كتابة :
آخر تحديث: 05/02/2024

ما هي صدمات الطفولة وأنواعها وآثارها؟ وكيفية التعامل معها؟

لا يعلم الكثيرون أن معظم المشكلات التي يواجهونها في الحياة هي بسبب تعرضهم لصدمة أو موقف صعب في الطفولة، وهذا الموقف جعلهم يعتقدون عن أن أنفسهم أنهم غير كافيين أو جيدين بالقدر الكافي. لذا سنتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن صدمات الطفولة. لا يوجد شخص على وجه الأرض لم يتعرض لصدمة في طفولته، ولكن تختلف نوع الصدمة وتأثيرها من شخص لآخر، وهذه الصدمات تؤثر بشكل كبير على الشخص في الكبر في ناحية أو أكثر من نواحي الحياة، ولذلك من الضروري جدا أن ينتبه الشخص لمواطن الخلل في شخصيته، والتي تنعكس على واقعه المادي، ويبدأ في البحث في الماضي الخاص به عن الصدمة التي سببت له هذا الخلل.
ما هي صدمات الطفولة وأنواعها وآثارها؟ وكيفية التعامل معها؟

ما هي صدمات الطفولة؟

صدمات الطفولة هي عبارة عن:

  • حدث قاسي أو موقف صعب تعرض له الشخص في الصغر، وشعر فيها بمشاعر سلبية تجاه نفسه والآخرين والحياة بشكل عام، وتكونت لديه معتقدات وأفكار سلبية معينة عن تلك الأمور، وخزنت تلك المشاعر والأفكار في العقل اللاواعي للطفل، حتى أصبح شخصا بالغا.
  • كما أن صدمة الطفولة من الممكن أن تحدث بسبب سوء تصرف من الوالدين أو أحدهما، أو من خارج عائلة الطفل مثل المدرس في المدرسة أو أحد الأصدقاء. ومن الممكن جدا أن تحدث بدون قصد من الطرف الآخر، ومن الممكن أن تحدث للطفل بسبب تعمد الآخر لهذا الأمر.
  • في كل الأحوال يبدأ الطفل في تخزين مشاعر ومعتقدات الصدمة بدون وعي منه في عقله اللاواعي. لأنه في الغالب لا يصنف ما حدث معه على أنه صدمة إلا عندما تتكرر نفس الصدمة معه بشكل مختلف في الكبر لتعرف الشخص أو لتشير له عن ما يخزنه في عقله اللاواعي لكي يتحرر من هذا المخزون، ويرى الحياة وذاته من منظور آخر.
  • من الممكن أن تظهر آثار صدمة الطفولة على الشخص عندما يكبر في شكل مرض أو اضطراب نفسي أو مرض جسدي.
  • كما أن معتقدات ومشاعر الصدمة المخزنة في العقل اللاواعي للشخص منذ الطفولة تبدأ في جذب نفس الأحداث السابقة له حتى ينتبه لها، ويحررها.

أنواع صدمات الطفولة وأسبابها

لصدمات الطفولة أنواع عديدة، والتي على أساسها يتأثر الشخص على المستوى النفسي والعقلي والبدني، أما عن أنواع الصدمات التي يتعرض لها الشخص في طفولته، فهي:

أولا: الصدمات التي تحدث للطفل مرة واحدة فقط

  • حادثة ما يمر بها الطفل، مثل حادث سيارة أو حادث ناتج عن سقوط الطفل أثناء ركوبه الدراجة.
  • حدوث جرح غائر أو مؤلم للطفل نتيجة حادث ما أو استخدام آلة حادة معينة أو قيام الطرف الآخر بإيذاء الطفل بدنيًا أو بآلة حادة.
  • حدوث اعتداء ما على الطفل مثل التحرش أو الضرب أو الاغتصاب.
  • هذا النوع من الصدمات يجعل الطفل يشعر بالقلق والتوتر، وأنه مهدد، ومن الممكن أن يحدث مكروه له في أي وقت.
  • خاصة أن هذا النوع من الصدمات يحدث بشكل مفاجئ للطفل، وبدون سابق معرفة.

ثانيا: الصدمات التي تحدث للطفل بشكل مستمر

يسبب هذا النوع من الصدمات شعور الطفل بمشاعر القلق المستمر، والتوتر والخوف من حدوث أي مكروه له ولعائلته في أي وقت، بالإضافة إلى شعور الطفل بأنه عاجز تجاه الدفاع عن نفسه أو رد أذى معين عنه، ومن ضمن هذه الصدمات:

  • وجود الطفل في بيئة غير صحية مثل إصابة أحد الوالدين بمرض نفسي أو عقلي، ويشكل هذا الأمر تهديدًا على حياة الطفل.
  • تواجد الطفل في بيئة بها عنف مثل اعتداء الأب على الأم، أو أن الطفل يعيش في بيئة بها صراع أو حرب بسبب العرق أو الدين أو عدوان خارجي.
  • وجود الطفل مع شخص متحرش أو مغتصب في نفس المكان مثل الأب أو الأم أو أحد أفراد العائلة، وتعرض الطفل باستمرار لمثل هذه الأمور باستمرار من قبل هذا الشخص.
  • تعرض الطفل للتنمر أو الإهمال من قبل أحد الوالدين أو كلاهما، أو من قبل الأصدقاء في المدرسة.

ثالثا: الصدمات التي لم يتفاعل معها الطفل

هناك نوع من الصدمات لا يشعر بها الطفل عندما تحدث له أو لا يتفاعل معها، ولكنها تترك أثراً بالغاً في عقله اللاواعي، ومن ثم شخصيته وواقعه عندما يكبر، وهذه الصدمات هي عبارة عن:

  • صدمة الولادة.
  • صدمة وفاة الأم عند الولادة.
  • صدمة وفاة الأب قبل ميلاد الطفل، أو بعد ولادته بفترة بسيطة، أو قبل أن يتم الطفل عمر العام أو العامين.
  • إجراء عملية جراحية للطفل لسبب أو لآخر قبل عمر الثلاث سنوات.
  • انفصال الوالدين قبل أن يتم الطفل عمر العامين أو الثلاثة أعوام.
  • مشاهدة الطفل لمشاهد عنف سواء في التلفاز أو بين الوالدين، وذلك قبل أن يتم الطفل عمر الثلاث سنوات.
  • هناك بعض من هذه الصدمات لا يتذكرها الشخص نهائيًا عندما يكبر، ومنها ما يتذكرها الشخص، ويعتقد أنه غير متأثر بها.
  • ولكنه متأثر بها بشكل بالغ، وينعكس ذلك على شخصيته وحياته، وطريقة تعامله مع الآخرين.
  • وهذا النوع من الصدمات عندما يتم تحريرها يشعر الشخص بأنه بالفعل متأثرًا بهذا الموقف الذي حدث معه في الماضي.
  • كما أن هذا النوع من الصدمات يحتاج لمتخصص نفسي محترف حتى يجعل الشخص يدخل في حالة من الاسترخاء العميقة.
  • ومن ثم استرجاع المواقف بوعي الشخص عندما كان طفلا، وليس بوعيه الحالي حتى يشعر بما شعر به في الطفولة عند حدوث هذا الأمر معه.
  • ومن ثم تحرير تلك المشاعر، وهذا ما يقال عنه في علم النفس التواصل مع الطفل الداخلي للتصالح معه.
  • وذلك من خلال تحرير مشاعر هذا الطفل التي كتبها في الماضي عند تعرضه لهذا الموقف.

كيف اعرف صدمات الطفولة؟

يكمن داخل كل فرد مشاعر عن الطفولة وأحداثها والأيام الخوالي لها تأثير بالغ على شخصية ونفسية الإنسان، ومن ثم فإن التعرض لصدمات الطفولة ينتج عنه بعض الأعراض التي تظهر جلية في الكبر، وإليكم إجابة سؤال كيف اعرف صدمات الطفولة، ما يلي:

  • الميل إلى الاكتئاب والعزلة الاجتماعية.
  • الخوف من بعض الأشياء.
  • تجنب تكرار الأحداث المشابهة للصدمة نفسها.
  • تجنب الذهاب للأماكن أو التعامل مع الأشخاص المسببين لصدمة الطفولة.
  • الميل إلى الانحراف مثل تناول الكحول والمخدرات لنسيان الصدمة.
  • نوبات الغضب والحزن واليأس.
  • ضعف التحفيز الذاتي ورؤية الحياة بمنظور سوداوي.
  • اضطرابات النوم والأرق.
  • تذكر الأحداث المؤلمة بشكل يومي مما يعكر صفو الحياة.
  • العصبية الزائدة.
  • أفكار انتحارية.
  • أعراض ما بعد الصدمة (القلق والخوف، الوحدة، النسيان المتعمد وغيرها).

آثار صدمات الطفولة

إن صدمات الطفولة لا تمر مرور الكرام في حياة الإنسان، ولكن يمتد أثرها ممتداً حتى نهاية حياة الإنسان، تتمثل تأثير صدمة الطفولة فيما يلي:

  • زعزعة الثقة بالنفس وتدني احترام الذات.
  • عدم القدرة على التفكير واتخاذ القرارات وحل المشكلات.
  • التواكل على الآخرين في الأمور الحياتية المختلفة.
  • الخوف من الخذلان والهجر وبعد الأحبة.
  • سرعة الغضب والانزعاج من الآخرين.
  • الخوف من تحمل المسؤوليات.
  • مشاكل صحية.
  • صعوبات في الثقة في الآخرين والتواصل معهم.
  • الشك الدائم بالمحيطين حتى إلى أقرب الأشخاص.

كيفية التعامل مع صدمات الطفولة؟

من الممكن أن يقوم الشخص بتحرير صدمات الطفولة الخاصة به بنفسه من خلال:

  1. الكتابة أو التأمل أو استخدام أي تقنية من تقنيات التحرر.
  2. مثل تقنية السماح بالرحيل لديفيد هاوكينز، وذلك في حال كانت هذه الصدمات من النوع الذي لا يجعل الشخص يدخل في حالة من البكاء.
  3. أو الصراخ الشديد أو الانهيار نتيجة مواجهة الشخص لمشاعر الصدمة.
  4. أما إذا كانت الصدمات لها علاقة بالاعتداء البدني أو الجنسي أو المعنوي على الشخص.
  5. فمن الأفضل أن يتابع الشخص مع أحد المتخصصين في مجال علم النفس أو الطب الشعوري من أجل تحرير الصدمة بشكل جيد.
  6. وبدون أن يقوم الشخص بإيذاء نفسه بسبب مواجهته لمشاعر الصدمة سواء أثناء جلسة التحرر أو بعدها.

التحرر من صدمات الطفولة

  • من المهم جدا أنه يتقبل الشخص ما حدث معه في الماضي عندما يكتشف أن سبب المعاناة التي يعيش فيها حاليًا هي الصدمات التي تعرض لها في الطفولة.
  • لأن القبول معناه قيام الشخص بالتصالح مع هذا الماضي، وعدم السماح له بالتكرار مرة أخرى في المستقبل.
  • ومن ثم يقوم الشخص بتحرير تلك الصدمات بدون الشعور بالسخط أو الغضب من نفسه أو الآخرين عما حدث في الماضي.
  • وهذا الأمر يسهل كثيرًا من عملية التحرر، وتجعل الشخص متزنًا نفسيًا وعقليًا، على الرغم من أنه لم يقم بتحرير كل صدمات طفولته.
كانت هذه بعض النصائح والمعلومات التي تساعد البعض في التعرف على صدمات الطفولة الخاصة به، وكيفية التعامل معها من أجل أن يتصالح الشخص مع ذاته ومع الآخرين، ومن ثم تتحسن حياته وواقعه، ويعيش حياة بها قبول ورضا وبهجة ونجاح.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ