كتابة :
آخر تحديث: 21/02/2022

الصدمات النفسية وعلاجها وتأثيرها على شخصية الإنسان وحياته

الصدمات لها العديد من الأشكال النفسية والعاطفية وذلك يكون بسبب تعرض لحادث أليم أو فقدان شخص قريب منك أو الإصابة بمرض خطير أو خسارة شخص عزيز، ولكن أثبت الطب النفسي على إمكانية التغلب على الصدمات النفسية وعلاجها عن طريق التوجه لطبيب متخصص.
في هذا المقال سوف نعرف الصدمات النفسية وعلاجها وما هي الأعراض النفسية وما أفضل طريقة للتعامل معها من قبل الشخص أو من حوله؟ ومتى يجب عليك التوجه للطبيب نفسي يكون متخصص؟ فسوف نعرف الإجابة واهم النقاط في هذا المقال.
الصدمات النفسية وعلاجها وتأثيرها على شخصية الإنسان وحياته

ما هي أعراض الصدمات النفسية؟

تختلف ردود الأفعال ودرجة حدة الصدمات النفسية من شخص لآخر وتختلف من موقف لموقف، ولكن ما يكون مشترك فيها دائما هو تواجد القلق، والتوتر، والخوف، وقلة التركيز، وقلة النوم، فاسترجاع الذكريات يشعر الشخص بالضيق والاكتئاب لأنها ذكريات مؤلمة، فعدم الرغبة في إتمام أعمال أو نشاطات جديدة يرجع إلى ما سبق شرحه.

تعد كل تلك الأعراض طبيعية للغاية، فيمكن التغلب عليها بمرور الوقت وبالدعم النفسي من الآخرين، ففي حالة مرور شهور على الشعور بتلك الأعراض فذلك يعد كعلامة واضحة على كبر حجم المعاناة واحتياجك للذهاب لطبيب نفسي متخصص، فقبل أن يكبر ويتفاقم الأمر أكثر من ذلك

متى تحتاج اللجوء إلى طبيب نفسي؟

إذا واجهت أي من تلك الأعراض يجب التوجه للطبيب ع الفور لتحليل الصدمات النفسية وعلاجها فمن تلك الأعراض:

  • المعاناة عند تذكر الذكريات المرعبة أو الكوابيس أو الذكريات القديمة التي مر عليها فترة طويلة.
  • أن يظل الشخص يعاني من الخوف الشديد أو القلق الشديد أو من الاكتئاب بشكل مستمر فيجب التوجه للطبيب حتى لا تتفاقم الإحداث أكثر من ذلك.
  • المعاناة من الذكريات المرعبة التي مر عليها فترة طويلة من الزمن.
  • الانفصال والعزلة عن الآخرين عاطفياً، حتى البعد عن الأشخاص الذين ليس لهم علاقة بالأحداث القديمة.
  • الاضطرار للذهاب لتناول المشروبات الكحولية أو المخدرات للشعور بالتحسن.

كيف يتعافى الشخص من الصدمات النفسية؟

أن أعراض الصدمات النفسية والعاطفية تستمر عدة أيام أو إلى بضعة أشهر في بعض الأحيان، فان آثارها تزداد تدريجياً فبمرور الوقت يبدأ الشخص أن يتأقلم مع الحدث المسبب لها وان تخلف وراءها عادة بعض الذكريات أو بعض المشاعر المؤلمة فإذا تعرضت لحدث آخر أو شيء يذكرك بها، كالمكان الذي حدث فيه الصدمة أو مقابلة الشخص المتسبب في هذه الصدمة النفسية.

المعاناة درجات فهناك درجة يطلق عليها "اضطراب ما بعد الصدمة"، فهنا يتوقف جهازك العصبي عن التعامل مع الأمر بشكل طبيعي لمجارية الأمور ويبقى الشخص في حالة من صدمة نفسية من دون القدرة على استيعاب ما يحدث أو القدرة على التعامل مع مشاعرك تجاه.

بعض الخطوات التي سوف تساعدك على تخطي الصدمات النفسية وعلاجها:

تجنب العزلة:

حتى تساعد نفسك للخروج من الصدمة النفسية التي تواجها يجب الابتعاد عن العزلة وتجنب الوحدة والفراغ، فالوحدة والعزلة تزيد من تذكر الذكريات المؤلمة، فمن الأفضل أن تشغل وقتك وتقوم بعمل وأداء المهام لكي تشغل نفسك عن التفكير، اذهب لمقابلة أصدقاءك وأقاربك، حتى لا تسقط وتكون فريسة للوحدة وتشعر بالأمان والسكينة.

فالأصدقاء يساعدون في مساندة الشخص الذي يعاني من صدمة نفسية، فالأصدقاء والأحباء يكون لهم دور في الدعم النفسي ودورهم لا يجب الاستهانة به، كما إنها تساعد في أن تبعد الإنسان عن الشعور بالوحدة والتفكير الكثير فيما سبق وما يتبعه من تأثيرات سلبية ونفسية، وبجانب ذلك إنها تعطي إحساس بالأمان، الذي بدوره يخفف من وقع الصدمة.

لا تتردد في طلب الدعم:

لا تتردد في طلب الدعم أثناء المرور بصدمة نفسية، فلا يوجد مشكلة في طلب المساعدة والمساندة من الأصدقاء أو من الأقارب أو حتى الذهاب إلى طبيب نفسي حتى يستمع إليك ويساعدك على أن تعبر له عن مشاعرك ومخاوفك بعد الصدمة أو الحادث، فيجب أن يكون هذا الدعم من شخص تثق به، حتى ينصت لك بتركيز من دون أن يحكم على ردود أفعالك أو يظهر تعاطف كاذب.

الإقرار بالمشاعر:

يجب أن لا تتهرب من موقفك الذي قمت بالتعرض له وسبب لك صدمة نفسيه كبيرة، ولذلك لا يوجد ادنى مشكلة في التحدث عن ما يقلقك أو يشغل تفكيرك فإن الاعتراف بالمشاعر السلبية التي تشعر بها ذلك سوف يساعدك في أن تكون ذلك الخطوة الأولى في علاج الصدمة العاطفية، على عكس ما يعتقد البعض من أن تجاهل هذه المشاعر سوف يؤدي إلى نسيانها، وذلك يختلف عن التجاهل وتعمد عدم الحديث عنها فيؤدي إلى دفنها مؤقتاً وليس الخلاصة منها، لكن هذا لا يعنى أن الشخص الذي يعاني من صدمة نفسية انه امر عليه أن يتحدث عما حدث له بشكل إلزامي، فاذا شعرت بانك تميل إلى الصمت لفترة معينة من الوقت فلا مشكلة في ذلك.

تمسك بالأمل:

يجب التمسك بالأمل دائماً والتأكد من أن ما هو قادم خيراً لك، فالتمسك بالأمل يساعد على أن تتجاوز الصدمة النفسية التي تمر بها وتخطى المحنة أيا كانت شدتها، فيجب أن تدرب درب نفسك على توقع الأفضل وعودة الحياة لصورة أفضل مما كانت عليه، فتذكر دائماً أن عدد المحن التي سبق ومريت بها أو مر بها من حولك وعلى الرغم من كل ذلك استطاعوا تخطي المحن والصدمات.

التقنيات العلاجية التي تساعد على إنهاء الصدمات النفسية وعلاجها

عند الإصابة بحالة من الصدمة النفسية نتيجة لحادث ما أو كما يطلق عليها المتخصصون " اضطراب ما بعد الحادث" فيفضل الاستعانة والتوجه إلى طبيب نفسي مختص أو إلى المراكز المتخصصة في العلاج النفسي التي تكون انسب عند توفير برنامج علاجي فهذا النوع من الصدمات النفسية يكون لها العديد من تقنيات العلاج المترتبة على أثر صدمة ما فمنها:

  • العلاج السلوكي المعرفي: هذه التقنية من العلاجات التي تعمل على مواجهة المريض بأحداث الحادث الذي تعرض له أو شهده مع منحه فرصة كاملة حتى يعبر عن مشاعره تجاهه وما يدور بداخله، فان تلك المواجهة تساعد عادة على إزالة الحساسية للصدمة وان تقلل من أعراض الصدمة التي تعرض لها.
  • العلاجات الدوائية: يوجد بعض العلاجات الدوائية التي تساعد على علاج المريض في أن تساعده على الاسترخاء والنوم من دون الشعور بالقلق والتوتر خلال الفترة التي تكون ما بعد الصدمة النفسية، ومنها مضادات الاكتئاب، فالأدوية المضادة للقلق بالنسبة إلى أن تقنيات العلاج الأخرى تستغرق فترة أطول، فهي تعتبر مجدية في تلك الحالة عن الأدوية العلاجية.
يتضمن هذا المقال الحديث عن الصدمات النفسية وعلاجها التي يتعرض لها الإنسان وتؤثر عليه نفسياً وإذا لم يلحق نفسه في بداية الأمر، ستزداد حالة الشخص سوءاً مما يؤدى إلى ضرورة التوجه إلى الطبيب أو إلى المراكز العلاجية حتى يتحسن ويصبح شخص أفضل.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ