دراسة علم الاجتماع الديني وأهدافه ومجالاته وتعريفه
تعريف علم الاجتماع الديني ومجالاته
- بعرف مفهوم علم الاجتماع من المنظور الكلي بأنه ذلك العلم الذي يهتم بدراسة الأمور الاجتماعية للإنسان بشكل عام والطريقة التي يتفاعل به الإنسان مع غيره ومع البيئة المحيطة به. وليس هذا فقط بل يهتم بدراسة الجماعات والمجتمعات بنفس الطريقة ومعرفه الفروق الثقافية التي تختلف من مكان إلى أخر ومدي تأثر المجتمع بالثقافة الخاصة به بعاداته وتقاليده وما مدى تأثير تلك الثقافة على الآخرين وعلى العالم.
- ونظرا لكون علم الاجتماع من أوسع العلوم من حيث المجالات والفروع والتخصصات، فإنه يستطيع من خلاله معرفة خط سير عمل أي مجتمع من المجتمعات وما مدى تقدم وتطور وما هي العوامل والأسباب التي تؤثر علي هذا التطور سواء من ناحية إيجابية أو سلبية. والجدير بالذكر أن جميع هذه التخصصات تدرس على مستوى العالم في جامعات مختلفة.
- وعلى الرغم من أن علم الاجتماع علم حديث النشأة إذا ما تم مقارنته بالعلوم الطبيعية الأخرى من الطب والهندسة والفيزياء والأحياء إلا أنه استطاع أن يثبت جدارته. والدليل على ذلك وجود فروع كثيرة ومجالات وأقسام فجميع هذه الفروع والأقسام تهتم بدراسة الإنسان ليس من الشكل المادي ولكن دراسته من منظور كونه كائن اجتماعي. حيث يتم دراسة أسلوبه ومدى تأثره بالمجتمع الذي يعيش به ومدى تأثير هذا المجتمع عليه، وفي الدراسة في علم الاجتماع تعتمد على التفسير والمناهج وليس على القوانين والقواعد النظرية.
أهم مجالات علم الاجتماع الديني
كما ذكرنا أن علم الاجتماع الديني فرع من فروع علم الاجتماع وهذا العلم ينقسم إلى قسمين أساسيين الأول علم الاجتماع العام، والثاني علم الاجتماع الخاص، وعلم الاجتماع الديني يندرج تحت الميدان الثاني لعلم الاجتماع ألا وهو علم الاجتماع الخاص، ومن أهم مجالات علم الاجتماع الديني ما يلي:
- علم مقارنة الأديان من منظورين هما المقارنة والتحليل الدقيق.
- دراسة الأديان في سياقاتها الثقافية والاجتماعية.
- تحليل المعاني الاجتماعية وعلاقتها بالشعائر والطقوس الدينية.
- تحليل استخدام الجماعات الدينية لوسائل الإعلام في التبشير والدعاية، والطريقة التي يقدم بها الإعلام الرسائل الدينية.
- دراسة التفاعل بين الأديان المختلفة ومدى تحقيق التعايش والتسامح بين الأديان وتأثيره المجمل على منظومة المجتمع.
- تحليل دور الدين في تشكيل المفاهيم الاجتماعية المرتبطة بالأدوار الاجتماعية.
- دراسة تأثير العولمة على الأديان.
- تحليل دور المؤسسات التعليمية الدينية وتأثيرها على الطلاب والمجتمع وكيفية توظيف الدين في المناهج الدراسية.
- دراسة تأثير الدين على السلوك الاجتماعي للفرد والصحة النفسية.
أهمية علم الاجتماع الديني
بناء على كل ذلك تعرف دراسة علم الاجتماع الديني أنه العلم الذي يهتم بدراسة الأمور الآتية:
- دراسة الأمور الاجتماعية التي تحدث في مجتمع ما من ظواهر وقضايا من منظور الدين.
- يدرس كيفية تأثير الدين في أوقات الأزمات الاجتماعية والسياسية (مثل الحروب والكوارث الطبيعية).
- دراسة دور الدين في صنع القرارات.
- يحلل الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى التغيرات في الممارسات والمعتقدات الدينية.
- يساعد في فهم التعددية الدينية وكيفية التعايش بين مختلف الأديان.
- درس كيف يؤثر الدين على تشكيل القيم والأخلاق والمعايير الاجتماعية.
الأسباب والعوامل التي أدت إلى استقلال علم الاجتماع الديني
علم الاجتماع الديني قبل أن يكون علم مستقل خاص بنفسه كان في بداية الأمر مبعثرًا متناثرًا بين الموضوعات والقضايا التي يقوم كل من علم الاجتماع وعلم الدين بدراستهم. إلى أن أدت الى ظهور أسباب وعوامل ساهمت في استقلال هذا العلم في كونه علم خاص بنفسه بعيدًا كل البعد عن العلوم السابقة التي ذكرناها.
وتتمثل تلك الأسباب والعوامل في الآتي:
عجز علم الاجتماع على دراسة الظواهر الدينية لكثرتها
- علم الاجتماع عاجز كل العجز عن دراسة الأمور الدينية والظواهر دراسة من منظور اجتماعي بحت وفي نفس الوقت بشكل مخصص ومحدد. والسبب في هذا العجز وعدم القدرة هو أن مجالات علم الاجتماع كثيرة واسعة ومتنوعة ودراسة هذه الظواهر تحتاج إلى التحديد وليست الشمول والعموم، بالإضافة إلى كون العوامل التي تؤثر على المجتمع الإنساني الذي يتم دراسة ظواهره الدينية كثيرة وذات قوى مؤثرة كبيرة عليه.
العلوم الدينية لا تهتم كثيرًا بالتاريخ الاجتماعي
- السبب الثاني هو كون علم الدين غير مهتم بأي شكل من الأشكال بدراسة التاريخ الاجتماعي والجذور الخاص بهذه الظواهر الدينية، وما مدى تأثير تلك الأمور الاجتماعية من ظواهر وأمور في بناء هذا المجتمع من الناحية الاجتماعية.
الحياة الاجتماعية معقدة للغاية
- بسبب وجود تفرعات وظواهر هذان الأمران يحدث من خلالهم تداخل مع الأمور الدينية في المجتمع سواء كان في الممارسات من طقوس وعبادات وشعائر وأيضا التداخل يحدث في القيم. ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد نظرا لكون الماديات وتفضيل المصلحة والمنفعة علي أي شيء آخر سواء كان أخلاقي أو مبادئ أصبح هناك اهتمام بأمور الدين بتحقيقها في أكثر من شأن من شئون المجتمع.
كتاب علم الاجتماع الديني
- خلال ٣٠ سنة فقط ظهرت الكثير من الكتب والدراسات المتعلقة بـ دراسة علم الاجتماع الديني ومن أشهر هذه المؤلفات كتاب علم الاجتماع الديني لمؤلفه ماكس فيبر،
- والجدير بالذكر أن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد وجود أقسام خاصة بهذا العلم في الكثير من الجامعات الموجودة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، هذه الأقسام ساهمت بشكل كبير في تبلور هذا العلم وتنمية تخصصه بشكل كبير وتفرده لكي يكون علم خاص وفرع من فروع علم الاجتماع بشكل منفصل.
أهداف علم الاجتماع الديني
هناك العديد من الأهداف التي يسعى علم الاجتماع الديني إلى الوصول إليها ومنها ما يلي:
التعمق في الجذور والأسس الاجتماعية الخاصة بالأمور الدينية
- الأمور الدينية المتعلقة بالعبادة مثل الصلاة الصوم الزكاة الشعائر الطقوس والعبادات الى حد الفهم والاستيعاب وفي نفس الوقت تحقيق الإدراك، ولا يقتصر الأمر على إبراز الجانب الديني فقط، بل معرفة حقيقة الأمور والظواهر الاجتماعية التي تنشأ وتظهر في المؤسسات الدينية من صراعات وجود صور للتعاون المحبة الكراهية وما إلى ذلك.
فهم العلاقة بين الدين والمجتمع
- من أسمى وأقوى أهداف علم الاجتماع الديني أنه يسعى لفهم العلاقة التي تكون بين الدين وبين المجتمع وأيضا حقيقة تلك العلاقة وإبرازها من أكثر من ناحية ومن أكثر من منظور وجانب، والجدير بالذكر أنه يسعى أيضا إلى إثبات العلاقة التي تكون بين هذان الاثنان يوجد بها شيء من العلمية.
السعي إلى زيادة في عدد الدارسين لعلم الاجتماع الديني
- والأشخاص الباحثين في علم الاجتماع الديني وليس هذا فقط، بل الحرص علي كون هؤلاء الأعضاء الجدد محافظين بعيدا كل البعد عن الانفعال وتحكم الذات والعاطفة والمشاعر في التحليل والدراسة والبحث، وذلك نظرا لكون الأعضاء القدامى في هذا المجال يعانون من وجود هذه المشكلات في أغلب الدراسات والأبحاث التي يقومون بها.
توسيع أهداف علم الاجتماع الديني
- إدخال مناهج الى علم الاجتماع الديني هذه المناهج تتوفر به مميزات وصفات التقدم والتطور، وسبب إدخال هذه المناهج الحديثة لكي تقدم للباحث والدارس في هذا العلم القدرة على إتمام بحثه ودراسته بكفاءة وجودة عالية. نظرا لكون المنهج الذي يعتمد عليه في تحليل النظرية متطور وحديث وتتوفر به كافة المزايا التي تستدعي اعتماد المنهج والعمل به وأخذه قاعدة على أساسها يتم تحليل الظواهر والأمور من أي منظور ديني أو اجتماعي.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_14539