كتابة :
آخر تحديث: 11/02/2022

أسباب الأمراض النفسية

أسباب الأمراض النفسية كثيرة ومتشعبة ولكن هناك أسباب ‏تتكرر وعند معرفتها والسيطرة عليها تقل احتمالات الإصابة ‏بها، وهذا على النحو الذي سنورده في السطور القادمة.‏
وقد يكون من هذه الأسباب ما هو وراثي وما هو ‏مكتسب، وفي كل الأحوال فإن العلاج من الأمراض النفسية ‏ممكن ويجب الإسراع به بمجرد اكتشافه حتى لا تحدث ‏مضاعفات للمرض النفسي تزيد من صعوبة الموقف وتجعل ‏الإنسان في حاجة لوقت أطول لتحقيق العلاج من المرض ‏النفسي.، وكل هذا سنتعرف عليه في هذا المقال في موقع مفاهيم.
أسباب الأمراض النفسية

أسباب الأمراض النفسية وعلاجها

إن أهمية علاج الأمراض النفسية تستحق أن تسعى لعلاجها ‏ولا تهملها، فإنها قادرة على تحطيم فرص نجاحك بمنتهى ‏السرعة، وعند العلاج منها يمكنك من خلالها أن تصبح في ‏مكان أومكانة أخرى لا تتخيلها.‏

فعلاج الأمراض النفسية يكون في البداية بالتعرف على ‏الخلفية المرضية للمريض، سواء كانت عضوية أو نفسية، ‏وليس المريض وحده، ولكن التعرف على الخلفية المرضية ‏لعائلته أيضاً، وذلك لأسباب عديدة.‏

تأثير بعض الأمراض العضوية على الجانب النفسي

هناك بعض الأمراض العضوية التي تزيد من احتمالات ‏الإصابة بأمراض نفسية معينة، فمثلاً مرضى الضغط والسكر ‏في حالة تأثير المرض على بعض الأعصاب قد يؤثر ذلك ‏على سرعة استثارتهم لبعض المنبهات.‏

كذلك فإن الإصابة الحركية التي تؤثر على حركة بعض ‏الأعضاء وتتسبب في توقف العمل بالأيدي مثلاً أو القدمين ‏يرجح بوضع المريض في ظروف نفسية سلبية معينة نتيجة ‏الصدمة من الوضع العضوي الجديد.‏

أسباب الأمراض النفسية عند المراهقين

من أهم أسباب الأمراض النفسية عند المراهقين، عدم ‏معاملتهم بالطريقة المناسبة لهذا السن من طرف الشخصيات ‏الوالدية التي تقوم على تقويمهم وتربيتهم، فالمراهق يمر ‏بمرحلة انتقالية شديدة الخصوصية يجب على المتعاملين معه ‏الإلمام بخصائصها حتى يتمكنوا من عبور تلك المرحلة بأمان ‏دون الإصابة بأمراض نفسية خطيرة في هذا السن.‏

فالتعامل النفسي الخاطئ مع المراهق في هذا السن قد يعرضه ‏لخطر الإصابة بالعديد من أنواع الإدمان، سواء كان إدمان ‏المواد المخدرة، أو إدمان مشاهدة المواقع الإباحية، أو أي ‏نوع من أنواع الإدمان الأخرى.‏

ومن خصائص المراهق في هذا السن، أنه يجب معاملته ‏معاملة تشعره بأنه أهل لتحمل المسئولية، وأنه قادر على ‏عبور مرحلة الطفولة ودخول مرحلة الرجولة بأمان، وأن ‏الوالدان أو من يقوم بدورهما يقدرونه ويعطونه الثقة التامة ‏في القيام ببعض الأعمال الهامة في الحياة.‏

مثل رعايته لإخوته الصغار، أو إنجاز بعض المهام الخاصة ‏بالمشتريات للأسرة، وغير ذلك من المهام التي تتابعها ‏الشخصيات الوالدية وتصححها للمراهق.‏

وتصحيح الأخطاء للمراهق أمر يحتاج إلى عناية خاصة جداً، ‏فيجب أن يشعر المراهق أن النقاش الدائر بينه وبين أسرته ‏نقاش ُنظر إليه فيه على أنه شخص مسئول وليس طفل يستقبل ‏الأوامر.‏

كذلك قد يلجأ المراهق في سبيل إثباته لنفسه أنه عبر مرحلة ‏الطفولة أن يقوم ببعض الأعمال التي يشاهد الرجال يقومون ‏بها، مثل رغبته بالارتباط بالجنس الآخر وذلك لأكثر من ‏سبب.‏

السبب الأول في التغيرات الفسيولوجية لجسده التي تحدث ‏نتيجة البلوغ والتي تحدث لديه تغيرات نفسية في شعوره ‏بالجنس الآخر.‏

والسبب الثاني أنه يريد أن يعبر سريعاً مرحلة الطفولة ليثبت ‏لأسرته أنه قادر على أن يبني علاقة عاطفية مع الجنس الآخر ‏وينجح بها.‏

وفي كل الأحوال فإن التعامل السليم مع المراهق في احتياجاته ‏النفسية يؤهله لعبور تلك المرحلة بأمان تام. ‏

الأمراض النفسية عند الأطفال وأسبابها

يخطئ من يتصور أن التعامل النفسي السليم مع الأطفال يبدأ ‏من مرحلة الولادة، فهذا أمر غير صحيح، فالتعامل النفسي ‏السليم مع الأطفال يبدأ من مرحلة الحمل، فالتغذية السليمة للأم ‏وعدم تعرضها لصدمات نفسية أثناء الحمل له تأثير هام على ‏مستقبل الصحة النفسية والعضوية للطفل بعد الولادة.‏

ففي بعض البلدان يحسبون شهور الحمل ضمن عمر الطفل ‏في حساب السن، وذلك لأنه ثبت علمياً أن الجنين يعيش مع ‏أمه كل أحداث حياتها، ويسمع الأصوات التي تسمعها الأم، ‏ويسمع أيضاً دقات قلبها.‏

وأنه عند الولادة يتعرف على أمه بسهولة لأنه يسمع نفس ‏دقات قلبها التي كان يسمعها وهو في رحمها حين كان جنيناً.‏

الأثر النفسي للخلافات الزوجية على الأطفال

إن الأطفال مرآة حقيقية لكل صفاتنا، فهم يتأثرون بمميزاتنا، ‏ويتأثرون أيضاً بعيوب أفعالنا، لا تشغل نفسك بما تقوله لهم، ‏فهم يحتفظون بذاكرة جبارة يحفظون فيها أفعال عائلاتهم بكل ‏ما فيها من مميزات وعيوب، بل يحفظونها بكل دقة، حتى ‏بنبرة الصوت والحركات والسكتات.‏

لا تتعجب حين تجد طفلك قد تعلم منك بعض العبارات ‏والسكتات، بل أنه ستعلم أيضاً منك أخطائك ومواقفك الصعبة.‏

إن الأطفال الذين يشاهدون آبائهم في خلافات مستمرة تحدث ‏لديهم صدمة نفسية عنيفة، ذلك لأنهم لا يستطيعون تحديد مع ‏أي الأطراف المتنازعة سينتمون.‏

إن خبراتهم لم تؤهلهم بعد لتحمل رؤية آبائهم في ذلك ‏الموقف، فيحاولون خلق بيئة أخرى لهم بعيداً عن بيئتهم ‏الحقيقية.‏

ربما يصنعون لأنفسهم عالماً في خيالهم، ويصابون بأحلام اليقظة، صنعوا علاقة خاصة جداً ببعض الأشياء بعيداً عن ‏الأشخاص، كعلاقتهم المرضية بألعابهم أو بعض الحيوانات ‏الأليفة، فهم يعوضون في تلك العلاقة المرضية ما يفتقدونه ‏مع الأشخاص الطبيعيين.‏

ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الآباء اعتقادهم بأن ‏أدوارهم مع أطفالهم يمكن الاستغناء عنها، أو أن يقوم ‏بأدوارهم أشخاص غيرهم، كمدرس المدرسة أو المدرب في ‏النادي، وذلك بدافع انشغال الآباء بأعمالهم الوظيفية بعيدا عن ‏أدوارهم مع أسرهم.‏

ولكن أكدت الدراسات النفسية بأن الدعم النفسي الصادر من ‏الشخصيات الوالدية لا يعوضه أي دعم من أي شخص آخر، ‏وأن افتقاد الدعم النفسي من الوالدان له تأثير كبير على ‏شخصية الطفل وثقته بنفسه، فيكبر الطفل محتاجاً للدعم ‏النفسي الذي افتقده في الصغر دون أن يعوضه أي دعم آخر. ‏

الثقافة العامة وعلاقتها بالأمراض النفسية

إن الثقافة العامة والقيم التي يؤمن بها أفراد مجتمع معين لها ‏تأثير كبير في تحديد نوعية بعض الأمراض النفسية في هذا ‏المجتمع.‏

فالمجتمع الموجود في البيئة الريفية يختلف عن المجتع ‏الموجود في البيئة الحضرية وكذلك المجتمع الموجود في ‏البيئة الساحلية يختلف عن المجتمع الموجود في البيئة القبلية ‏الصحراوية.‏

ففي البيئة الصحراوية مثلاً مع انتشار القبائل تتحكم في قيم ‏المجتمع العقائد التي تؤمن بها قبيلة معينة، مثل وجوب أن ‏تتزوج النساء من نفس القبيلة.‏

كذلك في بعض المجتمعات يتم النظر للأنثى بنظرة أقل من ‏الذكور، مثل بعض المجتمعات الريفية، التي تعتمد على ‏الذكور في حرث الأرض والقيام بأعمال الفلاحة، وفي بعض ‏المجتمعات يتم حرمان الأنثى من حقها في الميراث.‏

وأكيد كل مظاهر الظلم التي تتعرض لها المرأة لها آثار نفسية ‏كبيرة عليها، ومن الممكن أن تسبب العديد من الأمراض ‏النفسية التي تنتج من عجز الأنثى عن التعامل مع ناتج الظلم ‏الواقع عليها.‏

وأخيراً.. أسباب الأمراض النفسية كثيرة ولا حصر لها، ولكن يمكن ‏محاصرتها بالثقافة النفسية الواعية، وبالمتابعة الدقيقة لأبنائنا ‏والصبر عليهم في تربيتهم تربية نفسية سليمة، فإن ذلك يوفر ‏الكثير من المصاعب على كل الأطراف.‏

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ