخص على درجة عالية من النشاط والحيوية.
- o ومن المعروف بأن الرجال والنساء يشعرون بالإجهاد وعدم القدرة على الحركة بسهولة عقب الانتهاء من ممارسة العلاقة الجنسية لما تم بذل فيه من مجهود، وإذا تم تأخير الاغتسال فإن هذه الأعراض تزداد إلى حد ما ولكن إذا تم الاغتسال بشكل مباشر فإن ذلك بالضرورة يؤدي إلى القضاء على الإجهاد والتعب الذي ينتج من العلاقة الجنسية.
ما يستحب للجنب قبل النوم
وبعد أن تعرفنا على حكم النوم على جنب وأضراره علينا أن نتعرف على الأمور المحببة بالنسبة للشخص الجنب قبل النوم:
- إن لم يقوم الشخص الجنوب بالاغتسال قبل النوم فيجب أن يتوضأ قبل أن ينام وذلك لأن النوم على جنابة بدون وضوء على الأقل من الأمور المكروهة.
- وقد أشار الفقهاء أن الكراهة في هذا الأمر تعتبر كراهة تنزيهية أي أن الشخص الذي ينام على جنابة لا يأثم.
- ولكن يفضل أن يتوضأ على الأقل قبل النوم وهناك الكثير من الأحاديث التي أشارت إلى أهمية الوضوء قبل النوم إذا أصيب الشخص بجنابة ومنها إنه في رواية: (كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إذَا أرَادَ أنْ يَنَامَ، وهو جُنُبٌ، غَسَلَ فَرْجَهُ، وتَوَضَّأَ لِلصَّلَاة).
النوم على جنابة وتأثيره على الصيام
من الأمور التي تجوز للمسلم أن يصبح صائما وهو نائم على جنابة حيث أن الكثير من العلماء قد أشاروا إلى إمكانية الصيام على جنابة وأن التطهر أو الاغتسال من الجنابة ليس شرطاً على صحة الصيام، ولكن الأمور التي يأثم عليها الفرد هو ترك الصلاة بسبب الجنابة فلا بد من الاغتسال من الجنابة من أجل صلاة الفجر ولكن الصيام من الأمور التي تجوز بالنسبة للشخص الجنب.
عن السيدة عائشة رضي الله عنها (أنَّ رَسولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كانَ يُدْرِكُهُ الفَجْرُ وهو جُنُبٌ مِن أهْلِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ، ويَصُومُ) وتعتبر أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة لأفعال جميع المسلمين من بعده حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم يغتسل من بعد الفجر من أجل الصلاة من الأمور التي تدل على جواز الصيام على جنابة.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_17420