أسباب ظلم الاباء للابناء وتأثيره
ظلم الاباء للابناء
من الظواهر الاجتماعية التي ظهرت منذ القدم، ولكن تفاقمت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة وهي ظاهرة ظلم الاباء للابناء والتفرقة بينهم، مما يسبب الضغينة والكراهية والحقد بين أفراد الأسرة، ومن آثار ظلم الآباء على الأبناء، ما يلي:
- مشاكل نفسية: مثل القلق والاكتئاب وضعف احترام الذات.
- تأثير على العلاقات المستقبلية: قد يكون الأبناء أكثر عرضة لبناء علاقات غير صحية أو صراعات دائمة في حياتهم الشخصية.
- مشاكل سلوكية: بعض الأطفال الذين يتعرضون للظلم قد يطورون سلوكيات عدوانية أو انطوائية.
أسباب كره الوالدين للأبناء
كره الوالدين للأبناء هو موضوع معقد يرتبط بالعديد من الأسباب النفسية والاجتماعية، وهذا الكره يمكن أن يظهر في أشكال مختلفة، وقد تتنوع الأسباب التي تؤدي إليه، فيما يلي بعض الأسباب المحتملة:
- الجهل: للجهل أثر كبير على الآباء، فلا يدركون عواقب ظلمهم لأبنائهم، أو الثمرات التي سيجنونها عند الإحسان اليهم.
- كثرة المشاكل بين الزوجين أو الطلاق: وهنا يقوم الآباء بجرم كبير، حيث تؤدي المشاكل الكثيرة إلى تحريض الأبناء ضدهم، وذلك من خلال ذِكر مساوئ الأب أو مساوئ الأم، وينتج عن ذلك عقوق الأبناء لآباءهم.
- كبر سن الوالدين: فعندما يكون الآباء كبيران في السن أو مصابين بأحد الأمراض، يلجئوا إلى الراحة وترك الأبناء بدون تربية سليمة أو مراعاة لحقوقهم.
- سوء خلق الزوجة: فعندما تكون الزوجة سيئة الأخلاق، تقوم بالتأثير على زوجها اتجاه أبنائه فيسئ إليهم ويقطع صلته بهم.
- عدم الشعور بعاطفة الأبوة والأمومة: فقد يؤثر عدم الشعور بعاطفة الأبوة أو الأمومة على معاملة الآباء للأبناء، من خلال الابتعاد عنهم وقلة حبهم.
- اهتزاز صورة الأب: من المعروف أن كل طفل يقوم بتكوين صورة لأبية في عقله، فيعظمونه ويحترمونه في قلوبهم، وأن كل أب يسعى لأن يكون قدوة حسنة لأبنائه، لكن إذا اكتشف الطفل أي خطأ ارتكبه الأب ستهتز صورته في أعينهم.
- الإدمان أو المشاكل السلوكية: إذا كان أحد الوالدين يعاني من الإدمان أو مشاكل سلوكية، فقد لا يكون قادرًا على تكوين علاقة صحية مع الأبناء. هذا يمكن أن يؤدي إلى نوع من النفور أو الكره العاطفي.
أشكال ظلم الآباء لأبنائهم
أولاً: الاتجاه إلى الضرب العنيف نحو الأبناء
قد يتجه بعض الآباء إلى استخدام طريقة الضرب الخفيف لردع الابن على فعل خاطئ يقوم به الابن، ويكون ذلك على سبيل التأديب، لكن يكون ذلك وفقاً لشروط وقيود يجب الالتزام بها، مثل:
- لا يجب ضرب الأطفال أثناء الغضب.
- لا يجب ضرب الأبناء كوسيلة لتفريغ الضغط والطاقة السلبية.
- عدم ضرب الوجه وليس الرأس.
- عدم ضرب الفرج.
وقد ذكر دين الإسلام بعض القيود التي يجب اتباعها أثناء ضرب الأبناء:
- عدم ضرب الابن أمام أي شخص، ولو كانوا أخوته، لأن ذلك سيؤثر على شعوره ويجعله شخص عدواني.
- أن يبلغ من العمر 10 أعوام.
- ضرب الطفل ثلاثا مرات فقط، ولا تتخطى يدك كتفك حتى لا تؤلمه.
- إذا قام الابن باستحلافك بالله لكي تتوقف عن ضربه، فيجب عليك أن تتوقف فوراً.
أما اذا تحول ذلك الضرب إلى ضرب عنيف فذلك يؤدي إلى الكره والحقد، وعندها تبدأ علامات الانحراف وانعدام التربية في الظهور.
ثانياً: فرض آراء الآباء وإجبار الأبناء على تلك الآراء
- قد يقوم الآباء بفرض آرائهم على الأبناء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، مثل: أن يمنعوهم من اتخاذ قراراتهم الخاصة، مما يؤثر على تكوين شخصياتهم ونشأتهم نشأة سوية.
- ومن ذلك أيضاً تزويج البنات بالإجبار دون موافقتهم، وأيضاً أن يجبرها الأب على التعلم أو العمل في مكان لا تريده.
ثالثاً: الدعاء على الأبناء
- من الشائع قيام الآباء بالدعاء على أبنائهم وقت الغضب خاصة (الأمهات)، وهذا خطأ كبير حيث يفضل الدعاء لهم بالهداية والصلاح.
- وقد نهي رسول الله "صلى الله عليه وسلم" الآباء عن الدعاء على الأبناء، حيث قال: (لا تَدْعُوا علَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا علَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا علَى أَمْوَالِكُمْ، لا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ).
صور ظلم الاباء للابناء
أولاً: سب الأبناء وشتمهم
- قد يقوم بعض الآباء بتوجيه الكثير من الألفاظ السيئة لأبنائهم، مما يشكل أثر كبير في شخصيتهم أو تربيتهم، فقد يقضي الآباء على شخصية أبنائهم نهائياً دون أن يدركوا ذلك.
- ويفقدهم ثقتهم في أنفسهم مما يجعلهم غير قادرين على التحدث إلى من هم أكبر سناً منهم.
- أو ينتج عن ذلك تكوين شخصية سلبية اتجاه المحيطين بها، يكون هدفها الوحيد إيذاء ما حولها.
ثانياً: عدم العدل بين الأبناء
تنتشر ظاهرة التفرقة بين الأبناء بشكل كبير جداً، حيث يقوم الأب بتفضيل أحد أبنائه عن الباقي وكذلك الأم تقوم بتفضيل أحد أبنائها عن الباقي، وذلك يكون له تأثير كبير ونتائج سيئة على الأبناء، ومن تلك النتائج:
- تكوين عداء وكراهية بين الأخوة بعضهم لبعض، قد يصل إلى الرغبة في القتل.
- شعور الأبناء بالنقص، بجانب توجهه إلى حياة الشقاء والرزيلة.
- توليد الخوف والانطوائية، والبغضاء داخل المنزل.
لذلك يجب أن يبتعد الآباء عن التمييز بين أولادهم، سواء كانوا ذكور وإناث أو ذكور فقط أو إناث فقط.
أسباب عدم العدل بين الأبناء:
- أن يكون المولود أنثى، وهو من الجنس الغير مرغوب فيه، وذلك بسبب ظاهرة الجهل المنتشرة بين الناس.
- أن يكون أحد الأبناء مولود بعاهات جسدية ظاهرة.
- أن يكون أحد الأبناء قليل الجمال أو ضعيف الذكاء.
- أن يكون أحد الأبناء قليل أو كثير الحركة على خلاف الآخرين.
ثالثًا: عدم الإنفاق على الأبناء وتأمين ما يحتاجونه
- قد يقوم الآباء بالتقصير اتجاه متطلبات أبناءهم عن طريق عدم الإنفاق عليهم، إما لتفضيل بعضهم عن بعض أو لتأديبهم على فعل خاطئ قاموا به، لكن ذلك ليس له أي فائدة بل يعود بالسلب على الطفل، فقد يلجأ إلى السرقة أو التسول وغير ذلك، مما ينتج عنه شخصية سلبية مريضة.
رابعًا: عدم القيام بمهمة التربية
- كثير من الآباء لا يدركون المسؤولية الواقعة على عاتقهم وهي تربية أبنائهم، فيتفرغ كلاً من الأب والأم لمهامهم في الحياة، وذلك له تأثير كبير على الأبناء، حيث لا ينشأن نشأة سليمة ويصبحون ناكرين لأباءهم لا يخافون منهم ولا يقدروهم.
خامسًا: الإهمال والتقصير في حق الأبناء
- يعتقد اغلب الآباء أن تلبية كافة متطلبات الأبناء من مأكل ومشرب، وملبس، وغير ذلك، هي التربية بشكل كامل.
- وعلى العكس فإنه يقع على عاتق الآباء أشياء أخرى، مثل: الاهتمام والحنان، والعطف، وتعليمهم أمور الحياة، والجلوس معهم يومياً ومعرفة أحوالهم.
سادسًا: حرمان الأبناء من اللّعب والترفيه
- قد يتجه بعض الآباء إلى حرمان أبنائهم من ممارسة أولوياتهم وهي اللعب، وذلك لكي يعاقبوهم على فعل خاطئ قاموا به.
- وعلى عكس ذلك، فإنه يجب على الآباء توفير لأبنائهم مساحة من اللعب تبعاً لخطة مدروسة، لما في ذلك من تأثير على شخصية الطفل على المدى البعيد.
- فقد كان رسول الله "صلّى الله عليه وسلّم" يدخل على عائشة "رضي الله عنها" وهي تلهو بالعرائس، فيدعها تفعل ما تشاء؛ لِما في ذلك من تعليمها وتهيئتها للأمومة.
سابعًا: السخرية والاستهزاء
- تتشكل شخصية الأطفال عن طريق البيئة المقيمين فيها والمواقف والأعمال التي يتعرضون لها، فنراهم يتأثرون بكل المواقف التي تحدث إليهم خاصة استهزاء آبائهم منهم، أو تقليلهم من قدراتهم وكيانهم، مما يسبب الكره والضغينة في قلوبهم.
الآثار السلبية الناتجة عن ظلم الآباء للأبناء
ينتج عن ظلم الاباء للابناء كثير من المشاكل للأطفال، سواء كانت مشاكل نفسية أو سلوكية، أو جسدية، أو صحية، وتظهر تلك المشاكل بوضوح على المدى البعيد، كما تستمر ذكرياتها معهم دائماً، ومن تلك المشاكل:
- الاكتئاب.
- السمنة والتدخين.
- القيام بالعنف أو الوقوع ضحية له.
- اللجوء إلى الكحول والمخدرات.
- اللجوء إلى السلوكيات الجنسية المصاحبة لمخاطر كبيرة.
قصص عن ظلم الآباء للابناء
ظلم الآباء للأبناء يعد من المواضيع التي تتناولها العديد من القصص الأدبية الواقعية والفنية، وقد يظهر هذا الظلم بطرق متنوعة تؤثر في الأبناء نفسيًا وعاطفيًا، إليك بعض القصص التي تعكس هذه الأنماط من الظلم:
1. قصة "أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ
- في رواية "أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ، نجد أن أحد الشخصيات يعاني من ظلم والده الذي يعامله بشكل قاسي ويحرمه من التعليم والفرص.
- هذا الظلم يتجسد في العلاقة بين الأبناء والآباء في الحارة المصرية حيث يتم تقييد طموحات الأبناء وتحطيم أحلامهم بناءً على توقعات وآراء غير عادلة من الآباء. يعكس هذا النوع من الظلم تأثيرات سلبية على نفسية الأبناء ويعوق تقدمهم.
2. قصة "الأب القاسي"
- هذه القصة تدور حول أب يتوقع من ابنه أن يكون نسخة منه في كل شيء، ومن دون مراعاة لميول الابن الشخصية. يُجبَر الابن على تلبية طموحات والده حتى في مجالات لا يهتم بها، مما يؤدي إلى تصاعد الخلافات بينهما.
- في النهاية، يعاني الابن من ضغوط نفسية شديدة بسبب عدم قدرته على الوفاء بتوقعات والده، بينما يشعر الأب بالخيبة لعدم تحقيق ابنه لما كان يطمح له.
3. "رواية الأغنياء والمحرومين" (بعض القصص الواقعية)
- تعكس العديد من القصص الواقعية الظلم الذي قد يمارسه بعض الآباء تجاه أبنائهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بالميراث أو التفريق بين الأبناء. في بعض الحالات، يواجه الأبناء تفضيلًا غير عادل بين الإخوة، مما يولد مشاعر الغيرة والألم العاطفي. هذا النوع من الظلم يمكن أن يؤدي إلى تدمير العلاقات الأسرية ويترك آثارًا نفسية طويلة الأمد.
4. قصة "الأب الذي قتل ابنه"
- في هذه القصة، يُظهر الأب مشاعر قاسية تجاه ابنه بسبب فشله في تحقيق توقعاته العالية. في أحد المواقف، يعبر الأب عن غضبه بطريقة غير مبررة، مما يؤدي إلى وقوع حادث مأساوي يعكس مدى الصراع الداخلي الذي يعاني منه الأب نتيجة توقعاته غير الواقعية. الحكاية تبرز كيف يمكن أن يتحول حب الأبناء إلى عبء ثقيل بسبب الضغوط المفروضة عليهم.
5. "قصة محمد" من الواقع
- محمد هو شاب نشأ في أسرة حيث كان الأب يفرض عليه الكثير من القوانين والقيم الصارمة، مما أثر سلبًا على تقديره لذاته. كان الأب دائمًا يقارن محمد بأبناء الآخرين، ويشعره دائمًا بالذنب إذا لم يحقق نفس الإنجازات. هذا الظلم المستمر خلق فجوة عاطفية بين الأب وابنه، مما جعله يشعر بالعزلة والرفض طوال حياته.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_10775