كتابة : نجاة
آخر تحديث: 25/12/2023

بحث حول الإشهار : تعريفه وخصائصه وأهدافه وتأثيره وشروط نجاحه

هل لاحظت كم من إشهار مر عليك سواء من خلال الهاتف أو التلفاز أو الإعلام المسموع في اليوم الواحد؟ طبعا العدد أكبر مما قد تتخيل، وكثيرًا ما لا ننتبه لهذه الإعلانات التي تمررها لنا الشركات سواء باختيارنا او بدونه، وغالبا ما تحدث بدون اختيارنا. فقد يحدث أن تكون ماراً في الشارع فتبث الشركة إشهارًا لمنتجاتها في اللوحات الإشهارية، أو عندما تكون في المنزل وأنت تشاهد فلم أو مسلسل على قناة يوتيوب فجأة يظهر لك إشهار. وفي هذا الإطار يعرض مفاهيم بحث حول الإشهار ومدى تأثيره.
بحث حول الإشهار : تعريفه وخصائصه وأهدافه وتأثيره وشروط نجاحه

مفهوم الإشهار

قبل أن نخوض في بحث حول الإشهار وتأثيره وأدواره، لنتعرف أولا على مفهوم الإشهار ما هو؟

  • الإشهار أو الإعلان بالإنجليزية: Publicity هو نشاط أو مهنة في إطار التسويق للمنتجات والخدمات التجارية بهدف إعلام الأفراد (الزبناء المستقبليين) بوجود الشركة وعرض منتجاتها وخدماتها.
  • غالبا ما يكون الهدف من المادة الإعلانية هو بيع منتج أو خدمة، ولكن يمكن توظيفه في زيادة الوعي حول سبب أو مشكلة ما.
  • يمكن اعتبار الإشهار كذلك شكل من أشكال التواصل الذي يحاول عادةً إقناع الزبناء المحتملين بشراء سلعة أو خدمة.

خصائص الإشهار

الإعلان أو الإشهار هو وسيلة ترويجية تستخدم لنقل معلومات حول منتج أو خدمة إلى الجمهور المستهدف. تحمل الإعلانات العديد من الخصائص التي تهدف إلى جذب انتباه الجمهور وتحفيزه على اتخاذ إجراء معين، ومن بين هذه الخصائص:

  • الإقناعية: الإعلانات تهدف إلى إقناع الجمهور بشراء منتج أو استخدام خدمة معينة. يتم ذلك عبر استخدام مفردات إيجابية، وصور جذابة، وأحيانًا استخدام الإحصائيات أو الشهادات لتعزيز جودة المنتج أو الخدمة.
  • الوضوح والبساطة: الإعلانات تعتمد على الوضوح والبساطة لضمان فهم الجمهور للرسالة التي يحاول الإعلان نقلها. يجب أن تكون الرسالة سهلة الفهم ومباشرة.
  • استهداف الجمهور: تستهدف الإعلانات فئة معينة من الجمهور الذي يعتبر مستهدفًا للمنتج أو الخدمة. يتم اختيار وسائل التواصل واللغة بناءً على الجمهور المستهدف.
  • الإبداع والفنية: الإعلانات غالبًا ما تستخدم الإبداع والفنون لجذب الانتباه، سواء كان ذلك من خلال استخدام الصور، الألوان، الموسيقى، أو التصميم الجذاب.
  • التكرار: يعتمد الإعلان على مبدأ التكرار، حيث يُعرض للجمهور بشكل متكرر لتعزيز التذكير بالمنتج أو الخدمة.
  • الربط بالعواطف: تحاول الإعلانات في كثير من الأحيان استخدام العواطف للتأثير على المشاعر والاندماج العاطفي مع المنتج أو العلامة التجارية.
  • الاتساق: يجب أن تكون الإعلانات متسقة مع استراتيجية التسويق العامة للشركة أو المنتج، وذلك لبناء هوية قوية واستمرارية في الرسالة.

وسائل الإشهار

هناك العديد من وسائل الإشهار التي يمكن للشركات والأفراد استخدامها لترويج منتجاتهم أو خدماتهم. تختلف هذه الوسائل بحسب الميزانية المتاحة والجمهور المستهدف، ومن بين الوسائل الشائعة:

  • الإعلانات التلفزيونية والإذاعية.
  • الإعلانات المطبوعة.
  • الإعلانات عبر الإنترنت.
  • وسائل التواصل الاجتماعي.
  • التسويق عبر البريد الإلكتروني.
  • التعاون مع الشركات الداعمة للعلامة التجارية.
  • التسويق الهاتفي.

أهداف الإشهار

تعتمد أهداف الإشهار على استراتيجية الشركة أو الفرد الذي يقوم بالترويج. ومن بين الأهداف الشائعة للإشهار:

  • زيادة المبيعات.
  • تحقيق أهداف تسويقية محددة.
  • تعزيز المزايا التنافسية في السوق.
  • بناء الوعي والمعرفة بالعلامة التجارية أو المنتج.
  • تحسين سمعة الشركة أو العلامة التجارية أو المنتج.
  • التواصل مع الجمهور المستهدف.
  • تحسين استجابة السوق.

ما هي شروط نجاح الإشهار؟

نجاح الإعلان يعتمد على عدة عوامل، وهنا بعض الشروط التي قد تساهم في تحقيق نجاح الإعلان، وإليكم نصائح حول الإشهار لضمان نجاحه، وتشمل الآتي:

  1. تحديد الهدف من الإعلان.
  2. تحديد الجمهور المستهدف بدقة شديدة.
  3. الرسالة الواضحة المفهومة.
  4. اختيار الوقت المناسب لإطلاق الإعلان.
  5. التنوع في وسائل نشر الإعلان.
  6. الإبداع والابتكار في عرض الرسالة الإعلانية وطريقة طرحها.
  7. قياس أداء الإعلان باستمرار وتحليل البيانات.

بحث عن الإشهار ودوره في المجتمع

للإشهار أدوار مهمة ومنوعة وكلها تلعب في صالح الشركة المادي، والشركة الناجحة دائما ما تكون هي الشركة التي تتقن توظيف وسائل الإشهار.وكيف يؤثر الإشهار على الإنسان؟ من خلال الآتي:

1. إثبات الوجود

  • في عالمنا هذا حيث أصبح التعامل بشكل كبير في حياتنا رقميا عبر الأنترنت ووسائلها، يلعب الإشهار دورا مهما في إثبات وجود شركة ما وإخبار الآخر عبر وسائل إعلانية بوجودها وعرض خدماتها ومنتجاتها.
  • من دون الإشهار سيكون من الصعب على شركة ما تحقيق الأرباح المرجوة والوصول لأرقام الفائدة العالية، فكلما عرف الآخرين بوجد منتج ما كلما زادت فرص اقتنائه.

2. تعميم العلامة التجارية

  • وهذا الدور مرتبط ويكون نتيجة للدور الأول الذي تحدثنا عنه، حيث تصبح الماركة أو الشركة معروفة لدى الكثيرين ودائعة الصيت بفضل استغلال وسائل الإعلان الجاري بها العمل.

3. زيادة الربح

  • يتم عرض الإعلانات لمجموعات كبيرة جدًا من الأشخاص في نفس الوقت، وهذا يعني أنه حتى مع معدل التحويل المنخفض، سينتهي الأمر بالعديد من الأشخاص إلى شراء المنتجات في النهاية.
  • إذا تم تنفيذ الإعلان بشكل جيد، فسوف تحصل على معدل تحويل جيد ومبيعات رائعة. وبطبيعة الحال، زيادة المبيعات تعني زيادة الأرباح.

4. التوعية بالقضايا الاجتماعية

  • قد يقول الكثيرون بأن الإشهار يلعب دورا سلبيًا وله آثار سلبية على المجتمع، إلا أن لا أحد يمكن أن ينكر الحملات التوعوية التي تقوم بها بعض الشركات والماركات للتوعية بقضية اجتماعية معينة مثل قضية العنف ضد المرأة وقضايا صحية كثيرة يتم التوعية بها وتخصيص عائد من أرباح المنتجات لمنظمات وجمعيات.

5. تعزيز اقتصاد الدولة

  • تسعى الكثير من الدول لاستقطاب ماركات وشركات للعمل داخلها نظرا للدعاية والعائد المالي الذي سيستفيد منه الاقتصاد الوطني، كما أن الإشهار ضروري للشركات للتنافس في اقتصاد اليوم.

ما هي أهمية الإشهار في المجتمع؟

  • يعد الإشهار في المجتمع عنصرًا حاسمًا لأنه يسمح للشركات بتوليد الإيرادات التي بدورها تعمل على تغذية النمو الاقتصادي.
  • يسمح الإعلان للشركات بالوصول إلى زبناء جدد والترويج لمنتجاتهم أو خدماتهم. زد على ذلك، مساهمته في خلق فرص العمل ودعم الاقتصادات المحلية.
  • وبدون الإعلان والمجتمع، ستكافح الشركات من أجل توليد الإيرادات والنمو. وهذا من شأنه أن يؤدي في النهاية إلى وظائف أقل واقتصاد أضعف.
  • أهمية الإشهار تتجلى كذلك في الترويج للقضايا والرسائل الاجتماعية. على سبيل المثال، يمكن لإعلانات الخدمة العامة حول مخاطر التدخين أو أهمية التصويت أن تساعد في رفع مستوى الوعي وتشجيع التغيير السلوكي الإيجابي.

بحث حول الإشهار وتأثيره السلبي

مع كل تلك الأهمية والأدوار التي يلعبها الإشهار، وضمن حديثنا عن بحث حول الإشهار نتطرق إلى سلبيات الإشهار:

1. تعزيز النزعة الاستهلاكية

  • كثرة هذه الإشهارات وتعرضنا الدائم لها، تزرع في الأشخاص نزعة استهلاكية، فلا تستغني الفتاة عن مستحضرات التجميل وتتعلق بها بل وتخال نفسها غير جميلة بدونها
  • هناك الكثير من الأشياء التي نعتقد أنها طبيعية، ولكن إذا أخذت الوقت وفكرت فيها حقًا، فستلاحظ العكس، إنهم ينجحون وبشكل غير مباشر في تغيير طريقة تفكيرنا.
  • تروج غالبية الإعلانات لحقيقة أن شراء المزيد من الأشياء سيجعلك أكثر سعادة، لكن نمط الحياة الاستهلاكي هو ما يدمر حياة الشخص بالفعل.

2. التشجيع على إنفاق المال دون سبب

  • أجل الإنفاق عند الحاجة مهم ولابد منه، لكن عندما يكون لدينا هذا الهوس بالشراء فقط لأجل الشراء فالأمر هنا يدعوا للقلق.
  • لسنوات عديدة كنت قادرا على العيش من دون منتجات، فلماذا تضيع أموالك، التي عملت بجد لكسبها، على شيء يمكنك العيش بدونه؟
  • صحيح أن المنتجات قد تجعل حياتك أسهل قليلًا، ولكن هل يستحق الأمر أن تصل حد الهوس بالشراء حتى لو كنت غير محتاج؟ وأكثر من ذلك، هناك من يورط نفسه في الديون ليشتري.

3. التأثير السلبي على البيئة

  • تسبب النزعة الاستهلاكية أيضًا دمارًا بيئيًا مهولًا، حيث أن صناعة كل تلك المنتجات (التي لا تحتاجها الغالبية)، يجب قطع الأشجار واستخراج المعادن.
  • لا تؤدي هذه العمليات إلى استنفاد مواردنا الطبيعية فحسب، بل تطلق هذه العمليات غازات دفيئة في الغلاف الجوي وتدمر النظم البيئية.

4. التأثير على الأطفال

  • تقوم الكثير من الشركات من تمرير إعلانات يكون الطفل هو المعني بها وذلك من خلال إعلانات ألعاب الفيديو وفيما بعد إعلانات للترويج للمشروبات الغازية والكحول لفئة الأطفال وهنا تكمن الخطورة.
  • إنهم يحاولون جعلهم مدمنين على هذه المواد بالإضافة إلى أيديولوجية "شراء المزيد سيجعلك سعيدًا" في أسرع وقت ممكن حتى تتمكن الشركات من كسب المزيد من المال.

5. تعزيز سلوكيات ضارة

  • من أوجه الخطر للإشهار والدعايات هو تعزيزهم وبشكل غير مباشر لسلوكيات ضارة مثل التدخين وشرب الكحول، وذلك من خلال إعلانات تجعل الأمر يبدو جميلًا ولا خطر فيه، ليعتقد المراهقون أن ذلك سيكسبهم المزيد من الأصدقاء ويجعلهم أكثر شعبية.

6. استخدام الصور النمطية

  • معظم الإعلانات تكرر تلك الصور النمطية المتعلقة بالجمال والسعادة وتضعها في قالب من المفاهيم المغلوطة والنمطية التي قد تؤدي مشاعر الكثيرين. على سبيل المثال، اعتماد نساء بمظهر معين ولون بشرة معينة وشكل شعر معين في إعلان لمستحضرات التجميل.
  • إنهم يحاولون إقناع الآخر بهذه الصور النمطية وتعزيزها في المجتمع وإقصاء الفئة الأخرى التي لا يتم تضمينها في تلك الإعلانات.

7. جعل الآخر يشعر بسوء

  • ما تحاول الإعلانات فعله غالبًا هو جعلك تشعر بالسوء تجاه نفسك من خلال تقليل احترامك لذاتك من أجل إقناعك بشراء هذا المنتج المحدد الذي يدعي أنه سيجعلك أكثر سعادة وشخصًا أفضل.
  • الطريقة الأكثر شيوعًا للقيام بذلك هي جعلك تشعر بالسوء تجاه صورة جسمك أو مظهرك بشكل عام، إنها تجعلك تعتقد أن تناول الحبوب أو وضع المكياج هو الطريقة الوحيدة لتجعل نفسك تبدو "جميلاً".
  • لا ينبغي لأحد أن يجعل الناس يشعرون بالسوء ويستغل انعدام الأمن والضعف لديهم.
كانت تلك أبرز النقاط ضمن بحث حول الإشهار وتأثيره ودوره في المجتمع، ومع تقدم التكنولوجيا تتقدم وتجتهد الشركات في تقديم منتج إعلاني يتخطي مجرد كسب زبناء جدد أو شهرة الماركات لرسائل مبطنة تستدعي منا الانتباه والرقابة على الأطفال.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ