أسباب الأمراض النفسية
أسباب الأمراض النفسية وعلاجها
إن أهمية علاج الأمراض النفسية تستحق أن تسعى لعلاجها ولا تهملها، فإنها قادرة على تحطيم فرص نجاحك بمنتهى السرعة، وعند العلاج منها يمكنك من خلالها أن تصبح في مكان أومكانة أخرى لا تتخيلها.
فعلاج الأمراض النفسية يكون في البداية بالتعرف على الخلفية المرضية للمريض، سواء كانت عضوية أو نفسية، وليس المريض وحده، ولكن التعرف على الخلفية المرضية لعائلته أيضاً، وذلك لأسباب عديدة.
تأثير بعض الأمراض العضوية على الجانب النفسي
هناك بعض الأمراض العضوية التي تزيد من احتمالات الإصابة بأمراض نفسية معينة، فمثلاً مرضى الضغط والسكر في حالة تأثير المرض على بعض الأعصاب قد يؤثر ذلك على سرعة استثارتهم لبعض المنبهات.
كذلك فإن الإصابة الحركية التي تؤثر على حركة بعض الأعضاء وتتسبب في توقف العمل بالأيدي مثلاً أو القدمين يرجح بوضع المريض في ظروف نفسية سلبية معينة نتيجة الصدمة من الوضع العضوي الجديد.
أسباب الأمراض النفسية عند المراهقين
من أهم أسباب الأمراض النفسية عند المراهقين، عدم معاملتهم بالطريقة المناسبة لهذا السن من طرف الشخصيات الوالدية التي تقوم على تقويمهم وتربيتهم، فالمراهق يمر بمرحلة انتقالية شديدة الخصوصية يجب على المتعاملين معه الإلمام بخصائصها حتى يتمكنوا من عبور تلك المرحلة بأمان دون الإصابة بأمراض نفسية خطيرة في هذا السن.
فالتعامل النفسي الخاطئ مع المراهق في هذا السن قد يعرضه لخطر الإصابة بالعديد من أنواع الإدمان، سواء كان إدمان المواد المخدرة، أو إدمان مشاهدة المواقع الإباحية، أو أي نوع من أنواع الإدمان الأخرى.
ومن خصائص المراهق في هذا السن، أنه يجب معاملته معاملة تشعره بأنه أهل لتحمل المسئولية، وأنه قادر على عبور مرحلة الطفولة ودخول مرحلة الرجولة بأمان، وأن الوالدان أو من يقوم بدورهما يقدرونه ويعطونه الثقة التامة في القيام ببعض الأعمال الهامة في الحياة.
مثل رعايته لإخوته الصغار، أو إنجاز بعض المهام الخاصة بالمشتريات للأسرة، وغير ذلك من المهام التي تتابعها الشخصيات الوالدية وتصححها للمراهق.
وتصحيح الأخطاء للمراهق أمر يحتاج إلى عناية خاصة جداً، فيجب أن يشعر المراهق أن النقاش الدائر بينه وبين أسرته نقاش ُنظر إليه فيه على أنه شخص مسئول وليس طفل يستقبل الأوامر.
كذلك قد يلجأ المراهق في سبيل إثباته لنفسه أنه عبر مرحلة الطفولة أن يقوم ببعض الأعمال التي يشاهد الرجال يقومون بها، مثل رغبته بالارتباط بالجنس الآخر وذلك لأكثر من سبب.
السبب الأول في التغيرات الفسيولوجية لجسده التي تحدث نتيجة البلوغ والتي تحدث لديه تغيرات نفسية في شعوره بالجنس الآخر.
والسبب الثاني أنه يريد أن يعبر سريعاً مرحلة الطفولة ليثبت لأسرته أنه قادر على أن يبني علاقة عاطفية مع الجنس الآخر وينجح بها.
وفي كل الأحوال فإن التعامل السليم مع المراهق في احتياجاته النفسية يؤهله لعبور تلك المرحلة بأمان تام.
الأمراض النفسية عند الأطفال وأسبابها
يخطئ من يتصور أن التعامل النفسي السليم مع الأطفال يبدأ من مرحلة الولادة، فهذا أمر غير صحيح، فالتعامل النفسي السليم مع الأطفال يبدأ من مرحلة الحمل، فالتغذية السليمة للأم وعدم تعرضها لصدمات نفسية أثناء الحمل له تأثير هام على مستقبل الصحة النفسية والعضوية للطفل بعد الولادة.
ففي بعض البلدان يحسبون شهور الحمل ضمن عمر الطفل في حساب السن، وذلك لأنه ثبت علمياً أن الجنين يعيش مع أمه كل أحداث حياتها، ويسمع الأصوات التي تسمعها الأم، ويسمع أيضاً دقات قلبها.
وأنه عند الولادة يتعرف على أمه بسهولة لأنه يسمع نفس دقات قلبها التي كان يسمعها وهو في رحمها حين كان جنيناً.
الأثر النفسي للخلافات الزوجية على الأطفال
إن الأطفال مرآة حقيقية لكل صفاتنا، فهم يتأثرون بمميزاتنا، ويتأثرون أيضاً بعيوب أفعالنا، لا تشغل نفسك بما تقوله لهم، فهم يحتفظون بذاكرة جبارة يحفظون فيها أفعال عائلاتهم بكل ما فيها من مميزات وعيوب، بل يحفظونها بكل دقة، حتى بنبرة الصوت والحركات والسكتات.
لا تتعجب حين تجد طفلك قد تعلم منك بعض العبارات والسكتات، بل أنه ستعلم أيضاً منك أخطائك ومواقفك الصعبة.
إن الأطفال الذين يشاهدون آبائهم في خلافات مستمرة تحدث لديهم صدمة نفسية عنيفة، ذلك لأنهم لا يستطيعون تحديد مع أي الأطراف المتنازعة سينتمون.
إن خبراتهم لم تؤهلهم بعد لتحمل رؤية آبائهم في ذلك الموقف، فيحاولون خلق بيئة أخرى لهم بعيداً عن بيئتهم الحقيقية.
ربما يصنعون لأنفسهم عالماً في خيالهم، ويصابون بأحلام اليقظة، صنعوا علاقة خاصة جداً ببعض الأشياء بعيداً عن الأشخاص، كعلاقتهم المرضية بألعابهم أو بعض الحيوانات الأليفة، فهم يعوضون في تلك العلاقة المرضية ما يفتقدونه مع الأشخاص الطبيعيين.
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الآباء اعتقادهم بأن أدوارهم مع أطفالهم يمكن الاستغناء عنها، أو أن يقوم بأدوارهم أشخاص غيرهم، كمدرس المدرسة أو المدرب في النادي، وذلك بدافع انشغال الآباء بأعمالهم الوظيفية بعيدا عن أدوارهم مع أسرهم.
ولكن أكدت الدراسات النفسية بأن الدعم النفسي الصادر من الشخصيات الوالدية لا يعوضه أي دعم من أي شخص آخر، وأن افتقاد الدعم النفسي من الوالدان له تأثير كبير على شخصية الطفل وثقته بنفسه، فيكبر الطفل محتاجاً للدعم النفسي الذي افتقده في الصغر دون أن يعوضه أي دعم آخر.
الثقافة العامة وعلاقتها بالأمراض النفسية
إن الثقافة العامة والقيم التي يؤمن بها أفراد مجتمع معين لها تأثير كبير في تحديد نوعية بعض الأمراض النفسية في هذا المجتمع.
فالمجتمع الموجود في البيئة الريفية يختلف عن المجتع الموجود في البيئة الحضرية وكذلك المجتمع الموجود في البيئة الساحلية يختلف عن المجتمع الموجود في البيئة القبلية الصحراوية.
ففي البيئة الصحراوية مثلاً مع انتشار القبائل تتحكم في قيم المجتمع العقائد التي تؤمن بها قبيلة معينة، مثل وجوب أن تتزوج النساء من نفس القبيلة.
كذلك في بعض المجتمعات يتم النظر للأنثى بنظرة أقل من الذكور، مثل بعض المجتمعات الريفية، التي تعتمد على الذكور في حرث الأرض والقيام بأعمال الفلاحة، وفي بعض المجتمعات يتم حرمان الأنثى من حقها في الميراث.
وأكيد كل مظاهر الظلم التي تتعرض لها المرأة لها آثار نفسية كبيرة عليها، ومن الممكن أن تسبب العديد من الأمراض النفسية التي تنتج من عجز الأنثى عن التعامل مع ناتج الظلم الواقع عليها.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_6074