ما هي أهم صفات أهل البعد الخامس للأرض؟ وما هي علامات الانتقال إليه؟

ما هو مفهوم البعد الخامس؟
البعد الخامس يُشير إلى فكرة وجود بعد إضافي يتجاوز الأبعاد الأربعة المعروفة (الطول، العرض، الارتفاع، والزمن). ظهر هذا المفهوم في نظرية الأوتار ونظرية كالدوزا-كلاين، حيث يُفترض أن البعد الخامس قد يكون مضغوطًا جدًا أو غير مرئي لنا، لكنه يفسر قوى مثل الجاذبية أو الظواهر الكونية الأخرى.
- في الفلسفة والروحانيات: يُمثل البعد الخامس حالة أعلى من الإدراك أو الوعي، حيث يتجاوز الإنسان قيود الزمن والمادة، ويرتبط هذا المفهوم بفكرة السمو الروحي أو "التنوير"، حيث يُنظر إلى البعد الخامس على أنه مجال للسلام الداخلي والفهم العميق لجوهر الكون.
- في الخيال العلمي: يُستخدم البعد الخامس للإشارة إلى أكوان أو عوالم موازية، حيث توجد قوانين فيزيائية أو حقائق مختلفة عن عالمنا.
- في التنمية البشرية: قد يُفسر البعد الخامس كحالة ذهنية متقدمة، تعكس الارتقاء فوق المشاعر السلبية والتركيز على الإيجابية والسلام.
أهم صفات أهل البعد الخامس للأرض
توجد مجموعة من الصفات التي يتميز بها أهل أو من انتقلوا للبعد الخامس للأرض أو الأرض الجديدة، وهذه الصفات هي عبارة عن:
أولا: الشعور بالوَحدة
الوَحدة هنا معناها أن يشعر الشخص أنه جزء من الكل، وليس كيان منفصل عن باقي البشر.
- وهذا الشعور يجعل البشر في حالة من الحب المشروط تجاه بعضهم البعض.
- وتجاه الكائنات الأخرى الموجودة على كوكب الأرض المرئي منها وغير المرئي.
- هذا بالإضافة إلى شعور البشر بالهدوء والسكينة بسبب قلة الصراعات والحروب بينهم.
- كما أن سكان هذا البعد يتميزون بقبول عالي جدا لكل ما هو مختلف عنهم سواء من بشر أو أفكار أو مشاعر مختلفة تماما عن مشاعرهم.
- حيث يمكن لشخص في البعد الخامس أن يتقبل فكرة وجود شخص سلبي في حياته أو من سكان البعد الثالث.
- بمعنى أنه لا يعامله بتعالي وكبر بل يتعامل معه على أنه بشر مثله، ولا يصدر الأحكام السلبية عليه بل يدرك حقيقة أفعاله أو غفلته.
- ويمد له يد العون والمساعدة إذا تطلب الأمر دون محاولة دفعه لطريق ما أو لطريق التغيير.
ثانيا: التسارع في كل شيء
- في هذا البعد سيكون هناك تسارع ملحوظ جدا في الأحداث والتغيرات سواء على مستوى وهي البشر أو على مستوى الأحداث أو التغيرات البيئية والطبيعية.
- كما تتسارع أفكار ومشاعر البشر بطريقة غير معهودة من قبل، ولذلك ستكون تردداتها سريعة أكثر من السابق.
- ويكون البشر في هذا البعد متناغمين أكثر من الكون، ولذلك يسود الحب والإخاء فيما بينهم.
- بالإضافة إلى أنه ستسقط الكثير من الأنظمة الفكرية والاقتصادية والسياسية غير المتناغمة مع المرحلة الجديدة للأرض.
- كما أن البشر في هذا البعد يكونوا مستيقظين روحيا، ولديهم وعي كبير جدا بحقيقة ذواتهم والكون وخالق الكون.
- أما عن الزمن في هذه المرحلة فلن يكون ذو أهمية أو قيمة لسكان البعد الخامس.
- فلن يشغل ماضي ولا حاضر ولا مستقبل، كل تركيزهم على اللحظة أو الحضور مع الله في هنا والآن.
- ولذلك ستكون تغيرات الوعي لهؤلاء السكان سريعة ومتطورة في وقت قصير جدا.
- حتى يستطيعوا التخلص من كل البرمجيات والمشاعر السلبية التي تبرمجوا عليه في البعد الثالث.
- والتي أصبحت جزءا من طاقتهم أو مشاعرهم مثل مشاعر الخوف والغضب والكبر والغرور، وأفكار الانفصال عن الآخر.
- بالإضافة إلى الأفكار المادية التي تجعل الشخص يلهث وراء المادة باعتباره جسد فقط وليس روحا، ظنا منه أن هذه المادة ستبدأ الفراغ الذي يشعر به أو شعور النقص لديه.
- وهو لا يعلم أن هذا الفراغ أو النقص نابعا من بعده عن الجانب الروحاني له، وهو بالأصل حقيقته.
ثالثا: الثراء والوفرة
- يتميز سكان البعد الخامس بأنهم سريعي الجذب لكل الأمور المادية والجيدة في الحياة أو الموجودة في البعد الثالث.
- حيث يتميز البعد الخامس بأنه عصر النهضة والوفرة والثراء في كل شيء، أي ليس على مستوى المادة فقط بل على مستوى المشاعر ومستوى الروح والعقل.
- هنا الشخص لا يكون متمسكا أو متعلقا بالمادة أو المظاهر المادية كما كان في البعد الثالث، أو لا يعرف نفسه من خلالها.
- بل يكون متخلي مشاعري عنها، ويدرك أن حقيقته هي أكبر من كل هذه الماديات أو المظاهر.
- ولكن الله سبحانه وتعالى قد سخر له الأرض وما عليها من أجل خدمته في إشباع احتياجات الجسدية أو سد حاجة الجسم حتى يعيش ويتنقل بحرية.
- وأن مهمته الحقيقية في الحياة هي أعمار الأرض وعبادته على اعتبار أنه خليفة الله في الأرض.
- وهو الكائن الوحيد الذي يحمل أمانة الله بالأرض، وهي الأمانة التي رفضت الملائكة والجبال أن يحملنها.
- ولذلك تأتيهم الأرض وما عليها طوعا لخدمتهم، ليس من مكان احتياج أو خوف نابع من سكان هذا البعد، وإنما من مكان استغناء واكتفاء وعدم تعلق بالمادة.
علامات الانتقال إلى البعد الخامس
بعد أن تعرفنا على صفات أهل البعد الخامس نتطرق إلى علامات من ينتقلون حاليا إلى البعد الخامس أو المراحل التي يمرون بها حاليا من أجل هذا الانتقال، وهذه المراحل أو العلامات تكون عبارة عن:
1. الانعزال عن المجتمع
- الرغبة في الانعزال عن المجتمع أو الشعور بأنه لا يوجد معنى أو مغزى من هذه الحياة.
2. البعد عن ملذات الحياة وشهواتها
- انعدام الرغبة في أي شيء تم الحصول عليه مثل الوظيفة أو منصب ما أو استكمال الدراسة أو مشروع زواج أو أي أمر مادي آخر كان الشخص يسعى له.
3. الجلد الدائم للذات
- مراجعة الشخص لنفسه، والبدء في البحث عن الحقيقة أو حقيقة الوجود والخلق. وهنا من الممكن أن يطرأ في ذهنه الكثير من الأسئلة الوجودية التي لم تخطر على تفكيره من قبل.
4. الدخول إلى الليلة المطلمة للنفس
- دخول الشخص فيما يسمى بالليلة المظلمة للنفس أو الروح بعد التعرض لصدمة أو موقف معين، يتم فيه موت أو انهيار الإيجو أو الأنا المزيفة للشخص.
- دخول الشخص في حالة من البكاء والاكتئاب، ولكن ليس الاكتئاب النفسي المتعارف عليه بل يطلق عليه اكتئاب روحي.
- حيث تقوم الروح بتطهير نفسها من الأنا المزيفة أو الأنا الدنيا أو الإيجو حتى تولد من جديد وتخرج للنور بعد أن ظلت حبيسة الجسد والعالم المادي لسنوات عدة.
5. الدخول إلى مرحلة الصحوة الروحية
- بعد مرور الشخص بالليلة المظلمة للروح، والتي من الممكن أن تستمر معه لسنوات. إلا أننا في عصر الصحوة الروحية أو البعد الخامس من الممكن أن تأخذ شهورا حتى يتخطاها الشخص.
- يمر الشخص بعدها بمرحلة من الفقد أو الفراغ أو الحزن الشديد وحالة من تبلد المشاعر أو الانفصال عن جسده.
- في هذه الفترة يكون الشخص قد فقد نسخته القديمة، وحاليا هو في فترة حداد عليها لحين بناء شخصية جديدة تناسب المرحلة الحالية.
- ومن الممكن أن تأخذ هذه الفترة نفس الفترة التي استغرقتها الليلة المظلمة للنفس، ثم يبدأ الشخص في مرحلة الاستعداد لاستقبال حيلة جديدة.
- يبدأ في الاهتمام بعلوم الوعي وتطوير الذات والمشاعر والتقرب إلى الله، والسعي لبناء حياة جديدة ليست قائمة على الأنا السفلى بل نابعة من الروح.
- يبدأ في معرفة رسالته الروحية على الأرض التي جاء إليها من أجل نشرها أو القيام بها.
أسرار البعد الخامس
في علم النفس، مفهوم البعد الخامس لا يُذكر بشكل مباشر كجزء من النظريات التقليدية، لكنه يُستخدم بشكل رمزي في الأبحاث الروحانية والعلوم النفسية الحديثة للإشارة إلى مستوى أعلى من الوعي والوجود. يُركز هذا المفهوم على التحولات النفسية والروحية التي تمكّن الإنسان من تجاوز الأبعاد المادية التقليدية وتحقيق النمو الذاتي.
ومن أسرار البعد الخامس في علم النفس:
- مستوى أعلى من الوعي: يمثل البعد الخامس في علم النفس حالة من التنوير الفكري والروحي حيث يكتسب الشخص وعيًا عميقًا بذاته وبالعالم من حوله، وهذه الحالة تتضمن التحرر من التحيزات والخوف، والتركيز على القيم الأسمى مثل الحب، السلام، والإبداع.
- الاتصال بالعقل الباطن: يعتبر العقل الباطن محورًا مهمًا في علم النفس. من خلال التأمل أو تقنيات العلاج النفسي العميق، يمكن الوصول إلى البعد الخامس كحالة من التفاهم الكامل للعقل الباطن وتحقيق الاتساق بينه وبين الوعي.
- التوازن بين العقل والعاطفة: في البعد الخامس، يُقال إن الإنسان يتجاوز النزاعات الداخلية ويصل إلى حالة توازن بين العاطفة والمنطق، وهذه الحالة تعزز من قدرة الإنسان على اتخاذ قرارات مبنية على الحكمة والإدراك الشامل.
- التغلب على الأنا (Ego): يُشار إلى البعد الخامس باعتباره مرحلة يتم فيها تقليل تأثير الأنا والرغبات الشخصية الضيقة، مما يفتح المجال للتركيز على العلاقات الإنسانية والإسهام في الخير العام.
- العيش في اللحظة الحاضرة: في هذا البعد، يركز الشخص على الحاضر بدلاً من الانشغال بالماضي أو القلق بشأن المستقبل، وهذا يتماشى مع نظريات مثل اليقظة الذهنية (Mindfulness)، التي تُعتبر أداة قوية للنمو النفسي.
- الإبداع والتجديد: الشخص الذي يصل إلى البعد الخامس يمتلك رؤية مختلفة وموسعة للعالم، مما يسمح له بإطلاق إمكاناته الإبداعية بشكل أفضل.
- التوافق مع القيم الإنسانية: تتعزز لدى الفرد قيم مثل الرحمة، العطاء، والتسامح، مما يجعله يعيش حياة مليئة بالمعنى والهدف.
كيف يتحقق البعد الخامس نفسيًا؟
- التأمل والتفكر: يساعد التأمل على تهدئة العقل واستكشاف الذات الداخلية.
- الوعي الذاتي: من خلال تقنيات مثل العلاج النفسي والاستبطان.
- التركيز على القيم الإيجابية: تعزيز قيم التسامح، العطاء، والحب.
- التخلص من الضغوط: اعتماد استراتيجيات مثل التنفس العميق والابتعاد عن مصادر التوتر.
البعد الخامس في الإسلام
البعد الخامس في الإسلام يُفسَّر أحيانًا على أنه مستوى أعلى من الوعي الروحي والإدراك العميق للعلاقة بين الإنسان وخالقه، وهو ما يمكن الوصول إليه من خلال جهاد النفس وتزكيتها.
شروط الوصول إلى البعد الخامس في الإسلام، باتباع الآتي:
- التسامي فوق المادة: البعد الخامس يُمكن أن يُفسَّر كمرحلة من السمو الروحي، حيث يتجاوز الإنسان ارتباطه بالمادة والشهوات، وهو ما يتحقق بمجاهدة النفس لتحريرها من قيود الأهواء.
- مراقبة النفس: مراقبة الأفكار والأفعال هي جزء من جهاد النفس. هذا الجهد الروحي يساعد المؤمن على العيش في حالة من الوعي الكامل بحضور الله، مما يُقربه من إدراك أعلى (يشبه فكرة البعد الخامس كرمز للسمو الروحي).
- التوبة والاستغفار: التوبة الدائمة ومجاهدة الأخطاء تجعل الإنسان يسعى لتحسين علاقته بالله. هذا السعي يُمكن أن يُعتبر ارتقاء نحو حالة روحية أعلى تتجاوز البعد المادي والزمني.
- السلام الداخلي: من خلال جهاد النفس، يصل الإنسان إلى سلام داخلي، وهو شعور يمكن ربطه بما يُطلق عليه في بعض الفلسفات "العيش في البعد الخامس"، أي الحياة في وعي متصل بالله بعيدًا عن الفوضى الدنيوية.
- في الإسلام: مجاهدة النفس هي السبيل للوصول إلى مراتب عليا من الإيمان، مثل الإحسان، حيث "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك". هذه الحالة الروحية الرفيعة قد تُشبه "البعد الخامس" كحالة من الاتصال الأسمى بين العبد وربه.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_12456