نصائح وخطوات مهمة في علاج التفكير الزائد
جدول المحتويات
علاج التفكير الزائد:
يخطئ من يتصور أن الهدف التفكير هو الوصول لحل من الحلول من أول خطوة، فهذا الظن خاطئ تماماً، فليس بمقدور أي إنسان أن يصل لحل مشاكله بعد التفكير أو بمعنى أدق بعد أولى خطواته في التفكير.
ولكن المشكلة تكمن في أن هذا التفكير لا يسلم صاحبه لأي فعل بناء، فربما أسلم التفكير صاحبه لاحتياج لجمع المزيد من المعلومات، فيقوم بسؤال أهل الخبرة، أو يقوم بالدخول لوسائل التواصل الاجتماعي لجمع المعلومات، وفي تلك الحالة يكون التفكير في المسار السليم.
أما التفكير الزائد أو التفكير المفرط يكون من أهم سلبياته أنه لا يسلم صاحبه لأي فعل مهما كان، ولكن يظل يفكر الإنسان بشكل مستمر دون القيام بأي فعل مهما كان بسيطاً.
كذلك لا يقصد من التفكير المفرط الكسل أو عدم العمل، فربما كان الإنسان ناجحاً في عمله، بل وفي أعلى مراكز التفوق المهني، ولكن يستغرق في التفكير الزائد في الماضي، ويحاول دائماً الوصول لاستنتاجات عن الماضي لا تفيد في الحاضر أو المستقبل.
إن التفكير الزائد يسرق الوقت والعمر بدون طائل، حتى وإن كان صاحبه ناجحاً في جانب من جوانب الحياة مثل الجانب الأسري أو الاجتماعي.
فكيف هو السبيل للعلاج من تلك المشكلة؟
الخوف من المستقبل والندم من الماضي والمثالية
- يكمن الفارق المهم في هذا الشأن في أنك غير متحكم بأي حال من الأحوال في الماضي الذي يملك أحداثاً انتهت بالفعل، وكذلك التخوف من المستقبل الذي لم يأتِ بعد، ففي هذه الحالة أنت .. عزيزي القارئ .. لا تملك التحكم بأي شكل من الأشكال في هذا الأمر.
- ويصبح التفكير فيما لا تتحكم فيه أمراً غاية في الصعوبة، بل إنه من الأمور التي تستهلك الإنسان بشكل كبير، بل يجعل الإنسان يترك ما يمكنه التحكم فيه وتغييره، ليفكر فيما لا يمكنه التحكم فيه ولا تغييره.
- كذلك فإن طلب الكمال من الذات في مواقف الماضي أو فيما نتوقعه في المستقبل أمر في غاية الصعوبة، فإن الإنسان يكون في هذا الأسلوب من التفكير مستغرقاً في نقد الذات مطالباً لها بتصرفات ومثاليات لا يمكن تحقيقها وفات أوان تعديلها.
- ففي المواقف السلبية التي لم يتجاوزها الإنسان يكون الإنسان نادماً على ما لم يحققه من ردود فعل تحفظ كرامته، ويظل نادماً على عجزه عن المواجهة.
إن الإنسان الذي يطالب نفسه بالمثالية الكاملة، وبالردود المناسبة في كل المواقف، إنسان يقضي على نفسه دون شعور، فهو يمارس التفكير الزائد الذي ستهلك فيه طاقته دون فائدة.
أولى خطوات الحل هو الاعتراف بالمشكلة
نعم عزيزي القارئ، فالاعتراف بأنك واقع تحت أسر تلك المشكلة الصعبة هو أولى خطوات الحل، فلا تهرب من وصف المشكلة أو تعطيها بعض المسميات الأخرى مثل محاولة البحث عن أفضل الحلول وعدم التسرع في بعض الأمور.
فيجب عليك أن تكون قادراً على الاعتراف بأنك أجلت العديد حسم العديد من المشكلات، وأنك فقدت العديد من الفرص، وآن أوان أن تضع حداً لهذا الهدر من الطاقة والعمر.
وأولى علامات الوعي هو شعورك بالوقت الذي تمارس فيه التفكير بدون فائدة، ففي لحظة معينة تجد نفسك واعياً بأنك يجب عليك التوقف الآن عن هذا التفكير الغير مفيد، حينها يمكنك أن تقوم بتخيل هذه العادة كأنها شخص عليك طرده من خيالك فوراً.
ففي استخدامك الإيجابي للخيال طاقة كبيرة يمكنك استغلالها بشكل سليم، فيمكنك تخيل التفكير الزائد وكأنه شخص تكرهه، أو صورة تبغضها.
يمكنك استخدام الخريطة الذهنية
- ففي تلك الطريقة يمكنك حسم بعض الأمور من خلال رسم صورة لما يدور في عقلك على الورق، وذلك من خلال كتابة الأفكار التي تفكر فيها بالورقة والقلم.
- وتعتمد تلك الطريقة على كتابة أول فكرة تفكر بها على الورق، ثم تخرج منها خطاً ثم تكتب ثاني فكرة تفكر فيها في نهاية هذا الخط، ثم تخرج خطاً جديداً من أي من أي منهما لتكتب الفكرة الثالثة.
- تلك الطريقة قادرة على إخراج كل ما تفكر فيه بشكل كبير، وبعدها يسهل عليك قراءة ما تفكر به بشكل يجعلك أسرع في الوصول لتحليل مناسب لما كتبت.
- كذلك يمكنك كتابة المعلومات الهامة التي تساعدك في حل المشكلة، وذلك بتخصيص دفتر صغير تجعله مرافقاً لك في كل مكان، هذا الدفتر وهذه الطريقة تجعلك قادراً على الربط بين المعلومات التي توصلت لها، مع تلك الأفكار التي كتبتها في الخريطة الذهنية.
الفعل دواء التفكير:
- نعم عزيزي القارئ، فالبحث عن المثالية دائماً والخوف من التنفيذ خوفاً من عدم الوصول للمثالية المطلوبة يجعلك في حالة تأجيل دائم للفعل، ويجعل أفكارك حبيسة برأسك.
- بينما حين تدخل في حيز الفعل حتى وإن كان الواقع أقل من المثالية التي تطلبها، إلا أن دخولك في حيز الفعل يزيد من فرص التطور الإيجابي الذي يساعدك للوصول لأفضل النتائج في النهاية.
- فلك أن تتخيل أنك شرعت بالفعل في الدخول في الفعل، وأنت لازلت في التفكير، ستجد أنك الآن قادراً على جمع المعلومات بصورة أدق، وأن الكثير من الاحتمالات التي كنت تخشاها لم تتحقق، وأن الفعل أكسبك قوة أكبر في مواجهة الحياة.
- فالفعل المدروس المستند على خريطة ذهنية وورقة وقلم واعتراف بالمشكلة وفهم للواقع ووعي به له أثر كبير في التطور وحسم العديد من المشكلات المؤجلة.
- حاول أن يكون الفعل سريعاً مهما كان بسيطاً، ففي بعض الأفعال البسيطة تكمن المعجزات والطاقات الإيجابية التي ستتفاجأ بها عزيزي القارئ.
- لا تحاول التأجيل .. فبعد الفعل يمكنك التراجع وتصحيح ما قد تكون قد أخطأت فيه، ولكن هناك فارق كبير بين الخطأ أثناء التفكير، والخطأ بعد الدخول في الفعل.
ففي الخطأ في حالة التفكير فقط تصور المخاوف المواقف السلبية على أنها كوارث، بينما في التفكير من خلال الفعل يكون الأمر عادياً يمكن علاجه، وهنا يمكنك تقبل بعض الخسائر البسيطة.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_15220