ما هو علاج الخلعة وعلاقته بالعوامل الوراثية وكيفية التعامل معه؟
كيف نتعامل مع الخلعة أو الخوف؟
إن الخوف من المشاعر التي يولد بها الإنسان، وشعور الإنسان بالخوف في حد ذاته ليس أمراً يشير إلى وجود مرض، فالإنسان قد يكون من الطبيعي أن يشعر بالخوف في مواقف كثيرة، ولكن الخوف غير الطبيعي يتمثل فيما يلي:
- فوجود داعي للخوف في موقف معين مثل حدوث حريق في المكان، أو وجود شخص يهدد الموجودين بسلاح في يديه، من الطبيعي أن يشعر الإنسان حينها بالخوف، ولكن المشكلة تكمن في ارتباط مشاعر الخوف والرهبة بمواقف ليس من المعتاد أن يخاف منها الشخص الطبيعي.
- مثل ارتباط الخوف بالأماكن المرتفعة أو الخوف من مواجهة الناس أو الخوف من الظلام وغير ذلك من الحالات التي لا يخاف منها الشخص في الأوقات العادية.
- ولكن يثور التساؤل هنا عما إذا ارتبط الخوف بمثيرات متنوعة، هل هناك علاج لهذا الخوف أم أن الخوف سيظل ملازماً للإنسان باقي حياته؟
علاقة الخلعة أو الخوف بتاريخ العائلة المرضي
هل هناك مخاوف يمكن أن تجمع عائلة معينة بمخاوف محددة؟ هذا السؤال يبحث عنه دائما أطباء علم النفس لمعرفة أسباب الخوف لأن أغلب الحالات التي تعاني من الخوف تتأثر بذلك، من خلال الآتي:
- أكيد هناك عوامل وراثية يمكن أن تجمع عائلة معينة بطريقة معينة، ولكنها غير إلزامية بأن يصاب بها كل أفراد الأسرة أو العائلة، بمعنى أنه إذا ما كانت الأم تخاف من القطط فمن المحتمل أن يخاف من القطط ابنها أيضاً وقد لا يخاف من القطط.
- فالأمر يعتمد على التاريخ النفسي والمرضي والاستعداد الخاص بكل فرد من أفراد العائلة، ولكن الأكيد أن المخاوف التي تحدث لعائلة من العائلات وتتناقلها الروايات المتداولة بين أفراد العائلة فإنها ستكون فاعلة لمن يصدقها وغير فاعلة لمن لا يصدقها.
- وفي كل الأحوال فإن الخلعة أو الخوف يمكن أن يورث في الجينات التي يحملها الإنسان، ولكن هذا لا يعني أن الخوف الموروث لا فكاك منه ولا هرب، ولكن من الممكن أن يتدرب الإنسان على مواجهته فيكتسب من الخبرات ما يجعله قادراً على مواجهة أي نوع من أنواع الخوف.
مثال على تأثير المخاوف على حياة الإنسان
قد يكون المثال أكبر دليل على توضيح فكرة الخوف الشديد، ويتمثل تفاصيل هذا المثال فيما يلي:
- الخوف أو الخلعة هي مشكلة حياته، منذ أن كان صغيراً كانت تعاقبه أمه بتركه في غرفة مظلمة وحده لدقائق، وكلما كبر العقاب كلما زادت الدقائق في الغرفة المظلمة لساعات، كان يخشى تلك الغرفة بشكل كبير.
- لم يكن يرى في الغرفة إلا بعض الظلال من النور المتسرب من خلف الباب الضخم، ولكنه كان يخشى من الرسومات المرتسمة على الجدران تلك التي يراها من خلال هذا النور، فهو يخشى أن تكون تلك الحركات في الظلال البسيطة حشرة من الحشرات.
- وبالفعل في الظلام شعر بحشرة تسير على جسده في الظلام، صرخ بشدة، صرخ حتى انفتح الباب عليه، وعندما كبر علم أنها ليست أمه ولكنها زوجة أبوه، فكانت تتحين الفرص بعد خروج والده لكي تدخل الطفل في غرفة مظلمة لترتاح من متابعته، وعند عودة الأب كانت تهدده بمضاعفة العقاب ومضاعفة وقت مكوثه في الغرفة إذا ما أخبر والده بالعقاب، فخاف من إخبار والده بأي شيء.
- أصبح الخوف هو المحرك الرئيسي لمشاعره، كان يخاف من كل شيء وأي شيء، فقد الشعور بالأمان، لم يكن يثق أن هناك أحد سينصره إن ُظلم، كان يخاف من الامتحانات، فرغم المذاكرة المستمرة طوال العام، إلا أنه من شدة خوفه من الامتحان كان ينسى المعلومات وقت الإجابة.
- لم يجد عملاً بعد حصوله على شهادة متوسطة سوى فرد أمن ليلي، فأصبح الظلام يواجهه في عمله وفي خياله وفي ذكرياته، بمجرد أن يرى الظلام يشعر برجفة في قلبه واهتزاز في أعصابه، حتى أن عمله الوحيد الذي يتعيش منه أصبح مهدداً بسبب مظاهر الخوف التي تظهر عليه كلما حل الظلام.
- ذهب للمختصين بالطب النفسي ونصحوه بمواجهة أبوه بحقيقة ما كان يواجهه في الصغر، وبالفعل واجه أباه بحقيقة تلك الغرفة التي بقى فيها أصعب أوقات عمره، وبكى الأب من شدة الظلم الذي تسبب فيه لابنه، فتلك الزوجة لم تكتفِ بخيانة الأب بل كانت تحبس الطفل في غرفة مظلمة حتى لا يسمع ما كان يحدث بينها وبين عشيقها.
- ولكنه رغم كل ذلك حمد الله على سلامة ابنه من السوء، وشكر ابنه لأن ابنه كان السبب في كشف خيانة الزوجة حين أعطى أباه الهاتف المحمول الخاص بزوجته، واخبره أباه أنه غير نادم على فشله في الزواج لأنه خرج من حياته بأفضل ابن في الحياة.
- كانت كلمات الأب بمثابة طوق النجاه والنور الذي أنار ظلام الخوف، فلم يعد يخشى الغرف المظلمة لأن نور وعيه كان أقوى من أي ظلام.
مواجهة الخوف بدراسة أسبابه
يمكن للإنسان أن يواجه الخوف بدراسة أسبابه، حيث أن الإنسان وحده هو القادر على التعرف على أسباب خوفه إذا ما راجع أحداث حياته بصدق واعترف بتأثيراتها عليه، حينها وعند الكشف عن الموقف المسبب للمخاوف سيكون قد قطع شوطاً كبيراً في اتجاه الشفاء، ذلك لأن التبصر بأسباب المشكلة له دور كبير في رسم خطوات العلاج، وأولى خطوات دراسة أسباب الخوف تتمثل فيما يلي:
- هي كتابة أسباب الخوف في ورقة والتعرف عليها، أو تسجيل الروايات التي يرويها الشخص عن حياته ومراجعتها مرة أخرى واستخراج النقاط الهامة في تلك الروايات.
- ويجب التنويه على أن هناك حالات الإصابة فيها بسيطة ويمكن علاجها ذاتياً، وهناك حالات تحتاج لتدخل مختصين في علم النفس لمساعدة الإنسان على التخلص من آثار الخوف.
- إن الخوف أو الخلعة مجرد مشاعر يمكن السيطرة عليها واستغلالها بشكل إيجابي في الحياة، فليس كل الخوف مرضاً، فهناك نوع من الخوف يدفع صاحبه لكل خير، فمخافة الله أصل العبادة، والخوف من الوقوع في الخطأ أصل الحرص والحذر، والإنسان بدون الحرص والحذر سيكون في احدى درجات التهور والتسرع.
- استمر عزيزي القارئ في سعيك للقضاء على أسباب خوفك بالوعي والعلم والتدريب، مهما طال الطريق ستصر في النهاية، فاستمرارية السعي تقضي حتمية الوصول، وستصل حتماً في النهاية للشفاء من تلك المخاوف، فإنها في الحقيقة ليست إلا مجرد مشاعر سلبية يمكن القضاء عليها بالعمل الإيجابي الجاد في الحياة.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_16074