تشوهات العمود الفقري

للنشر

واتس اب شارك غرد شارك

تشوهات العمود الفِقَري عند الجنين

تعتبرمن أكثر التشوهات الشائعة التي تصيب الأجنة، يطلق عليها القيلة النخاعية السحائي، وتظهر تلك الحالة نتيجة وجود خلل في التئام الجزء السفلي من العمود الفقري، ولا ينغلق ويكتمل هذا الجزء بشكل صحيح، وفي تلك الحالة يصبح الحبل الشوكي معرض للبيئة الخارجية وذلك من خلال ثقب صغير يظهر على سطح الجلد في أسفل الظهر.

تتسبب تشوهات العمود الفِقَري في حدوث خلل في الأعصاب الموجودة في الحبل الشوكي خاصة في المنطقة السفلية، مما يؤدي الى ظهور عدة أعراض ومنها:

• ضعف في الذراعين والأطراف السفلية.
• مشاكل في الحركة.
• الضعف العضلي والعظمي، حيث من السهولة ان يتعرض الطفل الى خلع مفاصل الركبة او الحوض.
• اضطراب عملية التنفس، خاصة أثناء النوم.
• تشوه القدمين.
• التبول والتغوط اللاإرادي.
• كما تظهر على بعض الاطفال اعراض اخرى وهي تضخم حجم الدماغ والذي ينتج عن وجود خلل في الدورة الدموية إلى المخ.

أثبتت العديد من الدراسات العلمية أن تشوه العمود الفقري من الأسفل من الممكن أن يعالج بالنسبة للطفل فيتمتع بحياته بطريقة طبيعية، ولكن في حالة وجود تشوه في العمود الفقري من أعلى يصاب الطفل بتشوه دائم حيث أنه لا يستطيع أن يمارس حياته ويمشي بصورة طبيعية.

أسباب تشوهات العمود الفقري

لم يوجد حتى الآن سبب واضح يوضح اسباب الاصابة بهذا التشوة، وعلى الرغم من ذلك وجد أن هذا التشوه يرتبط بشكل كبير بالعوامل الوراثية، ولذلك ينتشر المرض بكثرة داخل بعض العائلات.

ومن أهم أسباب الاصابة به:

• الإعتلال العضلي او ضمور العضلات.
• شلل في الدماغ.

العيوب الخلقية التي تسبب خلل في نمو العظام والعمود الفقري، ومنها:

• شلل الأطفال.
• شلل الدماغ.
• نقص في عنصر الكالسيوم.
• التعرض لحادثة في العمود الفقري.
• الاصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية حادة.
• وجود تاريخ عائلي لأشخاص مصابين بهذا التشوة.

أثبتت العديد من الدراسات العلمية بعد اجراء بعض الإحصائيات وجد أن الفتيات معرضون للإصابة بتشوهات العمود الفِقَري بمعدل أكثر من الرجال، وتحتاج بعض الحالات الى التدخل الطبي، وتبدأ أعراض المرض في الظهور خلال مرحلة البلوغ أو قبلها مباشرة.

مضاعفات تشوهات العمود الفِقَري

تتسبب تشوهات العمود الفِقَري في حدوث بعض المضاعفات والاضطرابات البسيطة عند بعض الأشخاص ومنها ( إرتفاع عظمة الفخذ أعلى من الآخر، ظهور بروزاك أو نتوءات من الظهر، عدم تساوي في مستوى الاكتاف).

ولكن تحدث عند فئة اخرى مضاعفات خطيرة، وتشمل الآتي:

• تلف في الرئتين، ويحدث ذلك في حالات التشوهات الشديدة، نتيجة ضغط القفص الصدري الى الداخل، وذلك يعيق من دخول الأكسجين الى الجسم، ويقل معدل الدم المتدفق الى الرئتين، ويعاني المريض في تلك الفترة من صعوبة بالغة في التنفس وتؤدي الى الفشل الرئوي.

• إحتشاء عضلة القلب، والذي يؤدي إلى الوفاة.

• مشاكل في الظهر، حيث يعانون الأشخاص الذين تعرضوا لتشوهات العمود الفِقَري منذ الطفولة من آلام حادة ومزمنة في الظهر تختلف عن الأشخاص الذين ظهرت عليهم الاعراض في مرحلة متأخرة.

• المظهر، قد تؤدي تلك التشوهات بعد تطور الحالة إلى وجود خلل في مظهر الكتفين، والفخدين ( عظام الحوض )، بروز أضلاع العمود الفقري، بروز منطقة الخصر إلى أحدى الجانبين.

علاج تشوهات العمود الفقري عند الأطفال

من المهم ان يتم التشخيص الجيد للاطفال عند ملاحظة وجود تشوهات في العمود الفقري، ويفضل ذلك في السن المبكر للحد من تطور هذا التشوة، وتجنب المضاعفات العضلية والعصبية للطفل، وهي من أبرز المضاعفات الشائعة لذلك يجب التشخيص الدقيق واستبعاد تشوهات النخاع الشوكي أو اجزاء أخرى من الجسم.

على الرغم من ذلك بعض التشوهات لا يتم ملاحظتها ولا إكتشافها، ويتم تحديد ذلك من خلال:

• الأشعة المقطعية على الصدر والعمود الفقري.
• الرنين المغناطيسي، يستخدم في تقييم مدى تشوه الحبل الشوكي.
• التصوير الطبقي، يستخدم في تقييم حالة العظام المتضررة نتيجة انحناء العمود الفقري.

يعتمد العلاج المستخدم على حسب حالة المريض والمضاعفات التي يمكن حدوثها، لذلك يقوم الطبيب بوضع خطة علاجية تتناسب مع أعراض المريض وحجم المخاطر التي يمكن أن تتطور إليها الحالة، بعض الحالات تحتاج إلى العلاج التجميلي فقط.

ومن طرق العلاج نذكر:

العلاج الفيزيائي

هو من أفضل الطرق العلاجية التي تهدف الى تقوية العمود الفقري، تحفيز النشاط العضلي، زيادة القدرة على الحركة، تحسين مستوى توازن الجسم، ولذلك يجب الاستمرار على العلاج الفيزيائي بصورة نشطة، ليس فقط المداومة على تدليك المناطق المصابة بالحرارة.

الحقن

هي عبارة عن جرعات دوائية، تستخدم فقط تحت الإشراف الطبي، يتم إعطاؤها للمريض مرة أو مرتين خلال السنة الواحدة، تحتوى تلك الحقنة على مركبات الكورتيزون وبعض الادوية التي تقلل من ألم الأعصاب والتهاب العظام والمفاصل.

تقويم العمود الفقري

تستخدم تلك الطريقة في علاج بعض الحالات البسيطة، خاصة للأطفال، حيث أنه يحفز نمو العمود الفقري بشكل مستقيم، ولكن قد يسبب بعض الآثار الجانبية ومنها الوهن العضلي، تهيج والتهابات في الجلد.

التدخل الجراحي

يعد التدخل الجراحي من الطرق الأخيرة التي يلجأ إليها الأطباء، وذلك عند الفشل في العلاج بواسطة الوسائل الاخرى، ويستخدم العلاج بالجراحة عندما تزداد أعراض انحناء الظهر ويصبح الالم مستمر ومن الصعب علاجه، وايضا عند ظهور الأعراض العصبية مثل،

الوهن، الضعف، التنميل. إضطراب في الأمعاء، ضعف في عضلات المثانة، ولذلك يجب على الطبيب أن يراجع المريض سنويا.

تستخدم تلك الطرق السابقة في علاج إنحناء العمود الفقري عند الأطفال، ولكن يوجد بعض الحالات التي تعرضت لمشاكل الظهر نتيجة عدم اكتمال التئام العمود الفقري من أسفل.

تستدعي تلك الحالات التدخل الجراحي على الفور، ومنها :

التدخل الجراحي قبل الولادة

تتعرض الاطفال المصابة بهذا المرض الى تدهور كبير في حالتهم وتشمل الإعاقة الذهنية واضطراب الوظائف العصبية، وذلك إذا لم يتم العلاج في مرحلة مبكرة، ولكن في الآونة الأخيرة وجد أن من الممكن اجراء عملية للجنين داخل رحم الأم، وذلك عند اكتمال الاسبوع السادس والعشرون.

وبعد الإحصائيات التي تمت بعد تنفيذ تلك العملية وجد أن هؤلاء الأطفال لديهم إعاقة منخفضة مقارنة بالآخرين.

التدخل الجراحي بعد الولادة

تعتبر تلك العملية خطيرة ودقيقة للغاية حيث يقوم الطبيب باسترجاع الحبل الشوكي وبعض الأنسجة الى داخل جسم الرضيع، ومن ثم يغطي تلك المنطقة بالعضلات والحاد، ويفضل علاج تلك الحالة أيضا في مرحلة مبكرة.

وذلك للحد من حدوث عدوى للطفل نتيجة الأعصاب المكشوفة للخارج، وتقليل الخطورة من حدوث صدمة للحبل الشوكي التي من الممكن ان تؤدي إلى الشلل الكامل.