كتابة : رحاب
آخر تحديث: 01/02/2022

تعريف الوعي الذاتي وأنواعه وعلاقته بالسلوك البشري

إن تعريف الوعي الذاتي يعتمد في الأساس على جانبين مختلفين تمامًا من جوانب الشخصية مما ينتج عن ذلك إمكانية تعريفه بمعنيين مغايرين لبعضهم البعض لكنهم مرتبطين ارتباطًا وثيقًا معًا.
إذا كان لديكم شغف حول معرفة تعريف الوعي الذاتي الذي سيكون له عظيم الأثر في حياتكم، فعليكم متابعة قراءة هذا المقال بكل عناية وحرص، أتمنى لكم قراءة ممتعة.
تعريف الوعي الذاتي وأنواعه وعلاقته بالسلوك البشري

تعريف الوعي الذاتي

من العوامل التي تساعد مَن حولك على فَهم ما تقوله هو منحهم ولو نبذة بسيطة عن الشيء الذي تتحدث عنه في البداية قبل أن تُبحر في معانيه، لذا سنتحدث في بداية المقال عن تعريف الوعي الذاتي:

  • الجهة الأولى التي يمكن تعريف الوعي الذاتي من خلالها تكون نابعة من ذات الإنسان نفسه، ونعني بذلك أن الوعي الذاتي عبارة عن إدراك شخص ما للمميزات الموجودة في شخصيته ومحاولة تقويمها وللعيوب الموجودة به أيضًا ومحاولة إصلاحها، هنا يكون لدى هذا الشخص وعي بذاته وبنقاط ضعفه ومظاهر قوته.
  • أما الجهة الثانية للتعريف فهي تعتمد كل الاعتماد على الظروف التي تحيط بهذا الشخص والطريقة التي يتصرف بها في كل موقف، فعندما يراقب تصرفاته وانفعالاته في جميع المواقف فهو بذلك لديه وعي كامل بذاته؛ لأنه سيحاول التحكم في غضبه أكثر من ذلك في المواقف التي لا تستدعي الغضب وسيتحكم أكثر في القرارات التي يأخذها وقت الغضب وما إلى ذلك.
  • يبدأ الإنسان يشعر بوعيه بذاته منذ الصغر أي عندما يكون طفلاً ويستمر في ذلك إلى أن يصل إلى مرحلة الشيخوخة لكن درجات الوعي الذاتي تختلف من شخص لآخر.
  • ومن خلال التعريفات التي قمنا بذكرها فإننا سنلاحظ أن الوعي الذاتي بجميع صوره ينقسم إلى نوعين أيضًا، وهذا سيكون محور حديثنا في الفقرة القادمة، لذا تابعوا معنا.

أقسام الوعي الذاتي

الوعي الذاتي ينقسم إلى قسمين رئيسيين ألا وهما:

الوعي الخاص:

  • هذا النوع يكون نابع من الشخص نفسه لأنه يعتمد في الأساس على درجة التقييم التي يمنحها هذا الإنسان لذاته عندما يتصرف في مواقف معينة، أو المقارنة بينه وبين الأشخاص المحيطين به وكيف يقوموا بالتصرف في المواقف المشابهة.
  • لكن يجدر بنا أن نحيطكم علمًا بأنّ الإفراط في إصدار الأحكام على النَفْس والتركيز بدرجة كبيرة على الوعي الذاتي الخاص بشخصيتك سيجعلك تفقد الثقة في نفسك مع الوقت وسيصيبك بالكثير من المشاعر المضطربة كالقلق والتوتر وما شابه ذلك.

الوعي العام:

  • أما هذا النوع فهو معاكس تمامًا لِمَا سبق ذكره عند حديثنا عن الوعي الذاتي الخاص، حيث إنه عبارة عن قيام شخص ما بالاهتمام الزائد بنفسه من أجل الحصول على آراء إيجابية من المحيطين به، وكي يظل دائمًا شخص مثالي في أعين مَن حوله.
  • لكن الإفراط في هذا النوع من الوعي سينتج عنه مشاكل كثيرة أيضًا مع مزيد من التفكر في كيف يبدو من الخارج للآخرين.

العلاقة بين الوعي الذاتي والسلوك البشري

عندما ننظر إلى المصطلحين السابق ذكرهم من الخارج فإننا سوف نشعر أنه ليست هناك علاقة تربط بينهما أبدًا لكن ذلك الاعتقاد خاطئ لذا دعونا نشرح لكم الصلة الوثقى التي تربط سلوك أي فرد بمقدار وعيه بذاته، وتتمثل في:

  • حيث إن سلوك الفرد ليس إلا رد فعل لكل ما يحدث معه من مواقف سواء سلبية أو إيجابية، ولا يقتصر السلوك البشري على الكلام الذي يتفوه به هذا الشخص في تلك المواقف بل إنه يرتبط أيضًا بلغة الجسد وعلامات الانفعال التي تظهر على الوجه وما إلى ذلك.
  • والوعي الذاتي ما هو إلا مراقبة الشخص لكل ما يصدر عنه من تحركات وانفعالات وأوامر وهكذا، لذا من خلال السلوك البشري لأي شخص فإنه يمكنه الحصول على معلومات أكثر عن نفسه مما يزيد من وعيه بذاته ومن هنا جاءت العلاقة بينهما.

كيفية زيادة الوعي الذاتي ؟

إن الوعي الذاتي يعتبر أمر جيد ما لم يزداد عن الحد الطبيعي له،من خلال :

  • فهو يُمكنك من انتقاء الأشخاص الذين ستتعامل معهم والذين يناسبون شخصيتك ولا يسببون المتاعب لك، إلى جانب ابتعادك عن كل مَن هو مختلف عنك تمامًا ولا يمكنه فهمك أو التواصل معك.
  • ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط بل إن معرفة كل فرد بجوانب شخصيته وبرغباته واحتياجاته سيساعده على التكيف مع الحياة التي يعيشها ومع العالم المحيط به، لكن كيف يمكن لأي إنسان أن يقوم بتطوير الوعي الذاتي الخاص به دون أن يؤثر ذلك عليه أو يُصيبه بأي مشكلة نفسية.

من خلال الفقرات القادمة سنوضح لكم الطرق المتبعة من أجل تطوير الوعي الذاتي، وتتمثل في:

التعرف على النفس من قُرب

  • هل خطر على بالك يومًا ما أن تسأل نفسك إلى أي درجة قد وصلت معرفتك بذاتك؟ أو هل تعرف ذاتك من الأساس؟ أم أنك لازلت تتعرف عليها يومًا بعد يوم! دعنا نوضح لك أهمية التعرف على النَفْس.
  • إن زيادة الوعي الذاتي يرتبط بقوة معرفتك بذاتك ويعتمد عليه اعتماد تام، فكلما كنت على دراية أكثر بأولوياتك وأهدافك كلما كانت حياتك أفضل لأنك ستبذل كامل جهدك وطاقتك في المكان الصحيح لهما دون إضاعة وقت على أشياء لن تفيدك في حياتك العملية ولا الشخصية.
  • لذا كل ما عليك أن تقوم بالتخطيط لحياتك كل مدة وتراقب الإنجازات التي استطعت الوصول إليها والأشياء التي لم تقوى على تحقيقها، ثم تدرس الأسباب التي منعتك من الوصول لأهدافك وتعمل على حلها كي لا تتعثر مرة أخرى.

التأمل اليومي ومساهمته في تطوير الوعي الذاتي

  • إن التأمل اليومي سيكون له عظيم الأثر في تفريغ مشاعر الغضب الناتجة عن بعض المواقف، لكن دور التأمل اليومي لا يقف عند ذلك فقط بل إنه يمتد ليصل إلى مساهمته في التعرف على الذات بشكل أوضح وفهمها بصورة أكبر.
  • حيث إنه في ذلك الوقت يقوم مقام ممارستك لهواياتك المفضلة التي تستخدمها للتنفيس عن الضغط الواقع عليك، أو الذهاب للتجول أو ربما قضاء وقت ممتع مع شخصك المفضل أو مع صديقك الذي يفهمك دون بذل أي مجهود منك.
  • فهذا هو دور التأمل اليومي بالضبط حيث سيساعدك على التخلص من التوتر والضغوطات والقلق المستمر بخصوص المستقبل وما سيحدث به.

  • لذا فإن ممارسة التأمل اليومي لمدة خمسة عشر دقيقة بشكل يومي سيساعد على نقاء الذهن والاسترخاء بالإضافة إلى منحك الفرصة للتفكر بعقلانية.

مميزات الجلوس مع النفس

  • توجد مجموعة من الدراسات العلمية التي تؤكد على أن جلوس الإنسان مع ذاته يعتبر أولى خطوات العلاج النفسي والتخلص من المشاكل النفسية التي قد يتعرض لها بمرور الوقت.
  • كما أن حل المشاكل كلها يعتمد على جلوسك مع ذاتك ومحاورتها دون قسوة أو تأنيب كي لا تنفر من تلك الجلسة مع الوقت لأنها ستصبح بمثابة محاكمة أنت القاضي والمتهم فيها.
  • وإلى جانب ذلك فإن تحاورك بشكل لطيف مع نفسك سيجعلك شخص إيجابي يتطلع دومًا إلى التغيير للأفضل والمُضي قدمًا من أجل اكتساب خبرات جديدة والتطوير من النفس.
  • الجلوس مع النفس سيجعلك تفضل المواجهة وتكره التخاذل والهروب من المشاكل وبالتالي ستصبح شخص مسؤول يمكن الاعتماد عليه.
الخلاصة من ذلك كله أن معرفتك بـ تعريف الوعي الذاتي لا بد وأن تساعدك على تزكية نفسك، وحينها ستتبدل الحياة للأفضل.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ