لماذا تستأذن الزوجة من زوجها في صيام القضاء؟

لماذا تستأذن الزوجة من زوجها في صيام القضاء؟
تستأذن الزوجة من زوجها في صيام قضاء رمضان أو الصيام التطوعي إذا كان الزوج حاضرًا غير مسافر، وذلك لما ورد في الحديث الصحيح، لا لأن قضاء الصيام غير واجب، بل لأن حق الزوج في الاستمتاع بها واجب على الفور، بينما القضاء يجوز تأخيره إلى آخر شعبان (ما لم يضق الوقت).
الدليل من السنة النبوية:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: ((لا يَحِلُّ لامرأة أن تصومَ وزوجُها شاهدٌ إلا بإذنه، ولا تَأذَنَ في بيته إلا بإذنه)) – رواه البخاري (5195) ومسلم (1026)
شرح الحديث:
- "وزوجها شاهد": أي غير مسافر، لأن حضوره يقتضي توفرها له، وقد يرغب في الاستمتاع بها.
- المنع هنا يشمل الصيام التطوعي، ويُقاس عليه القضاء عند بعض العلماء إذا كان يمكن تأخيره.
- لكن إن ضاق وقت قضاء رمضان (أي بقي وقت يسير قبل رمضان القادم)، فلا يُشترط إذن الزوج، لأن القضاء أصبح واجبًا على الفور، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
أقوال العلماء:
- ابن قدامة – رحمه الله – قال: "وللزوج أن يمنع زوجته من صيام التطوع، لأنه حقه واجب، فلا يُفَوَّت بصيام غير واجب" – [المغني، 3/124]
- الشيخ ابن باز – رحمه الله – قال: "إذا كان بقي وقت واسع لقضاء الصيام، فإنها تستأذن زوجها، أما إذا لم يبق إلا القليل، فلا حاجة للإذن" – موقع ابن باز الرسمي.
هل يجوز صيام المرأة دون موافقة زوجها؟
نعم، يجوز للمرأة أن تصوم دون موافقة زوجها في بعض الحالات، ويُمنع ذلك في حالات أخرى، بحسب نوع الصيام وحال الزوج، إليك التفصيل:
أولًا: صيام الفريضة (مثل قضاء رمضان أو صيام النذر)
- يجوز للمرأة أن تصومه دون إذن زوجها، إذا ضاق الوقت ولم يبقَ إلا أيام قليلة قبل دخول رمضان التالي، لأن القضاء حينها يصبح واجبًا على الفور.
- أما إذا كان الوقت موسّعًا (أي ما زال هناك متسع لقضاء الصيام)، فالأفضل أن تستأذن زوجها، خاصة إذا كان حاضرًا، لأنه قد يحتاج إليها.
"لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" – [حديث صحيح]
ثانيًا: صيام التطوع (مثل صيام الإثنين والخميس أو صيام الأيام البيض)
- لا يجوز للمرأة أن تصوم تطوعًا وزوجها حاضر إلا بإذنه.
قال رسول الله ﷺ:"لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها حاضر إلا بإذنه" – [رواه البخاري (5195) ومسلم (1026)]
- السبب: لأن حق الزوج في الاستمتاع بها واجب وفوري، فلا يجوز تفويته بصيام تطوع غير واجب.
ثالثًا: إذا كان الزوج مسافرًا أو غائبًا
- إذا كان الزوج غائبًا أو لا يحتاج إلى الاستمتاع بها في ذلك اليوم، فيجوز لها الصيام حتى دون إذنه، سواء كان تطوعًا أو قضاءً، لأن المانع قد زال.
هل يجوز للزوج منع زوجته من صيام القضاء؟
لا يجوز للزوج أن يمنع زوجته من صيام قضاء رمضان إذا ضاق الوقت، لأنه حق لله تعالى واجب الأداء على الفور، ولا يجوز لأحد أن يمنع من أداء فرض واجب.
1. إذا كان الوقت ضيقًا (أي بقي أيام قليلة قبل رمضان القادم):
- يجب على الزوجة الصيام فورًا، حتى دون إذنه.
- ولا يجوز للزوج منعها، لأن قضاء رمضان فرض عيني يجب أداؤه قبل دخول رمضان التالي.
قال تعالى: "فمن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر" – [البقرة: 184]وهذا يشير إلى وجوب قضاء الصيام.
وقال النبي ﷺ: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" – [رواه أحمد وصححه الألباني]
2. إذا كان الوقت واسعًا (أي لا يزال هناك أشهر حتى رمضان المقبل):
- يجوز للزوج أن يطلب من زوجته تأجيل الصيام إذا كان حاضرًا ويريد الاستمتاع بها.
- في هذه الحالة، من الأدب الشرعي أن تستأذن الزوج، لأن حقه في الاستمتاع واجب على الفور، بخلاف الصيام الذي وقته موسّع.
هل يجوز قطع صيام القضاء للجماع؟
هناك العديد من الآراء حول مسألة قطع صيام القضاء، فالبعض يشير إلى جواز حدوثه خاصة إذا كان هناك وقت آخر متاح لقضاءه وطاعة للزوج، وهناك منيؤكد على عدم إجازاته عمدًا، لأنه صيام واجب وقضاءٌ لفرضٍ شرعي، ولا يجوز إبطاله إلا لعذر شرعي:
1. صيام القضاء واجب، وحكمه كصيام الفرض:
- صيام قضاء رمضان له حرمة وحرمة الفرض سواء.
- إذا بدأ الإنسان صيام القضاء، وجب عليه إتمامه، ولا يجوز قطعه إلا لعذر شرعي (مرض، سفر، حيض… إلخ).
قال الله تعالى:"ولا تبطلوا أعمالكم" – [محمد: 33]
وقال النبي ﷺ: "من أفطر يومًا من رمضان من غير رخصة ولا مرض لم يقضِه صيام الدهر وإن صامه" – رواه الترمذي (723) وصححه الألباني. ويدخل في هذا الحكم صيام القضاء، لأنه مثل رمضان في الحكم.
2. حكم الجماع أثناء صيام القضاء:
- الجماع في نهار صيام القضاء يُبطل الصوم.
- ويجب التوبة من ذلك، وإعادة الصيام في يوم آخر.
- ولا كفارة (عتق رقبة أو صيام شهرين) إلا في صيام رمضان فقط عند الجماع.
بعض الناس يظنون أن صيام القضاء "أخف" من صيام رمضان، وهذا خطأ، والنية بالصيام الواجب ملزمة بإتمامه، ولا يجوز قطعه بمجرد الرغبة في الجماع أو غيره.
3. الحالات التي يجوز فيها قطع صيام القضاء:
- المرض المفاجئ
- الحيض أو النفاس
- السفر المفاجئ لغرضٍ مباح
- وجود مشقة شديدة تُبيح الفطر
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_21375