كتابة :
آخر تحديث: 26/02/2022

ما هو تعريف الصدمة العاطفية في علم النفس؟ وما أعراضها وكيفية التعامل معها؟

الصدمة العاطفية في علم النفس هي عبارة عن موقف مؤلم عاطفيا أو مشاعريا يتعرض له الشخص لأسباب عدة، وهذه الصدمة إذا لم يتم العامل معها بحكمة يمكن أن تؤثر على حياة الشخص عاطفيا واجتماعيا.
يتعرض الكثير من الأشخاص لصدمات كثيرة ومنها الصدمات العاطفية، ومعظم هذه الصدمات لها جذر أو أساس وهو صدمة حدثت للشخص في الطفولة، وهذه الصدمة تتكرر باستمرار معه في الكبر نتيجة عدم مواجهته لنفسه أو تحرير مشاعر الصدمة التي حدثت له في الطفولة، ولذلك يجب الانتباه جيدا للأمور الصعبة التي تحدث لنا في الحياة لأن أساسها هي صدمات الطفولة.
ما هو تعريف الصدمة العاطفية في علم النفس؟ وما أعراضها وكيفية التعامل معها؟

تعريف الصدمة العاطفية في علم النفس

  • في البداية يجب أن تعلم أن كل شخص على وجه الأرض معرض أن يتعرض لصدمة عاطفية في حياته.
  • ولكن تختلف درجة التفاعل مع هذه الصدمات من شخص لآخر حسب درجة وعيه أو قوته الداخلية أو النفسية.
  • ليس من الضروري أن تكون الصدمة العاطفية بسبب ترك أو انفصال شريك الحياة أو الحبيب، بل يمكن أن تكون بسبب ترك الأم لأبنائها أو الأب لأسرته.
  • الصدمة العاطفية عندما تحدث يشعر الشخص بعدها بالكثير من المشاعر السلبية التي تؤثر على حياته العملية والشخصية.
  • من ضمن المشاعر السلبية التي تخلفها الصدمة العاطفية ورائها شعور العجز والإهانة والهجر والرفض.
  • وهذه المشاعر في حل لم يتم التعامل معها بشكل جيد، والتخلص منها وتحريرها يمكن أن تؤدي إلى ظهور أمراض خطيرة سواء نفسية أو جسدية.
  • تنشأ الصدمة العاطفية نتيجة حدوث أمر غير متوقع وفجائي من شخص ما في حياتنا، وهذا الأمر لم يكن مخطط له أو توجد مؤشرات واضحة على حدوثه.

إن تأثير الصدمة العاطفية يكون قوي عندما يكون الشخص في حالة من التعلق الشديد بالشخص المتسبب له في الصدمة.

أعراض الصدمة العاطفية في علم النفس

للصدمة العاطفية أعراض كثيرة تختلف درجة حدتها من شخص لآخر حسب درجة وعيه لما يحدث من حوله.

من أعراض الصدمة العاطفية:

  • الإنكار التام لما حدث، وشعور الشخص المصدوم كأن شيئا لم يكن أو حدث، وأن الأمر عادي للغاية.
  • الشعور بالخوف الشديد نتيجة خوف الشخص من الألم والمستقبل أو الوحدة.
  • الشعور بتأنيب الضمير أو لوم الذات بسبب اعتقاد الشخص المصدوم أنه هو المتسبب في هذا الأمر وأن الشخص أو الطرف الآخر تصرف معه كذلك بناء على تصرف خاطئ أصدره تجاهه، أو أنه غير مناسب للعلاقة معه أو غير كاف للحب أو الاحتواء من الآخرين.
  • الشعور بالغضب الشديد تجاه الحدث أو الطرف الآخر أو الذات، ويمكن أن يكون شعور الغضب موجها لكل هذه الأطراف.
  • الدخول في حالة من البكاء الشديد أو الهستيري، وإلقاء اللوم على كل المتسببين في هذا الأمر.
  • صعوبة في التركيز أو استيعاب الكثير من الأمور بشكل جيد ومتزن، والبدء في شخصنة الأمور أو الأحداث التي تحدث في محيط المصدوم.
  • الدخول في حالة من الحزن الشديدة، ويمكن أن تصل في بعض الأحيان إلى إصابة الشخص المصدوم بالاكتئاب الحاد.
  • الرغبة في الانعزال عن الآخرين، وشعور الشخص بأنه مفصول أو في حالة انفصال عن الآخرين.
  • إيجاد صعوبة كبيرة في النوم أو الإصابة بالأرق، ورؤية الكوابيس المزعجة.
  • أحيانا يصاب الشخص المصدوم بما يسمى بتبلد المشاعر بعد فترة قصيرة من الصدمة، وذلك بسبب قيام العقل الباطن بعمل حماية للشخص من الألم حتى يستطيع أن يعيش حياته بعد الصدمة، وهذا الأمر يحدث في الصدمات العاطفية القوية أو التي تسبب هزة نفسية كبيرة للشخص.
  • في بعض الأحيان قد يصل الأمر بالشخص المصدوم إلى الانتحار لعدم قدرته على استيعاب ما حدث، أو عدم القدرة على تحمل الألم الناتج عن الصدمة، والخوف الشديد مما هو قادم.

كيفية التعامل مع الصدمة العاطفية

  • في البداية يجب أن يتقبل الشخص ما حدث معه من أذى أو هجر أو رفض أو أي أمر آخر حدث تسبب له في هذه الصدمة العاطفية.
  • عدم مقاومة أي مشاعر سلبية تخرج أو تنتج عن الصدمة العاطفية، والسماح لها بالخروج.
  • البحث عن سبب حدوث هذه الصدمة العاطفية، ولا أعنى هنا البحث خارج حدود الشخص المصدوم، بل أعني البحث داخل نفس وعقل الشخص المصدوم عن الأسباب التي أدت به إلى شعوره بأن ما حدث معه هو صدمة عاطفية أو تسبب له في حدوث هذه الصدمة له.
  • كما ذكرنا من قبل أن أحد أسباب الصدمة العاطفية وأهمها هي تعلق الشخص بأحد ما في حياته، والتعلق هنا ناتج عن شعور الشخص باحتياج عاطفي للطرف الآخر.
  • عندما يشعر الطرف الآخر بأنه غير قادرا على تلبية احتياجات الشخص الذي يصاب بالصدمة، يبدأ في الانسحاب شيئا فشيئا أو الانفصال نهائيا عن هذا الشخص.
  • هنا يبدأ الشخص في الاعتقاد أنه تم هجره أو رفضه لعلة أو سبب معين به.
  • ولعلاج الصدمة يجب أولا معرفة السبب الرئيسي لحدوثها هل هي نتيجة شعور الشخص المصدوم بأنه متعلق بدرجة كبيرة بالطرف الآخر أم أنه يشعر أن الطرف الآخر خذله أو أهانه وتخلى عنه أم يشعر أنه مرفوض من قبل الطرف الآخر.
  • بمجرد التوصل إلى الشعور الحقيقي وراء الصدمة يمكن معرفة سبب حدوثها أو تلقي الشخص للحدث المسبب للصدمة على أنها صدمة له.
  • في الغالب يكون الشعور الناتج عن الصدمة قد اكتسبه الشخص المصدوم منذ الصغر نتيجة تعرضه لصدمة منذ الطفولة سواء من الأب أو الأم.
  • وعند قيام الشخص المصدوم بتحرير مشاعر صدمة الطفولة تبدأ مشاعر الصدمة العاطفية هي أيضا بالزوال والتحرر.
  • لن يتم الأمر في ليلة وضحاها حيث يكون الشخص مندمجا أو يعيش مع المشاعر السلبية التي اكتسبها من الطفولة لسنوات عدة حتى أصبحت جزءا من شخصيته وسيكولوجيته.
  • عملية التحرر من مشاعر صدمة الطفولة تتطلب وقتا، وهذا الوقت يطول أو يقصر حسب شجاعة الشخص وإرادته القوية في التغلب على مشاعره السلبية ومواجهتها.
  • أمر آخر يجب وضعه في الاعتبار عند علاج الصدمات العاطفية خاصة إذا كان الشخص غير قادر على تخطيها بمفرده، وتؤثر الصدمة على حياته سلبا، وهو قيام الشخص المصدوم بطلب المساعدة والعون من المختصين أو أطباء علم النفس أو المعالج الشعوري، فلا يجب أن يقوم الشخص بتحرير مشاعر مخزنة بداخله منذ سنوات بمفرده، لأن ذلك سيتسبب في زيادة الأمر سوءا.
  • كن لطيفا مع ذاتك عندما تتألم، واسمح لمشاعرك بالخروج والتعبير عن ألمك بكل الطرق والسبل.
  • لا مانع أبدا في تناول بعض المهدئات أو المنومات لتخطي هذه المرحلة، ولكن لابد أن يكون ذلك تحت إشراف الطبيب المختص.
  • لا تنسىط ممارسة الرياضة وتناول طعام صحي، وشرب الماء والأعشاب المهدئة للأعصاب.
  • ابتعد عن كل ما هو سلبي أو يثير مشاعر سلبية بداخلك، والخروج للطبيعة، وتجنب العزلة.
كانت هذه بعض المعلومات الخاصة بالصدمة العاطفية في علم النفس، والتي منها نستنتج أننا المسؤولون عن شعورنا تجاه ما يحدث لنا في الحياة أنه صدمة أو أمر سلبي لنا، بل على العكس تماما يجب فهم الدرس جيداً من وراء حدوث هذه الصدمة، وهو وجود مشاعر مخزنة في داخلك تعرقل مسيرة حياتك وتجعلك تتعلق بالآخرين، وحان الوقت أن تخرج وتتحرر حتى تكتشف ذاتك الحقيقية، ويكون لك علاقات متوازنة مع المحيطين بك.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ